ولادة منظمة الصليب الأحمر الدولي

[صفاء العشري]

في الثاني والعشرين من أغسطس 1864 تم اعتماد اتفاقية جنيف التي تسعى لتحسين حال الجرحى والمرضى من الجيوش في الميدان من قبل 12 دولة اجتمعت في جنيف. ودعا الاتفاق، الذي نادى به المحسن السويسري جان هنري دونان، لتقديم رعاية غير منحازة للمرضى والجرحى في أوقات الحرب ونص على حياد العاملين في المجال الطبي. كما اقترح استخدام شارة دولية لتمييز الأفراد واللوازم الطبية التابعين لهذه الرعاية. وكتعبير عن الامتنان لدونان، تم اختيار الصليب الأحمر على خلفية بيضاء شعارا تكريما لدونان لأن أعلام بلده سويسرا معكوسة. في عام 1901، منح دونان أول جائزة نوبل للسلام.
عام 1881، أسس العاملان في المجال الإنساني الأمريكيان كلارا بارتون و أدولفوس سولومون الصليب الأحمر الأمريكي الوطني ، وهي منظمة تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية لضحايا الحروب والكوارث الطبيعية بالتطابق مع أهداف الصليب الأحمر الدولي.
منذ ذلك التاريخ لا يزال الصليب الأحمر يقوم بهذه الخدمات والتضحيات لجميع شعوب الأرض ، ولطالما تعرض أعضاؤه في الكثير من الأحيان لاعتداءات إبان قيامهم بواجبهم الإنساني. وعندما تمت دعوة البلدان الإسلامية والعربية خصيصاً وافقوا على الفكرة ووقعوا على الاتفاقية بنفس الشروط والاسم لكن مع تغيير كلمة الصليب إلى هلال. تمت الموافقة على الاقتراح ولكن مع بقاء اللون أحمر ومن هنا ظهر مصطلح الهلال الأحمر.
عام 1965 ظهرت فكرة تأسيس المنظمة العربية للهلال الأحمر التي تعاونت مع المنظمة الدولية للصليب الأحمر وأصبح اسمها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر التي تقول مقدمة نظامها الأساسي: تعمل المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر على تنمية الجهود الجماعية للجمعيات الوطنية العربية للهلال الأحمر و الصليب الأحمر ودعم العمل الإنساني لوقاية الإنسان من أسباب المعاناة و الحفاظ على كرامته في السلم و الحرب و تعزيز العمل من أجل الاستقرار والسلام .
في عام 1975م عقد الاجتماع السابع بالرياض في المملكة العربية السعودية حيث تمت ولادة المشروع واختيرت مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مقرا دائما للأمانة العامة لمنظمة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية.