العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 26-02-2009, 08:49 PM   #1
عابر سبيل
ابو معاذ
 
الصورة الرمزية لـ عابر سبيل
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: بلد يؤيها الايمان يوم لا ايمان
المشاركات: 2,994
إرسال رسالة عبر MSN إلى عابر سبيل
إفتراضي قصة الحمار العنيد والغلام الشهيد

الحمار العنيد والغلام الشهيد

دخل حمار غريب شارد مزرعة رجل

وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه وبذره وسقيه؟

وهنا فكر الرجل كيف يُـخرج ذلك الحمار الغريب الأجنبى؟؟

سؤال محير؟؟...

ثم قال لابد من حكمة السياسة ثم أسرع الرجل إلى البيت

فالقضية لا تحتمل التأخير

فأحضر عصا طويلة، ومطرقة، ومسامير، وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى

ثم كتب على الكرتون

"يا حمار أخرج من مزرعتي"

ثبت الكرتون بالعصا الطويلة

بالمطرقة والمسمار

ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة

رفع اللوحة عالياً

وقف رافعًا اللوحة منذ الصباح الباكر

حتى غروب الشمس

ولكن الحمار لم يخرج

تعجب الرجل واستغرب من هذا الحمار الذي لا يستجيب للنداء السلمي، ثم قال في نفسه:

"ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة"

رجع إلى البيت ونام وهو يفكر في حل سياسي

وفي الصباح التالي

صنع عددًا كبيرًا من اللوحات

ونادى أولاده وجيرانه

واستنفر أهل القرية

"يعني عمل مؤتمر قمة"

فندد وشجب المجتمعين ما صنعه الحمار واقترحوا أن يخرج الناس في طوابير

يحملون لوحات كثيرة تحمل يافطة: "الموت للحمير"

وأن تهتف الجماهير: "أخرج يا حمار من المزرعة"

الموت للحمير

يا ويلك يا حمار من راعي الدار، وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار

وبدءوا يهتفون

اخرج يا حمار. اخرج ياحمار، اخرج أحسن لك

والحمار حمار، لايلتفت إليهم

بل يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله.

غربت شمس اليوم الثاني

وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم

فلما رأوا الحمار غير مبالٍ بهم رجعوا إلى بيوتهم

يفكرون في طريقة أخرى.

في صباح اليوم الثالث

جلس الرجل في بيته يفكر في خطة سياسية جديدة

لإخراج الحمار

فالحمار أوشك على أكل الزرع كله، ولم يبق إلا القليل على نهايته

خرج الرجل باختراعه الجديد

مبادرة لإحراج الحمار وتهديده عبارة نموذج مجسم لحمار

يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي

ولما جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة

وأمام نظر الحمار

وحشود القرية المنادية بخروج الحمار

سكب البنزين على النموذج

وأحرقه

فكبّر الحشد

نظر الحمار إلى حيث النار ولم يهتم

ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة

يا له من حمار عنيد

لا يفهم

أرسلوا وفدًا ليتفاوض مع الحمار

قالوا له: صاحب المزرعة يريدك أن تخرج،

وهو صاحب الحق

وعليك أن تخرج

الحمار ينظر إليهم

ثم يعود للأكل

لا يكترث بهم

بعد عدة محاولات

ومفاوضات

اقترح أهل القرية والقرى المجاورة الذين اجتمعوا كي يشاهدوا الحمار تدخل وسيط محايد من قرية أخرى، واختاروا رجلاً من بينهم

قال الوسيط للحمار

صاحب المزرعة مستعد

للتنازل لك عن بعض من مساحته

الحمار يأكل ولا يرد

ثلثه

الحمار لا يرد

نصفه

الحمار لا يرد

طيب

حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزه

رفع الحمار رأسه

وقد شبع من الأكل

ومشى قليلاً إلى طرف الحقل

وهو ينظر ببلادة إلى الجموع المحتشدة

وهنا فرح الناس

لقد وافق الحمار أخيراً

أحضر صاحب المزرعة الأخشاب

وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين

وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه

في صباح اليوم التالي

كانت المفاجأة لصاحب المزرعة

لقد ترك الحمار ماتركوه له من حدود وهم كارهين

ودخل في حدود صاحب المزرعة الجديدة

وأخذ يأكل

فكر صاحب المزرعة فى الحل السياسى وكتابة اللوحات

والمظاهرات

لكن يبدو أنه لا فائدة

هذا الحمار لا يفهم

إنه ليس من حمير المنطقة

انه حمار غريب أجنبي جاء من قرية أخرى بعيدة جداً

بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار


والهجرة إلى قرية أخرى لعله يبدأ حياته من جديد لتأسيس مزرعة أخرى

وأمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم

حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر

ليشارك في المحاولات اليائسة

لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط الهمجى

جاء غلام صغير

خرج من بين الصفوف

دخل إلى الحقل

تقدم إلى الحمار

وضرب الحمار بعصا صغيرة بقوة على قفاه

فإذا به يركض خارج الحقل..

"يا الله" صاح الجميع....

لقد فضحَنا هذا الصغير

وسيجعل منا أضحوكة القرى التي حولنا

فما كان منهم إلا أن قـَـتلوا الغلام وأعادوا الحمار إلى المزرعة

ثم أذاعوا خبراً أن الطفل قتيل، وأنه خائن للأمة، لكن الخبر انتشر فى القرى كلها أن الطفل شهيد!!


بتصرف يسير من ممدوح إسماعيل محام وكاتب
__________________
عابر سبيل غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .