لقد جبلت قلوبنا و ضمائرنا على النسيان ..
و صرنا بعد .. إنا لله و إنا إليه راجعون ..
و بعد بعض البكاء على قبر الميت .. و هو بكاء على أنفسنا .. بكاء من تلك اللحظة التي
سيلف فيها السواد و الظلمة أجسادنا التي اعتادت نور الشمس و بعد الغياب.. الكهرباء .
نعود كعادتنا ... لم يزعنا الوازع .. لا ذكرى و لا مدّكر ..
نعود لإجترار هزيمتنا في انتظار دورنا في طابور المنسيين ..
و كل يمني نفسه بالدور الأخير ..
غزة ذهبت مع شعبان و أكلت يوم فر الثور من الحضيرة ..
و أسامة سيشيب قبل شرب حليب مزرعة عربية واحدة .. رغم كثرة البقر !!
المفتي المقدس لا يعطي حليبا للرضع .. بل يحله للبالغين ..
و فرعون وضع جزمة على رقاب الغزاويين كي لا ينسينا فوانيس رمضان ..
أمرنا غريب .. تماما كذبائح العيد .. لا يلي الخفقان غير السكون ..
جياع غزة لن يصلهم الرغيف .. ما دام قمحه زراعة أمريكية ..
أطفال غزة لن تخفق قلوبهم لـ شكولاطا .. فهي سويسرية ..
رجال غزة ليس لهم غير الصدور العارية أمام آلة القتل و طالبي ميراث الأجداد
المستعبدين قديما ..
لغزة مرسال يرن في البريد الضائع ..
ما ظللنا نقتات من فتات الآخر .. فلن تبزغ شمس الحرية ..
و لهم الخيار .. مطلق الخيار .. فنحن و قد قالها شاعر الجنس و النساء ..
نحن موتى لا يملكون قبورا .. و يتامى لا يملكون عيونا !!!
فمتى تتأكد غزة أنها و ربها سيقاتلان .. و أن السنين الأربعين صارت ضوئية ؟
و لأننا أمة الموت .. فلنكذب مجددا و .. عيد غزة سعيد !!!
هل منا من يتذكر غزة ؟ هل منا من يعرف عيد ؟ هل منا من التقى سعيد ؟
الكاذبون وحدهم يقولون .. إي .