العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 22-11-2009, 02:51 AM   #1
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي بين اليوم والامس .. خطاب لعبد الناصر للتذكره !!

في 28 سبتمبر عام 1961 قام الضباط السوريين بالانقلاب على الجمهوريه العربيه والاتحاد بين سوريا ومصر بالرغم من ان سوريا هي من طالبت مصر بالاتحاد لما كانت تواجه سوريا من مشاكل داخليه وخارجيه
وفي ذلك الوقت كانت تحارب هذه الوحده من العرب وغير العرب وكانت الاذاعات في بعض الدول العربيه لا تنفك تشتم في مصر وعبد الناصر
وفي ظل هذه الظروف خرج عبد الناصر ليخطب بالناس
المشكله لم تكون كره قدم اختلف عليها شعبين بل كانت انقلاب واجحاد ؟
هل خرج شتم بالشعب السوري؟ وقال مللنا عروبه؟؟
بل ذكر المصريين بفضل الشعب السوري على المصري بعام 1956 ولم يدعوهم لكرههم
بل دعاهم الى التمسك بعروبتهم!!
وكم هو الفرق بينه وبين الخطاب الرسمي اليوم في مصر الذي يصب الزيت على النار بدل من تقريب النفوس
وانقل لكم اليوم الخطاب كاملا .. كنت اتمنى ان يخرج رجلا في مصر وفي الجزائر ليخطب بالناس لتوحيدهم لا لتفريقهم ....


كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى ميدان الجمهورية بشأن الانفصال عن سوريا
٢٩/٩/١٩٦١

أيها الإخوة المواطنون:
لقد آثرت أن أكون معكم وجهاً لوجه فى هذه الظروف المؤلمة التى تمر بها الأمة العربية، إنكم - أيها الإخوة - جميعاً تعرفون ما حدث.. اليوم الذى بدأ بالتمرد صباح أمس، هذا اليوم انتهى بالخيانة فى الليل، تمرد فى الصباح ثم محاولة لحل وسط، كان هذا أمر واضح كل الوضوح لنا، التمرد فى الصبح والبيانات اللى اتقالت الصبح كانت تدل على أن هذه الحركة الانفصالية الرجعية إنما تعمل من أجل الرجعية ومن أجل الاستعمار.
قد قلت فى حديثى لكم بالأمس صباحاً إن البيان الثانى يدل على هذه الاتجاهات، ماذا حدث بعد هذا؟ كانت قوة صغيرة هى التى بدأت التمرد ولكن أرادوا أن يضللوا، أصدروا البيانات على أن مطالبهم تختص بالجيش، وعلى أنهم يريدون حلاً وسطاً، غيروا صيغة البيانات السياسية - التى صدرت فى الصباح - إلى بيانات أخرى تقول إنهم يحاولون حل بعض المطالب التى يطالب بها الجيش، وقطعاً كان من الواضح لأى واحد عنده ذرة من الفهم أن هذه العملية هى عملية تمويه، وهى عملية كسب وقت.
وقد قلت بالأمس - أيها الإخوة المواطنون - إننى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن أقبل حلاً وسطاً، لا يمكن أن نساوم على جمهوريتنا؛ لأننى - أيها الإخوة - كنت أشعر أن محاولة الوصول إلى حل وسط، ومحاولة الوصول إلى تسوية، إنما هى مرحلة تكتيكية فى الطريق الذى سار فيه التمرد، وسار فيه العصيان. بعدما رفضنا الحل الوسط، وبعدما رفضنا المساومات.. ماذا ظهر؟ ظهرت الخيانة واضحة، ظهرت أن هذه الحركة حركة انفصالية رجعية استعمارية، ظهر هذا بكل وضوح، كشفت هذه الحركة عن نفسها. كيف استطاعت.. كل فرد منا يتسأل: كيف تستطيع هذه القوة الصغيرة أن تسيطر؟ سيطرت بالترغيب وسيطرت بالتهديد وسيطرت بالخداع.
بعض الأفراد اللى قاموا بالعصيان بالأمس كانوا من ضمن قيادة الجيش، وكان فى ايدهم أمور الجيش، ولكنهم خدعوا وغدروا، كان هذا عامل من عوامل تمكينهم للسيطرة، ولكن ماذا كان الحال بالأمس؟ إيه الحال كان امبارح؟
خرجت دمشق.. لم ترهبها الدبابات، ولم ترهبها المدافع الرشاشة، خرجت تتظاهر؛ لأن الشعب العربى فى دمشق كان دائماً قاعدة للقومية العربية، خرجت دمشق تتظاهر وترفع علم الجمهورية العربية المتحدة، وترفع راية القومية العربية، ماذا حدث أيضاً فى حلب؟
خرجت حلب تتظاهر، وقد استطعتم - أيها الإخوة المواطنون - بالأمس أن تستمعوا إلى تسجيل صوتى للمظاهرات التى قامت فى حلب، هذا هو شعب الجمهورية العربية المتحدة.. هذا هو شعب دمشق.. هذا هو الشعب العربى الأصيل.. هذا هو الشعب الذى يعمل من أجل المبادئ ومن أجل العقيدة، لم ترهبه الدبابات ولم ترهبه الأسلحة، واستمرت المظاهرات فى حلب طوال يوم أمس، واستمرت إذاعة حلب طوال يوم أمس وفى ليل أمس تعلن أن الشعب العربى يتمسك بالمبادئ، يتمسك بالمثل العليا.. الشعب العربى لا يخدع ولا يطعن فى الظهر؛ لأنه يسير فى سبيل تحقيق أهدافه وأمانيه.
ماذا كان رد فعل الشعب فى دير الزور، فى اللاذقية، فى حماه، فى حمص، فى كل مكان، الشعب خرج ليدافع عن وحدته اللى أقامها؛ لأنه هو اللى أقام هذه الوحدة، لم تفرض عليه هذه الوحدة بقوة عسكرية، ولكن هو الذى فرض هذه الوحدة.
كان هذا - أيها الإخوة المواطنون - بالأمس.. كان هذا هو رد فعل الشعب فى سوريا، وكان واضحاً.. كان واضحاً أن الشعب قد هب ليدافع عن وحدته ضد كل العوامل الانتهازية الرجعية الاستعمارية.. أن الشعب قد خرج ليدافع عن القومية العربية التى رفع رايتها، كان هذا هو وضع الشعب فى سوريا.. فى كل بلد سورى.
ولم يناقض الشعب السورى بأى حال من الأحوال موقفه فى الماضى، استمر يرفع المبادئ لم تضلله الإذاعات التى استمرت طوال هذه السنين الأربعة.. التى استمرت تهاجم الجمهورية العربية.. وتعمل على قصمها وعلى حلها، لم تخدعه ولم تضلله.
والدليل على هذا ما استمعنا إليه جميعاً بالأمس من إذاعة حلب، وهو تسجيل للمظاهرات التى قامت فى حلب؛ تسجيل للشعب المنفعل.. تسجيل لأحاسيس الشعب الذى هب ليدافع عن وحدته، والذى قام ليدافع عن مبادئه، والذى قام ليدافع عن وطنه وعن حريته، والذى قام ضد الرجعية وضد الاستعمار، وضد أعوان الاستعمار، الشعب الذى انتصر فى معاركه دائماً ضد الرجعية وضد الاستعمار، والذى انتصر فى معاركه دائماً ضد أعوان الاستعمار، شعر فى الأمس بالخطر منذ الصباح قبل أن يظهر وجه هذه الحركة الانفصالية الرجعية.. شعر بالخطر وشعر بالتهديد، لهذا هب وتظاهر.. هب وتظاهر فى كل مكان، ينادى بأن لابد من الحفاظ على الجمهورية العربية المتحدة؛ لأنها درع القومية العربية، ولأنها درع الحرية، ولأنها درع ضد الصهيونية وضد الاستعمار.
كان هذا - أيها الإخوة المواطنون - هو رد الشعب بالأمس، كان هذا هو تصرف الشعب بالأمس، فماذا كان تصرفنا؟ إننا لم نتخل عنهم، وأنا أعلنت أننى لن أتخلى عن الشعب الذى فرض الوحدة وأقامها، ولن أتخلى عن الشعب الذى خرج ليجابه الدبابات وخرج ليجابه الرصاص، لم أتخل عن المناطق التى استمرت تؤيد الجمهورية العربية، وتؤيد الوحدة العربية، والتى استنكرت الحركة الانفصالية الرجعية، وكان هذا واضحاً كل الوضوح مما أذاعته طوال يوم أمس ومساء أمس حتى منتصف الليل إذاعة حلب.
كان الموقف فى حلب، وكان الموقف فى اللاذقية خارج سيطرة هذه الفئة المتمردة، وكان الشعب ينادى بالحفاظ على حقوقه وعلى حريته وعلى وحدته، فماذا فعلت؟ فعلت أننى قررت أن أمد هذه المناطق، وأن أحمى الشعب بإرسال قوات مسلحة من القاهرة. (تصفيق حاد من الجماهير).

هذا - أيها الإخوة - كان قرارى بالأمس؛ صباح أمس، وظهر أمس قررت إرسال هذه القوات، وكان هذا أمر ضرورى تمليه علينا الانتفاضة الكبرى التى قام بها شعب سوريا بالأمس ضد العصيان، وأرسل إلى من اللاذقية فى طلب قوات من الجمهورية العربية المتحدة حتى تحمى الشعب، فماذا فعلت أيها الإخوة؟ قررت أن ألبى هذا النداء، وقررت أن أساند الشعب الذى ساند المبادئ وساند الوحدة، وأصدرت الأوامر بنقل لواءين مظلات إلى اللاذقية، وأصدرت الأوامر إلى القوات البحرية كلها أن تتحرك، فتحركت فى الحال، وأصدرت الأوامر بمصادرة كل سفننا واستخدامها فى نقل القوات.
__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-11-2009, 02:52 AM   #2
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي

هذا الموقف كان امبارح الظهر.. امبارح بعد الظهر، دى القرارات اللى أنا اتخذتها، وبدأت - أيها الإخوة - القوات تتحرك، وتحرك الأسطول، وتحركت الطائرات تحمل جنود المظلات، كان فيه ٢٠٠٠ من جنود المظلات علشان ينزلوا فى اللاذقية، ولكن ماذا حدث؟ لقد استطاعت هذه الحركة الصغيرة أن تقضى على أساس العناصر الوطنية.
حدث فى حلب بالأمس إنهم راحوا الإذاعة.. إنهم موتوا ناس فى الإذاعة.. أعلنوا إنهم بينضموا.. أعلن أحد الضباط أنه ينضم إلى الحركة الانفصالية الرجعية، وأعلنت اللاذقية أيضاً أنها تنضم إلى الحركة الانفصالية الرجعية.. أقصد بهذا القادة للقوات المسلحة.
وكان الموقف يستدعى التفكير.. هل يسفك دم العربى بدم العربى؟ هل يتقاتل العربى مع العربى؟ ولمصلحة من نسفك الدماء؟ ولمصلحة من نحارب بعضنا البعض وهناك الأعداء يتربصون بنا؟ فأصدرت الأوامر قبل منتصف الليل بقليل بالأمس بأن تعود جميع الطائرات التى كانت متجهة إلى اللاذقية.
ولكن صدر الأمر بعد أن أسقط ١٢٠ فرد بالباراشوت فى اللاذقية، ولكن الباقين.. باقى الألفين ادينالهم أوامر بالرجوع أو عدم التحرك، وكانت قوة المظلات التى تحركت بالأمس قوة فيها مصريين وسوريين؛ لأن فيه هنا قوة مظلات سوريين؛ كتيبة مظلات سوريين، في أفراد منها قالوا لازم نروح، دى معركتنا ودى بلدنا ودى أهدافنا ودى قوميتنا، ولكن هل كان الهدف أن ندخل فى معركة بين القوات المسلحة للجمهورية العربية؟ أبداً لم يكن هذا هو الهدف، كان الهدف أن نحمى الشعب الذى انطلق على روحه، وعلى سجيته بالأمس؛ ليعلن تأييده للقومية العربية، ومساندته للجمهورية العربية المتحدة.
وقد أصدرت الأمر للقوات التى نزلت قبل منتصف ليل أمس فى اللاذقية بألا تطلق طلقة واحدة، وبأن تقدم نفسها وتسلم نفسها إلى قائد المنطقة البحرية هناك؛ حتى لا يسفك دم العربى بدم العربى بعد أن سحبنا باقى القوات التى كانت حسب الخطة الموضوعة.. التى كان مقرراً لها أن تسقط كلها قبل أول ضوء من هذا اليوم، وكانت القوات البحرية قد وصلت إلى مشارف اللاذقية وقرب اللاذقية، فماذا حدث؟ أصدرت لها الأوامر بأن تعود.
ولهذا اللى نزلوا طبعاً فى اللاذقية ١٢٠ فرد.. ١٢٠ فرد مش قوة تحارب.. بعتنا لهم طيارة اتصلت بهم باللاسلكى، وقالت لهم إنهم ما يطلقوش طلقة واحدة، الأوامر اللى أخذوها قبل ما يطلعوا من هنا إنهم رايحين ليؤمنوا الشعب، وليس الهدف من إرسالهم أن يطلقوا النار على الشعب ولا على الجيش.
ألغيت هذه الأوامر كلها وعاد الأسطول، وعادت القوات التى كانت تحركت بالأمس، وعادت القوات التى كانت محملة فى الطائرات.
وأنا اليوم - أيها الإخوة - ونحن نواجه هذه الظروف، ونواجه هذه اللحظات الحاسمة فى تاريخ الوطن العربى والأمة العربية.. أريد فى هذه اللحظات أن يعرف الشعب العربى - هنا فى مصر - أنه ليس هناك وقت يدعونا إلى التمسك بعروبتنا أكثر من هذا الوقت.. أكثر من هذه اللحظات.
إننى أعرف - أيها الإخوة المواطنون - أن فى النفوس هنا مرارة، وأن فى النفوس هنا ألم، ولكن يجب - أيها الإخوة - ألا نجعل الشعور بالمرارة يغلب العقل أو يغلب الحكمة. إننى أعلم - أيها الإخوة - بل قد استمعت - أيها الإخوة - أعلم أن هناك الآن أصواتاً جريحة بتفتكر التاريخ، بتقول: ان احنا طعنا فى الظهر فى ٤٨ واحنا بنحارب فى فلسطين، وإن الوقت اللى كنا بنحارب فيه، والوقت اللى كان الجيش بيواجه الصهيونية وإسرائيل، طعن الجيش من الخلف.
فى هذا الوقت اللى كنا بنقاتل فيه كان الملك عبد الله بيتفاوض مع اليهود، ولكن ليست هذه أول الخيانات، وليست هذه أخر الخيانات، ليست هذه أول الطعنات، وليست هذه أخر الطعنات.
بعد تأميم قنال السويس إيه اللى كان بيعمله نورى السعيد؟ كان نورى السعيد بيعرض على "إيدن" وبيقترح على "إيدن" ويقوله: أن لابد من انتهاز هذه الفرصة للتخلص من الثورة فى مصر. طعنا، ولكن هل أثرت فينا طعنات نورى السعيد؟ أو هل أثرت فينا طعنات الملك عبد الله؟ أبداً.. إنها زادتنا تمسكاً بعروبتنا، وزادتنا تمسكاً بقوميتنا.
أيها الإخوة المواطنون:
لقد ناصرنا دائماً كل حركة تحريرية من أجل الأمة العربية ومن أجل الوطن العربى، وقد طعنا أو واجهنا التنكر من هؤلاء الذين وقفنا معهم وحدنا فى وجه الأخطار التى كانت تجابههم.
فيه ناس بتقول نفس الشىء بالنسبة لما حدث بالأمس؛ ناس بتقول: هو احنا طلبنا وحدة؟ هم اللى طلبوا الوحدة.. وهذا صحيح، هذا حقيقى، ولكنا أمة عربية واحدة.
فى سنة ٥٨ اتجهت كل الأحزاب السورية وكل الكتل فى الجيش السورى وقابلتنى، وطلبوا منى أن أقبل بالوحدة، وأنا فى هذا الوقت لم أقبل، قلت لهم: إن الوحدة صعبة.. الوحدة حاجة مادية سيتكتل لهدمها كل أعداء الوطن العربى، وكل أعداء القومية العربية، ستتكتل لهدمها الرجعية والاستعمار، الوحدة شىء مادى، مش شىء معنوى، حينما تقوم سيجد الأعداء الهدف الذى يوجهون إليه الطعنات. وقلت لهم فى هذه الأيام فى سنة ٥٨ فى يناير، أو يوم ١٥ يناير سنة ٥٨ بالذات، قلت لهم: ان احنا يجب أن ننتظر خمس سنوات، ونجرب وحدة اقتصادية، ووحدة عسكرية، ووحدة ثقافية، ثم نتجه بعد ذلك إلى الوحدة الدستورية.

ليه قلت هذا الكلام؟ لأنى أعرف إن الوحدة حينما تقوم كل صاحب مصلحة عايز مصلحته بس هى اللى تتحقق، فيه تناقص فى المصالح، فيه تناقض فى أهداف السياسيين، فيه تناقض فى أهداف الرأسماليين، كل واحد طلب الوحدة لمصلحة تختلف عن الآخر، هم أجمعوا على الوحدة.. السياسيين - أنا ما باقولش الشعب - أجمعوا على الوحدة، ولكن كل واحد كان له سبب.
حينما عرضت الوحدة للاستفتاء وافق الشعب بالإجماع على هذه الوحدة، بعد كده قالوا لى إيه؟ قالوا لى ولكن سوريا تتعرض للأخطار، سوريا تتعرض للضياع، وبرفضك الوحدة إنما تتنكر لكل ما قلت بالنسبة للقومية العربية والوحدة العربية، إن الوحدة هى الحل الوحيد لإنقاذ سوريا.
وقلت لهم إن الشعب هنا فى مصر لا يمكن أن ينسى للشعب العربى وقفته معه فى ٥٦، لا يمكن أن ينسى الشعب السورى وقفته معه حينما حطم أنابيب البترول حينما اعتدى الإنجليز والفرنسيين وإسرائيل علينا، قلت لهم إن الشعب العربى هنا فى مصر لا يمكن أن يرضى بأن يمس الشعب العربى فى سوريا سوء؛ ولهذا فأنا أقبل بهذه الوحدة، أقبلها وأنا أعلم المصاعب التى ستقابلنى، أقبلها وأنا أعلم العقبات التى ستقف فى طريقى، أقبلها وأنا أعرف المشاق التى سألاقيها.
وفعلاً - أيها الإخوة - فى الـ ٣ سنين اللى فاتوا - الـ ٣ سنين ونص - قابلنا متاعب كثيرة فى سوريا، قابلنا مشاق كثيرة فى سوريا، قابلنا متاعب لا أول لها ولا أخر، يعنى يمكن تلات أرباع وقتى كان يضيع فى محاولة حل هذه المشاكل، وفى محاولة تذليل هذه الصعاب وهذه المشاق.
وهل نحن نادمين على كل ما فعلناه؟ أبداً.. لم نندم لأننا استجبنا إلى ضميرنا.. إلى عروبتنا.. إلى روحنا.

أيها الإخوة: أنا أعرف أن ما حدث بالأمس قد يسبب من الناحية الإنسانية شعوراً عميقاً بالمرارة، ولكنى أجد من واجبى فى هذه اللحظات أن أرفع صوتى محذراً: إن هذه الجمهورية يجب أن تبقى دائماً قلعةً للقومية العربية.


إن هذه الجمهورية جمهوريتكم يجب أن تبقى دائماً سنداً للحرية العربية، دعامةً للتطور العربى نحو الكفاية والعدل، لا يمكن بأى حال إن الغدر أو الخيانة يؤثروا فينا بأى حال من الأحوال مهما حصل لا يمكن أن ننسى أهدافنا، ولا ننسى عروبتنا، ولم يكن - أيها الإخوة - خافياً أن هناك عناصر كثيرة تتألب على هذه الثورة العربية التى قامت فى القاهرة، والتى تفاعلت معها سوريا بإرادتها فى وحدة شاملة، أملاها الشعب السورى إملاء.

لم يكن هذا خافياً أبداً.. لم يكن خافياً أن الطريق إلى البناء السياسى والاقتصادى والاجتماعى هو طريق شاق، ولم يكن خافياً أن هناك عناصر رجعية تتربص بنا على الطريق، ولم يكن خافياً أن هناك استعمار، ولم يكن خافياً أن هناك مصالح معادية للوحدة، نحن نعرف - أيها الإخوة - هؤلاء جميعاً.. حاربناهم وانتصرنا عليهم، ولقد فقدنا بعض المعارك، ولكن النتيجة النهائية للصراع كانت دائماً لصالح المبادئ التى وقفنا دفاعاً عنها، كان هذا - أيها الإخوة المواطنون - هو المرحلة الأخيرة فى كل المعارك، كانت دائماً المبادئ تنتصر.
وأنا قلت لكم كتير إن بتنتكس المبادئ وبتنتكس الثورات.. بتنتكس الانتفاضات.. بتنتكس حركات التحرير، ولكن الشعوب الحية لا يمكن أن تموت، وشعوبنا شعوب حية، الشعب العربى شعب حى لا يمكن أن يموت بأى حال من الأحوال.
أيها الإخوة المواطنون:
فى سنة ٥٦ واجهنا العدوان الإنجليزى - الفرنسى - الإسرائيلى، واستطاعت قوات العدوان أن تحتل بورسعيد، واستمرت فى بورسعيد حتى ٢٣ ديسمبر، كان كل واحد من أبناء هذه الأمة بينادى بأن لابد أن نقاتل، وكان الشعب العربى فى كل مكان يطالب بالقتال. هل خلدوا فى بورسعيد؟ أبداً.. مشيوا.. دول عظمى كانت ضد إرادة الشعب وضد أهداف الشعب، وأنا أعتقد - أيها الإخوة - أن الرجعية لم تحقق فى سوريا أكثر مما حققه الاستعمار سنة ٥٦.
إن الرجعية فى سوريا، وأعوان الاستعمار فى سوريا، استطاعوا ان يأخذوا رأس جسر فى دمشق، ولكن كل ما حول الحركة يكشف الحركة، فرح إسرائيل اليوم يكشف الحركة.. تهليل الإذاعات الاستعمارية يكشف الحركة، أول تهنئة لهم وتهليل كان من الملك حسين ومن التلهونى، ودا طبعاً بيكشف الحركة، إعلان إيران.. إعلان الأنباء إن إيران مستعدة أن تعترف فى الحال بالحكومة. تكوين الحكومة اللى أعلنتها القيادة الرجعية الانفصالية فى دمشق بيدل على وجه الحركة وبيكشف وجه الحركة، الهجوم على القرارات الاشتراكية وعلى المكاسب اللى حققها الفلاح واللى حققها العامل، وعلى المكاسب اللى تتلخص فى القضاء على الاستغلال، الهجوم على هذا يدل على أن هذه الحركة لا يمكن بأى حال من الأحوال إلا أن تكون تعبير عن الاستعمار والرجعية، ولا يمكن أن تكون تعبيراً عن الشعب السورى، فالهجوم على القرارات الاشتراكية كشفها، تأييد الدوائر الرجعية والدوائر الاحتكارية والدوائر الاستغلالية لهذه الحركة الانفصالية الرجعية يكشفها.

__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-11-2009, 02:53 AM   #3
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي

كل هذا واضح.. واللى بيسببه أيضاً فى نفوسنا هذا واضح، ولكن - أيها الإخوة المواطنون - ينبغى لنا ألا نغلب اعتبارات الكبرياء، نحن نواجه أزمة من الأزمات التى تهيب بكل فرد منا فى أعماقه أن ينادى نفسه: قف كما يقف الرجال.. دع العواطف جانباً.. دع الإحساس بالمرارة.. دع فى نفسك رد الفعل للجحود.. تذكر فقط أنك مواطن عربى حر ينتمى إلى أمة عربية حرة يتربص بها الأعداء.
ولقد يظهر بيننا - أيها الإخوة - بعض الخونة، ولكن ينبغى لنا أن نذكر دائماً أن أهداف نضالنا الطويل لا تقوم على انفعالات الساعة.
وإننى أدرك أننى أطلب من شعب الجمهورية العربية المتحدة فى هذه اللحظات تضحية ضخمة، ولكنى واثق من قدرته على أدائها.. أنا واثق - أيها الإخوة - من قدرتكم على أداء هذه التضحية، وأنا أعرف - أيها الإخوة - أن طعنة العدو تجرح الجسد، ولكنها لا تجرح القلب، ولكن طعنة الصديق تمزق القلب أو تمزق من القلب أكثر مما تصيب خلايا الجسم الحى، أعرف هذا.. أعرف هذا جيداً؛ لأننى شعرت بها، وأنا - أيها الإخوة المواطنون - أطلب الآن من هذه الأمة أن ترتفع على جراحها، وأن ترتفع على شعورها بالألم.
لقد قلت بالأمس - أيها الإخوة المواطنون - إننى أطلب من كل مواطن عربى أن يؤدى واجبه، ومازلت الآن أطلب من كل مواطن عربى أن يؤدى واجبه، وإننى - أيها الإخوة - لأشعر الآن بأحاسيس كلها تتجه مع الشعب العربى فى سوريا.
ولكنى واثق - أيها الإخوة - أن شعب سوريا العربى الأصيل لن يقهر، ولن يغلب على أمره، ولن تتمكن منه الرجعية وأعوان الاستعمار، ولم يتمكن منه الاستعمار؛ لأنه كان دائماً على قدرة فى القضاء على الاستعمار، وأعوان الاستعمار، ووضع حد للرجعية ورجال الرجعية.
__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-11-2009, 02:53 AM   #4
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي

أيها الإخوة المواطنون:
إن الوحدة هى إرادة شعبية، ولن أرضى من جانبى بأى حال من الأحوال أن أحول الوحدة إلى عملية عسكرية، وهذا هو السبب فى إصدار الأوامر بإلغاء العمليات العسكرية بالأمس.
الوحدة إرادة شعبية، ولا يمكن للوحدة أن تكون عملية عسكرية، كل هذا نشعر به، وكل هذا نحس به.. نحس به ونحن نشعر أننا أشد إيماناً بعروبتنا وبقوميتنا، وأشد إصراراً على أن تكون هذه الجمهورية هى قلعة للعروبة.. قلعة للنضال.. قلعة للكفاح، ولكننى أقول أيضاً: لقد حقق الشعب العربى فى سوريا فى هذه السنوات الأربع.. حقق مكاسب كبرى، وكل هذه المكاسب أصبحت الآن ملك لشعب سوريا، وأنا على ثقة إن شعب سوريا لن يتخلى عن المكاسب التى حققها فى السنين الأربعة الماضية. لقد استطاع الشعب السورى بعد الوحدة أن يقضى على الإقطاع وكان الإقطاع فى سوريا يتحكم فى الفلاح، وكان الإقطاعى فى سوريا يعتبر أنه يملك الأرض ويملك الفلاح، وكان الإقطاعى فى سوريا إذا الفلاح رفض إرادته يخرجه من بلده، ويخرج أهله وعائلته وأسرته، كل هذه أمور معروفة.
وحاولت كل الحركات التقدمية أن تنظم العلاقة بين العامل وصاحب الأرض، العامل الزراعى، ولكن لم يمكن بأى حال أن تنظم هذه العلاقة، وكان العامل الزراعى عبداً لصاحب الأرض، وبعد الوحدة حرر العامل الزراعى، ونظمت هذه العلاقة.

أيها الإخوة المواطنون: لقد حقق الشعب السورى فى هذه السنوات الثلاثة مكاسب كبرى لم يكن فى الإمكان أن تحقق فى عشرات من السنين، لقد انتهى الإقطاع، ووزعت الأرض على الفلاحين، وتحول الكثير من العمال الزراعيين إلى ملاك وزعت الأرض عليهم، بهذا قضينا على الإقطاع وقضينا على سيطرة الإقطاع، وبهذا حرر الفلاح، وكانت هذه هى إرادة الشعب السورى. وقد كنت أوزع سندات التمليك فى فبراير الماضى فى سوريا وكنت أشعر بروح الفلاح الذى يستلم هذه السندات، والذى ينتقل من كونه عامل زراعى إلى مالك للأرض، أصبح سيد أرضه وسيد نفسه وسيد إرادته.
هذه هى مكاسب حققها الشعب فى سوريا بعد الوحدة، وهناك مكاسب أخرى، فقد صدر قانون للعمال بمنع الفصل التعسفى، ثم صدرت قوانين بعد ذلك بهدف القضاء على ديكتاتورية رأس المال، وبهدف القضاء على الاستبداد، وبهدف القضاء على الاحتكار، وبهدف القضاء على السيطرة، وبهدف أن يكون الفرد العامل أو الفلاح - بالقضاء على الإقطاع أو بالقضاء على سيطرة رأس المال - سيد نفسه وسيد إرادته. وصدرت القرارات الاشتراكية التى هاجمتها بالأمس بيانات قيادة الحركة الرجعية الاستعمارية، صدرت القرارات الاشتراكية.. من أجل من صدرت هذه القرارات؟ هل من أجل فرد؟ من أجل هيئة؟ من أجل حزب؟ من أجل بضعة أفراد؟
صدرت هذه القرارات من أجل الشعب السورى؛ لأن الاحتكار كان يتحكم، ولأن رأس المال كان يباشر دكتاتوريته فى الحصول على الأرباح غير المشروعة؛ سواء فى هذا بالتحكم فى الأسعار، وسواء فى هذا بالتحكم فى الاستيراد، أو أى وسيلة من الوسائل الأخرى، أو فى عدم التوسع فى التصنيع.
أعلنا هذا، وقلنا إننا نريد أن نحرر الشعب، ولا يمكن أن تكون هناك حرية وديمقراطية طالما كانت هناك ديكتاتورية رأس المال، وطالما كان هناك استغلال وسيطرة، وطالما كان هناك احتكار، فكانت القرارات الثورية الاشتراكية؛ ومعناها أن هذه المصانع تملك للشعب وتنتقل ملكيتها للشعب، لا ٥ أو ٦ من الناس أو ١٠ من الناس كما كانت الأمور. كان الوضع - أيها الإخوة - إن فيه ٥ أفراد فى سوريا.. ٥ أفراد فى دمشق بيحصلوا على مكاسب لا نهاية لها، ٥ أفراد يباشروا الاحتكار.. ٥ أفراد يباشروا التحكم.. ٥ أفراد هم عبارة عن ديكتاتورية رأس المال.. ٥ أفراد بيعينوا الحكومة، والحكومة اللى جت النهارده كان رئيسها عينوه قبل كده ممثل لها وكان محامى لهذه الشركة.. شركة من ٥ أفراد كانت هى كل شىء.. أما الشعب.. الـ ٥ مليون.. لم يكن لهم فى هذا شىء.
عملنا إيه فى هذه السنوات؟ نقلنا الملكية من ٥ أفراد إلى مجموع الشعب كله، قضينا على الاحتكار، قضينا على سيطرة رأس المال، قضينا على ديكتاتورية رأس المال.
وأعلنا أن لا ديمقراطية فى وجود ديكتاتورية رأس المال؛ لأن الديمقراطية قد تكتب فى الدساتير أو فى القوانين، ولكن ديكتاتورية رأس المال تقضى عليها فى الحال، ديكتاتورية رأس المال تستطيع أن تفصل العامل من عمله، وأن تفصل الموظف من وظيفته، ديكتاتورية رأس المال تستطيع أن تتحكم فى رزق أى فرد أو أى شخص؛ ولهذا قلنا: فليكن كل فرد من أبناء هذه الأمة حراً؛ ولهذا لا نقتصر على أن تتملك حفنة من الناس، أو خمسة من الأشخاص لهذه المصانع الكبرى، تستخدم الدولة لمصالحها، بل يجب أن يتملكها الشعب.
وأعلنا هذه القرارات الاشتراكية، وقلنا إنها ديمقراطية اجتماعية، وإذا تواجدت الديمقراطية الاجتماعية فلن يستطيع أى فرد أن يتحكم وأن يسيطر، ولكن - أيها الإخوة المواطنون - استطاعت الدوائر الرجعية.. استطاعت الدوائر الاستعمارية.. استطاعت الدوائر الانتهازية.. استطاعت الأموال اللى صرفها هؤلاء الناس الخمسة إنها تشترى بعض الناس؛ علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لإرادتهم.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لديكتاتورية رأس المال.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لانتهازية رأس المال.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لتحكم رأس المال.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لتحكم الرجعية.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لتحكم الفئة القليلة، التى تحكمت فيه فى الماضى؛ حتى تحصل على الأموال وحتى تحصل على الأرزاق.
إننى - أيها الإخوة - على ثقة أن الشعب السورى لن يفرط فى المكاسب التى حققها.. مش أنا أبداً اللى حققت هذه المكاسب.. مش جمال عبد الناصر أبداً هو اللى حقق هذه المكاسب.. الشعب السورى هو اللى حقق هذه المكاسب.. الشعب السورى أما بتكون المصانع ملك له.. الشعب السورى أما بيقضى على الإقطاع.. الشعب السورى أما يقضى على الاحتكار.. الشعب السورى أما يقضى على ديكتاتورية رأس المال.. الشعب السورى أما يتملك هذه المصانع التى كانت تتملكها فئة احتكارية.. الشعب السورى فى هذا بيكون حقق مكاسب؛ لأنه تخلص من ديكتاتورية رأس المال، ولأنه أصبح يملك إرادته.
العمال أما يمثلوا فى مجلس الإدارة بقيمة عملهم لأول مرة فى تاريخ أمتنا العربية، هذه المكاسب مكاسب كبرى لم يكن العامل يعتقد أنها من الممكن أن تحصل، هذه المكاسب حصلنا عليها؛ لأن العامل هو أساس هذه الأمة.. الفلاح هو أساس هذه الأمة.. لأن العامل هو إنسان ولابد أن تكون له الحقوق، لأنه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يعمل العامل وأن ينتج العامل.. لا يمكن أبداً وإنه يأخذ الأجر اللى يمكنه بس من أن يعيش، وأن تحول كل الأرباح إلى الرأسمالى، أو إلى صاحب المصنع أو إلى الاحتكارى.
دا الوضع اللى كان موجود قبل كده.. دا الوضع اللى كان موجود، قضينا عليه بالقرارات الثورية الاشتراكية، أصبح الوطن ملك لكل أبنائه، أصبحت الأمة هى المتحكمة فى كل شىء، انتهى تحكم فئة قليلة من الناس.
طبعاً الحركة الثورية الرجعية الانفصالية ليست إلا تعبير عن مصالح الرجعية والاحتكار، ليست إلا سبيل للتعبير عن مصالح الرأسمالية وديكتاتورية رأس المال، ولكن أنا على ثقة - أيها الإخوة - إن الشعب السورى سيحافظ على هذه المكاسب؛ لأنها أصبحت حق له، لن يفرط فيها أبداً؛ لن يفرط فيها لأنه إذا فرط فيها بيفرط فى كل شىء.. بيسلم رقابه إلى حفنة قليلة من الانتهازيين الاحتكاريين، الرأسماليين الرجعيين، علشان يتحكموا فيه، علشان يستعبدوه، علشان يستغلوه.
الشعب السورى حصل على مكاسب.. اتبنت خزانات؛ اتبنت خزانات فى كل مكان، بدأنا ببناء خزان سد "الروستون".. الشعب السورى قادر على حماية هذه المكاسب.. الشعب السورى حصل على مكاسب فى بناء المصانع.. فى اشتراك الحكومة؛ القطاع العام، فى التنمية وفى التصنيع.
السنة دى كانت خطتنا بالنسبة لسوريا ان احنا نستثمر بواسطة الحكومة ٥٠٠ مليون ليرة، قبل الوحدة اللى استثمر أقل من ٥٠ مليون ليرة، من أجل من هذا؟! هل هذا من أجل فرد من الأفراد؟ أو من أجل حفنة من الناس؟ أبداً.. كان هذا من أجل الشعب؛ من أجل العامل ومن أجل أبنائه، من أجل الموظف ومن أجل أبنائه، من أجل كل فرد من أبناء سوريا ومن أجل أبنائهم، ومن أجل إقامة وطن عزيز كريم لا تتحكم فيه الرجعية ولا تتحكم فيه الاستغلالية، لا يتحكم فيه رأس المال ولا تتحكم فيه ديكتاتورية رأس المال. كان هذا من المكاسب وأنا على ثقة أن الشعب السورى قادر على حماية هذه المكاسب.
من المكاسب الأخرى التى حققناها - أيها الإخوة - إقامة الجيش الوطنى القوى؛ إقامة الجيش الوطنى القوى المسلح بكل أنواع الأسلحة. وإن الأمة.. وإن الشعب ضحى بالكثير من أجل إقامة الجيش الوطنى القوى. وأنا على ثقة أن الشعب فى سوريا سيحافظ على هذه المكاسب، وأن الجيش العربى فى سوريا لن يكون أداة فى يد الرجعية أو فى يد الاستعمار.
أنا على ثقة من هذا - أيها الإخوة المواطنون - على ثقة من هذا لأن الجيش السورى لم يكن فى أى يوم من الأيام.. لم يكن فى يد الرجعية، ولم يكن فى يد الاستعمار، قد تكون الرجعية قد غررت به بعض الوقت، ولكنه لم يقبل أن يغرر به أبداً، الجيش السورى هو عبارة عن الشعب السورى.. والشعب السورى لم يقبل أن يكون صنيعة للاستعمار وأعوانه، أو صنيعة للرجعية، لم يقبل هذا أبداً، بل كان دائماً رافع لواء الحرية، كان دائماً ضد الاستعمار وأعوان الاستعمار، كان دائماً ضد الرجعية، كان دائماً ضد العملاء.
أنا على ثقة - أيها الإخوة المواطنون - أن الشعب العربى فى سوريا سوف يسمع صوته للعالم كله، وهو يحافظ على هذه الأمة.. يحافظ على المبادئ الحرة.. وهو يقف فى وجه الرجعية والاستعمار وأعوان الاستعمار.. وهو يقف فى وجه ديكتاتورية رأس المال.. وهو يقف فى وجه الخيانة.. وهو يقف فى وجه التنكر للمبادئ والغدر.
إن الجمهورية العربية - أيها الإخوة المواطنون - ستسير فى الطريق وهى أشد قوة.. قلعة للحرية العربية، وقلعة للنضال العربى، تتمسك بالمبادئ فى سبيل خلق مجتمع ترفرف عليه العدالة الاجتماعية، والله يوفقنا جميعاً أيها الإخوة.
والسلام عليكم ورحمة الله
__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .