احتلت المانيا العاصمة الفرنسية باريس مرتين في غضون سبعين عاما ، الاولى في عهد بسمارك
عام 1870 ، والثانية فى عهد هتلر عام 1940 وبين التاريخين خاص البلدان حربا ضروساً هي الحرب العالمية الاولى "1941 -1918".
رغم ذلك لم تلق الجماهير الالمانية " الشماريخ" على لاعبي منتخب فرنسا ، ولم تقذف الجماهير الفرنسية الحجارة على اللاعبين الالمان في اي لقاء رياضي على مدى العقود الماضية.
على العكس .. تغلبت المانيا وفرنسا على مرارات الماضي وثأرات الحروب وقاد البلدان عملية تاسيس السوق الاوربية المشتركة ، ثم المجموعة الاوربية التي تحولت الى اتحاد يجمع دول اوربا .. وعن قريب ستتشكل حكومة موحدة للاتحاد الاوربي لها رئيس واحد.
اذا ما فرقته في اوربا الحروب والاطماع واختلاف اللغات وتنوع الثقافات وتعدد الاعراق جمعته المصالح المشتركة بين دولها.
اما في عالمنا العربي .. الامر مختلف لان الوعي مفقود .. فما جمعه الله بين العرب من وحدة عقيدة وجغرافيا وعرق ولسان ومصير يسهل للاسف الشديد ان تفرقه مباراة فى كرة القدم.
ربما يقال ان شعوبنا العربية المحرومة من البهجة لاسباب لاتخفى على احد لا تعرف الفرحة الا في مباريات الكرة ، وان العرب المنكوبين بالهزائم يفتشون عن النصر فلا يجدونه الا في ساحات الرياضة .. وربما يقال ان هذا هو سر تحول اللعبات الرياضية عند العرب الى حروب ، بعد ان اصبحت حروب العرب مجرد لعبة.
لكن اذا صح هذا ، ما هو تفسير ان يتقبل الجزائريون بصدر رحب الهزيمة من فرنسا التي احتلت بلادهم 130 سنة وقتلت منهم مليون شهيد لا يقبلون الخسارة من مصرالتي ساندتهم بالمال والسلاح والسياسة في حرب التحرير من الاحتلال الفرنسي ؟!
ما هو تفسير ان يتقبل المصريون الهزيمة بروح رياضية في مباراة كرة من الولايات المتحدة التي كانت اول من اعترف باسرائيل وحرضتها على ضرب مصر في عام 1967 وتدخلت عسكرياً لانقاذها من الانهيار في حروب 1973 ، ولا يتصورون الخسارة امام الجزائر التي ساندتهم بالرجال والسلاح في معارك اكتوبر ؟!
لماذا توارى العقلاء وتركوا الساحة للغوغاء في الفضائيات والصحف وعلى الانترنت يهينون دماء الشهداء المصريين والجزائريين التي امتزجت في نضال البلدين ضد الاستعمار وضد الصهاينة ؟!
اكتب الان عشية لقاء 14 نوفمبر قبل ان اعرف نتيجته وتقرأ انت بعد علمت نتيجته.
سوف افرح من اعماق قلبي اذا فاز منتخب مصر وتأهل ، لكني لن احزن لو صعد منتخب الجزائر الى المونديال .. واذا شاء القدر تأجيل الحسم الى لقاء فاصل لن اعتبره معركة حربية وانما مباراة يكسبها الاجدر ، وهو في الحالتين عربي.
لقد كانت وردة الجزائرية اول من غنى على الربابة " تحيا مصر " فور اندلاع حرب اكتوبر
ودعونا نهتف ايا كانت نتيجة المباراة : تحيا مصر والجزائر.
-------------------------------------------------------------------------
قرأت هذا المقال اليوم في جريدة الاخبار المصرية ... احببت مشاركتكم اياه ...
تحيا مصر والجزائر ( منقول )
النمط الخطي
