إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي نزار :
هذا العمل الذي بين يدي هو خاطرة بآداء شاعري .
ليس المهم الآن النقاش حول نوع العمل الأدبي وبالوقت بإذن الله تكتسب الخبرة الكافية للتعبير الشاعري ..
1- العنوان كان رائعًا للغاية وأجمل ما فيه هو الخلط بين الواقع والفانتازيا ؛ فالعنوان به خلط بين المحسوس (الرائحة) والملوس (الشغب) والشغب الهادئ الذي هو برائحة البحار أنسنة للبحار . هنا حيث يكون المحبوب \ البحر رمزًا لحالة معينة هي الشغب الهادئ ذلك الشغب الذي نسميه في لهجتنا العامية (شقاوة\ شيطنة) وإن كنت لا أحب هذا اللفظ لمدلولاته الدينية . إذا نحن على موعد مع شغب على (نار هادئة) أو ماء هادئ .
رصد الحالة وتوصيفها جاء متماشيًا مع الإنسان المصري وعشقه الأزلي للبحر إسكندريًا كان أم بورسعيديًا أم دمياطيًا ... هنا نحن بإزاء حالة ال(عفرتة ) المحبوبة للقلب .
المحب يحب محبوبته ...ليس بالضرورة لهدوئها وإنما قد يكون ل(مناكفتها إياه) أو لأنها -بالعامية- تنكشه ولا يخفى على ذي اللب ما يسببه هذا السلوك الجميل من توطيد المحبة .
المعنى المبثوث من الرؤيا والعنوان وكأنه (زيديني شغبًا زيديني) مع الاعتذار لصاحب العمل نزار الحقيقي .
2- الرمز والدلالة :
فأنا سفينتك الفرعونية
وشطئانك المرمرية
ربانك
رئيس حراسك
فقط أدفينينى
فى عمق أمواجك
توحي هذه الكلمات بأننا بإزاء محبوبة من طراز خاص وهي الأم \ الوطن وليست محبوبة عادية وهنا أهنئك على هذا الأداء الرمزي باعتباره مقبولاً بشكل مبدئي مع تجاوز بعض الأخطاء العادية.
3- الصورة والتشبيه :
خطفتني بين جفنيها
أوتني بين جدائلها
غطتني من برد البحر
بجدائلها
فأنا دميتى
لا أعشق غيرها
أنا البحر
وهي سمائي وأنا طفلها
هذه الأبيات تمثل قمة العمل الأدبي من حيث أنه اكتملت فيه الأدوات الصورية ، فالشعر فن الصورة فن الرؤيا فن الخلفية هو تمازج للسينما والمسرح واللوحة النقش والنحت والموسيقى.
آوتني بين جدائها تعبير رائع له الكثير من التصورات الذهنية .
لكن لنكون منصفين أنا البحر وهي سمائي وأنا طفلها في هذا التركيب ضعف أو حالة من التداعي (التداعي أن يكتب الشاعر كل ما على باله دون الالتفات للنمطق) كيف يكون طفلة لها وهي ذاتها دمية ؟ الطفلة هي التي تلعب بالدمية وليس العكس.
ربما كنت مأخوذًا إلى سحر الصورة بين البحر والسماء لكنك لم تحسن التبعير عنها كما ينبغي .
صغيرتي
ما دافعك للانتحار؟
أرى أنك صغيرة
على تحدي أعتى البحار
سأبتلع خفقك
وسأوقف نبض قلبك
هنا تكون لغة الخطاب لأحداث مضمرة في دخيلة الشاعر لابد أن يفصح عنها حتى لا يسبب مفاجأة تشتت ذهن القارئ . وربما المقصود الحبيبة الوطن أو ربما يكون المقصود هي الحبيبة التي قابلها على الشاطئ وفي رأيي لا لزوم لابتلاع الخفق وإيقاف النبض لأن ذلك يوحي بحالة من العدوانية لو أصبت الحقيقة لقلت سأجعل قلبك ينبض بالثلج (مثلاً) كدلالة على تهدئة حالة الخوف والقلق للمحبوبة.والانتحار هنا هو انتحار سياسي - معنوي يعني الاضطراب الحادث في الدولة (ربما).
لم تكتب لها شهادة ميلاد
من تحرك همومي
تعبير جميل ... تلك الجميلة المنسابة على شاطئ الحياة كيف لها أن تحرك المياه الراكدة القلقة (الهموم)لا سيما وأنها كبيرة الحجم ؟! أحسنت بشدة .
مع هذا الشطر الأخير يبقى باب الشجن مفتوحًا في انتظار من يحرك الحالة النفسية إنها حالة لا تحركها إلا عروس من طراز خاص لا تحرك الشجن إلا (بعفرتتها -نكشها) وهنا يكون التدليل على ا لرؤية المبثوثة من خلال العنوان سليمًا للغاية.
العمل عزيزي كأنه محاولة جريئة تنقصه معرفة الوزن والتفاصيل المنطقية لكنها مبدئيًا مقبولة للغاية ويمكن لك مستقبلاً بإذن الله الاستفادة منها والتعديل عليها .. ويا لأجمل مشاغبتك !
|
أفضل الدعاء*** الحمد لله
أكل هذا فى خربساتي المتواضعه او كما قلت عفرتي
أحسنت أبن مصر الوصف والتحليل
ولكن داخل كل منا فكرة أحب وأعشق أن أترك للقارئ
حريه التخيل وألا ؟؟؟
لك يأخي الطيب كل التقدير والود
هذه فكرتك وأنا أحترمها ولكن لى تصور أخر أتركه للقارئ
وهو ما أكتب له
وأفضل الذكر*** لا أله ألا الله