ورقة من مذكرات مواطن بسيط عنوانها ( أزمة الرسوم و وقفة تفاؤل )
صلى الله و سلم على الحبيب صلاة سرمدية ما استقبلنا نهار او ودعنا ليل, الحبيب المبعوث رحمة للعالمين , من كتبت محبته في سويداء قلب كل مسلم معلم أمته التفاؤل يرى و هو في سواد المصيبة الفجر يلوح من و رائها تشرق به الحياة وتسعد به كل نفس , و هو مع ذلك لا يقفز فوق مصيبته إلى السراء و لا يأخذ إجازة عن العمل حتى تنتهي الضائقة بل يعمل فيها و كأنه لا يرى إلا هي و ينظر إلى ما بعدها كأنه لا يرى إلا هي فيجتمع لديه الجد و النشاط و التيقظ و الحذر و كل هذا ممزوج مع التفاؤل الحقيقي بالمستقبل المشرق , إنه النبي العظيم بصفاته العظيمة و لذلك ما ودع الحياة إلا عندما صنع القادة و صاغهم على أحسن صياغة ذهب لا يصدأ مشوا على إثره و على سنته و لذلك تساقطت أمامهم الدول مدينة مدينة و النفوس تهابهم هكذا هي سنة الحياة القوي ظاهرا و باطنا هو الذي ينجح إن أخذ بسنن الحياة عرف الأسباب و لم يستعجل النتائج , الناس قديما و حديثا في ضياع تريد من يقودها لكنها لا تنصاع إلى كل قائد ,هاهو التاريخ يحدثنا عن خروج الناس كالقطعان خلف كل ناعق
بل إنها تؤمن بمعتقداته أكثر من إيمانه هو بمعتقداته فهاهو أدلف هتلر يصيح فيهم بصوت يشبه صوت الغربان فيتبعونه إلى حتفهم و هاهو رامي إسرائيل في البحر عبدالناصر يبحث عن نفسه فيبمون يوم موته في كل البلدان العربية و إياك أن تذكر صدام حسين لأنه حديث عهد بموت فما زالت الحماسة تدب في عروق أتباعه و هكذا سافر إلى حياة القادة كي تتضح لك هذه الحقيقة , قد يعلل بعضهم هذه المشكلة بأنها عقدة المهدي المنتظر و لكنها في جميع البشر عادة حيث لا مهدي , و في هذه الأثناء من الهدوء و الترقب تخرج صحيفة دنمركية رسمة كاريكاتورية مسيئة للنبي _ صلى الله عليه و سلم _ في إعتقادي أن هذه الرسمة لوكانت قبل عقدين لانتهت من يومها لكن يأبى الله إلا أن يجعل هذه الرسمة بداية التغيير بعد ثلاثة أشهر يفيق العرب و المسلمون يبدؤون في سباق رد الفعل بداية تشبه بداية العجائز في الجري لكن لما أحسوا أنهم بدؤوا يتحركون فرحوا فرحة لا تكاد تصدق هل فعلا فعلناها هل تحركنا هل أفعالنا لاقت صدى و رواجا , هل فعلا نحب النبي _ صلى الله عليه و سلم _ أم أن الحب لأهل الموالد , مياه المحبة الراكدة تحركت في القلوب من جديد أصبحنا نتلذذ بقراءة سيرته صلى الله عليه و سلم , الشعوب النائمة حركت الحكومات المستيقظة و الهيئات الواعية و العلماء الذين يفهمون الواقع و القنوات المحتشمة , عاصفة غيرت معان كثيرة بدت تحركات الدول باستحياء و علامة استفهام كبيرة هي الدنيا حصل فيها إيه ؟ , بدأ العلماء مندهشين الناس عملت ايه ؟ , و القنوات الفضائية تبحث عما يشد الناس فلا تجد إلا حب الرسول و آثاره فتنقله محتسبة أمرها إلى الله , إحدى القنوات الفضائية في بداية الأمر كانت تكتب في شريط أخبارها محمد ص فإذا بها بعد برهة تعدل من واقعها , أما عن العلماء و الدعاة فحدث و لا حرج بادئ ذي بدء يرحل عمرو خالد و طارق السويدان يستبقون الأحداث للتوسل إلى المتعجرفة الدنمركية تقاطرت دموع بعضهم لكن لم تجد من يمسحها أو يكفكفها تفشل رحلة التوسل و من قبلها و في أثنائها و حتى بعد نهايتها تقوم الحملة الشرسة عليهما دون أي سبب إلا لأنهما كانوا يعتقدون أن الأمة ستبقى غثاء , العلماء مكتوفيء الأيدي لا يدرون ماذا يعملون بعدما أعلنت المقاطعة بعض العلماء الذين يعيشون في المريخ يقول أنا لن أقاطع بل سأشتري منهم حتى أريهم سماحة الإسلام , المظاهرات تجوب الطرقات في عواصم المسلمين السفارات الدنمركية تحرق بعض العلماء يدين العمليه لكنه يقول لا نستطيع أن نمنع هؤلاء _ لا أعرف كيف تجتمع _ أخيرا يجتمع العلماء في البحرين و هم لا يلون على شيء ينتهي الإجتماع ببيان كالعادة يجتمع بعضهم ليصل إلى أنصاف حلول مع الدنمرك المنكسرة ليهدموا الاجتماع الذي بنوه في يومه _ مهزلة مضحكة و إن كانت إجتهادا معتبرا _ و لا أنسى أن من أشعل فتيل هذه المهزلة هم من أشعل فتيل القضية خوفا على أنفسهم من المحاكمة _ وهم معذورون في هذا فقد عرضوا الدنمرك لأسوأ أزمة تمر عليها في تاريخها _ يعيش الجميع في لذة الخلاف و كل يذكر دليله و أهمية ما عمله جدال بيزنطي .. يتركهم الناس دفاعا عن الحبيب .. تكتب الأزمة بتفاصيلها في صفحات التاريخ و تبقى آثارها الطيبة من حب للحبيب و رجوع كرامة الأمة ... الدنمرك الحائر يقول مر الإسلام من قبلي كلا و ألف كلا و يعود الحمار إلى جريرته غير مستفيد من أخطائه الأول يعميه الكبر و نظرة الإستعلاء عن ماهية الحقائق التي ستمطر بها السحابة السوداء التي أطلقوها إن التفاؤل يملؤ قلبي تبعا للمثل على نفسها جنت أتان , فها هي قناة الجزيرة تستضيف خائنة و تعتذر في صبيحة الإستضافة لتعدي النكرة على الله و على رسوله فهنيئا لنا بمنجزات تأتينا و نحن نتعامى عنها اللهم انتقم ممن آذوا نبيك .
|
النمط الخطي
