العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-02-2009, 10:56 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي قصيدة رائعة للشاعر طاهر العتباني

بسم الله الرحمن الرحيم


الشاعر العزيز طاهر العتباني يمتاز بقدرة رائعة على توليد الصور والمعاني المتنوعة ما بين الفلسفية والإنسانية ، وغيرها من الأشكال والمضامين الإبداعية في قصائده . وهو إلى ذلك يمتاز بطول النفس ، وإن كان يعيبه بعض الإطالة في السرد إلا أنني أرشحه بشدة للقيام بعمل ملحمي من طراز فريد.. يخلد ذكرى كفاح الشعوب والشخصيات القيادية المجتمعية البارزة ..ونرجو منه أن يزيدنا من إبداعه مع وعد بأن أقوم بتعليق تفصيلي على كل ما يكتبه بإذن الله ، وله منا خالص الشكر والتحية ...قلم نشرف به دائمًا .
إليكم واحدة من روائع قصائده..

القصيدة:
أحمد ياسين

(1)

من دمك
يطلع الفجر من ليله المرتبك
من دمك
يتوضأ فجر العصافير بالأقحوان ...
وليل الزنازين بالمعترك
من دمك
سوف ينطلق العطر كي يشتبك

***

بدماك ...
تؤرخ للقادم عبر الأيام
لسنابل تومض في غزة ...
في القدس ...؛
وفي شارات الأحلام
بدماك
يتوضأ فجر السنبلة الأولى
منذ القسام

***

فجر قلمك كالمدفع
لاتجزع
السرب طويل
والدرب رحيب

متسع للخطو الأوسع
لاتجزع
خذ من دمه ما يرويك سنينا
مايغرق أنهار الدنيا دمعا
وحنينا
مايملأ سحب الليل البلقع
فجر قلمك كالمدفع
وانقش من دمه الصافي
فوق الصخر نقوشا لاتضرع
إلا لله...،وإلا أن تمنع
وجه فلسطين ...،وإلا أن تصفع
وجه الشارونيين جميعا
في وطن يخدع

ياأختاه ...
وصوتك قنديل في الليل..
وجمرة عدل أوقدها صوت الخشع
ياأختاه ...
وإهدار دمانا ...
في ليل الضفة يسمع
إني فجرت دمي
إذ فجر دمه هذا الشيخ المشبع
بالنور ...
وهذا الصبح المشرع

(2)

لمن تكتبون المسيرة يا أصدقاء ؟
لمن تكتبون المسيرة ...،
هذى التواريخ محشوة بالضياع ...
ومسكونة بالدماء
وهذى الطواغيت يعبدها العابدون ...
ولا يذكرون السماء
لمن تكتبون المسيرة ..؟
هذى هي الأرض مرهونة للخفافيش
مسجونة في الغباء
لمن تكتبون المسيرة ..؟
هذى معابدكم للأسى والخشوع ...
وهذى قلوبكم للرياء
ووجه الحقيقة خلف القلوب التي ...
حجب الضوء عنها...
ومات لديها الرجاء

***
لمن تكتبون المسيرة ...؟
"أحمد "يكتبها كيف يحلو له...
وله ما يشاء
و"أحمد"تعنو له الأرض ...
تكتبه في سويدائها...
تتنفس من دمه
وتعيد المدى للطيور ...
وتعطي الأسى للرجاء
و"أحمد "يذكره وجه أصحابه ...
ويجيئون من كل صوب له
ليريحوا على صدره حزنهم والبكاء
و"أحمد"باقــة ورد يعانقها الشوك ..،
لايجرح الورد أشواكه ...
فالندى للظى لغة وارتواء
والندى للظى أسف وانطفاء
لمن تكتبون المسيرة ..؟

"أحمد" في طلعة النسر ...
يعنو له كل هذا الفضاء
ويعنو له كل من يزحفون ..
على صدرهم في السهوب ..
ومن يزحفون على صدرهم
في الشقاء

(3)

صديقان نحن أيا سيدي ..
منذ لم نلتق
منذ لم نخلق
منذ لم يعزف الدمع أحزانه
في رؤى المطلق
صديقان مذ عرفتك البحار
التي فجرت
وإلى الآن لم تنطق
صديقان مذ عرفتك القلوب
التي سوف تأبى
وهذي السنون التي بعد لم تحرق
صديقان مذ كتبت شوقها
لفحات الدفاتر
في موجها المحرق
صديقان مذ كتب الشعر أشجانه
بالحروف التي بعد لم تخلق
صديقان مذ عزفتك الرياح ...
بلألائها الواثق
ومنذ استحلت على جبهة الليل
وردة نور ترف على المفرق

ومنذ استحلت ضميرا ..
لأمتك التي عشقتك ..
وما عرفت
كيف تحمل عشاقها في العيون
وما عرفت سر تلك البلاد
التي بعد لم تشرق

***
يادم الأفق
يارياحا تهب على عرصات البلاد
لتفتح سجن المدى
للمدى الشيق
يادم الأفق
ويا برتقالة كل الصغار...
وريحانة للصباح الذي
يتحرق للمدنف العاشق
يادم الأفق
ومئذنة في الوهاد السحيقة ...
تعلن كل نداءاتها لخطى الشيق
يادم الأفق
وهوى ماله في البلاد مثيل
وليس له في هضاب فلسطين...
إلا الغراس الجنينات في الحدق
يادم الأفق
وبحارا مضت يتراءى
بأجفانها الليل مستشرفا
للدم العاشق
لسفائن تحمل من "غزة "عطرها
وترش المدائن بالعبق
***

أواه ياورقي
ياصاحب الأوجاع والحرق
يامدنفا بالعشق ..
يامسترجعا أرقي
أواه ياورقي
كتمت ضلوعك عاشقا دنفا
وطوت رياحك كل منبثق
وهفت غزالات اللظى ومضت
تستخرج الآلام من قلقي
إن كان صبحنا الأسى زمنا
فلقد كتبت ...كتبت وجه تقي
وعلى المعاطف أحرف هدأت
في كل مشتاق ومستبق
حملت به الدنيا فأرقها
تاريخه وهفت لمحترق
حملت به الأوجاع فانطلقت
تستخرج الأفراح من شرق
حملت به الأرض التي هتفت
وبها النبي لبدء منطلق
هذا هوالمعراج يوم هفت
روح ل"أحمد"في رؤى العبق
أواه ياورقي
أواه ياورقي

(4)

له كل هذى الطيور التي في المدى
له كل هذا الحبور الذي في الصدور

له سرب هذى الظباء التي ...
تتلوى باوجاعها في القبور
له وجعي
حين يبدأ فيٍٍَ الجواد المهاجر
حين يراودني طيف "هند"
وقد حاصرتها سيوف العدا
وبكتها العصور
له روح شعري ورقصته
والبكاء المرير
له مايراود بحرا عن اللؤلؤالمختبي
في سويدائه
وله شهقات الشهيد الذي
أزمع الرحلة المستضيئة ...
خلف الزمان الكسير
له عالمي ...وردتي ...
ودموعي التي نزفت
والمحاجر حين تشظى
ويكتبها الشوق نحو العبور
له ماأقاسيه من خلجات الشعور
له من زيارة أحبابه
في رحاب التهجد...
حين يرتل آياته ..،
هتفات الطيور

***
" الطيور الطيور
تحتوي الأرض جثمانها
في السقوط الأخير " (*)
والطيور النسور

حين لاتحتويها البلاد القبور
تتراءى لها الأرض ذكرى
وفي روحها نفحات العبير
وفي خطوها عالم من حبور
الطيور النسور
حين تلقى أحبتها
تتراءى لها الأرض غارقة
في السعير
ومشنوقة في الغرور
الطيور النسور
ماطوت الريش ما استسلمت
كسرت قيدها وهي تصعد ..
نحو العبير
كسرت قيدها ..
وهي تكتب في الخلد أشواقها
وتمد جناحين من سندس وحبور
الطيور النسور
رحلة نحو نور
والطيور التي لاتطير
رحلة في ظلام القبور
عالمان هما ...:
الجناح الأبي ...،
وهذا الجناح الكسير
والشهيد الحيي...،
وهذا المتاع الغرور
والذي تحتسي الأرض من دمه
عشقها ...،
غير من تتعفن فيه الدهور
والذي يحمل الزهر ذكراه
كي يمتلي بالعطور
غير من يتضور فوق أريكته
اليأس والزمهرير
والشهيد الجسور
غير من مات في مقعد الذل
أو مات في وهمه
حين دق النفير

***

صاحبي "أحمد "
كان يملؤني بالبطولات ...
حين يطل علينا بوجه منير
كان يغرسني في جميع الثغور
مستباح أنا في جميع الثغور
مستباح ...،وليس لي الآن ...
غير اعتناق البطولة ...،
غير احتساء اللظى والبكور
مستباح أنا ...،
والهشيم الذي ،
أطفئت وقدة الحق فيه ،
انتضى سيفه كي يغير
صاحبي "أحمد "...
كان يشرق في فجر روحي
ويملؤني بالرضا والسعير
كان يكتبني في الربوع التي
يطلع الورد فيها ،وتزهو العصور
كان يملؤني بالحكايات...
عن وجه أمي التي فقدتها النسور

كان يوقظني كل فجر..
ويطلقني في مداه الجسور

(5)

ياعيون الشعراء
أبصري ..هذي دماء

ياعيون الشهداء
أبصري مالا نشاء

ياعيون الفصحاء
ليس جمرا كل ماء

يادماء الشهداء
أنت صوت ونداء

ياعيوني ..لابكاء
يالساني ..لاعزاء

ياجموع البلداء
سوف لاتبكي السماء طاهر العتباني

(*)من قصيدة الطيور لأمل دنقل

قصيدتي عنه
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-02-2009, 01:26 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شاعر نفسه الشعري فيها روحانية وفيه ألق وتراكيبه ولغته طيبة شدتني .
حاول إنشاء ديوان له وللشاعر مصطفي يحيي .
لقد زرت مدونة العتباني اليوم وقرأت بعض القصائد علي عجالة .
أعلم أن الأحمال الملقاة علي عاتقك كثيرة وكبيرة .
ولكن حاول أن تبدأ بإنساء الديوانين وعلي الشاعرين تكملة القصائد بإضافتها في الردود .
شكرا لكم علي مجهوداتكم وجعل الله ذلك لكم في ميزان الحسنات بأمر الله تعالي .
دمت بكل خير وود
تقبل مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-02-2009, 11:46 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وهو كذلك إن شاء الله أخي العزيز ، وتقبل أخلص تحياتي ..
(أرجو حذف آخر قصيدتين في ديوان محمد حسن العلوان لأنهما
لم تظهرا ..)
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-02-2009, 08:24 PM   #4
ريّا
عضوة شرف
 
الصورة الرمزية لـ ريّا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: amman
المشاركات: 4,238
إفتراضي

المشرقي الاسلامي .............الف شكر على جهودك الرائعة والقيمة
قصيدة ولا أروع .......الف تحية للشاعر الكبير العتباني ,,,,,,,تقبل مروري المتواضع ,,,,,,,,كن بخير ,,,,,,,,ريا
__________________
ريّا غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-03-2009, 03:22 PM   #5
طاهر العتباني
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 5
إفتراضي لو باحوا قتلوا

للو باحوا... قتلوا



(1)

وهم الشهداء على العصر ...
هم الشهداء الصنوان
أخرج كل الشجر الصحراوي
مفاتنه ...شطء من شطء
وتجمع في بوتقة النور
صهيل الألوان
لاشيئ يملك أن يخرسهم
لاشيئ يملك من كلمات الوجد لديهم
مفردة واحدة المعنى
وهي الواضحة الإمعان
ماسار بدرب الليل غريب بعدهم
مافتئوا مذ كانوا نغما قدسيا
يطعن في غبش الليل قطيع الذؤبان
مافتئوا أحلام الليل الراهب...
مافتئوا شعلته الوقادة ...
مذ شهروا سيف النور بوجه الطغيان

***

يالهم
أرجال هم ؟
ليسوا جنا يستخفي في البعد الرابع
ليسوا بوصلة الوقت ...

وليسوا أشواق النيران
من طين
كبقية ما فوق أديم الأرض ..
فيا للإنسان

لكنهمُ
-والعهد بهم مرصوصون-
وسورتهم
تخطو فوق معا رجهم
تقرا طيف الوقت
وفي شريانهم المتوقد بالدم
يغسل عن أوجههم
ماشربوا من نصب –
إيمان في إيمان
ويقين في إيقان
مغر وسون بأضلاع الرؤيا
مغروزون بوقتي
ليتي ...
-إذ وسعتهم دنياي
وجاءتهم بشراي
وحط قميص الليل على جفنيهم –
ليتي
إذ جنتهم روحي
أيقظني تسبيح الليل ...،
تنفس صبحي بورود رفت
فانغمر الوقت لديَ،
وليتي أبحر ...،
هذي في كفيَ الشطآن
ليتي آرق مثلهمٌ

أنغرز بهذا الماء الصلب ...
أحط على شجر الأوجاع لديهم
أقطف بعض تباريحي
أفجأ طيرا في هدأته
- إذ حصوات الريح عليه حريصات -
مثلي ؟..
لا...
إن حصاي
وقد فتشت الأرض عليه –
حصاي بوجه الشيطان
ستتنا أن حصانا
-وهو الجمر اللاهب –
ليس يكف
وكيف يكف ونحن أولاء
نسيج من شجر الحب
مدينتنا النيراء؟
هي رحمة هذي الأرض
-المقدورة-
مذ قرأ محمد النجم
وأعلن أن الأرض جميعا
لايبقى من حجر فيها أو وبر
إلا شملته الرحمة ..،
وهو الرحمة ...،
وهو رحيم رحمن

***

ياربي
ما أملك مماتغمرني من فيضك

غير حروف تتجرد للمعنى
والمعنى والمبنى متفقان
لا أملك إلا أن أتوسل بالإيمان
لاأملك في هذا الكهف الضيق
إلا إخلاص النية والإذعان
والحجر الرابض في فوهة الكهف
وتنين الخوف الرابض في وجهي
بمخالب مثل رؤوس الشيطان
الحجر الرابض في فوهة الكهف
تزحزحه كف الرحمة ...
أتلو في وجه التنين حروف القرآن
حرف يبدأ من أقصى الروح
يحلق بي
يغرسني في قلب حديقة أسرارك ..
في أشجار الإحسان
وحدائق أخرى بين سرائر نفسي
ينبت فيها عطر التكلان
لاسبب من أسباب الدنيا أملكه
الجسد الناحل ...
والوجه الشاحب ...
والساعد لايقدر أن يرفع
بعض حصاة من ذرات الأرض
وبعضا من ظلمات الجدران
لاسبب من أسباب الدنيا أملكه
فتفضل بالجود علي َ ، وعلم قلبي
كيف يكف عن الخفقان ؟
قال الشيخ قديما لي:
القلب المتصل برب العزة ....
. يسكن دوما

حين يلوح أمام القلب النور ...،
فكيف يزول اطمئنان ؟
قال الشيخ قديما لي،
وتحملت حديث الشيخ وكلي إمعان :
الصادق لايتقلب فيه القلب.....
وكل جوارحه بركان
قال الشيخ قديما لي ....
ولقد أديت أمانته وتتبعت....
رواية بعض الأقران:
رهبانا بالليل تكونون فنعم الرهبان
فرسانا حين يطل الصبح ...
وتطلع شمس الأكوان
فرسانا حين يصولون يجولون ....
يمرون علي أكباد الرؤيا
ولجام في إثر لجام
وحصان في إثر حصان
فرسان حين تعود ون فنعم الفرسان
كان الشيخ يحدثني وأنا أرقب
تنين الخوف تصاغر ...أصبح نقطة ضوء
وسط ظلام النكران
والحجر الربض في فوهة الكهف ...
تدحرجه كف الرحمة ...
أخرج من صلف الوحشة ...
أغدو في صفو وأمان



(2)

أركان عشره

ظلت تقلب في الضوءين عليها
تغزل من وجدك مغزلها
تلجمها إذ تجمح ...
تدفعها إذ تطمح ...
وتواصل
رغم هجير الوقت
ملاينة الوقت
الوقت ملئ بسراب
يحسبه الظمآن الماء فيروي
لكن لا تروي الأحشاء
أركان عشرة
يعقوب يجمع كل الأبناء
يلقي أثقال الرحلة ...
يا للعمر الممتد المتوضئ...
ما بين عناء
وعناء
ياأبتاه
هل تتركنا ؟
أم أن نجومك في الليل ...
توصوص من شغف الإيمان
أو أومأت كما أوما ؟
أشخصت البصر الحلما؟
سست حصان الفهم وألجمت اللجما؟
رضت بساتين الإخلاص ...؟
عملت ليوم تشخص فيه الأبصار...؟
جهادك يزهر مذ أمّا
وثباتك في كل الأنحاء

أبتاه

عركتك المحنة تلو المحنة ...
إذ تتخلي
تتحلي
وترش على سجادتك الظمأى
أزهار الدمع
يحلو يحلو هذا الجمع
حتى لكأنك ...
إذ تخرج من دمع الدمع
وتعود لأثقال الطين ...
ويجفوك الهمع-
تخشي من فرط حنينك لمصابيح توقد ...
من شجر الزيتون المتواتر في آحاد السمع
تخشي أن يفجأك الحارس
حين تشق خطاه وصلصلة المزلاج ...
سكون السجدة
أن تفجأك الوحدة
كل منازلنا أقوت
كل منازلنا أقوت
لكن منازلك استقوت
واستعلت
والمحنة تلو المحنة ...
تجلوك ويرعاك الصمد
كل منازلنا أقوت
طال عليها الأمد
أخفت فيها الريح الزعزع ما نجد
ما لا نجد
أخفت فيها حيات الرمل ...
حنين قلوب تضطهد

وأنين صدور لا تسجد إذ سجدوا
الحاوي ...
القواد ...
القراد...
الليل الصلد
والبلد المنهوب وهذا الشعب اللايجد
يا بشراك ...
البئر ظلام سهد
وشعاعك خلفك يجلوه الجلد
كل منازلنا أقوت
ما طال عليها الأمد
وحنينك
هذا السهيد الوجد
متصل بالملأ الأعلى
يتقطر شوقاًُ يسعد إذ سعدوا
ها ...صحبك منتظروك ...
ألا تخبرهم أنا يذرونا الكمد؟
أنا يفجؤنا كل ثعابين الليل ...
وقد رصدوا
أبواب منازلنا ...
دقات الساعات الكسلى
فوق معاصمنا ...
وحنين الأبناء إلينا
رصدوا كل مصابيح الفجر ...
على شرفات قلوب أحبتنا
رصدوا ...
...وشهاب رصد
يغفو،فيظن الحمقى
أن شياطين الأرض المندسين ...

بقلب مشاعرنا
قرءوا ما يخفيه الحب
ويبديه العطر الغرد
كل حروفك فينا
نتحلق حوليها تسكبنا
حين يلاقي الصبح خطانا
تسكتنا ...
وتصفى الروح من الشوب ...
فنبع يترقرق إثر النبع
يغسلنا ...لا يبقي من درن
يمتد الجذع عميقا...
طلع يحدوه طلع
ويحط حمام البشرى في القلب
هل يملك نهر أشواق مصب
أم يهجر كل الأفاق ...،
ويكفر بالحب
ياليتي يا شيخي ألقاك
أعرف أنك بعض اللب
علقت على وجهك شمع الهدأة...
واستصحبت الصحب
لا السلم يخادعك
ولا تستصعب ضجر الصعب
كل منازلنا أقوت
فاسلكنا في سربك
مدرجة مدرجة
خففنا من أوزار علقت فينا
واشرح ما يخفي القلب
وتوضأ...
وادع تلاميذك للبيعة ...،

أشجار الرضوان تظل الركب
لا تعبأ...بالملصق صدرا ًبمخاوفه ...
والواقف ما بين الفتنة والدرب
فاصعد
وتأمل في الملكوت
إلي أن تنكشف الحجب
وتأمل وجه مدينتك الشوهاء...
وأترع كأسك للدنيا ...
إنا ظمأى
والعطش الأكبر فينا عربيد عضب
لا السلم صعباًًَ
لا الليل طويلا ...لا السهم الغرب
يثنيك عن البيعة ...
حين عرفت الأوب

أواه أنت ؟
كل خصالك تسفر كالصبح
وهذا الأخدود الرحب
يبدأ من دقات الساعات الموصولة
بالساعات الدرب
يمتد هنالك ...
حيث الذؤبان النبحى
والوادي المسعور الكلب
متسع هذا الأخدود...
لكل صباباتك
يا هذا الصب الصلب
متسع ...
وحدود الوقت سياج
يكتم أسرارك ...

حتى تقرءها مسروراً...
وتباهي ما شاء الرب
لا نملك إلا ...
أن ندعوه ...
فغربتنا طالت
وعذابات القلب
زُلزلنا ...
والوعد اللوح سيشرق
في هجرات الصبح العذب

***

لست أنهي الإبحار إن الليالي
في الشرايين وقدها والأمالي
والمدى الصارخ الحزين غمام
وبرود الإرعاد روح مقالي
ها أنا شيخنا الجليل حسام
مشرئب وهدأة في انفعال
ها أنا حدقة الصباح أصاخت
لحروفي ...،وما اكتشفت خيالي
أنا بعض من بعض ما يتلالا
منك، إني ترنيم بعض ابتهال
لا أبالي توقد الدمع فينا ...
أم توالت مشاعر البرتقال
أنت أترجة التعاليم ،فاحت
دمعة السالكين فارحم سؤالي
يا أبانا الذي أحبت سماه
خطوات له ووقد الظلال
جمعتكم هنالكم بشريات
وروتكم من سلسبيل الوصال

وشفت أنفسا توشوشها الحور
وهذي خيامها في المجالي
أنا أشتاقكم متى يتوارى
شبح الطين يبدأ استهلالي
أنا أشتقاكم فهل لفؤادي
أن يواري المدى بكفيه آلي
أيها الساكنون روحي استريحوا
إن روحي قد غادرت أوصالي
في هواكم كل البساتين هامت
وخطاكم في كل حرف تال

طاهر العتباني
طاهر العتباني غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .