بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز علي أعلاك الله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد :
قصيدتك هذه جميلة ولي فيها وقفات وأرجو أن يتسع لها صدرك .
سيدي الرئيس …. تحية و بعد …
أقول في قلبي … و المساء يغمر البلاد بالشجون
و اليأس بيننا و سيف الخوف مسلط علينا
و القلق المضني يبيت ليلة أخري لدينا
جميل للغاية هذا التعبير تشبيه القلق بفرد يبيت لدينا في بيوتنا .. معنى مؤلم للغاية
حينما يكون الوطن بيتًا للقلق
أقول في قلبي
من سبي الحلم و أرخي الهم في حقد علينا
باركك الله تعبير كاد أن يكون رائعًا خانك فيه التوفيق ، فالهم كالحبل المرخي أليس كذلك ؟ كلا إنه كالحبل المشدود لأن الحبل المرخيّ لا يضر أحدًا ولو دققت لقلت ألقى .. لكن الفكرة نفسها وصلتني
و من رمي أيامنا بالقهر .. بالغدر .. بأغلال السجون
أتسمع الأحرار حين يسألونأمرتين الشهداء يقتلون
الله ! لله درك يا أخي طابت تعبيراتك .. أتسمع الأحرار حين يسألون ؟ سخرية أتت في وقت عصيب
باستخدام أداة الهمزة استفهام استنكاري جاء في موقعه ، وميّز التعبير أنك تشير من بعيد
إلى كيف يسأل الأحرار إنهم يسألون بأسلحتهم بأفعالهم ولا يلامون بعد ذلك إن خرجت
الحروف من حناجرهم تطلب بعض المدد .أمرتين الشهداء يقتلون ؟ قويّ للغاية
هذا التعبير للتدليل على الخزي ، فهُم تارة يُقتلون بالسلاح وأخرى يُقتلون بالإهمال.
المعنى المجازي للموت اتحد مع المعنى الحقيقي فكان موتًا تامًا
أطفالنا في الليل بعد يحلمون
من ينقذ الأحلام حين ينعسون
الله . ما أجمل ما تكتب ! كأنك تنظّر لفكرة مؤداها أنهم لا يحلمون
بأحلام الطفولة ولكنهم يحلمون بالامن والسكينة لكأنك تنظّر إلى
فكرة مؤداها أن مسئولية النظم حماية هذه الأحلام والتي تموت
حتى في أثناء النوم. موت الأحلام -في مستقرها ومنشئها الطبيعي وهو النوم-
يجعلنا نقو ل فكيف باليقظة ؟ ويجعلنا نسأل كذلك حين ينعسون ؟ متى
ينام هؤلاء ؟ لاحظ دقة اللفظ ينعسون ولا ينامون للاستغراق في الانزعاج
والقلق .تعبيرات مكثفة للغاية .نمشي و بيننا يغل خائنون
يوجعنا أنهم بغدنا يقامرون
يجرحنا أنهم قرارنا يحاصرون
يقلقنا أنهم يدرون ماذا يفعلون
ركيكة هذه التعبيرات والتي أشعر أن الغرض
منها الحفاظ على القافية
إلي متي هم في شرايين رؤانا يسكنون
جميل هذا التعبير الذي يفيد الاستغراق في الاحتلال .
هؤلاء متخذو القرار حتى في الأحلام ما زالوا
يحاصروننا . اعتمادك على تقنية الحلم ومشتقات
بيئته كالصورة والنعاس والحلم جاء متقنًا للغاية
سيدي الرئيس
بين يديك أودعت دمعتنا
جئنا إليك و بنا عزتنا
فلينهدم باب السجون
و لينهزم هذا الجنون
و لينرجم من قد يخون
و هذه قلوبنا معاقل الحرية
و هذه أجسادنا ذخائر القضية
و نقسم سنبقي
لأننا … و أرضنا … و الحق …….. أكثرية
أرى الوزن اختل قليلاً وكلمة لينرجم أراها غير صحيحة وإن
كانت لغويًا جائزة لكنها لم يكن لها دور فاعل في القصيدة .
حين تودع الدموع بين يدي رئيس فكأنما لسان الحال
الله أعلم بمآلها . لكأنك تتحدث عن معنى متخف ٍ فيما
قلت وهو أن الدموع سيمسحونها هم ويمحون آثار العيون
كأن تلك الدموع هي وثيقة الشكوى . كان تعبيرً اموفقًا للغاية تشبيه
الدموع بشيء يودَع .
قلوبنا معاقل الحرية ، أجسادنا ذخائر القضية
أشعر بهما تعبيرين عاديين أو يرتفعان عن المستوى العادي بعض
الشيء والنهاية كانت عاديةنوعًا ما.
عمومًا القصيدة جيدة بدرجة كبيرة وكان أجمل ما فيها وحدة بيئة الموضوع
وهي الحلم . وإن كنت لم تتكئ بشكل كبير على تحقيق معنى الرسالة فكانت
فقط خطابًا إلى الرئيس . لكنها قصيدة متميزة يشع منها أنوار نزار قباني رحمه الله
وجمعت بين المستويات المختلفة للتلقي ويمكن القول بأنها تقع في منطة المباشرة النسبية
أي مباشرة بشكل غير خطابي .
أحسنت ودام عطاؤك وجزاك الله خيرًا
سيدي الرئيس!
النمط الخطي
