العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 12-05-2015, 12:28 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الطبقات والحياة السياسية

عاب (بيرك Burke) في كتابه (خواطر عن الثورة الفرنسية ) على الدستور الذي أنشأه رجال الثورة عام 1789، أنه نظم العلاقات بين الناس، دون أن يشير الى مسألة الطبقات، وهذه المسألة هي التي ميزت الفكر السياسي الحديث عن الفكر السياسي القديم، فالقديم كان يشير الى الطبقات بوضوح ويضع نصوصه واضحة بما يتلاءم مع كل طبقة، في حين تجاهل الفكر السياسي الحديث موضوع الفواصل الطبقية، بينما يكرسها رجال الحكم بوضوح.

كان اليونانيون القدماء وبعد أن يستثنوا العبيد والأجانب، يقومون بتصنيف المجتمع حسب الدخل، فكان من يملك 500 (مديمنوس)*1 من القمح أو الحبوب، وهو ما يعادل 26 طن وكانوا يُسمون طبقة (أصحاب الخمسمائة مديمنوسLes penetacosiommedines)، يصنف كطبقة عليا يكون منها القادة والنبلاء، ومن يملك 300 (مديمنوس) يخدم في الفرسان وقد أطلق عليها طبقة الفرسان (Les chevaliers)، أما الطبقة الثالثة من الأحرار فهم من كان أحدهم يستطيع إطعام زوج من الماشية! ولذلك أُطلق عليهم اسم (أصحاب الزوج Les Zeugites) وكان هؤلاء يكونون سلاح المشاة، أما الطبقة الرابعة وهم من المعدمين، فهؤلاء كانوا معفيين من دفع الضرائب، ولكن لا يحق لهم الترشيح أو الانتخاب، وكانوا يستخدموا في تجذيف السفن في القتال..

أما في روما، فكان التقسيم يتم الى قسمين الأول من يتمتعون بالحقوق الكاملة (Cives Optimo jure) كالتملك والزواج ممن يريدون والترشيح والانتخاب، والحصول على الألقاب والمهام السياسية والإدارية والعسكرية العليا؛ والقسم الثاني ينقسم الى طائفتين، الأولى: أصحاب الحقوق المحدودة (Cives minuto ) الذين كانوا يتمتعون بحقوق الملكية، ولا يتمتعون بحق الزواج ممن هم في الطبقة الأولى، ويكون لهم حق التصويت دون حق الترشيح، ولم يكن لهم الحق في تسلم مناصب عالية في الدولة كالقضاء، أو مناصب دينية. أما الطائفة الثانية: فكانت تشمل المواطنين الذين لهم حقوق المواطنة لكن دون الحقوق السياسية (Cives Sine suffragio) .

يعني، قبل الثورة الفرنسية، كانت الدساتير والأعراف السياسية تراعي وضع الطبقات ليس في فرنسا وحدها بل في معظم دول أوروبا الكبرى والتي كانت تخطو خطوات واسعة لتحديث بناء الدولة. فكان لفئة النبلاء قانونها الخاص، فإذا مات الرجل النبيل، خلفه بالاسم ابنه الأكبر وحصل على ثلثي التركة، وإشارة النبيل والأوسمة وقصر الوالد، دون أخوته الصغار أو أخواته، ويتقسم ثلث التركة بين أفراد الورثة بالتساوي.

وكان النبلاء يعفون من بعض الضرائب، عدا ضريبة الحرب، وبالمقابل فكان بإمكانهم جباية الضرائب ممن حولهم من الرعايا. ولم يكن النبيل ليعاقب بالضرب بالسوط، في المخالفات العادية، كبقية أبناء المجتمع، وإذا حكم عليه بالإعدام نتيجة خيانة عظمى، فلا يموت بالشنق كبقية أبناء المجتمع المخالفين، بل بالمقصلة (قطع الرأس).

ورغم ندرة عقوبات النبلاء بالتاريخ الأوروبي، سواء بالإعدام أو بالغرامة، فكانت العقوبات التي توضع عليهم مضاعفة جداً، فغرامة النبيل 60 جنيها ذهبياً في حين غرامة المخالف العادي 60(صولدي: وهو 5% من الجنيه) أي أن عقوبة النبيل عشرون ضعف عقوبة المخالف العادي.

كان النبيل يفقد مكانته كرجل نبيل وإشارته وحقوقه، إذا عمل في التجارة أو الحرف اليدوية (عدا صناعة الزجاج)، وإذا قبل العمل عند أحد أو أراد التطوع في سلك الشرطة، فإنه يفقدها أيضاً.

النزعات السياسية للطبقات

مهما كانت درجة التنظيم السياسي للطبقات، وحتى لو كانت تلك الطبقات غير مُنَظمة سياسياً، فإنه لا يمنع من أن تكون لها أنواع من الطموح السياسي والاجتماعي.

وهذا ما يُستخلص من ملاحظة الحركات الدينية الكبرى، فالمسيحية التي بشّر بها القديس بولس في حوض البحر الأبيض المتوسط (جهة أوروبا) انتشرت بين أوساط العبيد والفقراء والمعدمين، في حين لم يرتح لها كبار الملاك والإقطاعيين ولا حتى سادة المجتمع من مختلف الأصناف.. وبعد أن اعتنق سادة المجتمع الديانة المسيحية حولوها لخدمتهم في البداية، وما أن انتشرت البروتستانتية حتى اعتنقها الفقراء دون الأغنياء مما جعل (باكل Buckle) يكتب أن الكاثوليكية هي دين الأغنياء والبروتستانتية دين الفقراء.

ولا تختلف العقائد السياسية عن الدينية، فالمحافظون يكرهون الأفكار الثورية والشيوعية ويكرهون الانقلابات، لأنها تهدد مصالحهم، والأقليات الدينية والعرقية تنضوي وتؤيد العقائد التي تدعو للأممية وترتفع عن الحواجز الضيقة كالعرق والطائفة، حيث لا يكون لهم نصيب فيها.

التصارع والنزاع بين الطبقات

إذا كانت الطبقات وليدة تقسيم العمل الاجتماعي الى حد كبير، فإن المنطق يفرض أن تتعايش تلك الطبقات فيما بينها بسلام وهدوء، ولكن الواقع يقول غير ذلك، فالطبقات تتصارع فيما بينها، ووراء ذلك الصراع الاختلاف بالعقائد أو أرضية التفكير والحكم المُسبق الذي تكون تجاه الطبقة الأخرى في مراحل سابقة.

فسكان القرى والأرياف، يكرهون سكان المدن وينظرون تجاههم بشك وعدم ارتياح، وطبعاً هذا له جذوره في أوروبا، فقادة البلاد يعيشون في المدن، وفي حالات الحرب يحشدون أبناء الريف للدفاع عن العرش والنظام السياسي، دون اعتبار لتعطيل مصالح أبناء الريف عندما يذهبون للجبهات..

ولم يكن الصراع في المدن بين النبلاء وبقية أبناء الشعب أقل وطأة، ففي فرنسا وقبيل الثورة الفرنسية ارتفعت الضرائب على الشعب من 1.2 مليون جنيه الى 80 مليون جنيه، لم يتحمل النبلاء جنيه واحد منها، إذ صدر مرسوم بإعفائهم.

وعموما، فإن الصراع بين الطبقات وراءه عاملين: الأول الظلم والضغط من قبل طبقة ضد أخرى، والثاني تيقظ شعور الطبقة المظلومة..

ويصف في حالة أخرى (فوستيل دي كولانج Fustel de coulanges ):
(حيثما وجدت التجارة فإن أرباحها تعود على الأغنياء بسبب المغالاة الفادحة في الأثمان، أما حيثما وجدت الصناعة فإن الصناع غالبيتهم من المسحوقين). وهذه المقولة تفسر لنا كيف تم رصف الناس في أوروبا منذ قرنين حول العقائد الماركسية وغيرها من العقائد التي قسمت المجتمعات طبقياً، ولا زالت آثارها حتى اليوم.

وقد مرت الصراعات بمحطات كُبرى رسمت في النهاية شكل الدولة، ففي بريطانيا بدأ الصراع من أجل إنهاء الملكية منذ 1640 وانتهى عام 1649 ليكون الملك يملك ولا يحكم، وسميت تلك الفترة بالنضال البرلماني..

وفي القرن العشرين انتشرت الخطابات السياسية التي أدخلت في نصوصها مسألة صراع الطبقات، ففي الصين وروسيا ظهر اسم العمال والفلاحين، [وفي منطقتنا العربية ظهرت الجماهير الكادحة تدليلا على العمال والفلاحين وهناك من ضم إليهم الجنود والطلبة].
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-05-2015, 02:14 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفصل الخامس: انحيازات الطبقات واتجاهاتها الخُلقية..

تقوم وراء الاتجاهات الخُلُقية العامة المشتركة بين جميع الطبقات اتجاهات خُلُقية تتميز بها كُلّ طبقة. فليست الواجبات الواحدة تتساوى في أهميتها بالنسبة لجميع الطبقات، كما أنها ليست على درجة واحدة من حيث طابع الإلزام. ولا تتمتع فضائل بعينها بقدرٍ واحدٍ من التقدير والاحترام لدى جميع الطبقات، وقُلْ مثل ذلك في الأحكام التي تصدرها الطبقات المختلفة على الأخطاء الخُلُقية فهي تتفاوت في درجة تسامحها أو قسوتها. وبهذا المعنى يمكن القول أن لكل طبقة طابعها الخُلُقي أو اتجاهها الخُلقي المميز لها.

الانحيازات

لاحظ علماء الاجتماع أن مُلاّك الأراضي، إذا ما حاولوا الدخول الى معترك التجارة فإنهم سيفلسون أو على الأقل سيصابون بخيبة كبيرة، فهم لم يتعودوا على تجميع الأرباح الصغيرة لينموا ثروتهم، فلذلك لا ينظر أبناء تلك الطبقة للتجارة نظرة ارتياح.

يغالي أبناء الطبقات بالتباهي بمهنهم أو خطوط اهتمامهم ويحاولون الحّط والاستخفاف من أبناء الطبقات الأخرى، ففي أحاديث الناس عن مهنة الطب أو الهندسة يكون فيها تفاخر واضح، فالفلاح بنظر أبناء هؤلاء جلف متخلف لا ذوق رفيع له. في حين ينظر أبناء الأرياف الى أبناء المدن على أنهم فاسدين ومنحلين خلقيا، ولا تدخل الثروة المالية هنا في الاعتبار.

وتمتد نظرة أبناء الأرستقراطيين الى مسألة الولاء للوطن، في أنهم هم أول من يحضر مراسم الاحتفالات وآخر من يسهم في عمل جاد كتنظيف الأحياء أو تزيين الساحات للاحتفال، فيعتبرون ذلك من الأعمال الدنية التي لا تتناسب مع ملابسهم وأناقتهم، فهي لأبناء الطبقات الدنيا وليس لهم.
وفي حين تستخدم سيدات البيوت الكثير من الخادمات في الأعمال الصغيرة، لكنهن لا يتأخرن عن القيام بأعمال الحياكة والتبرع بها للفقراء! وهكذا يعمل سادة البيوت من الأرستقراطيين عندما يقومون بأعمال غريبة، فلويس السادس عشر كان لا يتورع عن التباهي بصناعة الأقفال بنفسه.

ومن خلال تلك النظرة، فإن الاتجاه لتزويج بنات الأرستقراطيين وكبار البرجوازيين قد يكون من موظف بسيط أنيق من عائلة معروفة، ولكن لن يكون من حِرفي ناجح بالصناعة ويكسب أضعاف ذلك الموظف.

وتذهب النزعة الأخلاقية عند الفرسان وكبار الإقطاعيين رفضهم التقاضي أمام المحاكم مع أناسٍ عاديين، حتى لو كان الحق لجانبهم، بل يقولون: سنأخذ حقنا بأيدينا [ هذه النزعة لا تزال ماثلة في منطقتنا العربية].

المظهر وقواعد اللياقة

سادت في القرن الثامن عشر قواعد (الإتيكيت) كتقبيل يد السيدة أو الفتاة والانحناءة والتكلم بصوت منخفض، والظهور بملبس متميز من ربطة عنق وفراشة وغيرها من الإضافات التي توضع في الجيبة العليا أو على الصدر، والريش وغيرها التي كانت توضع على القبعات،وعادات رصف المادة وأساليب تناول الطعام، هذا في الطبقات العليا في أوروبا، في حين كانت الطبقات الدنيا تنظر لأولئك بنظرة احتقار واعتبار ذلك حذلقة لا طائل منها.

عندما جاءت الثورة الفرنسية، واستبدلت الألقاب بين الناس فلا نبيل ولا فارس ولا غيره، وكان كل إنسان يُسمى (مواطن)، زرعت غصة كبيرة في نفوس أبناء الطبقات العليا... ولكن حلت محلها عادات تعبر عن تلك الطبقات بشيء واضح من الرذيلة في بعض الأحيان، فالحديث عن خليلة وعشيقة كان يُعد من صفات التمجيد والتباهي، فكلما زادت عشيقات الفرد كلما زادت (نياشينه!).

كان يلاحظ أن ركاب الدرجة الثالثة في القطارات بالغرب يتقاسمون اللقمة في رحلتهم، ويضحكون بصوت عالٍ، في حين كان ركاب الدرجة الأولى ينظرون الى هؤلاء وكأنهم رعاع همج.

الصفات والفضائل

عادة ما تكون صفة مقاومة المرء لما يُعرض عليه من بوادر أنانية، ويهيمن على نفسه، ويبذل جهداً كبيراً لكي يرضي الآخرين ويتجنب مضايقتهم. وبهذا المعنى يكون التأدب فضيلة الى حدٍ ما.

وتذهب الطبقات العليا الى اعتبار الحفاظ على أمن الدولة من اختصاصها، وتزعم بأنها تسعى لتخفيف البؤس عن طبقات الشعب الدنيا، وتعتبر دورها في تنوير بصائر الأفراد من أجل إعدادهم لخدمة الدولة. وصفات الولاء للدولة وحب الخير للجميع تتوزع بين الطبقات بدرجات متفاوتة.

فالتجار ورجال الصناعة، لا يتوانوا قط عن انتهاز فرص الكوارث والقلاقل في استغلال طالبين سلعهم، فهي فرصتهم. كما أن عدم الاهتمام بمصالح الوطن العليا والاهتمام بمصالح الفئة والطبقة نجدها عند الطبقة العاملة. أما الرغبة في العيش عالة على الآخرين والسعي الى كسب المال دون عمل، والاعتماد على الدسائس والمحسوبية والاتصالات السياسية من أجل الوصول الى الغرض، فنجدها عند حثالة البرجوازية أو حثالة الشعب.

التأثير الثقافي المتبادل بين الطبقات

إن التأثير المتبادل بين الطبقات ليس محض خيال، فلوحظ أن الطبقات التي تقدمت صفوف الشعب لقرون طويلة، حافظت على تقاليدها، وتركت في الأجيال التي تلتها رموزا بقيت ماثلة في الكتب والروايات والشعر وغيرها، وكانت مثل تلك الرموز مصدر فخر واعتزاز لمن يتصل بها في القربى، وأصبحت نماذج يُحتذى بها من قبل الطامحين لاعتلاء مواقع التقدم، ولا يقتصر هذا الشعور على أبناء طبقة بعينها، بل يتسلل الى باقي طبقات الشعب، من خلال المدرسين والرواة وغيرهم.

انتهى عرض الكتاب
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .