العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 12-11-2008, 12:36 AM   #1
حاجة مُلحة
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: في عقول الواعين
المشاركات: 85
إفتراضي تحرير العقل الإسلامي


لم يكن العقل الاسلامي في حاجة إلى التحرر من قيود التاريخ والعصبيات المجتمع وزيف الساسة وفساد الواقع كما هي حاجته اليوم . فنحن أما عقل يدعي الانتماء إلى الاسلام , لكنه في العمق يبتعد عنه قليلاً أو كثيراً في مبادئه وأحكامه ومفاهيمه , ولعل الأفكار الفتاوى والأفكار التي تلتبس بالإسلام وتصل إلى حد التناقض لا تعبر عن تنوع وغنى في الفكر الإسلامي بقدر ماتعبر عن كثافة التشويه الذي لحق بالإسلام حتى أنه أصبح من اليسير التشريع للفساد السياسي والانحراف الأخلاقي والانحطاط القيمي باسمه .


إن الاختلاف حقيقة يقرها الإسلام بلا شك لأن التماهي لا يعني شيئا غير الجمود والخراب والعدمية قال تعالى (( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكنَّ الله ذو فضٌلِ على العالمين )) "البقرة" فحرية الاختلاف تبقى سر الحركة التقدمية التي يمكن أن ينجزها الإنسان لأنها وحدها التي تشرع لواقع التنافس والفعل والإيداع . غير أن الاختلاف عندنا ضل طريقه وأصبح إدماناً على التشتت و التقاطع تحت عناوين مذهبية وطائفية يتجمد عقل الإنسان عندها ويصبح مجرد تابع مقلد مستلب عديم الفعل و الانجاز . مثل هذا الاختلاف لا يعبر عن عقل مفكر يريد مقاومة خور الذات ونكوصها, ولكنه يعبّر عن عقل متخشب يقدس الحجر والشجر والبشر , ويميل إلى احتقار الذات والإقرار بعجزها المستديم .

من الطبيعي حينئذٍ أن يتحول الاختلاف المذهبي إلى مبرر لاحتقار الإنسان واستئصال الآخر بعيداً عن أية مفاهيم حقوقية أو أخلاقية , ويصبح متداولاً أن يبرر المستبد استبداده والمجرم جرائمه والمفسد فساده بآيات من القرآن . فالجميع أصبح يدّعي أنه وحده الممسك بأطراف الحقيقة , وأن الآخرين ليسوا على شيء , فهو وحده المؤمن الذي يرى النور بنور الله أما الآخرون فإنهم ((صم بكم عمي فهم لا يرجعون))

إن هذه الحالة لا تنطبق على المسلم في نظرته لغيري المسلم فحسب , بل إنها تنسحب على المسلمين فيما بينهم ليصح الإسلامي في عين العلماني أصوليا متطرفاً , ويصبح العلماني في عين السلفي زنديقاً كافراً . ويصبح الشيعي في عين السني رافضياً ويصبح الشيعي في عين السني ناصبياً .. بل أن هذه الحالة سوف تتجاوز ذلك لتشمل نظرة السني لنظيره في التسنن , والشيعي لنظيره في التشيع .

إنه الاختلاف الأعمى الذي لا عقل له , والذي لا يمكن أن ينتج إلا هذه الطريقة في التفكير , وهذا الأسلوب في التعامل . ولذلك لا بد للاختلاف أن يخرج من زنازين التقليد و سجون المتابعة . ليصبح الإنسان بعقله سيداً على نفسه فقيما يفكر ويعتقد , لا مجرد مقلد يردد ما يقوله سادته وما ينطق به كبراؤه , فالتقليد على مستوى الفكر والاعتقاد لا يعني شيئا غير إلغاء الإنسان لعقله واستسلامه للسائد , وخضوعه للواقع و الاختلاف الناتج عن التقليد أو المنطلق على أساس الانتماء المذهبي أو الطائفي أو الحزبي وليس على أساس الاجتهاد الفكري هو ما يسمم حياة الإنسان العربي والمسلم ويكرس حالة التخلف عنده .

إن عقل الإنسان هو الأساس الذي وجه إرادة الله نحو استخلافه في أرضه , فهذا الإنسان الذي أعطاه عقله الثقة بنفسه , اندفع إلى تحمل مسؤولية الأمانة التي عرضها الله على مخلوقاته إنه بلا شك تشريف للإنسان هو مدى إفادته من توجيهات عقله ونداءاته . فالعقل يبقى أساس الإيمان والصلاح والفعل والإنجاز والإبداع والامتياز أما الإعراض عنه فلا ينتج إلا القلق والفساد , والخراب والدمار .

ولعل مشكلة أكثر المسلمين هي تحميدهم لحركة العقل بدعوى أن ما في كتاب الله وسنة رسوله ما يغني عن العقل وهو ما أنتج على مستوى الواقع مجموعات من الحر وفيين والنصيين, لقد كان الخوارج من هذا النمط . كانوا قوماً من القراء وحفظة القرآن كثيري الصلاة والصيام , غير أن ذك كله كان ممارسة عمياء لا عقل لها , ولذلك كله كان فإنهم سرعان ما انخدعوا أمام مكر عمرو بن العاص في قصة المصاحف المرفوعة وانتهى أمرهم إلى تكفير الأمام علي وقتل المسلمين وقطع الطرق .


إن الحقيقة التي يغفلها النصيين هي أن القرآن لم يأت بديلاً عن العقل بقدر ما جاء هادياً له مرشداً, فمثل العقل والقرآن كمثل البصر والضياء فلا العين يمكنها أن تبصر دون ضياء , ولاا الضياء قادر على أن يجعل الأعمى بصيراً . وهذا يعني أن العقل والنص يتكاملان من أجل خدمة الإنسان . والتخلي عن أحدهما هو تخلّ عنهما معاً .

بل إن مشكلة النصيين في هذا الزمان أكثر بؤساً من تلك التي كان يعانيها النصيون الأوائل . لأن أولئك كانوا يتعاملون مع النص بشكل مباشر , أما هؤلاء فإنهم مجرد تابعين لهم في نصيتهم . ويبقى القاسم المشترك بينهما غياب القراءة العقلانية والعلمية للنص , وإلغاء أية أبعاد اجتماعية أو عرفية أو تاريخية أو سياسية في فهمه .

إن التقليد في جميع مستوياته يجب أن يكف عن أن يكون مجرد متابعة عمياء للأخر وعبادة صماء لأفكاره ورؤاه ليتجول إلى إفادة واعية منه في خبراته وإبداعاته , ولن يكون ذلك ممكناً , إلا بالتخلص من عقلية القطيع التي ترى في الزعيم أو الفقيه .. شخصاً مقدساً لا يمكن أن يكون فكرة وسلوكه موضوع نقد .. وبالتخلص من الذهنية السلفية التي ترى السلف مجموعة من القديسين هم فوق أن يخطئوا .

ولعل ما يكرس هذه الحالة في هذه المجتمعات سيطرة الخوف الذي تنتجه قوى مهيمنة في المجتمع والسلطة على فكر وحركة الإنسان . هذا الخوف يبدو عاملاً أساسياً في تشويه سوية هذا الإنسان , وسبباً رئيسياً في هروبه من مجتمعه الأوسع ليتمرس خلف انتماءات ضيقة تجد تمظهرها في الحزب أو الطائفة أو المذهب .

إن نشر ثقافة الخوف هو إستراتيجية الأنظمة الشمولية التي لا تسمع إلا صوتها ولا ترى إلا صورتها . وهي ثقافة لا تنتج إلا مزيداً من العصبيات المذهبية والحزبية والطائفية .. التي يحاول الفرد من خلالها التعبير عن بعض تميزه المقموع .. ولا شك أنها ثقافة لا تكرس إلا ألواناً من الانعزالية والخيانة والنفاق والخمول والكسل . فالجميع يخاف من الجميع , وتوقع السوء من الآخر هو الموقف المسيطر , فلا ثقة ولا تعاون ولا وضوح ..

وفقدان الروح الجماعية لدى شعب من الشعوب هو ما ينتج السلوك التخريبي الذي لا يرى حرمة الممتلكات العامة , ولا يرعى ذمة الآخر , إن هذا كله لابد أن يعيدنا إلى ذواتنا من أجل البحث في الوسائل التي يمكنها أن ترفع حاجز الخوف عن الإنسان العربي , وتجعله قادراً على تجاوز ما يجب تجاوزه من أجل الخروج من هذا الواقع نحو آفاق أرحب .

إن تحرير العقل الإسلامي يعني الانكفاء نحو الذات من أجل نقد كل مسلماته وبديهياته التاريخية ليصبح كل شيء قابلاً للنقد وإعادة النظر . وهذا يعني ضرورة التحرر من حمى المذهبية وقيود المجتمع و إكراهات السلطة . لأن العقل الإسلامي لا يزال يخضع بشكل عنيف لسلسلة من المقدسات التي أخذت قدسيتها من بعدها في التاريخ على مستوى الموضوع , وجمود العقل على مستوى الذات . لقد تحوّل الأشخاص والأماكن والقبور إلى مقدسات إسلامية في الوقت الذي لم يعتبر في القرآن أي شخص مقدساً حتى ولو كان على مستوى الأنبياء . فالقرآن يتحدث عن البيت الحرام وليس البيت المقدس , والكتاب الكريم وليس الكتاب المقدّس , والنبي الأسوة وليس النبي المقدس , إن هذا يعني أن القرآن الكريم هو يمتنع عن إضفاء صفة القداسة على هذه الأشياء , كان يريد أن يعطي للعقل حريته هو يتعاطى مع مثل هذه المواضيع دون أن ينزع منها حرمتها وقيمتها المعنوية .

وإذا كان الأمر على هذا المستوى من التعامل في النص القرآني إزاء هداة البشر , فكيف بأشخاص لا يدانونهم مرتبة , وهم أقرب إلى الخطأ في فكرهم وسلوكهم منهم إلى الصواب . إننا أمام تحدي مواجهة كل هذه الهالة من القداسة المزيفة التي أضيف على أشخاص لا هم بالأنبياء ولا هم بالمعصومين وسحبت على كتب وضعها بشر يصيبون ويخطئون .




مقدمة كتاب تحرير العقل الإسلامي . المؤلف قاسم شعيب , كتاب مفيد أنصح الجميع بقراءته , للأخوان والأخوات المتواجدين في مدينة الرياض , يجدونه في مكتبة الكتاب على طريق الملك عبد الله .
حاجة مُلحة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-11-2008, 02:52 AM   #2
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

المشكلة ان كثيرين يعتقدون ان الكعبة و البيت الحرام اشد قدسية من حرية امرؤ مسلم و من دمه
و لم يعلموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسك باستار الكعبة و أخبرها فى بعض حديثه
أنها وان كانت شديدة الحرمة .. الا ان دم امرؤ مسلم اشد حرمة عند الله منها
الاسلام ذلك الدين العظيم الذى اخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد
يريد ان يجعله البعض دين يقدس الاشخاص و المذاهب و الاحجار و يدعو للعصبية و المذهبية
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .