العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-01-2007, 05:05 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي قضية الأحواز

قضية الأحواز

منيت الأمة العربية بنتائج مضاعفة ترتبت على الحرب العالمية الأولى، وقد كانت امتدادا لما سبقها من محاولات طمس هويتها وتفتيت وحدتها المعنوية، من خلال تغيير اللغة أولا، فمن محاولات ( التتريك) في المشرق الى محاولات (الفرنسة) في المغرب، الى اعتبار أجزاء هامة من الوطن العربي، سلع يجري التفاوض عليها في المساومات بين الدول .. فهذا وعد ( بلفور) يمنح فلسطين لليهود، وهذا لواء الإسكندرونة يمنح للأتراك من قبل الفرنسيين، وهذه الأحواز تمنح للفرس من الإنجليز ..

الأحواز .. تاريخ و جغرافية ..

سكن العرب منطقة الأحواز في فترات بعيدة سبقت ظهور الإسلام، فكان أول من سكنها من العرب هم (آل كثير) و (بني مرة) و ( بني العمر) .. وكانت أراض خصبة، قسموها فيما بينهم الى (حوزات) فكل قبيلة أخذت حوزة فأطلقوا على المنطقة اسم ( الأحواز) .. وفي العهد الصفوي أطلق الصفويون عليها اسم (عربستان) ويعني ( أرض العرب) باللغة الفارسية، وهو اعتراف صريح بعروبة المنطقة .. ثم أطلقوا عليها اسم (خوزستان)، أي أرض القلاع، حيث بنا العرب المسلمون بعد معركة القادسية قلاعا كثيرة فيها ..

وتقع الأحواز في الجنوب الغربي من إيران و الجنوب الشرقي من العراق، وهي محصورة بين خطي العرض 30 و33 شمالا وبين خطي العرض 48و 51 شرقا
وهي امتداد طبيعي لسهول العراق. وتبلغ مساحتها 185ألف كم2، اقتطع الفرس منها 11ألف كم2 وضموها الى فارس، و10آلاف كم2 ضموها الى أصفهان، و4.4آلاف كم2 تم ضمها الى محافظة (لورستان) .. لتبقى مساحة (الأحواز) 159.600كم2.

يحاول الفرس التستر على أعداد نفوس الأحواز من العرب، رغم محاولاتهم الكثيرة في تشتيت السكان الأصليين، فبالرغم من أن السكان في الإقليم تبلغ نسبتهم 99% من العرب. فقد بين الفرس في تعداد سكان إيران عام 1962 أن سكان (الأحواز) بلغ (4.7) مليون نسمة، وأن نسبة العرب منهم (حسب إحصاء الفرس) كانت 70%، ولو سلمنا بإحصائية الفرس، لا بتقديرات الأمم المتحدة في حينه، ووضعنا نسبة زيادة في السكان تبلغ 3%، بالرغم من أنها تزيد على ذلك بحوالي 0.6 في إيران .. فنحن نتحدث عن عرب تعدادهم داخل إيران يقدر ب 12.5 مليون نسمة عام 2007.

ويشير (جورج كيرزن) في كتابه ( فارس والمسألة الفارسية) المنشور في عام 1892م (( أن سكان الأحواز هم من العرب الخلص.. وخاصة بعد التحرير العربي في عام 641م، فقد تتابعت الهجرات العربية من غربي وشرقي نهر دجلة والخليج العربي)) .. وفي قائمة أعدها القنصل البريطاني في البصرة (روبرتسون) في ثمانينات القرن التاسع عشر أن القبائل العربية في الأحواز حافظت على عروبتها، وأشهرها قبيلة (كعب) و (البو غبيش) و (العساكرة) و (الخنافرة) و (الباوية) و (البوناصر) و (الكثير) و (بيت الحجي) و (بنو رشيد) و (بنو صالح) و (بنو طرف) و (الحمودي) و (الحميد) و (الشرافة) و (شرفا) و (السواري) و (السودان) و (سليمان) و (المنتفك) و (بني لام) .

وبينما كان بنو كعب يسودون ضفاف نهر القارون، كانت قبائل بني طرف تسود أقصى الغرب، إذ استقرت في الخفاجية والحويزة على حدود محافظة ميسان العراقية، وبنو طرف بطن من بطون (طي)، جاءوا الى الأحواز وتوطنوا بجوار ( بني سالة) إحدى قبائل المنطقة، ثم انتقلوا الى (الخفاجية) وكانت لهم صلات متينة مع أهل (العمارة) . وبنو طرف ينقسمون الى قسمين رئيسيين : بيت (سعيد) و بيت (صياح) ..

وسكن مدينة الأحواز عشائر (سوارى) و (بني سالة) و (كنانة) و (الخزرج) و (الصرخة) و (بنو مالك) و (بنو أسد) و عشائر بيت (سيد عرب) . أما مدينة (الدورق) وهي ثاني مدينة من حيث الأهمية، فيسكنها (بنو كعب) التي تتفرع قبيلتهم الى أربعة فروع : ( العسكر والدريس) و (البوغبيش و النصار) و (الخنافرة) و ( مجدم) . كما تسكنها عشائر (الجلاف) و (بنو سكين) و (الأمارة) و (الشريفات) ..

أما سكان (المحمرة) وهي المدينة التي شيدها العرب على أنقاض مدينة (خاراكس) السومرية القديمة، وسميت بالمحمرة لأن طينها الغريني محمر. فسكنها هي ومدينة (عبادان) عشائر (البغلانية) و (بيت بخاخ) و (المحيسن) و (البو دبيس) و (الخزرج) و (تميم) و (بني لام) .

وهناك عشائر أخرى مثل ( السواعد) و (الساجية) و (الحيادر) و (أهل الجرف) و (المزارعة) و (بنو نعامة) و ( نيس) و ( القاطع) و مواطن هذه العشائر (الحويزة) . أما عشائر ( الشواكر و الحردان و الجامع و الهواشم و معاونة و ومرونة و البو رواية) فتقطن الأحواز، وفي المحمرة عشائر أخرى منها (العتوب) و ( المعدان) .

وتنتشر عشائر (المقاطيف) و (بيت بلال ) و (الخميسي) في مدينتي (رامز) و (الفلاحية) .. أما عشيرة (السادات ) فتستقر في مدن (دسبول) و (تستر) و (عقيلي) ..

يتبع

المرجع :
قضايا عربية معاصرة/د ابراهيم خليل وآخرون/ جامعة الموصل/1988
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-02-2007, 02:14 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أهم مدن الأحواز :


يشير الدكتور مصطفى عبد القادر النجار في كتابه الموسوم (التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية 1897ـ1925) أن السكنى الحقيقية في الأحواز تتركز بشدة على جوانب الأنهار والتي تكوَن حولها قرابة (50) مدينة أهمها:

1ـ المحمرة :

وقد شيدها (يوسف بن مرداو) من شيوخ (البو كاسب) سنة 1812م على أنقاض مدينة قديمة كانت قائمة قبل ستة قرون .. حيث ارتبطت بالبصرة ارتباطا اجتماعيا واقتصاديا وثيقا، وقد غير الفرس اسمها الى (خرمشهر) .. وهي ميناء تجاري مهم .. وربطوها بطهران بخط سكك حديد، وتبعد (المحمرة) عن (الأحواز) حوالي 120كم.. وسكانها حوالي نصف مليون.

2ـ الأحواز :

وتسمى أيضا، الناصرية نسبة الى الشيخ ناصر بن محمد أول رئيس لبني كعب على الإقليم. ويطلق الفُرس عليها اسم (الأهواز)، حيث لا يلفظ الفرس حرف (الحاء) .. وتقع المدينة على ضفاف نهر القارون الى الشمال الشرقي من المحمرة ، ويبلغ عدد سكانها أقل من مليون بقليل.. وكانت مركزا لإمارة الأحواز ردحا من الزمن .

3ـ عبادان :

وتقع على شط العرب جنوبي المحمرة بحوالي 18كم في جزيرة (الخضر) وهي الميناء الرئيسي لتصدير نفط (الأحواز) .. وسُميت بهذا الاسم نسبة للقائد العربي الذي أول من رابط فيها (عباد بن الحصين) .. وفيها مصفاة نفط كبيرة وعدد سكانها يساوي عدد سكان المحمرة. واعتبرها الكثير من المؤرخين الإسلاميين مدينة من مدن العراق.

3ـ الحويزة :

وهي من أكثر مدن الأحواز عراقة، وكانت عاصمة للدولة (المشعشعية) التي أُسست عام 1441، وقد تبعت مدينة البصرة لإمارة الحويزة بين عامي 1693 و1700.. وتقع الحويزة شمال غربي المحمرة تجاه محافظة (ميسان) العراقية على نهر (الكرخة) .. وحافظت على هويتها العربية حتى اليوم، رغم أن بعض التجار الإيرانيين قد استوطنوها بعد احتلال الأحواز عام 1925.

4ـ دسبول :

مدينة ذات ماضي تاريخي، فيها قامت مدرسة (جنديسابور) الطبية الشهيرة، وحول الفرس اسمها الى (ديزه فول) .. والى الجنوب الغربي منها توجد أطلال مدينة (السوس) التي يطلق عليها الفرس اسم (الشوش) .. وقد عثر عالم الآثار الفرنسي الشهير (شيل) عام 1902م فيها على (مسلة حمورابي) التي سرقها الفرس .. وتقع مدينة (دسبول) على نهر (الدز) أحد روافد نهر (قارون) .. ولقربها من الحدود العراقية (قرب محافظة ميسان) .. أنشأ بها حلف (السنتو) قاعدة مركزية قوية .. دكها الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية، بطريقة أصبحت تُدرس في مختلف الكليات الحربية في العالم كفن حربي سجل باسم الجيش العراقي ..

وهناك العديد من المدن، مثل (الفلاحية) التي سكنها أمراء بني (كعب) قبل بناء (المحمرة) .. وغير الفرس اسمها الى (شادوكان) .. وتقع على نهر (الجراحي) وتشتهر بنخيلها .. وهناك مدينة (تستر) التي يلفظها الفرس (شوشتر) وهي غوطة الأحواز، حيث ذكرها (المقدسي) في كتابه (أحسن التقاسيم) ووصفها بأنها من المناطق الممتعة لمياهها و بساتينها .. وهناك مدينة (الخفاجية) التي بدل الفرس اسمها ليصبح (سوسنكرد) .. وهناك مدن أخرى مثل : الحميدية، والخزعلية، والفيلية، و الدبيس، و قلعة الملا، و معشور، والبسيتين، وقلعة الشيخ، وكوت صالح، والتميمية، وقد غير الفرس اسمائها كلها، فالحميدية مثلا صارت (فرح آباد) و كوت صالح صارت (أنديمشك) و التميمية أصبح اسمها (الهندبان) .. وخور عبد الله أصبح (بندر شاهبور) ..


• التاريخ السياسي للأحواز :

أولا: في العصور القديمة:

شهدت الأحواز التي ارتبط تاريخها بتاريخ العراق أحداث ولادات و اندثار الكثير من الحضارات والإمبراطوريات، ففي حوالي الألف الرابعة قبل الميلاد نزلها (العيلاميون)*1 . وقد اكتشف علماء الآثار (837) لوحا طينيا مكتوبا باللغة الأكدية والحروف المسمارية، ومن بين تلك الألواح ما يبين مركز(عيلام) الإداري والاجتماعي والثقافي والعلمي والعسكري والديني.. وكان العيلاميون يطلقون عليها اسم ( Hal Tamti ) وهال باللغة (العيلامية) تعني: أرض وتامتي: الله .. وتعني بلغتهم أرض الله .. ويقول البروفيسور (Walter Hinz) أستاذ علم الآثار بجامعة (كوتنكن) الألمانية في موسوعة (كمبردج) التاريخية عن عيلام: (بينما كانت عيلام المتاخمة لسهول وادي الرافدين تشهد تطورا حضاريا وحربيا، نجد أن ما وراء عيلام غامض لا يُعرف عنه شيء ولم تردنا أية إشارة فيما يخص فارس، بل كل ما كان وراء هذه الهضبة متوار في ظلام دامس) .

وحين بدأ (سرجون) الأكدي (2371ـ 2316 ق م) يؤسس إمبراطوريته الواسعة، زحف على عيلام وضمها، وقد تمكن من الوصول الى جبال (زاكروس) ويوضح ذلك لوحان أثريان، يسردان تفاصيل حملته على عيلام، وفيهما من المعلومات الثمينة ما يحدد تاريخ عيلام في 2325 ق م عندما كان الملك العيلامي (لوخ إيشان) وهو الملك الثامن من سلالات ملوك عيلام من أسرة (بيلاي)على عرش إيوان (دسبول).

وتؤكد الألواح الطينية أن سرجون هذا كان له ملك واسع تجاوز الخليج العربي إذ تشير تلك الألواح أنه غسل سلاحه في مياه (البحر السفلي) إشارة الى الخليج العربي، حيث كانت تسميته عند شعوب وادي الرافدين، في حين كان البحر المتوسط (البحر العلوي) .

ولكن سيطرة الأكديون لم تدم طويلا على عيلام، فقد تحالفت دول جنوب غرب إيران في عهد الملك (نرام ـ سين 2291ـ2255 ق م) وهو ابن الملك (ريموش) ابن (سرجون) .. وكان الحلف يتكون من (عيلام ) و (زخارا) و (برخشة) .. وانتصر عليهم الملك الأكدي الذي أصبح يلقب ملك الجهات الأربع (شار كبرات أربعيم) باللغة الأكدية ..

وقد استطاع البابليون (دولتهم تأسست 2200ق م) أن يبقوا سيطرتهم على عيلام ، وخصوصا أيام ملكهم الشهير (حمورابي 2094ق م) .

كما قضت الدولة الآشورية التي قامت على أنقاض الدولة البابلية، على عودة انتعاش الدولة العيلامية التي استفادت من فترة ضعف الدولة البابلية، حيث استقلت دولة عيلام، إلا أن استقلالها عاد واضمحل تحت سيطرة الآشوريين.

في عام 606ق م اقتسم الكلدانيون والميديون الدولة الآشورية، وكانت الأحواز من نصيب الكلدانيين ..

ويدلنا التاريخ المكتوب على أن أول غزو فارسي لبلاد الأحواز ظهر الى الوجود، عندما استطاع كورش الفارسي دخول بابل بمساعدة اليهود الذين وعدهم بمكافئتهم بإعادتهم الى فلسطين وإعادة بناء الهيكل .. وقد اتخذ (كورش) مدينة (السوس) العيلامية عاصمة صيفية له. ولم يمكث الفرس (الأخمينيون) في الأحواز أكثر من قرنين، حيث انهزموا أمام (الإسكندر المقدوني) في معركة (أرابيلا) سنة 331 ق م .. وبعد موت الاسكندر أصبحت الأحواز تحت حكم السلوقيين ورثة الاسكندر. . ظهر (الفرثيون) الذين انتزعوا الأحواز من السلوقيين .. ثم ظهر (الساسانيون) الذين قضوا على (الفرثيون) واتخذوا من (المدائن ) عاصمة لهم على الضفة اليسرى من نهر دجلة، وحكم منهم اثنا وعشرون ملكا .. في حكم الضفة اليمنى اثنا وعشرون ملكا عربيا من المناذرة، كانوا على اتفاق معهم، وكانت عاصمتهم (الحيرة) .

من المراجع :

1ـ عربستان الجزء العربي المغتصب/ شفيق الرشيدات/ القاهرة 1967
2ـ تاريخ المشعشعين/جاسم حسن شبر/النجف 1965
3ـ قضايا عربية معاصرة/مجموعة مؤلفين/جامعة الموصل 1988
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-03-2007, 12:55 AM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الأحواز في العصور الإسلامية

تزامن ظهور الإسلام ودعوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مع تناحر الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية. ولم يكتف الملك الساساني (يزدجرد بن شهريار) برفض دعوة الرسول الكريم الى الإسلام، بل بدأ يعد للعدوان على العرب المسلمين. وأقد أرسل الخليفة أبو بكر رضوان الله عليه بعض المجاهدين الى العراق بقيادة خالد ابن الوليد.. وما أن آل الحكم الى الخليفة عمر بن الخطاب، فأرسل جيشا بقيادة سعد بن أبي وقاص لمحاربة الفرس. واستطاع الجيش العربي الإسلامي أن يلحق الهزيمة بالجيش الساساني سنة 636م في معركة القادسية.. وقد استمر العرب المسلمون في زحفهم المقدس لتحرير مدن العراق و الأحواز من السيطرة الفارسية.

قام الحاكم الفارسي لمنطقة الأحواز، ويدعى (الهرمزان)، وهو من المقربين للملوك الساسانيين، بتنظيم حركة مضادة لحركة التحرير العربية الإسلامية، إلا أنه لم يستطع أن يوقف التقدم العربي لعدة أسباب منها :

1ـ إصرار العرب المسلمين على تحرير الأحواز، وإيمانهم بضرورة استكمال إنهاء فلول الفرس واحتلال الهضبة الإيرانية من أجل القضاء على تلك الإمبراطورية للأبد.

2ـ انضمام القبائل العربية القاطنة في الأحواز الى جيوش العرب المسلمين، ومساهمتهم في تحرير الأحواز ومن تلك القبائل (بنو حنظلة) .

3ـ أدت انتصارات العرب المتتالية في القادسية وما تبعها من المعارك الى ضعضعة معنويات الفرس وانهيارها. وقد ذكر المؤرخان (أبو محنف) و (الواقدي) أن القائد العربي أبا موسى الأشعري سار الى الأحواز (فلم يزل يفتح رستاقا وراء آخر ونهرا وراء آخر) حتى غلب على جميع أرضها، والى (السوس) و (تستر) و (مناذر) و (رامهرمز) ويقول الدكتور (بشار عواد معروف) في مقاله (تحرير الأحواز في صدر الإسلام) أن هذه المدن كانت محصنة. ومع ذلك فإن أبا موسى الأشعري سار الى (مناذر) وحاصرها واشتد القتال حولها. ثم خلف عليها (الربيع بن زيادة الحارثي) الذي استطاع تحريرها بعد ذلك عنوة وسار هو الى (السوس) فحاصرها مما اضطرها الى الاستسلام سنة 18هـ . كما استسلمت (رامهرمز) للقوات العربية في نفس السنة.

أصر الخليفة عمر بن الخطاب، والذي يحتفظ الفرس لغاية اليوم بكراهيته، على استكمال تحرير الأحواز، وبخاصة مدينة (تستر) التي كانت تعد من أحصن المدن هناك. وقد تجمعت فلول الفرس فيها واحتفروا الخنادق العميقة وتخندقوا بها أمام أسوار المدينة التي لم تصمد طويلا أمام عزم المقاتلين العرب الذين تمكنوا من إحداث ثغرة تمكنوا بعدها من دخول المدينة، وجرت معركة ضارية استشهد فيها الصحابي (مجزأة بن ثور السدوسي) .. وسقطت (تستر) سنة 20هـ. ثم توجه القائد أبو موسى الأشعري وقواده بعد ذلك، وأبرزهم (البراء بن مالك ) أخو (أنس بن مالك) وعمار بن ياسر و (حذيفة بن اليمان العبسي) و(النعمان بن مقرن المزني)، الى السيطرة على جيوب الفرس المتناثرة هنا وهناك من الأحواز حتى استقام أمرها.

لقد كان لتحرير (الأحواز) أهمية كبرى في تخليص الشعوب الإيرانية من الفرس المجوس، حيث تم تخليصهم من عبادة النار بعد أن اقتحمت الجيوش العربية (أصبهان) ثم تقدمت الى الجنوب نحو (فارس) حيث مركز الديانة المجوسية، فحررتها في عهد الخليفة (عثمان بن عفان) رضوان الله عليه، كما حررت جميع أملاك فارس في (خراسان و سجستان) وغيرهما. ويلاحظ أن سكان البصرة هم من عرب الجزيرة والأحواز وتوثقت العلاقات فيما بينهم وبين عرب الأحواز بعد الفتح الإسلامي. وارتبطت منطقة الأحواز ماليا وإداريا فيما بعد بالبصرة ..

ويذكر الدكتور عبد الحميد اسماعيل أن الأحواز لم تخرج بوضعها قانونيا عن الدولة في عهود الراشدين والأمويين والعباسيين .. وقد رفد أبناء الأحواز الحياة العلمية والفكرية للحضارة العربية بالكثير من الجهد، فهم الذين كانوا قائمين على مدرسة (جند يسابور) الطبية والعلمية، وانتقل منهم الى عاصمة الخلافة الكثير من العقول منهم: أبناء (بختشيوع) و (عيسى بن صهار) و (يوحنا بن ماسويه) .. وغيرهم من الشعراء والأدباء الموجودة أسمائهم في التراجم والتي تنتهي بالأحوازي والأرجاني و التستري و الدروقي و السوسي..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-04-2007, 11:04 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الأحواز بعد سقوط بغداد

عندما احتل المغول بغداد عام 1258م اعتبروا الأحواز أحد أقاليمهم الهامة لما لها من أهمية إستراتيجية لوصل البحر باليابسة في منطقة من أهم المناطق في العالم، حيث تصل بلاد العرب بما يليها من بلاد العجم وتربط مياه المتوسط بمياه الخليج من خلال الطرق البرية .. وبعد أن كانت (تستر) عاصمة الأحواز تتمتع بسلطة مستقلة أحيانا و تتبع للبصرة أحيانا أخرى، ضمها المغول وربطوها ببغداد مباشرة بعد 14 سنة من احتلالهم لها ..

دب الضعف بالحكم المغولي، فانفصلت البصرة ومعها الأحواز عام 1332م ، حيث استولى عليها أمراء (اللر) وضموها لإمارة (اللر) الكبرى التي أنشأها (أبو طاهر) في عهود (الأتابكة) عام 1149م.. وبقيت تلك الإمارة مستقلة حتى سقطت عام 1423م تحت حكم (تيمورلنك) والذي جعل (شيراز) عاصمة للأحواز ولكن القبائل العربية أنشأت إمارات متعددة داخل الأحواز، فقامت إمارة لبني ربيعة وإمارة لبني أسد و إمارة لبني عبادة وإمارة لبني حطيط وإمارة لبني سعد في حين ظلت المدن الكبرى مثل (ديسفول) و (تستر) و (دورق) تحت حكم التيموريين ..


دولة المشعشعيين :

وشهد النصف الأول من القرن الخامس عشر الميلادي، نشاطا لتوحيد القبائل العربية، وقد نجح رجل عربي عراقي مشهور بحكمته وسعة إطلاعه اسمه (محمد بن فلاح المشعشعي) الذي أنشأ دولة استمرت زهاء ثلاثة قرون كانت عاصمتها (الحويزة) وكانت تمتد أحيانا لجنوب بغداد بثلاثين كيلومترا .. فقد جمع جيشا من القبائل استطاع أن يهزم به جيش (تيمرلنك) .. وقد توافق ظهور (دولة القرة قوينللو )*1 التي حكمت العراق بين عامي (1410ـ 1467) أن كان هناك تفاهم بين تلك الدولة والدولة (المشعشعية) .. وبعد ظهور الدولة الصفوية كانت الدولتان على عداء معها ..

لقد انعكس الصراع بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية، على الدولة المشعشعية، فكان أعداء الدولة العثمانية يعتبرونها ملجأ لهم، وبعد أن احتل العثمانيون بغداد عام 1512م ، حاولوا بسط نفوذهم على الدولة المشعشعية ولكنهم لم يفلحوا إذ أنهم لم يستخلصوا منها سوى البصرة بوحدها، وهذا مما شجع الدولة الصفوية من مهاجمة مدينتي ( تستر و دسبول) في عهد (بدران بن فلاح المشعشعي) الذي تولى الحكم عام 1512م.. وبهذا الصدد يذكر المؤرخ الإيراني صاحب كتاب (تكملة الأخبار) بالقول: ( ظلت كل الأحواز في يد العرب).


قاوم (المشعشعيون) الصفويين .. فحاول العثمانيون التحرك من البصرة الى بسط نفوذهم على (الأحواز)، لكن جيشهم انهزم وتراجع الى بغداد.. وبعد انتصاراتهم، خشي شاه الصفويين من تحرك المشعشعيين نحو فارس التي كانت تتعرض لهجوم عثماني من حدودها الشمالية، فخاطب أمير الأحواز يترجاه بعدم مهاجمة فارس واصفا إياه ب ( ملك الحويزة وكل عربستان) ..

التزم المشعشيون بعدم التحرش بفارس، مما شجع الشاه الصفوي لطلب مساعدتهم في احتلال بغداد في زمن حاكم الدولة المشعشعية (منصور) الذي جاء الى الحكم سنة 1619م ، الذي رفض والتزم الحياد .. مما أدى الى هزيمة الصفويين أمام العثمانيين وتوقيعهم على معاهدة (زهاو) عام 1639م والتي كان من بنودها الاعتراف باستقلالية الدولة المشعشعية .

دب الخلاف الأسري بين ورثة العرش المشعشعي فجاء بعدها الدولة الكعبية، عام 1724م، وهرب آخر حكامها (محمد بن عبد الله المشعشعي ) الى بغداد وكان قد تولى الحكم عام 1719..

الدولة الكعبية

حاول نادر شاه حاكم الدولة الفارسية، أن يجرب حظه ويمد نفوذه نحو الأحواز متحرشا بدولة (بني كعب) حديثة التكوين، فأرسل جيشا بقيادة ( حمد حسين خان) غير أن الهزيمة لحقت بهذا الجيش وتم قتل كل أفراده في معركة القبان..

ترجع جذور بني كعب الى نجد، وهم من أبرز القوى العربية التي ظهرت في الخليج العربي في القرن الثامن عشر، وكان أكثر تواجد لهم عند الأطراف السفلى من مصب نهر (قارون) .. وقد غلب على معظمهم الطابع البدوي، في حين استوطن شيوخهم المدن، وكونوا إمارة قوية أقلقت كل القوى الموجودة من بريطانيين وبرتغاليين وفرس و عثمانيين .. وقد كان أوج قوتها في عهد أميرها( الشيخ سلمان 1737ـ 1768) الذي كانت إمارته في أوسع رقعة حيث سيادته على معظم الموانئ، مما حدا بالقوى المذكورة الى فرض حصار على موانئه لمدة سنتين .. ولكن تلك القوى عادت ورفعت حصارها لحاجتها لتلك الدولة التي انتزعت اعتراف الكل..

توفي الشيخ سلمان في آب/أغسطس 1768م وخلفه ابنه (غانم) الذي كان في حالة حلف مع ( كريم خان الزند) حاكم فارس وهي إشارة واضحة على استقلالية الدولة الكعبية، حيث لا يتم حلف إلا بين دولتين ..

عانت الأحواز، كما هي الحال في منطقة البصرة من وباء (الطاعون) الذي انتشر في المنطقة عام 1772ـ 1773م، وحسب ما ذكره أحد الرحالة فإن الضحايا زادت عن ربع مليون، جراء هذا الوباء..

يتبع

هوامش
ـــ
القرة قوينللو: وهي دولة كانت في نواحي ديار بكر، سميت بهذا الاسم ويعني (الخروف الأسود) لأن جيشها يلبس سترة من جلود الخراف السود.. وقد مررنا عليها في (جيران العرب/ إيران)
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-04-2007, 05:24 PM   #5
يتيم الشعر
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 6,363
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أشكر لك أخي الكريم - تغذيتنا - بهذه المواضيع القيمة

أرجو ألا أثقل عليك بإرسال نسخة من مواضيعك الجميلة في خيمة الثقافة والأدب إلى بريدي الإلكتروني ؛ ففي ذلك عظيم إفادة لي ..

بارك الله فيك
__________________
يتيم الشعر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-04-2007, 03:42 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أساليب إيران في السيطرة على الأحواز لا تختلف عن أساليب الصهاينة

عندما تم احتلال فلسطين، وطرد العرب من أراضيهم واستبدلت أسماء القرى والمدن بأسماء صهيونية، كان يرمي الصهاينة من ذلك، محو هوية فلسطين العربية و تحويلها الى كيان مختلف.

كذلك كان الفرس في عملهم مع الأحواز، ففي حين كان الفرس يطلقون عليها منذ القرن الخامس عشر الميلادي اسم (عربستان) أي أرض العرب، فقد حولها الشاه (رضا بهلوي) عندما ضمها بالقوة عام 1925 من خلال تآمر الإنجليز معه، فأصبح اسمها (خوزستان) وهو اسم لا يعرفه لا أهل الإقليم ولا أهل المناطق المجاورة، كما تم تحويل أسماء المدن : ( الحويزة: دشت ميشان) (الخلفية: خلف آباد) (الخفاجية: سوسنكرد) (ملا جري: آغا جاري) (الصالحية: انديمشك) (المحمرة: خرمشهر) (تستر: شوشتر) ( الأحواز: الأهواز) (قنطرة القلعة: دزفول) (العميدية: أميدية) (البسيتين: بستان) (الفلاحية: شاه ديكان) (رفيش: لشكرآباد) (سبع أقطار: هاف تبه) (الحميدية: فرج آباد) (الخزعلية: خزعل آباد) ( ميناء خور عبد الله : بندر شاهبور، ثم بندر خميني) (عبادان: آبادان) (رامز: رامهرمز) ..

ولم تسلم أسماء الشوارع والأنهر من التفريس، فنهر (دجيل) وهو تصغير لدجلة وقد ذكره ابن بطوطة باسم النهر الأزرق، أسماه الفرس (كارون) ونهر (الدبيس ) الذي حفره الوالي (عبد الله بن عامر) في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضوان الله عليه، استبدله الفرس باسم (منياو) ونهر (شوارب) حوله الفرس الى (سولان) ونهر (مشرقان) الى نهر (أردشير) .. كما حول الفرس أسماء الشوارع فشارع (الخزعلي) في المحمرة أصبح اسمه (خيابان بهلوي).

الحصار الاقتصادي على عرب الأحواز

دفعت السلطات الفارسية موجات من الهجرة الفارسية الى الأحواز، فاستولوا على الأراضي، واستولوا على الوظائف، وتم تفكيك الإدارات المحلية التي كانت بيد العرب قبل الاحتلال، وأجبر الفرس شيوخ العشائر بتسليم أراضيهم للدولة دون تعويض، وتحول الفلاحون هناك الى خدم عند الإقطاع الإيراني .. كما تم حرمان من تمسك بأرضه من المياه من خلال تحويل مياه نهر (الكرخة) الى مجرى نهر (الدز) وهي خطوة سبق بها الفرس الصهاينة بسرقة مياه نهر الأردن..كما حوصر التجار العرب، وأوقف التعامل معهم من خلال منع التوريد وفرضت ضرائب طائلة على مستورداتهم، حتى غدا القطاع التجاري التبادلي داخل الإقليم بيد الفرس.. كما أصدرت إدارة الدولة الفارسية في 12/12/1964 قرارا حرمت فيه العرب من إشغال الوظائف الحكومية المهمة، ومنعتهم من الدخول الى كليتي الشرطة والحربية، وما جاءت فترة الستينات حتى لم يبق من العرب الذين يعملون في التجارة داخل الإقليم سوى1% من مجموع التجار الفرس..

الحصار القضائي

تدخلت السلطات الإيرانية في القضاء وطريقة التعامل مع الخلافات فيما بين السكان، فمنعت الترجمة بين المتخاصمين من والى العربية، حتى لا يفهم صاحب الحق أين ذهب حقه وكيف؟. كما حرم السكان من حق التنقل والإقامة وجوازات السفر للطلاب الراغبين في تكميل دراساتهم، وحرمت العرب من لبس زيهم المعروف، بل أجبرتهم على لبس الزي الفارسي بالذات ..

الحصار الثقافي والتعليمي

أنكرت الحكومات الفارسية المتتالية على الحكم في طهران، على شعب الأحواز حقه في التعليم في كل مراحله، ففي عام 1956 مثلا، كان عدد سكان مدينة الأحواز 266ألف نسمة لم يكمل منهم الدراسة الثانوية إلا (100) وكان 50 طالبا فقط في الجامعات .. وأن نسبة الأساتذة العرب في جامعة الأحواز هو 1% فقط ..

وقد وضعت السلطات الفارسية المناهج باللغة الفارسية، مما اضطر العرب الى إرسال أبنائهم للكتاتيب، خشية من تفريسهم .. وقد حاولت حكومة القطر العراقي أن تسد هذا النقص فأسست باتفاق مع الحكومة الإيرانية ثلاث مدارس عراقية في كل من الأحواز والمحمرة وعبادان، لكن إيران منعت كل طالب لا يحمل جنسية عراقية من دخول تلك المدارس! كما أن مظاهرات إيرانية قد اشتعلت عندما أسست الحكومة العراقية مدرسة متوسطة في المحمرة، فقامت ضجة إعلامية واصفة ذلك بالغزو الثقافي العربي للأحواز .. وقد كانت اللغة العربية قد ألغيت من الأحواز منذ 1925 عند احتلال الإقليم، وقد نهبت القوات الإيرانية ما كان في خزائن الإقليم من كتب وتراث عربي ..

الترويع والتخويف المستمر لسكان الأحواز

يستعمل رجال الأمن الإيراني كل وسائل التخويف والترويع للسكان، فيغيرون على البيوت، ويحلقون شعر النساء وحواجبهن، ومن تعترض منهن يلهبون ظهرها بالسياط بعد تعريتها ..

كما يقطعون المياه عن قرى لمدد طويلة، ومثالا على ذلك ما ذكره المؤرخ العربي (الأحوازي) السيد (علي الحلو) في الجزء الثالث من كتابه (الأحواز) من أنه في أواخر عام 1968 قطعت السلطات الإيرانية الماء عن قرية عربية حدودية مع البصرة، فخرج الأطفال والنساء والشيوخ يستعطفون الحاكم، غير أنه أخبرهم أنه لا يفهم لغتهم، فعندما يتعلموا الفارسية سيعيد إليهم الماء!

وإن كان جهاز المخابرات في عهد الشاه (السافاك) قد نكل بسكان الأحواز، فإنه في عهد (خميني) قد استبدل بجهاز (السافاما) وأمرهم بكتم أنفاس العرب ومراقبة تحركاتهم ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2007, 01:29 PM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

اشتعال المقاومة العربية في الأحواز

في الشهر الذي وقع فيه الاحتلال الإيراني للأحواز(نيسان/أبريل1925) اندلعت انتفاضة في المحمرة سميت (انتفاضة الغلمان) قام بها حراس الشيخ خزعل ومجموعة من حاشيته استمرت ثلاثة أشهر، تكبدت فيها القوات الإيرانية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، إلا أنها دفعت الكثير من أبناء عشيرة الشيخ خزعل الى الهجرة الى العراق و الكويت ..

كما انفجرت ثورة أخرى في نفس العام 1925 قام بها وحركها بعض رجال الدين أمثال عبد المحسن الخاقاني، ولكن السلطات الفارسية قمعتها بقصف مدينة المحمرة بالمدفعية، وقبضت على قيادات تلك الثورة وأعدمتهم.

صرخة امرأة عربية تحرك ثورة

تمادت السلطات الإيرانية في إهانة عرب الأحواز بنزع الطابع العربي سواء باللغة أو بتغيير الملابس. فقد جاء (السرتيب) أي العقيد فرج الله خان على رأس قوة إيرانية كبيرة، وأحضر رؤساء العشائر العربية هناك وأبلغهم في اجتماع تعليمات القيادة الإيرانية بتسليم أسلحة الأهالي، وتبديل الملابس العربية بأخرى فارسية، وإلا تعرضوا للإعدام والتنكيل بذويهم .. وكان ذلك في (الخفاجية) عام 1928.. وعلى إثر هذا الاجتماع تم إرغام رؤساء عشائر (الشرفة، وبنو سالة وبنو طرف ) على قبول ارتداء الملابس الإيرانية، ومن بينهم الشيخ ( محيي الدين الزيبك)

وبينما الشيخ في طريق عودته الى دياره، فوجئ بصرخة امرأة عربية من نساء (البو عبيد) في منطقة السارية تقول: يا للعار أنت أيها الفارس تلبس ملابسهم وتنزع عنك أصالتك؟ .. فما كان منه إلا أن مزق الملابس الفارسية وهتف بأعلى صوته: ( سرتيب كلاوك ذبيته) أي لتسمع أيها العقيد الفارسي أنني رميت ملابسك .. وتناقلت مدن وقرى الأحواز أهزوجته المعروفة ( يعكال إنسويلك هيبة) .. عقالنا الذي على رأسنا (وهو رمز عربي) سنحفظ هيبته.

تنادت العشائر حول الشيخ محي الدين وتجمعت عناصر الثورة المسلحة، ليكون هدفها منطقة (الكطاع) شرقي الخفاجية لضرب القاعدة العسكرية هناك، انطلق الشيخ على رأس 500 فارس من عشائر الشرفة وهاجموا القاعدة ودارت معركة شرسة لمدة سبعة أيام، واستخدم الفرس الطيران، حيث أسقط الشيخ بنفسه طائرة فارسية، وتم قتل (السرتيب فرج الله) القائد الفارسي، وتم الاستيلاء على القاعدة والتي اعتبرت منطقة محررة .. فدب الفزع بالفرس حيث ولوا هاربين واستمر تحرير المناطق المجاورة للقاعدة ( الحويزة و البسيتين والخفاجية) وبقيت تحت حكم الثوار لسبعة أشهر.. وبعدها حشد الفرس قواتهم وقبضوا على قيادة الثوار، وتم إعدامهم، إلا أن الشيخ محي الدين لجأ للعراق مع مجموعة من أبناءه وفرسانه وسكنوا منطقة (الجبايش) وكان ذلك في نهاية عام 1929، إلا أن الملك فيصل الأول ملك العراق توسط لدى السلطات الإيرانية وتم عودته الى منطقة الحويزة ليبقى تحت الإقامة الجبرية الى أن توفاه الله.

وبالرغم من أن عدو عرب الأحواز لم يكن الفرس فقط بل ومعهم الإنجليز الذين قايضوا الفرس بالسماح لهم بالتهام الأحواز ومعاونتهم على ذلك، بتزويدهم بتحركات العرب وما كانوا ينوون القيام به، فتحتاط قوات المحتل لذلك، مقابل مصالح نفطية هي أصلا في أرض عربية صرفة، تماما كما فعلوا بفلسطين عندما قايضوا اليهود بإعطائهم فلسطين مقابل خدمات استخبارية قدمتها الجاليات اليهودية في العالم للبريطانيين ..وبالرغم من هذا فإن عرب الأحواز لم يستكينوا ولم يهدءوا ففي عام 1936 ثار أبناء عشائر بنو طرف، وقد كان البريطانيون قد أوصلوا معلومات مسبقة عن تلك الثورة، فقام الشاه بتصفية دموية مروعة لتلك الثورة، وأمر بدفن قادتها وهم أحياء..

وفي عام 1940 قامت عشائر بنو كعب بثورة عارمة على ضفاف نهر (دبيس) وعاونتها معظم العشائر، وقاد تلك الثورة الشيخ (حيدر بن طليل)، وقد استطاع الثوار محاصرة كل الحاميات العسكرية في الأحواز ولاحت في الأفق بوادر نصر عارم، لكن حيلة تدخل بها الإنجليز للتوسط والحل السلمي لمسألة الاحتلال الفارسي، تم غدر القادة المفاوضين واعتقالهم وإعدامهم وهم: الشيخ حيدر ومهدي بن علي بن عمير وداوود الحمود وكوكز بن حمد وابريج وكاطع الشذر وأعدمتهم في شباط/فبراير 1940

وفي عام 1943 قامت انتفاضة الفجرية حين استطاع الشيخ جاسب بن الشيخ خزعل أمير الأحواز دخول الإقليم بعد الاتفاق مع شيوخ العشائر العربية في الإقليم، وتمكنوا من إلحاق خسائر جسيمة بالقوات الإيرانية وإسقاط طائرة، إلا أنهم تراجعوا لعدم كفاية الإمدادات اللوجستية ..

وفي عام 1944 قاد الشيخ عبد الله بن الشيخ خزعل ثورة أخرى، تحقق بها بعض النجاح إذ تم احتلال مبنى شركة النفط هناك، واحتلال الكثير من المرافق.. إلا أن السفير البريطاني تدخل، وقال لهم عودوا الى العراق واطمئنوا بأننا في صدد إعادة الأحواز الى سابق عهدها كإمارة مستقلة، فلا تفسدوا الأمر، واتصل بعد عودنهم لبغداد بالحكومة العراقية فوضعتهم تحت الإقامة الجبرية!

انتبه العرب الى المكائد البريطانية، فقاموا عام 1945 بانتفاضة عارمة قادتها قبيلة بنو طرف واشترك فيها بنو سالة وبنو لام والشرفة والمحيسن، وتم احتلال معظم المدن والقرى والمخافر والحاميات الفارسية .. فاستعملت القوات الفارسية الطائرات والمدرعات وتقدمت بجيوش لا قبل للانتفاضة بمقاومتها وحدها ..

علم عرب الأحواز أن الانتفاضات المحدودة والثورات التي تخمد، لا تكفي وحدها بتحرير بلدهم المغتصب فلا بد من تنظيمات دائمة تدير تلك المقاومة وتغطيها إعلاميا وتنشط سياسيا في تعريف العالم بقضية شعب، أدار له العرب ظهرهم .. وهذا ما سنتناوله في المرة القادمة ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-04-2007, 03:40 PM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

العفو أخي الفاضل .. فلست أقوم إلا بما يملي علي واجبي .. فلا شكر على واجب

أما تزويدك بنسخة .. فاعذرني لجهلي بالتقنيات التي تنجز ذلك .. فخذ ما شئت
وبطريقتك .. فعندما يتم تنزيل المساهمة .. فلم تعد ملكا لي ..

احترامي وتقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-01-2007, 04:02 AM   #9
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي الأقليات في الوطن العربي

الأقليات في الوطن العربي

كان هذا الموضوع ولا يزال من المواضيع التي يتجنب الكثير الحديث فيه، لحساسيته من ناحية ومن عدم رغبة الدول القائمة في الوطن العربي من السماح في الحديث فيه. فغدا من المواضيع المسكوت عنها، حتى عندما يٌراد الحديث فيه تخرج الكلمات متشنجة محتقنة تتصف إما بالتظلم والتشكي وعدم الرضا من طرف من يكتب من تلك الأقليات، أو الاستخفاف وروح العنجهية من كتاب ينافقون السلطات التي تحكمهم ..

وانتبهت الدوائر الإمبريالية الى تلك الحالة، فاعتبرتها من أهم النقاط التي تفتت بها جسم الأمة وتصنع من تلك الأقليات مشاكل أزلية لم تتناولها كثير من إدارات الدول العربية بروح عصرية مستفيدة من حالة التآخي القديمة التي استمرت عشرات القرون أو آلاف السنين ..

ورغم أنه لا يوجد دولة في العالم لا تخلو من نسيج مختلط من أقليات مختلفة، بما فيها الدول التي تلعب على وتر الأقليات من الدول الإمبريالية فالعروق والطوائف موجودة في أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا، إلا أن الأقليات في منطقتنا العربية والتي ترافقت مع ترهل وسوء إدارة في كل المجالات، إلا أن الدوائر الإمبريالية تسكت على مظاهر الفساد والترهل طالما أنها تخدم مصالحها، وتثير موضوع الأقليات بالتحديد.

وقد سببت ظاهرة الأقليات التي تم استغلالها خلال القرون السابقة، تشتيتا في جهود التقدم التقني والإداري والسياسي في منطقتنا العربية، كما تسببت في زهق الكثير من الأرواح ولا زالت وهي مرشحة للتزايد في أكثر من بقعة.

وبالرغم من ندرة المراجع واتسام المواضيع المكتوبة بالروح العنجهية فيما لو أخذت عن كتَاب عرب، والروح المتظلمة المتشككة في إمكانية التعايش مع العرب، فإننا سنحاول تسليط الضوء على تلك الظاهرة، بقدر الإمكان بما يتوفر من إمكانيات مرجعية نزيهة، ونمر عليها منذ دولة النبي صلوات الله عليه الى عصرنا الراهن، بشيء من التبسيط والإيجاز المدعوم بوقائع تاريخية..

في سبيل تعريف الأقلية :

تعددت التعريفات الاجتماعية والسياسية للأقلية، معتمدة المدخل الأنثروبولوجي والذي يهتم بمفهوم العرق Race والمجموعات الإثنية Ethnic Groups أي التركيز على التماثلات الثقافية وتاريخ الأعراق الرئيسية والسلالات وهذا المدخل قد ينجم عنه نظريات وتبريرات عنصرية مختلفة *1

أما المدخل الثاني وهو الاجتماعي، ويعالج العلاقات العرقية ووضعية الأقلية تجاه الأغلبية والتعصب والتحيز العنصري وأشكال الصراع وسبل حل المشكلة مثل الدمج والتذويب والتعددية والانفصالية و الديمقراطية التوافقية التي تخصص مقاعد معينة للأقلية ( لبنان، الأردن كمثال) .

الأقليات و العرقية

يشكل مفهوم العرق Race أو السلالة أو العنصر موقعا هاما في تحريك مسائل الأقلية، وفي بعض الأحيان يتطابق العرق مع الأقلية.. والعرق كلمة مطاطة مخاتلة ومضللة في كثير من الأحيان، لأنها مثقلة بالانحياز القيمي (Value Laden) وليست محايدة وثابتة. فقد تعطي المعنى حسب الحقبة التاريخية أو الإطار الثقافي أو الموقف السياسي*2

إن كان العرق يتحدد ببعض العوامل الوراثية، والسوسيولوجية فإنه لا علاقة له بموضوع الذكاء والتعاطي الذهني وتراكم المعرفة والأداء الحضاري، الذي تحدده عوامل أخرى ليست لها علاقة بموضوع العرق. بل تتدافع الحضارة التي تتحكم فيها قوة حضارية بارزة في عينة من الوقت، وتسير كالنهر الذي يرفد بمسيل روافد فرعية تغذي مجراه، أو يتفرع ليصب في فروع تأخذ نصيبها من زخم النهر الأساس.

هكذا كانت الحضارة العربية ورثت مسيل الحضارات التي سبقتها، من حضارات وادي النيل والرافدين والكنعانيين والحيثيين وحضارات جنوب الجزيرة العربية، لتأخذ شخصيتها النهائية في صدر الإسلام، وتعيد إنتاج مفردات ما سبقها من حضارات وفق الأسس الجديدة الإسلامية.

قضية الأقليات في الفكر السياسي الإسلامي

أقر الدين الإسلامي لأول مرة في التاريخ حق الشعوب الخاضعة لسلطانه في الحفاظ على معتقداتها وتقاليدها وطراز حياتها في زمن كان المبدأ السائد هو إكراه الرعايا على دين ملوكهم*3. وقد رأينا ذلك قبل الإسلام في قضية (أصحاب الأخدود) .. كما رأيناها، في محاكم التفتيش عند الأسبان بعدما طردوا العرب من الأندلس، حيث وصلت الضحايا الى الملايين..

وسنحاول في هذه المساهمة البسيطة أن نتوقف عند بعض النقاط التي من شأنها إيجاد قاعدة للتفكير في تلك المسألة التي أصبحت تقض مضاجع المجتمع العربي في أكثر من بقعة في أرجاء الوطن العربي، بعبث خارجي واستعداد داخلي قد يكون مشبوها أحيانا وقد يكون حقيقيا في أحيان أخرى.

المراجع:
*1ـ أزمة الأقليات في الوطن العربي/د حيدر ابراهيم علي/دار الفكر المعاصر/ ط1/ 2002/ ص 16
*2ـ المصدر السابق ص 28.
*3ـ الأقليات والسياسة في الخبرة الإسلامية: من بداية الدولة النبوية وحتى نهاية الدولة العثمانية/ د كمال السعيد حبيب/مكتبة مدبولي/2002/ص17
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-01-2007, 11:41 AM   #10
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي

أخي و أستاذي الفاضل ابن حوران..
بوركت على المجهود الرائع الذي تبذله في مواضيعك.

ربّما عدم الحديث في هذا الموضوع سببه هو صعوبة التحدث بموضوعية بالنسبة للإنسان العربي. فكما تعلم أخي الكريم أن الإنسان العربي عاطفي أكثر من الإنسان الغربي. و بناءاً على ذلك لا يستطيع الإنسان العربي أن يحكم بموضوعية لأنه يتخذ موقفاً عاطفياً من كل شئ.
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .