بسم الله الرحمن الرحيم
لقد انتهى -افتراضًا- العهد الذي يكون نصيب الشاعر فيه من القصيدة الحزن والبكاء على اللبن المسكوب ، ولقد جاءت المدارس الحديثة -بل والقديمة - بأفكار جديدة تطرح رؤية تجاه المبدع والكون أو المبدع والفكر أو المبدع والإنسان .
وفي ظل هكذا نظام ، يكون من غير المفيد للشاعر أن يعيد ويزيد في شيء مفروغ منه ولم يضف إليه شيئًا جديدًا . أقول ذلك خاصة وأننا نعلم أن الشعر الذي بين يدينا تقريري للغاية ليس فيه شيء من الاستعارة ولا التصويرات ولا المجاز أي أنه ليس له من الشعر إلا الوزن والقافية فقط.
وإلى ذلك ، فالنهد هو ذلك الرمز الذي استخدم بشكل كثير في قصائد شاعرنا هيثم العمري وقد اتسعت دلالته ليكون للوطن والمحبوبة والخير المنتظر كالمطر ، وهذه الإضافة الرمزية لابد من أن تأتي في أطر منضبطة ، أي أن لفظة النهد لابد أن تأتي في سياق يمكن معه مجيء هذه اللفظة .
فمجيئ لفظة النهد في حد ذاته ليس مشكلة وإنما المشكلة تكمن في مجيئه خارج السياق المنطقي مجيئه فيه.ونسأل الله تعالى توفيقك شاعرنا العزيز ، وأن تعلم هذه الحكمة الرائعة :"ذهبت السكرة وأتت الفكرة" ، وما زلنا منتظرين!!
كفى زيفاً ومسخـرةً
النمط الخطي
