بين اليوم والامس .. خطاب لعبد الناصر للتذكره !!
في 28 سبتمبر عام 1961 قام الضباط السوريين بالانقلاب على الجمهوريه العربيه والاتحاد بين سوريا ومصر بالرغم من ان سوريا هي من طالبت مصر بالاتحاد لما كانت تواجه سوريا من مشاكل داخليه وخارجيه
وفي ذلك الوقت كانت تحارب هذه الوحده من العرب وغير العرب وكانت الاذاعات في بعض الدول العربيه لا تنفك تشتم في مصر وعبد الناصر
وفي ظل هذه الظروف خرج عبد الناصر ليخطب بالناس
المشكله لم تكون كره قدم اختلف عليها شعبين بل كانت انقلاب واجحاد ؟
هل خرج شتم بالشعب السوري؟ وقال مللنا عروبه؟؟
بل ذكر المصريين بفضل الشعب السوري على المصري بعام 1956 ولم يدعوهم لكرههم
بل دعاهم الى التمسك بعروبتهم!!
وكم هو الفرق بينه وبين الخطاب الرسمي اليوم في مصر الذي يصب الزيت على النار بدل من تقريب النفوس
وانقل لكم اليوم الخطاب كاملا .. كنت اتمنى ان يخرج رجلا في مصر وفي الجزائر ليخطب بالناس لتوحيدهم لا لتفريقهم ....
كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى ميدان الجمهورية بشأن الانفصال عن سوريا
٢٩/٩/١٩٦١
أيها الإخوة المواطنون:
لقد آثرت أن أكون معكم وجهاً لوجه فى هذه الظروف المؤلمة التى تمر بها الأمة العربية، إنكم - أيها الإخوة - جميعاً تعرفون ما حدث.. اليوم الذى بدأ بالتمرد صباح أمس، هذا اليوم انتهى بالخيانة فى الليل، تمرد فى الصباح ثم محاولة لحل وسط، كان هذا أمر واضح كل الوضوح لنا، التمرد فى الصبح والبيانات اللى اتقالت الصبح كانت تدل على أن هذه الحركة الانفصالية الرجعية إنما تعمل من أجل الرجعية ومن أجل الاستعمار.
قد قلت فى حديثى لكم بالأمس صباحاً إن البيان الثانى يدل على هذه الاتجاهات، ماذا حدث بعد هذا؟ كانت قوة صغيرة هى التى بدأت التمرد ولكن أرادوا أن يضللوا، أصدروا البيانات على أن مطالبهم تختص بالجيش، وعلى أنهم يريدون حلاً وسطاً، غيروا صيغة البيانات السياسية - التى صدرت فى الصباح - إلى بيانات أخرى تقول إنهم يحاولون حل بعض المطالب التى يطالب بها الجيش، وقطعاً كان من الواضح لأى واحد عنده ذرة من الفهم أن هذه العملية هى عملية تمويه، وهى عملية كسب وقت.
وقد قلت بالأمس - أيها الإخوة المواطنون - إننى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن أقبل حلاً وسطاً، لا يمكن أن نساوم على جمهوريتنا؛ لأننى - أيها الإخوة - كنت أشعر أن محاولة الوصول إلى حل وسط، ومحاولة الوصول إلى تسوية، إنما هى مرحلة تكتيكية فى الطريق الذى سار فيه التمرد، وسار فيه العصيان. بعدما رفضنا الحل الوسط، وبعدما رفضنا المساومات.. ماذا ظهر؟ ظهرت الخيانة واضحة، ظهرت أن هذه الحركة حركة انفصالية رجعية استعمارية، ظهر هذا بكل وضوح، كشفت هذه الحركة عن نفسها. كيف استطاعت.. كل فرد منا يتسأل: كيف تستطيع هذه القوة الصغيرة أن تسيطر؟ سيطرت بالترغيب وسيطرت بالتهديد وسيطرت بالخداع.
بعض الأفراد اللى قاموا بالعصيان بالأمس كانوا من ضمن قيادة الجيش، وكان فى ايدهم أمور الجيش، ولكنهم خدعوا وغدروا، كان هذا عامل من عوامل تمكينهم للسيطرة، ولكن ماذا كان الحال بالأمس؟ إيه الحال كان امبارح؟
خرجت دمشق.. لم ترهبها الدبابات، ولم ترهبها المدافع الرشاشة، خرجت تتظاهر؛ لأن الشعب العربى فى دمشق كان دائماً قاعدة للقومية العربية، خرجت دمشق تتظاهر وترفع علم الجمهورية العربية المتحدة، وترفع راية القومية العربية، ماذا حدث أيضاً فى حلب؟
خرجت حلب تتظاهر، وقد استطعتم - أيها الإخوة المواطنون - بالأمس أن تستمعوا إلى تسجيل صوتى للمظاهرات التى قامت فى حلب، هذا هو شعب الجمهورية العربية المتحدة.. هذا هو شعب دمشق.. هذا هو الشعب العربى الأصيل.. هذا هو الشعب الذى يعمل من أجل المبادئ ومن أجل العقيدة، لم ترهبه الدبابات ولم ترهبه الأسلحة، واستمرت المظاهرات فى حلب طوال يوم أمس، واستمرت إذاعة حلب طوال يوم أمس وفى ليل أمس تعلن أن الشعب العربى يتمسك بالمبادئ، يتمسك بالمثل العليا.. الشعب العربى لا يخدع ولا يطعن فى الظهر؛ لأنه يسير فى سبيل تحقيق أهدافه وأمانيه.
ماذا كان رد فعل الشعب فى دير الزور، فى اللاذقية، فى حماه، فى حمص، فى كل مكان، الشعب خرج ليدافع عن وحدته اللى أقامها؛ لأنه هو اللى أقام هذه الوحدة، لم تفرض عليه هذه الوحدة بقوة عسكرية، ولكن هو الذى فرض هذه الوحدة.
كان هذا - أيها الإخوة المواطنون - بالأمس.. كان هذا هو رد فعل الشعب فى سوريا، وكان واضحاً.. كان واضحاً أن الشعب قد هب ليدافع عن وحدته ضد كل العوامل الانتهازية الرجعية الاستعمارية.. أن الشعب قد خرج ليدافع عن القومية العربية التى رفع رايتها، كان هذا هو وضع الشعب فى سوريا.. فى كل بلد سورى.
ولم يناقض الشعب السورى بأى حال من الأحوال موقفه فى الماضى، استمر يرفع المبادئ لم تضلله الإذاعات التى استمرت طوال هذه السنين الأربعة.. التى استمرت تهاجم الجمهورية العربية.. وتعمل على قصمها وعلى حلها، لم تخدعه ولم تضلله.
والدليل على هذا ما استمعنا إليه جميعاً بالأمس من إذاعة حلب، وهو تسجيل للمظاهرات التى قامت فى حلب؛ تسجيل للشعب المنفعل.. تسجيل لأحاسيس الشعب الذى هب ليدافع عن وحدته، والذى قام ليدافع عن مبادئه، والذى قام ليدافع عن وطنه وعن حريته، والذى قام ضد الرجعية وضد الاستعمار، وضد أعوان الاستعمار، الشعب الذى انتصر فى معاركه دائماً ضد الرجعية وضد الاستعمار، والذى انتصر فى معاركه دائماً ضد أعوان الاستعمار، شعر فى الأمس بالخطر منذ الصباح قبل أن يظهر وجه هذه الحركة الانفصالية الرجعية.. شعر بالخطر وشعر بالتهديد، لهذا هب وتظاهر.. هب وتظاهر فى كل مكان، ينادى بأن لابد من الحفاظ على الجمهورية العربية المتحدة؛ لأنها درع القومية العربية، ولأنها درع الحرية، ولأنها درع ضد الصهيونية وضد الاستعمار.
كان هذا - أيها الإخوة المواطنون - هو رد الشعب بالأمس، كان هذا هو تصرف الشعب بالأمس، فماذا كان تصرفنا؟ إننا لم نتخل عنهم، وأنا أعلنت أننى لن أتخلى عن الشعب الذى فرض الوحدة وأقامها، ولن أتخلى عن الشعب الذى خرج ليجابه الدبابات وخرج ليجابه الرصاص، لم أتخل عن المناطق التى استمرت تؤيد الجمهورية العربية، وتؤيد الوحدة العربية، والتى استنكرت الحركة الانفصالية الرجعية، وكان هذا واضحاً كل الوضوح مما أذاعته طوال يوم أمس ومساء أمس حتى منتصف الليل إذاعة حلب.
كان الموقف فى حلب، وكان الموقف فى اللاذقية خارج سيطرة هذه الفئة المتمردة، وكان الشعب ينادى بالحفاظ على حقوقه وعلى حريته وعلى وحدته، فماذا فعلت؟ فعلت أننى قررت أن أمد هذه المناطق، وأن أحمى الشعب بإرسال قوات مسلحة من القاهرة. (تصفيق حاد من الجماهير).
هذا - أيها الإخوة - كان قرارى بالأمس؛ صباح أمس، وظهر أمس قررت إرسال هذه القوات، وكان هذا أمر ضرورى تمليه علينا الانتفاضة الكبرى التى قام بها شعب سوريا بالأمس ضد العصيان، وأرسل إلى من اللاذقية فى طلب قوات من الجمهورية العربية المتحدة حتى تحمى الشعب، فماذا فعلت أيها الإخوة؟ قررت أن ألبى هذا النداء، وقررت أن أساند الشعب الذى ساند المبادئ وساند الوحدة، وأصدرت الأوامر بنقل لواءين مظلات إلى اللاذقية، وأصدرت الأوامر إلى القوات البحرية كلها أن تتحرك، فتحركت فى الحال، وأصدرت الأوامر بمصادرة كل سفننا واستخدامها فى نقل القوات.
__________________
ان الثورة تولد من رحم الاحزان
لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !
إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر
الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
|