بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا مع تحكيم الإسلام في كل شؤون الحياة ، وفي مثل هذه الظروف علينا أن نفهم ونعِيَ
أن القيام بهذه الخطوة لن يكون أمرًا سهلاً حتى ولو خلصت النوايا وتعاونت الأطراف المختلفة.
إن الإسلام يعنى بالإنسان وهمومه وقضاياه اهتمامًا أعظم من كل دستور آخر ، وعليه فإن
الخطوة الأولى لتحكيم الشريعة الإسلامية هي أن يأخذ كل إنسان حقه وبعد ذلك يكون من
الضروري وجود إعلام من شأنه توعية الناس بحقيقة الإسلام وعظمته كخيار أوحد للمجتمعات
العربية . لا نتصور قيام مجموعات فارغة من أنصاف المتعلمين بإقرار الإسلام كما هو في كل
من أفغانستان والصومال وغيرهما من الدول ، كما أن هذه الثورة لم تقم أساسًا من أجل مطلب
تحكيم الإسلام إنما جاءت نتيجة العدوان الذي يمارَس ضد الشعب حتى ولو كان الذي يمارس
هذا العدوان رجلاً من رجالات بني أمية .
لابد من وضع خطة يتدرج فيها فهم المجتمع للإسلام ، وينال أصحاب الحقوق حقوقهم وتكون
الشريعة الإسلامية تتويجًا لهذا الجهد المبارك . لا أقصد بذلك الانتظار حتى تكون تونس دولة
مستواها الاقتصادي كالسويد ، وإنما عندما يصل المجتمع إلى درجة من التطور الاقتصادي
ونمو شريحة الطبقة المتوسطة للقيام بذلك .
وبعد ذلك نستطيع القول بأن الإسلام هو خيار الشعوب الإسلامية كلها ، وأن محاولات الالتفاف
حوله سوف تسقطُها الشعوب بأنفسها بإذن الله حينما تجد أن بعض المشاركين في الحُكم هم أنفسهم
يحاولون الالتفاف على إرادتهم ، والذكي هو من اتعظ من أحداث الثورة .