هكذا العمر
قطار يمضي مسرعا يتوقف في محطات
ويعيد المسير مرات تدفعها مرات
والنهاية التي يؤول إليها معروفة لدى الجميع
ما يدفعنا نحو الاستمرار هو ذلك الضوء الخافت
من اخر النفق المظلم
يلوح بيديه لنا
كأنه الأمل في غد أفضل
ويأتي النفق تلو النفق
ويبزغ فجر ثم فجر
ليبدد ظلام الليل
لكن هل من جديد؟
قد تكون الجرأة جميلة
لكن عند من استعذب الخوف حتى اتخذه خلا
تكون الجرأة ألما
والامل احلى
لكن من استعذب الألم واليأس
ووجد فيهما حياته وأنسه وسلواه
لن يستعذب الأمل بهذا القدر
تناسي الصافرة المزعجة
اهملها او تعودها
ولا تنزعج منها كل مرة كأنها أول مرة
فكثيرة هي الصافرات
وكثير هو الصخب الذي نستعذبه
دوما للأشياء عدة مسميات
ليس المهم ماذا نسميها
المهم أن نمارسها برضا وقناعة
حبي لك يابن النيل
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد رفرف عليه عصفور وقال له نشيد منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع قال من بعيد و لسه رايح بعيد عجبي !!
جاهين
آخر تعديل بواسطة الفارس ، 12-04-2009 الساعة 09:09 PM.
أخي الحبيب محمد الحبشي :
قبل الدخول إلى النص أجد أننا في مصر صارت لنا ذكريات غير بهيجة مع القطار، ولعل هذا القطار الأخير الذي أراه في نصك هو أحد قطاراتنا المتجهة من وإلى الصعيد!
فكرة القطار من الأفكار التي كثر استخدامها في الأعمال الفنية بكل أشكالها وذلك للتوازي في الدلالة الرمزية بين القطار والحياة بشكل واضح ، حتى إننا نجد أحيانًا في كتابات الصحف "فرصة لمن فاتهم قطارالتعليم". لقد كان النص على درجة كبيرة من التركيز في الفكرة .
والعبارات الآتية كلها كانت تشير إلى أن محاولتك هذه اتخذت شكلاً كان التركيز فيه على صورة القطار منعزلاً عن كل شيء خارجي ،ليكون العمر ذلك القطار الذي لابد أن يركز الإنسان فيه كل جهده ولا يشتت بالمشتتات الخارجية إطلاقًا .
النص كان فيه نزوع فلسفلي يجعل الفكرة مختلفًا على طبيعتها هل هي الفكرة عن الإنسان أم الكفاح في الحياة ؟ أم الفرصة التي لا تتكرر ؟ وكان الاستخدام المجازي قليلاً ولكنه جميلاً لأنه يتماشى مع الفلسفة التي لا تريد التزيّن بالكلمات وإنما تتتخذ منها أداة لترسيخ وجود المعنى.
كذلك كانت العبارة شعور جميل حد الخوف ومخيف حد الجمال عبارة رائعة أعطت المواءمة بين
الجمال والخوف باعتبارهما وجهين لعملة واحدة وهي الكفاح واللذة المعنوية.
وهذا الذي يبتسم لك من بعيد ربما يكون هو ذلك الأمل الذي هو مخبوء في الغيب حتى لحظة تحققه الفعلية .
النص بعد ذلك كان الجزء الثاني منه شارحًا للجزء الأول ، وهذا يقع في منطقة خطاب تختلف تمامًا عن النص الأول ولا أستطيع القول بأنه يعاب على المبدع استخدامه وإنما يمكن القول بأنك ربما رأيت أو شعرت أن في النص ما لا يتمكن القارئ العادي منه ،فذهبت بأناملك صوب القارئ العادي لتجعل فهمه فكرة ما معتمدًا على فهمه ما سبقه منها.
النص جميل للغاية ، ويحتمل التأويلات المختلفة باختلاف الوجهة المنظور إليه منها ، وفي مناطق ما من العمل شعرت أن ثمة سينيمائية تطغى على النص ، وشعرت بشكل أو آخر أن أسلوبًا مماثلاً لأسلوب الأفلام الوثائقية (والأصح أن نقول وثقية لأن المفرد وثيقة وياء فعيلة تحذف عند النسب)كان حاضرًا في النص مما يعني تركّز الفكرة في ذهنك وحرصك على الخروج بها بقدر كبير من النجاح المتخذ التصوير من الناحية السينيمائية-لا الصور الفنية- أداة أساسية لهز
عمل رائع أمتعتنا به ، وفي انتظار القطار الذي يعود بك إلى الخيمة مرة أخرى.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال