العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-06-2008, 07:02 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي بيدر فوق ظهر بعير

بيدر فوق ظهر بعير

قطع الإسفنج الاصطناعي المستخدمة لتنظيف وتجفيف سطوح المناضد في المطابخ والمختبرات تحاكي قطع الإسفنج الطبيعي الذي قَلَ من يعرفه من الناس، فكلا النوعين ينحصر بين جدران خلاياهما فجوات تمتص السوائل. في الإسفنج الطبيعي تكون خاصية الامتصاص لها وظيفة حياتية لتزويد الكائن الحي بالغذاء، حيث ينقي ما علق بالسائل من كائنات دقيقة تتسرب الى داخل جسمه فتمده بالحياة، في حين تكون الوظيفة في الإسفنج الاصطناعي قد حددها من ابتكر هذا الصنف من المخترعات ليمتص السوائل التي يمر عليها للخلاص منها!

هناك درجة إشباع للإسفنج، فما أن تمتلئ الفجوات في نسيجه، حتى تتوقف قدرته على استيعاب أي قطرة سوائل إضافية. في الإسفنج الطبيعي يقوم الكائن الحي (بإرادته) بالتخلص من السائل الذي لم يبق به ما يُستفاد منه، حتى تتهيأ الفجوات من جديد لاستيعاب المزيد. في حين يقوم الإنسان بعصر قطعة الإسفنج الاصطناعي بقوة ليتخلص من محتواها السائل ليعود يمررها على سطح رطب من جديد.

هذه القدرة على الامتصاص، يعادلها القدرة على القوة والتحمل، ففي قضبان حديد (البناء) يحسب المهندسون قدرة الشد والتحمل للقضبان، ويضعون مخططاتهم بناء على حسابات معقدة، حتى لا تنهار (العمارات) في لحظة من الزمن عندما تحاذي تلك القدرة، عوامل أخرى كالهزات الأرضية أو الفيضانات أو أي عامل طارئ.

كنا ولا زلنا نسمع بمثل عربي قديم، يقول : (القشة التي قصمت ظهر البعير) وهو مثل يلخص ما تقدمنا به، فالقشة في المثل هي الثقل الضئيل الذي أضيف على ظهر البعير بعدما تم إشباع قدرة البعير على التحمل بأثقال موازية لتلك القدرة. وعندما توضع القشة فإن البعير يعلن هزيمته أمام تلك الإضافة التي لم تراع قدرته على التحمل. وهذا ما يفعله (الرباع) الذي يتباهى برفع الأثقال فيضيف حلقة معدنية بعد حلقة ليقرر بالنهاية كم يستطيع رفع أوزان، ولكن هذا يتم بإرادة رافع الأثقال نفسه (الإسفنج الطبيعي) في حين تكون المسألة عند البعير أقرب الى حالة (الإسفنج الاصطناعي) فالبعير لم يقرر ما يحمل.

بنظرة سريعة الى الإنسان (الطبيعي) هذه الأيام، نرى أن طبيعيته أو إنسانيته لم يتبق منها الكثير. فقد تم تحميله بما لا يطيق حمله، فهذا قهر على مستوى لقمته، وهذا قهر على مستوى كرامته، وهذا قهر على مستوى دوره. فإن كان البعير قد قصمت ظهره قشة زائدة، فكيف سيتحمل إنساننا بيدراً*؟

هامش
* البيدر: هو مكان تجميع القش بسنابله من الحقل الى ساحة ليتم استخراج الحبوب منه (لمن لا يعرفه)
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .