4 - الذهاب لصلاة العيد :
وصلاة العيد من أعظم شعائره ، قال - صلى الله عليه وسلم - : " إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي " قال العلماء : وهو دال على أنه لا ينبغي الاشتغال في يوم العيد بغير التأهب للصلاة والخروج إليها ، ومن لازِمِهِ ألا يُفْعلَ قبلها شيء غيرهاَ ، فاقتضى ذلك التبكير إليها ، وأن الصلاة في ذلك اليوم هي الأمر المهم ، وما سواها من أعمال البرِّ فبطريق التبع ، فيذهب إلى صلاة العيد مبكراً ويشتغل بالتكبير في ذهابه وحال انتظاره الصلاة ، وإذا ذهب من طريق رجع من طريق آخر ، فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا كان يوم عيد خالف الطريق .
5 - حكم صلاة العيد :
تتابع فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – وأمره بشهود صلاة العيد وأمر بذلك من ليس من شأنه الخروج ، كالعواتق ، وذوات الخدور (وهن الفتيات في أول سن بلوغهن) وكذلك الحيَّض ولَسْن من أهل الصلاة، وكل ذلك لعظم شأن هذه الصلاة ، وقد اختلف العلماء في حكمها ، فذهب بعضهم إلى أنها : سنة مؤكدة ، وبعضهم إلى أنها : فرض كفاية ، وذهب فريق من أهل العلم إلى أنها : واجبة على الأعيان كالجمعة، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة – رحمه الله- واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ،قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ : "وهذا القول أظهر في الأدلة وأقرب إلى الصواب " .
6 - شهود النساء والصبيان صلاة العيد :
قالت أم عطية – رضي الله عنها – أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – أن نخرج في الفطر والأضحى ، العواتق ، والحيّض ، وذوات الخدور ، وأما الحيّض فيعتزلن الصلاة ، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، ولما قيل للنبي – صلى الله عليه وسلم - : " إحدانا ليس لها جلباب؟ قال: لِتُلبْسِْها أختها من جلبابها" ؛ وكل ذلك لتأكيد شهود النساء هذا المجْمَع العظيم حتى من لم يكن منهنَّ من أهل الصلاة.
وكذا يخرج الصبيان مع أهلهم قال ابن عباس – رضي الله عنهما – خرجت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم فطر أو أضحى فصلى ثم خطب، وبوّب عليه البخاري فقال "باب خروج الصبيان إلى المصلّى " .
وفي حشد المسلمين رجالاً ونساء وصبياناً في مصليات العيد تعظيم لهذه الشعيرة،وإظهار لهذه المناسبة،واحتفال شرعي عظيم بهذا اليوم المبارك .
7 - تحية المسجد في مصلى العيد :
إذا أقيمت صلاة العيد في المصلى ، أي في الصحراء خارج البلد فإنه لا يصلى قبلها ، لما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه خرج يوم الفطر فصلّى ركعتين لم يصلِّ قبلها ولا بعدها ، قال ابن العربي : التنفُّل في المصلى لو فُعِل لنُقِل ، ومن اقتدى فقد اهتدى .
أما إذا أقيمت صلاة العيد في المساجد فإن تحية المسجد تصلى - حينئذٍ - ولو كان وقتَ نهي ؛ لأنها من ذوات الأسباب ، فيصلي من حضر قبل جلوسه ركعتي تحية المسجد .
... يتبع ...
|