العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة التنمية البشرية والتعليم

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 23-03-2008, 03:13 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي التنمية الزراعية في بلداننا

التنمية الزراعية في بلداننا


من يستعرض أدبيات القرن الماضي، لوجدها زاخرة بمفردات الثورة والنهضة والوحدة والتضامن والتنمية وغيرها من المفردات التي لم يُنجز شيءٌ ـ عمليا ـ في تجسيدها أو تحقيق أي منها .. وبالعكس فإن تلك المفردات كانت تتراجع بعد كل مرحلة، فمن الوحدة الى التضامن الى (القطر أولا)، ومن الثورة الى الإصلاح الى التعايش مع الأنظمة، ومن الرقي والتقدم الى التنمية (مرورا بالخطط الخمسية والعشرية ) ..

لقد كشفت حالات ارتفاع الأسعار وندرة المواد الغذائية هشاشة الوضع الزراعي العربي، ومقارنة مع دول مثل كوريا الجنوبية أو الصين والتي كانت الأوضاع فيهما قبل نصف قرن شبيهة الى حد كبير للأوضاع التي كانت سائدة في منطقتنا العربية من حيث معارك الاستقلال والتأثير الخارجي، فإننا سنجد أوضاع منطقتنا فيما يخص (التنمية الزراعية) قد ساءت عما كانت عليه في السابق، في حين لم تتحسن الأوضاع على الأصعدة الأخرى (إذا استثنينا تأثير النفط وأثره على الدول العربية المنتجة له أو ما يرشح من خيره الى الدول العربية الأخرى) ..

وسنستعرض في هذه السلسلة من المقالات ما يمكن أن نلم به من معلومات متاحة لواقع التنمية الزراعية في البلدان العربية، آملين أن نسهم مساهمة متواضعة في هذا الجانب المهم ..

في معنى التنمية الزراعية

النمو في اللغة هو زيادة ما هو قائم، وقد قسم العرب كل ما في الكون الى صامت ونام .. والصامت كالحجر والنامي هو كل ما بإمكانه النمو والزيادة .. وفي حديث لمعاوية ( لبعت الفانية واشتريت النامية) أي بعت الهرمة من الضأن والإبل واشتريت الفتية التي بالإمكان جعلها تنمو وتزيد .. ونقول في مهنتنا نموات جانبية أو براعم نامية لتلك التي يمكن أن تحمل الثمار في الأشجار.

وإذا أردنا سحب ما أوردناه لغويا، على موضوع التنمية الزراعية في البلدان العربية، فإن الصامت الذي أهمله أجدادنا وأبعدوه عن فكرة النمو سيحتج ويحتج معه المختصون، فالتربة ووسائل الإنتاج رغم أنها مصنفة مع الصامت، إلا أن نموها أصبح مقرونا بفكرة التنمية الزراعية .. ويضع مزارعو الغرب خُمس ميزانياتهم في صيانة التربة في المشاريع الزراعية، في حين تسقط تلك الكلف من حساب المزارعين في بلادنا في أغلب الأحيان، وأن تعرية التربة وانخفاض إنتاجها لأفضل دليل على قولنا ..

لكن قبل أن نخوض في صيانة التربة والمكننة الزراعية ووسائل الإنتاج، من الأولى أن نمر على ما هو (غير صامت) ـ على رأي أجدادنا ـ ونفحص ما حدث له من نمو أو تقزم ..

لقد كان الإنسان ـ وما زال ـ أهم عناصر الاقتصاد بما فيها التنمية الاقتصادية التي تشمل التنمية الزراعية .. وإن كنا نريد فحص حالة النمو عنده في مختلف المجالات، لا بد لنا من وصف تلك الحالة التي سبقت النمو أو الضمور والتقزم ..

وصف الحالة قبل الإحالة

كان العرب يقسمون السكان الى بدو وحضر ومدر ومدن .. وأظن أنها مصطلحات معروفة لمتوسطي الثقافة، وما يهمنا من هذا التقسيم أن البدو والمدر أي سكان البراري و الأرياف، كانوا متكفلين بتغذية كل سكان البلاد بأصنافهم المختلفة، من حيث إمدادهم باللبن واللحم والبيض والحبوب والخضراوات والفواكه، وكانوا غالبا ما يحتلون درجات متدنية من سُلَم التراتب الاجتماعي، فلا يُنظر للزراع ولا الرعاة تلك النظرة التي كانت تُنظر للتجار والعسكريين وملاك الأراضي الذين يستخدمون الزراع .. وكانوا يشاركون الصناع في نظرة المجتمع الحقيرة لهم ..

وكونهم كذلك، فلم يكونوا قادرين على فرض صياغة قوانين تبادل المنفعة بين السكان، ولم تتم استشارتهم في صياغة القوانين من قبل طبقات المشرعين التي صاغت معظم دساتير وقوانين البلدان العربية في النصف الثاني من القرن العشرين ..

لذلك فقد هجر أكثر من ثلثي من كان يزرع ويربي المواشي أمكنة سكنهم وحلوا ضيوفا غير مرحب بهم في ضواحي المدن العربية، ليصبحوا في ذلك منبعا لمشكلتين، الأولى: نقص فيمن كان ينتج والثانية زيادة فيمن لا ينتج ويعتمد على ما ينتجه غيره .

بالمقابل، فإن من بقي بمهنته من الذين لم يهجروا أمكنتهم، لم يطور مهاراته وإمكانياته الإنتاجية بما يتلاءم مع زيادة عدد الطالبين لسلعته، فهبطت كميات الإنتاج وزاد عدد السكان. ولم تنتبه الحكومات العربية لعمليات دعم الإنتاج إلا فيما ندر، وإن حاولت دعم الإنتاج فإنها تدعمه بمستويات سخيفة لا تبقي المزارع قريبا من مزرعته، خصوصا وهو يرى أن حارس عمارة أو مخزن يكون دخله أضعاف ما يدخل على المزارع ودون تعب وشقاء ومغامرة، كما أن من يضرب على الإيقاع وراء مطربة مغمورة يناله ما ينال قرية كاملة من منتجي القمح أو الصوف ..

هذا ما جعل أبناء الريف يبيعون مواشيهم وحتى أراضيهم ليعلموا أبنائهم مهنة تكون أقل رذالة من مهنهم هم، فاختفت مهارات الأجداد وانقطعت عن النمو وبيعت الأراضي وحيوانات العمل والإنتاج، وأحيل موضوع تأمين الغذاء لأصحاب الرساميل أو لاستيراد الدولة أو لشركات وتجار يستوردون ما يحتاجه المواطن من مواد غذائية ..

ننمي ماذا؟

ليس هناك ما نقوم بتنميته، طالما اختفى جذر التنمية وحل محله جذر يحتكم الى سياسة السوق، ولا يهتم بالمواطن ..

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-03-2008, 12:10 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

إحصاءات لا بد من ذكرها

حتى نهيئ أنفسنا للتعامل مع هذا الموضوع الجاف بعض الشيء على نفس القارئ المستعجل، لا بد من ذكر بعض الإحصاءات الضرورية التي تجعل من عقل القارئ سواء كان من باب الثقافة أو من باب الاختصاص أو من باب تكوين التصور السياسي ..

هذه بعض الإحصاءات المأخوذة من تقارير الجامعة العربية لعام 2006ونشرتها مجلة المستقبل العربي الصادرة في شباط/فبراير 2007 بعددها 336

القطر المساحة كم2
الأردن 89342
الإمارات 83600
البحرين 707
تونس 155566
الجزائر 2381741
جيبوتي 23200
السعودية 2000000
السودان 2505805
سوريا 185180
الصومال 637657
العراق 435052
عُمان 309500
قطر 11427
الكويت 17818
لبنان 10452
ليبيا 1775500
مصر 1002000
المغرب 710850
موريتانيا 1030700
اليمن 555000
المجموع 13921097

القطر عدد السكان بالمليون
الأردن 6
الإمارات 4.6
البحرين 0.7
تونس 10
الجزائر 33
جيبوتي 0.8
السعودية 24
السودان 37
سوريا 19
الصومال 8.5
العراق 28.7
عُمان 3
قطر 0.8
الكويت 3
لبنان 4
ليبيا 6
مصر 75
المغرب 30
موريتانيا 3
اليمن 22
المجموع 319.16


القطر الحضر الريف / النسبة المئوية

الأردن 82 18
الإمارات 75 25
البحرين 90 10
تونس 65 35
الجزائر 59 41
جيبوتي 84 16
السعودية 81 19
السودان 39 61
سوريا 50 50
الصومال 35 65
العراق 67 33
عُمان 72 28
قطر 100 0
الكويت 100 0
لبنان 87 13
ليبيا 86 14
مصر 42 58
المغرب 57 43
موريتانيا 62 38
اليمن 27 73
المجموع 54 46


القطر أقل من 15 سنة / النسبة المئوية
الأردن 38
الإمارات 25
البحرين 27
تونس 27
الجزائر 33
جيبوتي 42
السعودية 34
السودان 39
سوريا 37
الصومال 48
العراق 39
عُمان 40
قطر 24
الكويت 16
لبنان 30
ليبيا 32
مصر 34
المغرب 32
موريتانيا 42
اليمن 46
المجموع 36

القطر وفيات الرضع دون الخامسة لكل ألف مولود
الأردن 27
الإمارات 10
البحرين 17
تونس 25
الجزائر 41
جيبوتي 140
السعودية 27
السودان 119
سوريا 21
الصومال
العراق 124
عُمان 18
قطر 14
الكويت 12
لبنان 26
ليبيا 21
مصر 43
المغرب 46
موريتانيا 156
اليمن 95
المجموع 65

القطر الناتج المحلي الإجمالي بالمليون دولار
الأردن 12711
الإمارات 133582
البحرين 13381
تونس 28817
الجزائر 102500
جيبوتي 708
السعودية 309531
السودان 28462
سوريا 27971
الصومال
العراق 31719
عُمان 30733
قطر 42463
الكويت 80781
لبنان 22050
ليبيا 41632
مصر 89171
المغرب 52024
موريتانيا 1938
اليمن 16309
المجموع 1066483

القطر معدل القراءة والكتابة لمن فوق ال15 سنة
الأردن 91
الإمارات 89
البحرين 87
تونس 74
الجزائر 70
جيبوتي 0
السعودية 83
السودان 61
سوريا 81
الصومال 0
العراق 74
عُمان 81
قطر 89
الكويت 93
لبنان
ليبيا 84
مصر 71
المغرب 52
موريتانيا 51
اليمن 54

المعلومات أعلاه من تقرير الجامعة العربية

أما مجموع المياه التي تتوفر في كل قطر عربي (السطحية والجوفية ) فهي كما يلي:

القطر الموارد المائية بالمليار متر مكعب سنويا
الأردن 1.49
الإمارات 0.284
البحرين 0.09
تونس 4.354
الجزائر 17.2
جيبوتي 0.199
السعودية 5.546
السودان 61.545
سوريا 25.035
الصومال 11.456
العراق 81
عُمان 2.034
قطر 0.055
الكويت 0.16
لبنان 7.8
ليبيا 2.67
مصر 66.5
المغرب 33
موريتانيا 7.3
اليمن 4.9
المجموع 332.618
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-03-2008, 03:13 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

التربة والماء

إذا قمنا بإزالة قشرة الكرة الأرضية بسمك شبر أو شبرين، فإننا سنفقد الإمكانية بالحصول على الغذاء. هذه حقيقة علمية يعرفها المختصون جيدا، حيث أن ما يُسمى بخصوبة التربة يكمن في هذا القدر من الأرض. لكن ماذا تعني تلك الحقيقة فيما نحن فيه من مناقشة التنمية الزراعية في البلدان العربية؟

تشكل التربة والماء والهواء والحرارة العناصر الضرورية لعمليات إنتاج الغذاء، ويقاس تطور البلدان (زراعيا) بما تستطيع إدارات تلك البلدان في تهيئة تلك العوامل على الوجه الأكمل، وتتفاوت كميات الغلة (إنتاج الوحدة الواحدة من المساحة) بالقدر الذي تتفاوت فيه عمليات التقدم الزراعي في تهيئة الظروف الملائمة.

الموارد الأرضية في الوطن العربي *1

تبلغ مساحة البلدان العربية ما يزيد عن 14 مليون كم2 أي 1400 مليون هكتار تتوزع بالشكل التالي:

1ـ تبلغ مساحة إقليم المغرب العربي (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا) 593.8 مليون هكتار، أي ما يعادل 42.3% من مساحة الوطن العربي. وتبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة في هذا الإقليم 97.378 مليون هكتار، علما بأن ما يُزرَع فعلا 17.307 مليون هكتار تعتمد على الري بالأمطار و2.378 مليون هكتار إروائيا.

2ـ مساحة إقليم المشرق العربي (العراق، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين) 75.2 مليون هكتار، أي 5.3% من مساحة الوطن العربي. وتبلغ المساحة القابلة للزراعة في هذا الإقليم 20.507 مليون هكتار. والمزروع منها معتمدا على الأمطار 8.209 مليون هكتار، والذي يعتمد على الري 3.611 مليون هكتار.

3ـ مساحة الإقليم الأوسط (مصر، السودان، الصومال، جيبوتي) 416.8 مليون هكتار، أي 29.7% من مساحة الوطن العربي. وتبلغ المساحة القابلة للزراعة في هذا الإقليم 70.602 مليون هكتار. والمزروع منها معتمدا على الأمطار 5.544 مليون هكتار، والذي يعتمد على الري 5.853 مليون هكتار.

4ـ مساحة إقليم شبه الجزيرة العربية (أقطار مجلس التعاون الخليجي [السعودية، عُمان، الإمارات، قطر، البحرين، الكويت] مع اليمن) 315.6 مليون هكتار، أي 22.5% من مساحة الوطن العربي. وتبلغ المساحة القابلة للزراعة في هذا الإقليم 8.197 مليون هكتار. والمزروع منها معتمدا على الأمطار 3.7 مليون هكتار، والذي يعتمد على الري 0.672 مليون هكتار.

أما مساحة المراعي في الوطن العربي فتبلغ 282.059 مليون هكتار، ومساحة الغابات 130.265 مليون هكتار (الهكتار 10 آلاف متر مربع)

استنتاج

نلاحظ من المعلومات أعلاه بأن مجموع الأراضي المزروعة في الوطن العربي فعلا،46.374 مليون هكتار من الأراضي القابلة للزراعة، أي بنسبة 23.59% وإذا علمنا أن إنتاجية وحدة المساحة المزروعة فعليا تنخفض كثيرا عن إنتاجية مثيلاتها في العالم سندرك مدى الهوة في التقدم الزراعي بين أقطارنا العربية وبلدان العالم (و سنناقش ذلك مستقبلا).

الموارد المائية *2

يشكل الماء أهم عنصر من عناصر الإنتاج الزراعي، ومن تمعن في الجدول الذي قدمناه في الحلقة الثانية، سيجد أن مجموع الماء السنوي في عموم الوطن العربي يزيد عن 332 مليار متر مكعب، وأن ما يستغل من تلك المياه لا يتجاوز 56 مليار متر مكعب، وأن الهدر وسوء التقنيات في استغلال المياه هو السائد في جميع البلدان العربية دون استثناء.

ونحن نناقش تلك الوضعية معتمدين على بعض الإحصاءات المقدمة قبل عدة سنين، نلاحظ أن المشاكل المتعلقة بالتنمية الزراعية تزيد مع ازدياد السكان. أي أنه لو تم تحصيل إحصاءات فورية لكانت النتيجة أكثر سوءا..

هوامش
*1ـ المؤتمر الفني الدوري السادس/ اتحاد المهندسين الزراعيين العرب/ الأمانة العامة/ دمشق/معلومات وردت في ورقة محمد رمزي طاقة أحد خبراء المنظمة العربية للتنمية الزراعية/ التابعة للجامعة العربية/ الخرطوم.

2*ـ إشكالية الزراعة العربية ـ رؤية اقتصادية معاصرة/ سالم توفيق النجفي/ بيروت/ مركز دراسات الوحدة العربية/وقد أورد الجدول في صفحة 131 نقلا عن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة(أكساد).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-04-2008, 01:49 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

تدني الإنتاجية الزراعية في البلدان العربية

في إحدى الدعوات التي تبنتها بعض الشركات العملاقة الأوروبية للمهتمين العرب، وكانت في عام 1997 الى (هولندا) .. لاحظنا كمدعوين مدى الفجوة الهائلة بين إنتاجية الوحدة الزراعية الواحدة بإنتاج الدجاج اللاحم عندنا والوحدة الإنتاجية في المزارع الهولندية، وسنفتتح حديثنا هنا مفصلين بعض الجوانب الخاصة بالإنتاج ..

يعطي المتر المربع الواحد من قاعات التربية 46 كغم لحم (قائم قبل التنظيف) في هولندا، بينما كان يعطي في المزارع التي أشرف عليها (في الأردن) 17 كغم، (عام 1997). وكان العامل في هولندا يهتم ب 140 ألف (كتكوت)، في حين كان العامل في مزارعنا، يدير 11 ألف في أحسن الأحوال، كانت نسبة الوفيات في المزارع الهولندية تصل الى 2.5% في حين وصلت عندنا 12% في بعض الأحيان. كان كل كغم من لحم الدجاج (القائم) في هولندا يحتاج الى 1.7 كغم من العلف، في حين أنه يحتاج عندنا الى 2.6كغم من العلف[ استطعنا في عام 2007 أن نحصل على 1كغم من لحم الدجاج القائم من 1.9كغم علف]. يدخل الهولنديون في خلطات أعلافهم (456) عنصر علفي، معظمها من إنتاج الدول النامية (84 من السودان، 11 من الصومال) في حين كنا نستخدم عندنا في الأردن بين 3 و 8 عناصر علفية ..

فروق في الإنتاج بمختلف المجالات الزراعية *1

ينتج الهكتار الواحد (10 آلاف متر2) من الحبوب في الدول العربية 1044كغم في حين بالدول النامية 1608كغم والدول المتقدمة 2568كغم .

ينتج الهكتار الواحد من القمح (عربيا 953كغم) (الدول النامية 1370كغم) و(الدول المتقدمة 2084كغم)

ينتج الهكتار الواحد من الشعير (عربيا 764كغم) (الدول النامية 1248كغم) و(الدول المتقدمة 2320كغم)

ينتج الهكتار الواحد من الذرة الصفراء (عربيا 2443كغم) (الدول النامية 1628كغم) و(الدول المتقدمة 4770كغم)

ينتج هكتار واحد من مساحات المراعي من اللحم الأحمر (عربيا 5.5كغم) (الدول النامية 9.7كغم) و(الدول المتقدمة 29.8كغم)

الهوة بين الإنتاج والاستهلاك في البلدان العربية

حتى لا نثقل على القارئ بالأرقام، مما يجعله بوضع لا يستطيع فيه تكوين صورة واضحة عما هو قائم، وعما ستؤول إليه مسألة الأمن الغذائي، فإننا نخلص الى أن هناك هوة أو فجوة كبيرة بين إنتاج الغذاء واستهلاكه في البلدان العربية، وقد قدرت مصادر الجامعة العربية تلك الفجوة عام 2005 بحوالي 20 مليار دولار، وأن هناك من قدرها بضعف هذا الرقم، وإذا أخذنا ارتفاع الأسعار في عامي 2007 ومطلع هذا العام (2008) فإن العجز قد يصل الى 70 مليار دولار، ونستطيع أن نلخص أسباب تلك الفجوة بما يلي:

1ـ ازدياد في عدد الولادات (السكان) بنسب تفوق الزيادة في تطور الإنتاج.
2ـ تغيير عادات تناول الغذاء بتغير طبائع الحياة وانتقال الناس من حياة البداوة والريف الى حياة متحضرة ومدنية، وما ترتب على هذا التطور من تناقل العادات الثقافية والاجتماعية التي تحمل معها تغيير في عادات تناول الطعام وتنوعه وزيادة الطلبات على بعض الأصناف.
3ـ انخفاض الإنتاجية وهي تقريبا النقطة التي ممكن أن يتناولها الباحثون والمهتمون من أجل تحسينها، خصوصا أنه لا يمكن إعادة الناس لحياة البداوة والريف، إذا ما فكر أحد بهذا الحل!
4ـ توقف المواطن عن تأمين غذاءه ونقل تلك المسئولية للدولة.

أسباب انخفاض الإنتاجية الزراعية في البلدان العربية

1ـ تفتيت الملكيات وتغيير النمط الاجتماعي الإنتاجي في الزراعة.

2ـ تدهور خصوبة التربة و تعريتها، وعدم رصد المبالغ لا فرديا ولا جماعيا من أجل صيانتها وتحسين خصوبتها.

3ـ الفوارق الواضحة بين مردود العمل بالزراعة والعمل بالقطاعات الأخرى، وهروب العاملين بالقطاع الزراعي الى قطاعات أخرى.

4ـ توقف تراكم الخبرات الموروثة وإحلال خبرات جديدة لم يستطع الفلاح التعامل معها بشكل جيد.

5ـ اختفاء الأصناف من الحبوب وحتى الحيوانات التي تعايشت بالماضي مع بيئات الزراعة العربية، وإحلال أصناف لم تدرس جيدا في المنطقة.

6ـ تدني البحث العلمي، وانقطاع هيئاته العاملة عن التواصل شعبيا مع المزارعين والمنتجين المحليين.

7ـ انخفاض مهارات العاملين في الزراعة.

8ـ سوء التخطيط الزراعي، وتذبذب الاهتمام بنوع وصنف من مرة الى مرة.

9ـ ضعف إمكانات العاملين بالزراعة، وانعكاسه على تطوير وسائل ومستلزمات الإنتاج التي تزيد من الإنتاجية.

10ـ المفاجئات المتعلقة بالمواسم (انحباس الأمطار) كما في الزراعات المعتمدة على المطر (الأردن، فلسطين، سوريا، المغرب، الصومال) .. أو الآفات المفاجئة التي تصيب المشاريع الحيوانية (حمى قلاعية للأبقار/ السودان والصومال) أو عترات جديدة لأمراض الدواجن .. وهذا ما جعل بعض الباحثين من وصف الزراعة بالوطن العربي ووسمها بال (لا يقين) *2، أي أن المزارع غير متيقن من إنتاج محصوله .

هوامش
*1ـ المؤتمر الفني الدوري السادس/ اتحاد المهندسين الزراعيين العرب/ الأمانة العامة/ دمشق/معلومات وردت في ورقة محمد رمزي طاقة أحد خبراء المنظمة العربية للتنمية الزراعية/ التابعة للجامعة العربية/ الخرطوم.

*2ـ أول ما قرأت هذا الوصف للدكتور سالم النجفي.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-04-2008, 12:35 AM   #5
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي

بارك الله فيك أستاذ ابن حوران .. قدمت لنا في كل مجال فائدة ..
متابعون .. وكلنا خوف من مستقبل دولنا في مجال الزراعة والمياة
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-04-2008, 12:54 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

1ـ تفتيت الملكيات وتغيير النمط الاجتماعي الإنتاجي في الزراعة.

من المعروف أن استمرارية أي صاحب مشروع إنتاجي وحصر اعتماده في موارده على ذلك المشروع سيعطي للمشروع حالة نمو مستقرة، بعكس الأعمال المكملة أو التي تتصف بطابع الهواية في أحد أشكالها. فمن يرتب معيشة أسرته معتمدا على ما ينتجه بستان زيتون، غير الذي يشتري قطعة أرض ويزرعها بالزيتون ليقضي بها عطلة نهاية الأسبوع أو ليتباهى بها كملكية تبعث الترف والمظهر البرجوازي.

ومن المعروف، أن ازدياد حجم المشروع الإنتاجي ووضوح إدارته وشكل الشراكة عند مالكيه، سيزيد من أرباحهم ويقلل من كلفة إنتاج الوحدة الإنتاجية، ويجعل من استخدام المكننة الزراعية أمرا مفيدا، يصب في مصلحة تطوير المشروع.

في الحالة العربية تعرضت الملكيات والحيازات في أراضي المشاريع الى تغيير كبير، أدى الى إهمال الاهتمام بالإنتاج الزراعي. كما أن عقلية المشاركة في منطقتنا العربية لا وجود لها في كثير من المناطق العربية، ففي حين نرى بعض الشركات في الدول الغربية قد مضى على تأسيسها أكثر من قرنين، فإن الشركات في معظم الأقطار العربية لا تدوم إلا سنين قليلة وتتفكك.

تطور حيازات الأراضي في الأقطار العربية

تتصف معظم الأقطار العربية بسعة المساحات الصحراوية والقاحلة فيها، ويلاحظ تركز وجود التجمعات السكنية قرب مصادر المياه والمساحات التي يمكن الاستفادة منها زراعيا، وأن حرم تلك التجمعات السكنية هو ما يحيط بها من الأراضي على مسير يوم أو يومين في أحسن الأحوال. وبالتالي فلم يكن هناك إدعاء بملكية ما هو أبعد من ذلك من قبل الملاك، بل كان متروكا للمراعي أو الصحراء.

بالمقابل، فإن معظم أراضي البلدان العربية التي خضعت للحكم العثماني، كانت تحت ملكية السلطان العثماني كفاتح لتلك الأقطار وكان يُطلق عليها الأراضي (الميرية)، وقد تم توزيع ما يقارب 15% من مساحة الأقطار العربية لكي يتصرف بها الناس وفق قوانين تطورت عدة مرات، وكانت تلك الأراضي الموزعة تحيط بالتجمعات السكنية.

بالأساس، كان نظام التوزيع يتبع فقه اجتماعي وسياسي، يراعي تراتب المجتمع فتتوزع أحقية التصرف بالأراضي على رؤساء ووجهاء القبائل والعشائر الذين يسميهم موظف اسمه (السباهي)*1 أي من يدير أراضي السلطان، ويقوم بجمع عائداتها موظف اسمه (الدفتردار). وكان كبار الملاك والذين أصبحوا بمثابة (باشوات) و(بكوات) في بعض الأحيان، من أعيان المجتمع وحلفاء ضمنا للحكم.

وقد ورثت إدارات الاحتلال البريطاني والفرنسي هذا النظام، واعتمدت التطويرات التي جرت عليه أعوام 1673، 1830، 1840، و1858. وقد استفادت من هذه القوانين سلطات الاحتلال الصهيوني في قضم أراضي فلسطين، حيث لا مالك لتلك الأراضي في نظر تلك السلطات.

الوضع الحالي للحيازات وأثره في انخفاض الإنتاجية الزراعية

زادت أعداد السكان في التجمعات السكنية، وتفتت الملكية نتيجة معاملات نقل الملكية بالإرث، ففي منطقتنا (مثلا) كان 1000 مواطن (عام 1930) يتقاسمون 18 ألف هكتار من الأراضي الزراعية (المعتمدة على الأمطار) أما اليوم فإن تلك المساحة آلت الى أكثر من 100 ألف مواطن!

ولو أردنا وصف تلك الحيازات، لوجدناها محكومة في أكثر الأحيان بما يلي:

1ـ صغر مساحة الوحدة الواحدة، لدرجة أن أصحابها لا يتمكنوا من معرفتها دون الاستعانة بمساح مرخص.

2ـ الخصومة على القرب من الشوارع والطرقات، فقد تجد قطعة بمساحة هكتار عرضها على الشارع 8 أمتار وطولها أكثر من كيلومتر، لا تصلح للزراعة ولا للعمار ولا يمكن أن تتحرك بها (الساحبات / التراكتور) إلا في اتجاه واحد، مما يجعلها عرضة للتعرية، خصوصا إذا كان بها انحدار

3ـ عدم الاهتمام بتلك الملكيات من أصحابها، ونذرها للبيع والشراء، جعلها عرضة للرعي الجائر، فاختفت بذلك أصناف من النباتات الرعوية المستساغة ونقصت كمية الأمطار نتيجة اختفاء الغطاء النباتي.

4ـ عزوف المالكين عن زراعة تلك المساحات الصغيرة لانخفاض المردود الإنتاجي لها.

5ـ اختفاء المهارات المتعلقة بانتخاب الأصناف المؤصلة من بذور المحاصيل.

6ـ ضخ أعداد هائلة من العاطلين عن العمل ممن كانوا يعملون في تلك الأراضي هم وأسرهم.

7ـ انتقال ملكية الكثير من الأراضي الى تجار العقارات وأصحاب المال الذين لا يجدون بالاستثمار الزراعي ـ في كثير من الأحيان ـ عملا مربحا.

باختصار إن تفتيت الملكية، جعل من الأراضي أشبه ما يكون بسندات قيد يتم التعامل بقيمها وقت الحاجة، في حين انتفت الغاية الإنتاجية منها!




هوامش

*1ـ سوس الملكية وصنع الدولة الحديثة (تأليف مارثا مندى وريتشارد سميث)/ أخذت المقالة العارضة للكتاب عن طريق د.لوسين تامينيان/ جريدة الرأي الأردنية.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-04-2008, 12:53 PM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكركم أختنا الفاضلة على مروركم الكريم
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .