بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو أن يكون هذا النص بدء انطلاقة الشاعرية المطلوبة لدى الشاعر الكبير عبد الرحمن العشماوي، فهو شاعر الأمة والقضية الإسلامية ، وقرأت له الكثير والكثير مما سار فيه على نهج القدماء بشكل يبنغي معه إعادة النظر .
في هذه القصيدة رأيت تحسنًا كبيرًا قوامه البيئة المتكاملة للتشبيه ، والعلاقات الحجمية ، وهذا أمر يحسب له في القصيدة وأرجو أن يظل كذلك دائمًا .
رَحَلَ القِطَارُ ودُقَّت الأَجراسُ
فارجع إلى "أُوْلمَرْتَ" يا "عبَّاسُ"
الرمز القطار والأجراس أجراس الخطر ، إلا أن الظرف السياسي الحالي وإفرازات الديمقراطية التي يقودها اليمين الأميريكي جعلت للتعبير حالة أكبر من الشمول .
أجراس النواقيس ، فكاننا عن الحرب الصليبية . هنا اكتسب الرمزان القطار والأجراس غير دلالة وهذا في صالح النص.القطار الجيوش الصليبية والأجراس نواقيس الكنائس نكسها الله .
قَفْ عند "لِيفْني" في انكسارٍ، إنَّما
هي للقضيَّةِ عندك النِّبراسُ
رغم بدائية التعبير فارجع إلى ...، والتعبير قف ..... إلى أن الكلمة النبراس
كانت مؤدية لدور أعمق ،والسخرية لعبت دورًا في تقوية حالة التضليل ،
يرحل القطار ولكن أن تكون نبراسًا فهذه حالة من الظلمة والتخبط الذي
يعشش في رأسه
واَمدُدْ إلى "بِيريزَ" كفَّ مُفَاوِضٍ
في راحتيه من الخضوع يَبَاسُ
أيضًا الشطر امدد.... بدائي للغاية وإنما أعجبني يبس راحة الخضوع ... البيئة
اكتملت بشكل كبير ،فاليبس حصاد وهو من سمات الزرع الذابل والخضوع ه
هذا الذابل ولكن عندما يكون حصادًا فهذه هي التكامليه في التعبير الشاعري.
دَعْ عنكَ غزَّةَ والصمودَ وأهله
فهناكَ مَلْحَمةٌ، هي المِقْيَاسُ
كذلك الحال جاءت دع عنك ... بدائية متشربة من الشعر القديم وأغراض الشعر .
لفظة المقياس شاعرية للغاية .
الوَعْي أكبر من قناعٍ زائفٍ
يُخفي دروساً قد وعاها النَّاسُ
الدروس والتي تختفي وراء القناع الزائف ،
هذه كلها تكاملات في الرؤية والصورة.
كُشِفَ القناعُ عن العدو ومن مشى
في دربهِ وتهاوتِ الأقواسُ
هنا تهاوت الأقواس جاءت في غاية الحرفية ، لتدل على
أنها سلطة وهمية لانها بين الأقواس ، هنا الحجم والتصغير والتكبير
كان عبقريًا ، فهو اختزل السلطة ومن في فلكها إلى أقواس ، تحسب له.
عجباً لِوَهْمِ مُفَاوضٍ ، في كفِّه
قلمٌ ، وفي كفِّ المُقابِلِ فَأْسُ
حالة المقابلة بين الجانبين كانت مشرقة في تبيين الفارق الذي يبين
حالة الانعدام في التكافؤ ، وذلك من خلال آلة حرب في مقابل القلم،
وهنا لم يستخدم للقلم سمة الكفاح كالسيف ليدل على أن أقلامهم
ليست أقلام دفاع عن مبادئ بل أقلام فضائح وتوقيع على الهزائم.
كَسَر المجاهدُ شوكةَ الباغي فما
يُغنيه تضليلٌ ولا إرجاسُ
أنَّى ترى وجهَ الحقيقة مُقْلَةٌ
فيها تُعَشِّش غَفْوَةٌ ونُعاسُ
لفظة تعشش كانت مشعرة بالمعنى والاستغراق في الخمول
القولُ قولُ مجاهدٍ ومُرابطٍ
والرأيُ ما تدعو إليه حَمَاسُ
كسِبَ المجاهدُ مَجْدَه وثوابَه
وأصابَ أهلَ الذِّلِّةِ الإفلاسُ
نهاية تقريرية تقليدية لعله يفطن إلى أهمية الاستغناء عنها بعبارة أشد قوة في الأشعار القادمة
بإذن الله . تحياتنا للقلم المرابط .