العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 13-09-2009, 11:46 AM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي أسرى الحولان- صفحات مشرقة من تاريخ الأسر الأسيران المناضلان صدقي المقت وعاصم الولي

صفحات مشرقة من تاريخ الأسر الأسيران المناضلان صدقي المقت وعاصم الولي
راسم عبيدات
في الرسالة التي وجهها مؤسس وصاحب المشروع الصهيوني حاييم وايزمن بتاريخ 29/12/1919 إلى لويد جورج رئيس الوزراء البريطاني يقول "إن المنظمة الصهيونية لن تقبل تحت أي ظرف خطة سايكس - بيكو كأساس للتفاوض لأن هذا الخط لا يقسم فلسطين التاريخية فقط، بل يفعل أكثر من ذلك إنه يحرم الوطن القومي اليهودي من بعض أجود حقول حوران التي يعتمد عليها إلى حد كبير نجاح الاستيطان في الجولان والمشروع بأسره".
وفي هذا الجانب أيضاً وبعد فوز حكومة اليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن السلام مع سوريا لا يعني إعادة الجولان المحتلة، وهذا يكشف عن حقيقية النوايا الإسرائيلية ليس تجاه الجولان فقط، بل تجاه كل الأراضي العربية المحتلة.
والجولان المأسورة منذ أكثر من أربعين عاماً، والتي تم زرعها بالمستوطنين، الذين يستثمرون أخصب وأجود أراضيها ويسيطرون على مياهها، أقدمت إسرائيل على سن قانون لضمها في أواخر عام 1981، على اعتبار أنها جزء من "إسرائيل" لا يجوز التنازل عنها.
ونضالات أهل الجولان ضد الاحتلال وإجراءاته وممارسته ومحاولات تهويد أرضهم لم تتوقف لحظة واحدة، وخاضوا العديد من النضالات الجماهيرية من ضمنها الإضراب المتواصل احتجاجاً ورفضاً لتلك السياسة، ورفض الاعتراف بقانون الضم، ووصل الأمر حد المقاطعة الاجتماعية والحرمان الديني لكل مع تعاطى أو تجاوب من أهل الجولان مع سياسة الاحتلال بفرض قانون الضم.
هذه السياسة الإسرائيلية القمعية تجاه أهل الجولان العربي السوري المحتل كانت حافزاً ودافعاً لأهل الجولان للبحث عن أشكال نضالية ومقاومة أرقى وأعلى من سقف الإضراب والاعتصام والمسيرة، نضالات تقوم على أساس المقاومة الشعبية والتخريب الشعبي، حيث انتظم العديد من أبناء الجولان في حركة سرية أسست لهذا الغرض، هي حركة المقاومة السرية، وكان العمود الفقري لهذه الحركة الشباب العربي السوري المتحمس للمقاومة والنضال بأشكالها العنفية، وهذه الحركة والتي نفذت العديد من عمليات التخريب الشعبي ضد الاحتلال الإسرائيلي بتمظهراته المختلفة جنود ومستوطنين وممتلكات، حققت التفاف جماهيري وشعبي حولها من أهل الجولان بقراها المختلفة مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قينية.
ولعل هذا التصاعد وهذا الشكل من النضال هو الذي دفع الاحتلال للقيام بحملات بطش واعتقالات واسعة بحق أهل الجولان المحتل، طالت العشرات من أهل الهضبة، والذين اقتيدوا إلى مراكز التحقيق الإسرائيلية المختلفة، حيث تعرضوا إلى أبشع أنواع التحقيق الجسدي والنفسي، ومن ضمن الذين طالتهم هذه الاعتقالات الوحشية، الرفاق عاصم الولي (42) عاماً وعميد الأسرى العرب الرفيق صدقي المقت (44) عاماً، وكلاهما من قرية مجدل شمس السورية رمز الكفاح والنضال والمقاومة.
وقد اعتقلا في شهر آب من عام 1985، ودخلا عامهما الإعتقالي الخامس والعشرين هذا الشهر. وهما محكومان أيضاً سبعة وعشرين عاماً لكل منهما، وفي فترة اعتقالهما الطويلة تنقلوا بين الكثير من سجون الاحتلال وأقسام عزله المختلفة سجون بئر السبع والرملة وعسقلان ونفحة وشطة والدامون والجلمة، وليستقرا في سجن جلبوع (شطة).
وعلى ما أذكر ولا أظن أن ذاكرتي قد خانتني، بأنني التقيت الرفيق صدقي المقت مرتين، الأولى في سجن الرملة عام 1986، وفي سجن شطة عام 2002، أما الرفيق عاصم الولي فقد التقيته في سجن شطة عام 2002، والرفيق المقت كان في عنفوان شبابه يتقد شعلة ونشاط.
وفي تلك الفترة لم يكن إطارهم التنظيمي حركة المقاومة السرية متبلورا بشكل تنظيمي مستقل، وكانوا يعيشون تحت إطار المسؤولية التنظيمية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكانوا شبابا يريدون الاستفادة والتعلم وتوسيع مداركهم وخبراتهم وتجاربهم الثقافية والتنظيمية والاعتقالية والأمنية، صدقي وسيطان الولي وعبده الشاعر وخير الدين وبشر وغيرهم. وكون الجبهة الشعبية تنظيما يساريا، فكانت تركز على الهوية الفكرية والايدولوجيا، وكانت الكتب الماركسية اللينينية من "ما العمل" و "خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء" و "مرض اليسارية الطفولية" والماديتين الديالكتيكية والتاريخية من الكتب الأساسية في جلسات التثقيف الخاصة بالجبهة.
وكنت أحد الذين يساهمون بقسط جيد في هذه العملية التثقيفية، وكان رفاق الجولان من ضمن الرفاق الذين ينتظمون تحت مسؤوليتي في تلك الحلقة التثقيفية، وكنا حريصين في الجبهة الشعبية على استقلالية هؤلاء الرفاق التنظيمية، ونسعى إلى مد يد العون والمساعدة لهم وإكسابهم ما يريدونه من ملاكا ت وخبرات وتجارب تراكمت عندنا كجبهة شعبية بحكم الاعتقال والخبرات والتجارب.
وكشهادة لرفاقنا من الجولان المحتل فقط كانوا نماذج في التربية والأخلاق والتنظيم والانضباط والالتزام، وفي مواجهة وقهر السجن والسجان، وهنا أشير للرفاق صدقي المقت وسيطان الولي بشكل خاص.
أما في عام 2002 عندما التقيت رفاق الجولان في سجن شطة حيث كانوا يسكنون في غرفة (2) القسم الخاص بالأسرى الأمنيين، فقد حدث الكثير من المتغيرات على أوضاع الحركة الأسيرة، فأوسلو بقدر ما كان دماراً على شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، كان دماراً مضاعفاً على الحركة الأسيرة، حيث تهتكت ودمرت الكثير من القيم والمفاهيم الاعتقالية، وتفككت وتحللت الكثير من منظمات الأسر، والحياة الاعتقالية والتنظيمية أصبحت أقرب إلى العمل الإداري والتصريفي، وغابت التراتبية التنظيمية، والعملية التثقيفية متعطلة، بل من يمارس التثقيف أو يقوم بإعطاء الجلسات فهو موضع تندر أو تعليق من المناضلين.
وعندما زرت رفاق الجولان في غرفتهم في سجن شطة، لمست مدى حزنهم وتألمهم على ما آلت إليه أوضاع الحركة الأسيرة، وما أصابها من تراجع وضعف، وكذلك ضعف وتراجع الحركة الوطنية الفلسطينية وفي المقدمة منها القوى اليسارية وعلى رأسها الجبهة الشعبية. وكان في النقاش والتساؤلات ألف لماذا ولماذا، من طراز مواقف الجبهة الشعبية الملتبسة وغير الواضحة من أوسلو، فقدان الهوية الفكرية، ضعف دور الجبهة وأدائها العسكري والسياسي، تراجع حضورها وفعلها الجماهيري...الخ من هذه الأسئلة ذات العيار الثقيل، وفي الزيارة استذكرنا الكثير من أسماء الرفاق القدماء وتاريخهم.
وبالقدر الذي كان فيه الرفيق صدقي يناقش ويحلل، كان رفيقنا الفنان عاصم الولي يسبح في ملك فنه ورسوماته الخاصة، ويضع عليها لمساته الفنية الخاصة بطريقة الفنان وإحساسه وإرهافه المبدع، وهذا الإبداع شجعني على أن أطلب منه أن يرسم لي لوحة لطفلتي ديما وأماني واللتين لم تتجاوز أعمارهما في تلك الفترة ست وسبع سنوات، وعندما كنت ألح عليه في سرعة إنجاز اللوحة، كان يرد علي بكل هدوء: "عليك بالصبر يا أبو شادي، فنحن الفنانين لنا طقوسنا ومزاجنا الخاص".. وبالفعل عندما أنجز تلك اللوحة لهما، كم كانت رائعة وجميلة لطفلتين تحتضنان وترفعان العلم الفلسطيني، وخلفهما شجرة زيتون ضاربة جذورها في الأرض تعبيراً على التمسك بالأرض وكذلك خلفية تؤرخ وتسجل لملحمة أطفال الحجارة، وهذه اللوحة تزين صدر مدخل بيتي، وهي من المقتنيات النادرة التي أعتز وأفتخر بها.
صدقي وعاصم هما من عمداء الحركة الأسيرة، واللذين يحظيان بثقة واحترام الكثيرين من أبناء الحركة الأسيرة الفلسطينية، لكونهما من القيادات الاعتقالية التي لعبت وتلعب دوراً هاماً وبارزاً في بناء الحركة الأسيرة، والدفاع عن حقوقها ومكتسباتها، ناهيك عن تصديهم لإدارات السجون والتي كانت تحاول أن تلعب على الوتر الطائفي في فك عرى العلاقة بين أسرى الجولان وغيرهم من أبناء الحركة الأسيرة، وقد تعرضوا للعزل أكثر من مرة وفي سجون تبعد مئات الكيلومترات عن أماكن سكنهم كوسيلة للضغط عليهم وعلى أسرهم، ولكن أسرى الجولان وأهاليهم، مثلوا الموقف القومي والعروبي وجسدوه على أرض الواقع، ورفضوا كل الأساليب والمحاولات التي قامت بها إدارة مصلحة السجون في هذا الاتجاه.
ومن هنا من الضروري أن تعطى صفقة التبادل بالجندي المأسور "شاليط" البعد العربي، وأن يكون أسرى الجولان القدماء جزء من هذه الصفقة، وفي المقدمة منهم صدقي وعاصم وبشر وغيرهم.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .