العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 01-01-2010, 11:23 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وأردشير جاهد ملوك الطوائف لخروجهم عن جماعتك ,


الملك أردشير الأول كان ملكاً نشيطاً ومسؤولاً عن نهوض بلاد فارس وتقوية الديانة الزرادشتية ، وكان مؤسساً للسلاسة الساسانية التي استمرت لأربعة قرون ، ولكن كانت حملاته ضد روما تتصف بالنجاح المحدود ، والملك أردشير قدر على عمل أشياء لم يستطع عملها أي فارسي لمدة طويلة كالقوة للدولة الساسانية والردود القوية والجدية أمام حكومة روما وجيوشها ، وهذه النجاحات الكبيرة للملك أردشير الأول مهدت لابنه ووريثه شابور الأول أن يكون قوياً أمام العدو.

ومقصد ابن زيدون من هذه الرسالة بسخرية : أي عظمة تلك التي فيك ؟! حتى الملك أردشير (وغالبًا كانت أخبار هذا الملك معروفة لكل أهل هذه البلدان ) كان مجرد قائد يحكم تحت لوائك!
إنها مفارقات تاريخية فانتازيّة تجعل الملوك والرؤساء والحكام والعقلاء كلهم في تصوير كاريكاتوري هم أجزاء من فضائل خصمه (ابن عبدوس) الفذة !


والضحاك استدعى مسالمتك , وجذيمة الابرش تمنى منادمتك

الضحاك الملك المشهور الذي يقال : إنه ملك ألف سنة وكان في غاية الغشم والظلم ،وهذا أمر أسطوري لا يكاد يصدق إلا أن الكثيرين يرون أن الضحاك هو الملك النمرود الذي ورد ذكره في سورة البقرة :"ألم ترإلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك ..الآية". ولنتصور معًا شدة السخرية حينما يكون المغرور الذي يستهزئ به ابن زيدون -من شدة قوته- قد استدعى النمرود مسالمته !! ثم يصفه بأنه قد بلغ من القوة مبلغًا جعل الملك جذيمة الأبرش يصير نديمه أي صديقًا يحكي له أحزانه وأفراحه صديق يسليه!!

جذيمة الأبرش :
قيل فيه انه أول من حذا النعال، وأدلج من الملوك وصنع له الشمع، وكان شاعراً، وقيل له الأبرص والوضاح لبرص كان به، ويعظم أن يسمى بذلك فجعل مكانه الأبرش

وشيرين قد نافست بوران فيك , وبلقيس غايرت الزباء عليك , وان مالك بن نويرة انما ردف لك ,
وعروة ابن جعفر انما رحل اليك , وكليب بن ربيعة انما حمى المرعى بعزتك , وجساسا انما قتله بانفتك ,

شيرين : امرأة فارسية بنت أحد الملوك اتسمت بالجمال الشديد ،بوران زوجة المأمون وقد كان عرسها خياليًا يكاد يكون أعجب عرس في التاريخ وزعت فيه الدنانير الذهبية وكان فراشها وثيرًا يضرب به المثل في النعومة .إن روعة هذا التعبير تنبع من السخرية به حتى ينتقل به من مكانة الملوك إلى مكانة معشوق النساء .بوران وشيرين عاشتا عصرين مختلفين تمامًا وليس بينهما صلة لهذا يستهزئ به مرة أخرى من خلال فكرة (المونتاج) ليخترع ابن زيدون قصة خيالية مفادها أن بوران وشيرين تنافستا فيه فما عساه هذا الخصم !!
بلقيس هي ملكة اليمن عاشت في القرن العاشر قبل الميلاد وهي زوجة نبي الله سليمان عليه السلام بعد أن أسلمت تزوجها . أما الزباء فهي الملكة زينوبيا ، وعاشت في القرن الثالث الميلادي كانت تسمى الملكة المحاربة واتسمت بالعديد من صفات الرجاحة والحكمة .
وهنا يستهزيء به مرة أخرى ابن زيدون فبعد أن كان خصمه في صفات الملوك إذ به يجعله في مصاف العشاق ويجعله خصمًا خياليًا لأحداث لم تحدث .خاصة عندما تكون بلقيس قد غارت منه لانحيازه إلى الزباء ،وهو ما لم يحدث!!
إن عبقرية الوعي بالتاريخ تجعل من ابن زيدون رجلاً متلاعبًا بخصمه فيجيء به يمينًا ويسارًا. وبعد ذلك يكون غريمه القاسم المشترك للعديد من الحكايا الوهمية !!
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-01-2010, 02:44 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وأن مالك بن نويرة إنما ردف لك ,
وعروة بن جعفر إنما رحل إليك , وكليب بن ربيعة إنما حمى المرعى بعزتك , وجساسا إنما قتله بأنفتك
ومهلهلا إنما طلب ثأره بهمتك

مالك بن نويرة:
كان مالك بن نويرة من كبار بني تميم وبني يربوع، وصاحب شرف رفيع وأريحية عالية بين العرب، حتى ضرب به المثل في الشجاعة والكرم والمبادرة إلى إسداء المعروف والأخذ بالملهوف. كانت له الكلمة النافذة في قبيلته
عروة بن جعفر:
هو يدعى بعروة الرحّال ، وكان قد أجار قافلة للملك النعمان (أجار أي أعطاها عهدًا بالأمان) واغتاظ من ذلك أحد كبار القوم من قبيلة أخرى يدعى البراض . واستدعاه البراض ليستفهم عن سبب إعطائه هذه القافلة الأمان (كأن هذا التأمين للقافلة دليل على أن كلمة عروة أكثر تأثيرًا من كلمة البراض وكأن البراض لا مكانة له لأن عروة لم يستأذنه في ذلك) فغافله وقتله أي قتله غدرًا .
وبسبب ذلك قامت حرب الفجار والتي ساهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وهو في حلف الفضول .والمراد الذي يقصده بسخرية ابن زيدون :
وأنت فيك كل الخصال حتى أنك كنت في عظًم مكانة البراض كي يخرج إليك خصيصًا عروة بن الورد.
وفي هذا سخرية كبيرة بالخصم وإلباسه كل هذه الخصائص جاء ليثبت عكسها جميعها .
كليب بن ربيعة :
أحد سادة قومه ويكفي أن نعرف أنه ثاني اثنين لقبا بلقب ملك العرب .وكان يضرب به المثل في الكبرياء والغطرسة .وكان لا يستطيع أحد أن يأتي على مرعى إلا بإذنه.
جساس :
هو ابن عم كليب بن ربيعة وقتله بسبب اعتداء كليب على إبله ، ولذلك حكاية يطول شرحها .وكان جساس غير معتد ،وإنما أبت عليه عزة نفسه أن يرتضي قيام كليب بن ربيعة بالتمادي في الاعتداء على أموال وبعض أرواح قبيلته .وبسبب قتله كليبًا بن ربيعة قامت حرب البسوس والتي استمرت أربعين سنة قتِل َ فيها جساسٌ .وقد قتَل جساس (وهو من قبيلة بكر) 15 فارسًا من قبيلة كليب بن ربيعة (تغلب)حتى قُتِلَ .
مهلهل:
مهلهل بن ربيعة هو شقيق جساس وقد كان من الذين أبلوا بلاءً حسنًا في هذه الحرب للأخذ بثأر أخيه.
ويقول ابن زيدون ساخرًا لمناوئه : وأنت اجتمعت فيك كل هذه الصفات فأنت فيك مكانة مالك بن نويرة ، وعروة الرحال ، كبرياء كليب ،وعزة نفس جساس وهمّة مهلهل حتى إن كل هؤلاء الناس جميعًا كلهم كانت دوافعهم في كل ما فعلوه هي إرضاؤك ،وأنهم لولاك لما عُرِفوا بما عُرِفوا به.
وتعلمون كلكم دلالة هذه التعبيرات وسخريتها خاصة عندما يضاف إلى ذلك أن الكلام كان على لسان أنثى وهي ولادة بن المستكفي .فهو بذلك (ابن زيدون) يمرّغ رأس غريمه في التراب إذ هو (غريمه ابن عبدوس )علمه أقل من علم امرأة ، ولا يستطيع مجاراتها لاسيما وهي تذكره بمناقب الرجال التي هو منها براء !!

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 02-01-2010 الساعة 03:41 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-01-2010, 03:57 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

والسموءل انما وفى عن عهدك , والاحنف انما احتبى في بردك , وحاتما انما
جاد بوفرك , ولقى الاضياف ببشرك , وزيد بن مهلهل انما ركب بفخذيك , والسليك ابن السلكه انما عدا على
رجليك , وعامر بن مالك انما لاعب الاسنة بيديك


السموءل
هو رجل جاهلي يضرب به المثل في الوفاء . وقصته أن أحدًا قد أعطاه أمانة وهاجر ، ثم مات فجاءه أحد خصوم هذا المتوفَى يسألونه أن يعطيهم إياها ، فأبى إلا أن يعطيها لورثته .
وقد غاظ ذلك خصومه ، وكان السموءل في حصن ، فاختطف أحدهم ابنه وهدده بذبح ابنه لو لم يعطه الأمانة ، وكان السموءل ينظر إلى ما حدث من الحصن ، فأبى السموءل إلا الوفاء بالأمانة . وذبِح ابنه فعلاً . ونتيجة ذلك قامت حرب ذي قار والتي اتحد العرب فيها جميعًا لمحاربة الفرس وانتصروا فيها انتصارًا عظيمًا هو الأول من نوعه .

ويقصد ابن زيدون بهذا القول :السموءل وفى عن عهدك -بسخرية- أنك بلغت من العظمة منزلاً جعل السموءل يضحي بابنه من أجلك ،كأنك أنت يابن عبدوس من مات السموءل من أجل الوفاء بعهده.
الأحنف وحاتم :
الأحنف بن قيس أحد حلماء الجاهلية وأدرك الإسلام وأسلم رضي الله عنه . حاتم الطائي معروف بكرمه الشديد ولا يحتاج السطر إلى إيضاح
.

زيد بن مهلهل
زيد بن مهلهل هو أحد الناس الذين أدركوا الإسلام وكان يلقب بزيد الخيل فسماه صلى الله عليه وسلم بزيد الخير وكان له خمسة أفراس اشتهرت بقوتها وعنفوانها .وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :"«ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر إلا ما كان من زيد فإنه لم يبلغ كل ما فيه».أي أن كل العرب يبالغون في تعظيم قيمة ممدوحيهم إلا زيد فإن العرب على شدة ما وصفوا محاسنه فإنه أعلى منها .وكان مشتهرًا بالفروسية والجمال والحلم .

والمقصد الذي يريده ابن زيدون بسخرية : أن هذا الفارس العظيم ركب بفخذيك أنت أي أنك أنت يابن عبدوس -بسخرية- سبب شهرة هذا الرجل ، فلولاك لما اشتُهِر!
السليك بن السُلَكة :
واحد من أشهر صعاليك العرب اشتهر بعدوه السريع حتى قيل إنه كان يلاحق الظباء !
والمقصد من هذا الكلام أن هذا الغريم ابن زيدون -والكلام على لسان ولادة- بلغ من العظمة مكانًا جعلته هوا لمحرك لكل هذه الشخصيات التاريخية العظيمة حتى إن الخيل والعدائين المشهورين استعاروا قدميه نلاحظ الانتقال إلى مستوى الجزئيات كان موفقًا للغاية .كذلك بعض التصنيفات والانتقالات من الملوك والحكام إلى النساء ثم أشهر الفرسان ..إلخ ولنا عودة بعد الصلاة بإذن الله.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-01-2010, 05:05 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وعامر بن مالك إنما لاعب الأسنة بيديك
عامر بن مالك أحد الذين أسلموا وكان في الجاهلية ذا شأن عظيم وكذلك في الإسلام.
اتسم بالفروسية والزعامة . ولقَب بهذا اللقب .جاء في المستقصى في أمثال العرب: أَفْرَسُ مِنْ مُلاَعِبِ اْلأَسِنَّةِ: هو أبو براء عامر بن مالك بن جعفر فارس قيس وإنما لقب بذلك لأنه بارز ضرار بن عمرو فصرعه فقال له من أنت يا فتى كأنك ملاعب الأسنة؟! فلزمه الاسم. وهناك روايات أخرى في سبب التسمية.
يقصد ابن زيدون مستمرًا على نهجه في التهكم مستخدمًا جزئيات الجسم :وإن هذا الرجل الشهير مُلاعب الأسنة إنما لاعب الأسنة بيديك ،كأنه يقول بشكل ساخر : أنت رجل كلك بركة ،وكل جزء من جسمك لا يستغني عنه عظيم من عظماء التاريخ فكيف بك ذاتك ؟!

وقيس بن زهير إنما استعان بدهائك
قيس بن زهير :هو قيس بن زهير بن ربيعة بن عبس .
صاحب الحصان داحس، والفرس الغبراء ، الذين بسببهما وقعت الحرب مع بني ذبيان ، فسميت بحرب ( داحس والغبراء ) .سيد بني عبس ، وكان يلقب بقيس الرأي ، لجودة رأيه ، وقد ضرب به المثل في الدهاء فقيل : أدهى من قيس بن زهير .
ومقصد ابن زيدون أنك -بالعامية- الكل في الكل فقد امتدت خصائصك العبقرية الباطنية وليس الظاهرية فقط لتكون يا بن عبدوس من يستعين قيس بن زهير بدهائه! تصور أخي العزيز واحدًايقال له بسخرية : إن آنشتاين ما علم النظرية النسبية إلا بشرحك!!
وإياس بن معاوية انمااستضاء بمصباح ذكائك :
إياس بن معاوية كان أحد أشهر عباقرة القضاء في العالم الإسلامي أجمع ويضرب به المثل في الذكاء .
وفي رأيي أن ابن زيدون كان عبقريًا في استخدام المترادفات بين الذكاء والدهاء .فالذكاء هو قدرة عقلية متطورة يستطيع بها الفرد حل مشكلاته.أما الدهاء فهو معنى أقرب إلى المكر والخديعة . لذلك استخدم شخصيتين متناقضتين في استخدامهما للذكاء ليقول بسخرية إن هذا الغريم ليس ذكيًا فحسب بل وفيه هذه التدرجات من استخدام الذكاء .

وسحبان انما تكلم بلسانك
سحبان وائل أحد أشهر فصحاء العرب .
ومقصد ابن زيدون أن هذا الغريم (لعبقري) قد صار جزءًا من كل محمدة من الخصال ، ولنا عودة لاحقة فيما بعد بإذن الله .
وعمرو بن الاهتم انما سحر ببيانك
عمرو بن الأهتم أحد الصحابة الذين لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاغته قال :"إن من البيان لسحرًا". وهنا تبدو عظمة المفارقة حينما يكون غريم ابن زيدون -وهو يسخر منه-رجلاً استمد منه هذا الصحابي الجليل سحر البيان !!

ولنأت إلى بقية الرسالة :
وأن الصلح بين بكر وتغلب تم برسالتك , والحمالات بين عبس وذبيان اسندت الى كفالتك , وان احتال هرم بن سنان لعلقمة وعامر
حتى رضيا كان عن اشارتك, وجوابه لعامر _ وقد سأله عن ايهما كان ينفر _ وقع عن ارادتك
.
أما الصلح بين بكر وتغلب ، فهي بعد حرب البسوس التي دامت أربعين سنة بين بكر وتغلب والتي تم الإشارة إليها سابقًا عن كليب وجساس . وهنا يكون للسخرية وقع عظيم حينما يشبهه ساخرًا بأنه الحارث بن عبّاد الذي أصلح بينهما ، فما عجز عنه السابقون في أربعة عقود استطاع ابن عبدوس (عبقري زمانه ) أن ينهيه .
كذلك حرب داحس والغبراء التي قامت بين عبس وذبيان لسبق فرس فرسًا ، الحمالات أي الديّات فكأنما ابن عبدوس هو ذلك السيد الذي أسندت إليه مهمة عمل مقاصّة بين دية كل منهما ليكون هو صاحب الرأي السديد المطاع .أما عن المنافرة ، فقد كان هرم بن سنان قد أتاه كل من علقمة وعامر -وهُما من سادات قومهما- يطلبان المنافرة أي المجادلة أيهما خير من صاحبه ليكون هو الحكم بينهما . وكانا صديقيه ، فدعا كل منهما إلى بيته وجعل كل واحد عل حدة يقيم عنده ثلاثة أيام ويحذره من قوة حجة الآخر ، وينصحه بالانسحاب . حتى إذا اكتمل الأسبوع انصرف كل منهما دون منافرة وكان هذا بفضل استخدامه حيلة ذكية للحيلولة دون ذلك حتى لا تنشب بين القبيلتين حرب .
لذلك نجد ابن عبدوس موصوفًا بكل تلك الصفات في هزء يثبت عكس ذلك.

أما المهلب بن أبي صفرةفهو من أهم ولاة الأمويين على خراسان. عينه الحجاج عاملا على خراسان عام (78هـ - 697م) وقام بفتوح واسعة فيما وراء بلاد النهر فقد قاد المهلب حملة أستولى من خلالها على إقليم "الصغد" وغزا "خوارزم" وافتتح "جرجان" و" طبرستان"بذلك فرض سيطرة الدولة الأموية على أراض كثيرة فيما وراء النهر وكــان لها أكبر الأثر في إثراء الحضارة الإسلامية، وقال عنه ابن الزبير رضي الله عنه سيد أهل العراق وهو واحد من القادة الذين اشتُهِروا بالذكاء والحلم والجود والشجاعة وكان الساعد الأيمن في فتوحات الأمويين وقتها.لذلك كانت سخرية ابن زيدون منه ،ليثبت له عكس من وصفه به.

وافلاطون اورد على ارسطاطاليس ما نقل عنك , وبطليموس
سوى الاسطرلاب بتدبيرك , وصور الكرة على تقديرك , وبقراط علم العلل والمراض بلط حسك , وجالينوس
عرف طبائع الحشائش بدقة حدسك , وكلاهما قلدك في العلاج , وسألك عن المزاج , واستوصفك تركيب الاعضاء , واستشارك في الداء والدواء , وانك نهجت لابي معشر طريق القضاء , وأظهرت جابربن حيان على سر الكيمياء .

أرى أن هذه الرموز كلها واضحة لا تحتاج إلى إعادة الشرح ،تلك التيمة التي يعزف عليها ابن زيدون ألحان هجائه الموجع هي إثبات مرة أخرى للفارق الثقافي بين كل منهما وكأنه يقول له من بعيد : ترى أي واحد منا أيها الجاهل أولى بهذه المرأة ولادة بنت المستكفي ؟
وان صناعة الالحان اختراعك , وتاليف الاوتار والانقار توليدك وابتداعك , وان عبدالحميد بن يحيى بارى اقلامك , وسهل بن هارون مدون كلامك , وعمرو بن بحر مستمليك , ومالك بن انس مستفتيك , وانك اللذي
اقام البراهين , ووضع القوانين , وحد الماهية , وبين الكيفية والكمية , وناظر في الجوهر والعَرَض ,
وميز الصحة من المرض , وفك المعمّى , وفصل بين الأسم والمسمى , وصرف وقسم , وعدل وقوّم ,
وصف الاسماء والافعال , وبوب الظرف والحال , وبنى وأعرب , ونفى وتعجب , ووصل وقطع , وثنى وجمع ,
وأظهر وأضمر , واستفهم وأخبر , وأهمل وقيد , وأرسل وأسند , وبحث ونظر , وتصفح الاديان

ورجح بين مذهبي ماني وغيلان
كل هذه المسميات واضحة ،عبد الحميد بن يحي هو أول من وضع أصول الكتابة النثرية للعرب وتوفي مع مروان بن محمد آخر ملوك بن أمية مقتولاً من بني العباس وكان معروفًا بخصائص ميزت النثر على امتداد عصور ازدهار الأدب العربي ، وفي هذا استهزاء بيّن . أما سهل بن هارون فهو وزير فارسي لقب بذي الوزارتين وكان بليغًا في كتاباته جامعًا من مآثر الفرس والعرب القدر الوافر الكثير . أما عمرو بن بحر فهو الجاحظ ، وتبرز السخرية بأن يجعل الجاحظ هو الذي يسأل ابن عبدوس عمّ يكتب ، ومالك بن أنس هو أحد الأئمة الأربعة من أبرز فقهاء أهل السنة والجماعة وله المثل المعروف لا يُفتى ومالك في المدينة. قمة السخرية أن يكون هذا الخصم قد بلغ بعلمه وخصائصه أن يكون الإمام مالك رحمه الله تلميّذا لديه!!
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 13-03-2010 الساعة 12:39 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-01-2010, 07:40 PM   #5
إيناس
مشرفة بوح الخاطر
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
المشاركات: 3,262
إفتراضي

كلمة الشكر قليلة في حق هذا العمل الكبير والقيم الهادف الذي تكرمت به أخي المشرقي الإسلامي علينا
فعلا قرأت وإستفدت وإستمتعت وإنبهرت بهذا الكم الهائل من المعلومات التاريخية، وفي جميع الميادين ؛ السياسية والثقافية والفلسفية والدينية جمعها هذا العبقري إبن زيدون في رسالة لغريمه كتبها له بمداد نار الغيرة ..
فشكرا لولادة المرأة التي من أجلها وبفضلها وغيرة عليها وحبا فيها، ثارت ثائرة إبن زيدون لتخرج حمما من روائع الكلام ومجمع الأحداث وديوان الأمم وتراث الأزل، وأجمل ما قيل في الهجاء البناء ..
وكما يقال وراء كل رجل عظيم إمرأة ...، وهاهي ولادة تثبت لنا مرة أخرى حقيقة هذه المقولة ..
بارك الله فيك أخي المشرقي وجزاك الله كل خير على هذا العمل الرائع
__________________

Just me

إيناس غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .