ذ`كر مصر في القرآن والآثار التي ورد فيها ذكر مصر
[color="Red"][size="4"][font="Arial Black"]كر مصر في القرآن والآثار التي ورد فيها ذكر مصر
قال ابن زولاق: (اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم)، وقرئ: (اهبطوا مصر) لا تنوين، فعلى هذا هي مصر المعروفة قطعاً، وعلى قراءة التنوين، يحمل ذلك على الصرف اعتباراً بالمكان؛ كما هو المقرر في العربية في جميع أسماء البلاد، وأنها تذكر وتؤنث، وتصرف وتمنع. وقد أخرج ابن جرير في تفسيره عن أبي العالية في قوله: (اهبطوا مصراً) قال: يعني مصر فرعون.
وقال تعالى: (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتاً).
وقال تعالى: (وقال الذي آشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه).
وقال تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
وقال تعالى حكاية عن فرعون: (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي).
وقال تعالى: (وقال نسوة في المدينة آمرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً).
وقال تعالى: (ودخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها).
وقال تعالى: (فأصبح في المدينة خائفاً يترقب).
وقال تعالى: (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى)، أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن السدي أن المدينة في هذه الآية منف، وكان فرعون بها.
وقال تعالى: (وجعلنا آبن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ). أخرج ابن أبي حاتم، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في الآية، قال: هي مصر، قال: وليس الربا إلا بمصر، والماء حين يرسل، تكون الربا عليها القرى، ولولا الربا لغرقت القرى. وأخرج ابن المنذر في تفسيره، عن وهب بن منبه، في قوله: (إلى ربوةٍ ذات قرار ومعين)، قال: مصر. وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق، من طريق جوبير، عن الضحاك، عن ابن عباس، أن عيسى كان يرى العجائب في صباه إلهاماً من الله، ففشا ذلك في اليهود، وترعرع عيسى، فهمت بن بنو إسرائيل، فخافت أمه عليه، فأوحى الله إليها أن تنطلق به إلى أرض مصر؛ فذلك قوله تعالى (وآيناهما إلى ربوةٍ)؛ قال: يعني مصر. وأخرج ابن عساكر، عن زيد بن أسلم في قوله: (وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرار معين)، قال: هي الإسكندرية.
وقال تعلى حكايةً عن يوسف عليه الصلاة والسلام: (قال اجعلني على خزائن الأرض)، أخرج ابن جرير، عن ابن زيد في الآية، قال: كان لفرعون خزائن كثيرة بأرض مصر، فأسلمها سلطانه إليه.
وقال تعالى: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض)، أخرج ابن جرير، عن السدى في الآية قال: استعمله الملك على مصر، وكان صاحب أمرها.
وقال تعالى في أول السورة: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث).
وقال تعالى: (فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي)، قال ابن جرير: أي لن أفارق الأرض التي أنا بها - وهي مصر - حتى يأذن لي أبي بالخروج منها.
وقال تعالى: (إن فرعون علا في الأرض).
وقال تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لفهم في الأرض).
وقال تعالى: (إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض).
وقال تعالى: (لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض).
وقال تعالى: (أو أن يظهر في الأرض الفساد).
وقال تعالى: (أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض . . .)، إلى قوله: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده . . .)، إلى قوله: (قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض).
المراد بالأرض في هذه الآيات كلها مصر.
وعن ابن عباس - وقد ذكر مصر -، فقال: سميت مصر بالأرض كلها في عشرة مواضع من القرآن.
قلت: بل في أثنى عشر موضعاً أو أكثر.
وقال تعالى: (وأورثنا القوم الذين كانوا مستضعفين مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها)؛ قال الليث بن سعد: هي مصر؛ بارك فيها بالنيل. حكاه أبو حيان في تفسيره.
وقال القرطبي في هذه الآية: الظاهر أنهم ورثوا أرض القبط. وقيل: هي أرض الشام ومصر؛ قاله ابن إسحاق وقتادة وغيرهما.
وقال تعالى في سورتي الأعراف والشعراء: (يريد أن يخرجكم من أرضكم).
وقال تعالى: (إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها).
وقال تعالى: (فأخرجناهم من جناتٍ وعيون وكنوز ومقام كريمٍ).
وقال تعالى تعالى: (كم تركوا من جناتٍ وعيون، وزروع ومقام كريم)؛ قال الكندي: لا يعلم بلد في أقطار الأرض أثنى الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء، ولا وصفه بمثل هذا الوصف، ولا شهد له بالكرم غير مصر.
وقال تعالى: (ولقد بوأنا إسرائيل مبوأ صدقٍ)، أورده ابن زولاق. وقال القرطبي في تفسيره: أي منزل صدق محمود مختار - يعني مصر. وقال الضحاك: هي مصر والشام.
وقال تعالى: (كمثل جنة بربوة)، أورده ابن زولاق وقال: الربا لا تكون إلا بمصر.
وقال تعالى: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم)، أورده ابن زولاق أيضاً، وحكاه أبو حيان في تفسيره قولاً إنها مصر، وضعفه.
قال تعالى: (أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز). قال قوم: هي مصر، وقواه ابن كثير في تفسيره.
وقال تعالى: (وقدر فيها أقواتها)، قال عكرمة: منها القراطيس التي بمصر.
وقال تعالى: (إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد). قال محمد ابن كعب القرظي: هي الإسكندرية:
لطيفة
قال الكندي: قال لله تعالى حكايةً عن يوسف عليه الصلاة والسلام: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو)، فجعل الشام بدواً؛ وسمى مصر مصراً ومدينةً.
فائدة
اشتهر على ألسنة كثير من الناس في قوله تعالى: (سأوريكم دار الفاسقين)، إنها مصر؛ وقد نص ابن الصلاح وغيره على أن ذلك غلط نشأ من تصحيف؛ وإنما الوارد عن مجاهد وغيره من مفسري السلف: (سأوريكم دار الفاسقين)، قال: مصيرهم؛ فصحف بمصر.
ذكر الآثار التي ورد فيها ذكر مصر
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في فتوح مصر: حدثنا أشهب بن عبد العزيز وعبد الملك بن مسلمة، قالا: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً؛ فإن لهم ذمةً ورحماً". قال ابن شهاب: وكان يقال: إن أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام منهم. وأخرجه أيضاً الليث، عن ابن شهاب، وفي آخره: قال الليث: قلت لابن شهاب: ما رحمهم؟ قال: إن أم إسماعيل منهم. وأخرجه أيضاً من طريق ابن عيينة وابن إسحاق عن ابن شهاب. وهذا حديث صحيح، أخرجه الطبراني في معجمه الكبير، والبيهقي وأبو نعيم، كلاهما في دلائل النبوة.
وأخرج مسلم في صحيحه، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط؛ فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما".
وأخرج مسلم، وابن عبد الحكم في الفتوح، ومحمد بن الربيع الجيزي في كتاب: من دخل مصر من الصحابة، والبيهقي في دلائل النبوة، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً؛ فإذا رأيت رجلين يقتتلان على موضع لبنة، فاخرج منها، فمر أبو ذر بربيعة وعبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وهما يتنازعان في موضع لبنة، فخرج منها.
وأخرج ابن عبد الحكيم من طريق بحير بن ذاخر المعافري، عن عمرو بن العاص، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله سيفتح عليكم بعدي مصر، فاستوصوا بقبطها خيراً؛ فإن لكم منهم صهراً وذمةً".
وأحرج الطبراني في الكبير، وأبو نعيم في دلائل النبوة؛ يسند صحيح؛ عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته، فقال: "الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله".
وأخرج أبو يعلى في مسنده، وابن عبد الحكم بسندٍ صحيح؛ من طريق ابن هانئ الخولاني، عن أبي عبد الرحمن الحبلي وعمرو بن حريث وغيرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ستقدمون على قوم جعد رءوسهم، فاستوصوا بهم خيراً؛ فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله" - يعني قبط مصر.
وأخرج ابن عبد الحكم، من طريق ابن سالم الجيشاني وسفيان بن هانئ، أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنكم ستكونون إجناداً، وإن خير أجنادكم أهل المغرب؛ فاتقوا الله في القبط لا تأكلوهم أكل الحضر".
وأخرج ابن عبد الحكم، عن مسلم بن يسار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالقبط خيراً، فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم".
وأخرج ابن عبد الحكم، عن موسى بن أبي أيوب الغافقي، عن رجل من المربد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض، فأغمى عليه ثم أفاق، فقال: "استوصوا بالأدم الجعد"؛ ثم أغمى عليه الثانية ثم أفاق، فقال مثل ذلك، ثم أغمى عليه الثالثة فقال مثل ذلك، فقال القوم: لو سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأدم الجعد! فأفاق، فسألوه فقال: "قبط مصر؛ فإنهم أخوال وأصهار، وهم أعوانكم على عدوكم، وأعوانكم على دينكم"، فقالوا: كيف يكونون أعواناً على ديننا يا رسول الله؟ فقال: "يكفونكم أعمال الدنيا فتتفرغون للعبادة؛ فالراضي بما يؤتي إليهم كالفاعل بهم، والكاره بما يؤتى إليهم من الظلم كالمتنزه عنهم".
وأخرج ابن عبد الحكيم عن ابن لهيعة، قال: حدثني عمر مولى غفرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الله الله في أهل الذمة، أهل المدرة السوداء، السحم الجعاد، فإن لهم نسباً وصهراً". قال عمر مولى غفرة: صهرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسري منهم، ونسبهم أن أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام منهم. فأخبرني ابن لهيعة أن أم إسماعيل هاجر
|