المثقف العربي

[هـــند]

بعد ان واجه العربي البسيط الاستبداد السياسي الملحوظ على بعد المريخ من الأرض، أصبح يعاني من المثقف المستبد الذي يمارس جميع أساليب ثقافته لاثبات الحق و العدل من منظوره هو حتى وان عنف القارئ البسيط والمتلقي العادي، بحيث يمنح نفسه لقب التميز و كأنه يريد تحويل الهالة التي تبث الاحترام بين المثقف وعالي التعليم من جهةو المتلقي ان كان طالب او متصفح جرائد او انسان عادي يشغل وقته بأحاديث شاشات التلفازمن جهة اخرى،الى استعباد يخول له طرح أي فكر يتبعه باسلوب التعقيد والكلمات الملغمة.
وباعتبار أن المجتمع منظومة متناسقة يتداخل فيها ماهو اجتماعي وسياسي واقتصادي فان الثقافة وثقل الكلمة تعيد تأهيل هذه المنظومة يتبع أفرادها النماذج الثقافية المطروحة والمصوغة امامه من خلال السلطة و المثقفين.هنا يجب الحذر حتى لا يستغل المثقف مفهوم الغلبة للعارف و يتحول من مثقف متابع لقضايا مجتمعه الى مثقف مستبد يعلو صوته بشعارات ممكن ان لاتتناسب مع ثقافة مجتمعه و تحول دون حل مشاكل المجتمع الحقيقية، ويتحول الدفاع عن المكتسب الثقافي له الى حرب مع معاني القيم و الأفكار السائدة في مجتمعه .
و من منطلق ان المثقف العربي هو نبض المجتمع وضميره المتكلم،يجب عليه تفادي تصنيف المجتمع الى نخبة قليلة تفكر و كثرة تنفذ فقط حتى لا يتعامل مع البشر كقطيع يستهلك افكاره دون ان يعي معناها ومجبر على اتخاذها كمرجعية دون نقاش.

[المشرقي الإسلامي]

موضوعك هام للغاية أختي العزيزة ، هناك مشكلة لا يدركها الكثيرون وهي أن نمط السلطة ينتقل بشكل غير مقصود من النظام السلطوي إلى الأنظمة الأخرى وهذا الانتقال تفرضه بعض الظروف السيئة كندرة الموارد أو عدم تكافؤ الفرص أو غير ذلك من الأسباب والأساليب التي تتبعها الأنظمة .
المشكلة أن كثيرًا من المثقفين اقتنعوا أن دورهم ما يزال واقفًا عند التنظير ومحاولة حل المشكلات واستنباط جذورها دون معرفة أن كثيرًا منها لا يحتاج إلى هذا الكم من التنظير بقدر ما يحتاج إلى تحرك عملي قد يعتوره الخطأ لكن من خلال الخطأ تتضح كيفيات المعالجة الصحيحة .
هناك قدر كبير من المثقفين يشعر بالعزلة لأسباب كثيرة منها أفكاره الغريبة التي قد تتصادم مع قيم المجتمع ، رؤيته لنفس (مفهوم الذات) ، الاضطهاد بشتى صوره ، الفهم القاصر للمصطلحات الإصلاحية والديمقراطية ، وهذا كله يجعله متقوقعًا حول ذاته ناظرًا إلى المجتمع من منطوره هو ، وكثيرًا ما يقع المثقف في أزمات سيئة تجره إلى هاوية الانطفاء بسبب رؤاه غير المتزنة .
إن المشكلة الكبرى قد تتلخص في غياب مفهوم (الثقافة) كانعكاس سلوكي على المعرفة ، وهنا تكمن الخطورة ..

[ريّا]

هنودة الرائعة
المشكلة التي أراها ومن خلال المنتديات ومع الاسف أن كل من يعرف ويجيد الكتابة
يصاب بنوع من الغرور ويعتبر نفسه مثقفا ويبدأ بالاستخفاف بالاخرين وهذا شيء مؤلم

دمت وسلمت

[transcendant]

عند البحث عن علاقة المثقف بالسلطة و بالمجتمع .. أعتقد أنه .. و دون إطناب .. يتعين أولا تعريف

المثقف و تحديد قسَمَاتِه الشخصية و المعرفية .. ثم إسقاط ذلك على حالة المجتمع المعني ..

شخصيا .. أعتقد أنه لا يوجد أي عربي يمكن أن يكون مثقفا نزيها إلا إذا هاجر نهائيا و دون رجعة .

الثقافة نتج الفكر .. و الفكر نتاج العلم .. و المستوى العلمي مرتبط بمستوى المجتمع الأخلاقي و

الإقتصادي ..

و في ظل أوضاعنا المعيشة المزرية يقف المتعلم العربي محايدا .. ليأمن بوائق الظلم .

و المجتمع العربي صار همه الأكبر التندر و الزراية بالمتعلمين و معاملتهم كالكلاب الموبوءة التي

يجب محاربتها و عدم الإقتراب منها ..

الجانب الآخر من المتعلمين .. يستعمل مستواه دابة يمتطيها كل من هب و دب ..

و منه .. الكلام عن تسلط المثقف العربي على المجتمع .. كلام سابق لأوانه بقرون .. و العكس تماما

هو الصحيح .. فالمثقف هو أول و أكبر ضحية للمجتمع و للنخب المتنفذة التي تعتبره تهديدا خطرا ..

و حضوره شبيه بحضور ملك الموت .

[ابن حوران]

الأخت الفاضلة هنودة

لن نخوض بتعريف المثقف، ولا أظن أن اختياركم للموضوع كان القصد منه المرور لذلك التعريف، لكن فهمت أن المقصود هي الوظيفة المزعومة لمثقفي اليوم وفشلهم في تأديتها أداء جيدا..

معروف، أن من مواصفات المثقف صاحب الرسالة أن يكون (كالمجس) يتلمس ما حوله من هموم وآمال، لينتقل للصفة الثانية وهي (المهماز) الذي يحرض الآخرين على الانتفاض في وجه مسببات البؤس..

يقع الكثير من المثقفين ـ مع الأسف ـ في ما يسمى بالقرف ممن حولهم، ويقودهم ذلك الى التعالي، وعندما يحسون برداءة إنتاجهم يرجعون ذلك الى انحطاط مستوى الفهم عند المجتمع!

هذه الحالة انعكست على أن يكون عندنا عناوين عامة حضارية .. لكنها خاوية من الحياة .. حزب (مجموعة من القياديين الحالمين القرفانين) ومجتمع ينظر الى هذا الحزب بقرف. نقابة (مجموعة تنظر في مبنى وتستفيد من قوانين) مع قطيعة مع أعضاء الجمعية العامة. وبالإمكان استحضار مئات الأمثلة.

هذه مصيبة دور المثقفين.. وبعدما يقترب أحدهم من الموت يترك نصيحة لأبنائه أنه لا فائدة من العمل العام!

تقبلي احترامي وتقديري