العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 21-05-2009, 10:43 PM   #301
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

نفضت عنك غبار مشاعرى
زينت أجواءك بغيابى
وأوقدت شموع أفراحك
بالرحيل
فاهنأ بالإستقرار
فى أرجاءك الجديدة
كأنك تطبقين ما أقوله في هذا العمل الرائع ..
هنا جميل أنك شبهت تراكم المشاعر السيئة بالغبار ،
ممايوحي بحالة من الحزن والتشاؤم .
أعجبني للغاية أوقدت شموع أفراحك
بالرحيل ، هنا نحن أمام حالة من المشاكلة
أو المعاكسة فالرحيل رغم أنه يستخدم
للحزن إلا أنك جعلتيه للفرحة وأحدثت تناقضًا يعتمد
عنصر المفاجأة أساساًله .
أرجائك الجديدة تعبير عن نفسه شبهت النفس بأنها
أرجاء مما يوحي بحالة الاتساع اتساع المشاعر
اتساع الوهم اتساع مفتوح لا آخر له
.


الآن صار كل شيئ لامعاً براقاً
مهيئاً لإستقبال حضور جديد
كأن الحضور كلمة تقصدين بها امرأة أخرى أو
احتفالات أخرى
حكايا أخرى من حكايا المستحيل
علك
تقو على الآيام بدونى
تستنشق العطر البديل
لكل أطياف النساء
فكل ماعداى أجمل
وكل ماسواى أشمل
رائع للغاية هذا التكامل في التكوين والتركيب ،
فالعطر البديل هو رمز لمحبوبة أخرى أو شيء
يستنتجه الخيال ، والتكامل في الاحتفال، العطر ،شموع
جو فانتازي لكنه حزين

فاستشرف العمر الجميل
أما أنا بعد أن أعلنت موتى
فى حياتك سيدى
سأحيا لكن فى حلم آخر
الله الله ! تعبير رائع للغاية تشبيه الرجل بأنه حلم
أو تشبيه الحياة كلها بأنها حلم .ازدواج الدلالة
وقوة التعبير

فأنا لم ترحل الأحلام عنى
تعبير عن الكبرياء جاء مميزًا ، فالأحلام هي التي تاتي
إليها وليست هي التي تبحث عن حلم

لم يقتلنى جهلك فى حبى
ولن أستسلم للمصير
رغم أن الجرح غائر
عادية لم تكن منتظرة في هذا الجو الجميل
فكيانى دوماٍ سيظل قائمًا
لا ينحنى أو ينكسر
أو يميل
مازلت أملك بقايا نبض
غير قابل للإحتراق
احتراق النبض تعبير جميل عن حالة
التجدد والكبرياء والمقاومة

أو الإمتلاك الغير جدير
الغير جدير .. ركيكة نوعًا ما
لكنى استمحيك عذراً
بعد الفراق لى رجاء
لاتستعد ذكراى أبداً
وإن إستعدت ,,,,, لاتطيل
جميل للغاية النهاية ، فهي أنثى ما زالت تتسم بالكبرياء رغم كل ما
كان منها ، وهي تبحث الأحلام عنها (رغم رحيل حبيبها النذل) وهي تسخر
بالدموع وهي التي تصدر الأمر إليه في سخرية بتركها وبعد ذلك :
هي تستقرئ ردة فعله أو تقوم بالحرب النفسية ضده وإن استعدت .. لا تطل
كأنها تقول له إنك لن تقدر لكني فقط اذكرك بأنك لست رابحًا بالمرة .
عدم رسم ملامح الآخر أو التحدث على لسانه جعل العمل من طرف واحد
وهذا يتوازى مع حالة إقصائه من النفس
.
عمل مميز وهو من أحسن ما قرأته لك .. بالتوفيق
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-05-2009, 06:06 AM   #302
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : عاشقة حد السُكر
اسم الكاتبة: دينا يسري (خارج منتدى الخيمة)
(17)

إليكَ في غربة حلمك الجامح .. عمري الضائع اليك حيثُ أنت
أخبرُكَ من بين الحصارِ وسفكِ الدماءِ وموتِ العصافيرِ
أنَّ الحزنَ بطاقةُ هويةٍ.. والشوقَ جوازُ سَفَرٍ

***

قبلَكِ لم أملكْ شيئا إلا بعضاً من أحلامٍ مكسورةٍ , وبقايا فرحةٍ مهجورةٍ .. وبعدَكَ اختزلتُ الحياةَ في ملامحِ وجهِكَ , وصار خريفُ عمري على عتباتِ الموت .
قرأتُ رسالتَكَ حتى حفظتُها عن ظهرِ قلب .. تحسَّستُ كلَّ همسةٍ فيها, انهلتُ عليها بقبلاتٍ دامعةٍ.. وبين لحظةِ حنينٍ وأخرى غضب .. ضعتُ أنا.أتخذ قراري.. وألقي ذكرياتٍ جمعتْنا تحت قدميّ, وألعنُكَ حدَّ الملل.. أكرهُكَ حَدَّ الوجع وأثور حتى أُهَدِّئ من رَوْعي.
وبذهن شارد أعيدُ التفكيرَ..
أمسكُ بقلمي الباهتِ اللون , ألوِّثُ صفحاتٍ بيضاءَ متعبةً حَدَّ الخوفِ .. أحاولُ كتابةَ شئٍ ولكن عبثا .. أفشلُ ؛ فلأول مرة في تاريخ اللغة تغلقُ الحروفُ أبوابَها في وجهي.ألقي بكل شيء خلفي وأسدلُ شعري على ظهري وأرقصُ حول نفسي في دائرةٍ فارغة من كل فرحة عِشتُها معك , تأخذُني حالةُ هذيان واضحة أترك فيها لجام دمعي فينهمرُ ثقيلا كالحجر على وجنتيّ
أدور وأدور حتى أسقطَ على الأرض ..
يغلبني نعاسٌ لبضع ساعات قليلة جدا .. أفيق منه على بكاء رسالتك البائسة فأجدها ترقد بجانب عشوائيات ذاكرتي الحائرة ويحاصرها بحرٌ من تجاعيدَ باردةٍ .. تجاعيدَ شاحبةٍ تشتاقُك حَدَّ الألم
وتهمس شفتاي..
كنّا مساء أمس .. عاشقَيْن على جسر الهوى ، والحين صرنا غريبَيْن فرَّقهما ذاتُ الهوى
لماذا حبيبي.. لماذا طعنتني في وجودي..؟؟
ألا تدري أني أحتاج لوجودِكَ , ودائما ما يأخذني الشوقُ لدفء صوتِكَ
وبعد محاولات عديدة
وبكبرياء أنثى جرحتَهُ أنتَ ..
أكتب بقطرات دمي القاني ،, لا تحسبني واحدةً منهم فأنا غريبة بين جنودهم ,
لا مكان لي لا وطن إلا بين ذراعيك..

ليتك تعود لي.. فكل شيء بطعم الغياب وبنكهة الفراق
كل شيء يحوم حوله طيرٌ مُغترب مكسور الجناح
صدقني حبيبي..
بإمكان حبنا تخطِّي حدود الغربة.. حدود العروبة.. حدود الاحتلال
أرجوك من بين غيوم ذهولي وأنّات انكساري وعتمة نهاري..
لا تجعل عشقنا يموت بطريقة بدائية جدا ،
فيوم مجيئك يوم ولادتي,وبرحيلك تكتب آخر ورقة في نهايتي ..
وآخر بوحي إليك .. من بين شفتَيْ امرأة عاشقة حَدَّ السُّكْرِ
أحبك.. فاسكنّي
أحبك.. فلا تمضِ
أحبك ..
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 22-03-2010 الساعة 07:38 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-05-2009, 06:12 AM   #303
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إليكَ في غربة حلمك الجامح .. عمري الضائع اليك حيثُ أنت
أخبرُكَ من بين الحصارِ وسفكِ الدماءِ وموتِ العصافيرِ
أنَّ الحزنَ بطاقةُ هويةٍ.. والشوقَ جوازُ سَفَرٍ



جميلة للغاية هذه التركيبة ؛ فالحلم يشبّه بالخيل وليس أي خيل بل الخيل الجامح . هنا لاحظي أننا انتقلنا من حالة الصورة المتحركة إلى الصورة الثابتة ،لكأننا في صورة مرسومة على بطاقة مناسبات معينة .. وهو ما يتناسب موقفيًا مع الإهداء . الغربة هي حالة من السكون والجموح هي حالة من الحركة ، وكان المزج بين عنصر الحركة والسكون والتقارب والتباعد متقنًا من تقنية التضاد . كلمة عمري الجامح كأنها نعت أو صفة لغربة الحلم . وهنا يكون التوازي بين كل من الغربة والعمر والحلم والضياع وكلها تظهر حالة من اليأس ، جاءت كلمة أنت مؤكّدة لكلمة إليك ، والتوكيد أفاد حالة من الخصوصية .
هذا العصير من الكلمات المتضادة والمترادفة أفرز كله حالة من التوحّد في الأنا الأخرى. هذا الآخر الذي كان محور خطاب المحبوبة رغم أنه مغترب ورغم أن هذه الغربة غربة جامحة غربة طويلة الأمد مستغرقة . كل هذه تعبيرات أفادت حالة الشوق والذي يتناسب مع العنوان حد السكر . حد السّكْر كان هو المدخل لقراءة النص وبرهنت عليه من خلال الإصرار عليه حتى في هذه الحالة من الضياع .إنها الأنثى تتشبث بمن تحب حتى ولو كان الضياع يرتديه وهذا التشبث هو عين السكْر .
بعد ذلك ننتقل إلى الفعل المضارع أخبرك :جاء تأخر الفعل المضارع لكي تبوح الكاتبة بما في سويداء قلبها بعد ذلك كله تقول له أخبرك ، أي كأن هذا الذي قلته كان شيئًا عاديًا لا يحتاج إلى إخبار لأن الحب في ذاته أمر مستبطن أما المفاجأة التي تستدعي الإخبار هي من بين الحصار وسفك الدماء وموت العصافير .كأننا هنا في إشارة إلى أن أحداث العصر كلها ليست بمعزل عن الحب .. هذا المفقود الذي إذا أوجِد لما صار كل ذلك الدمار .. هنا أراكِ قد قمت بضرب عصفورين بحجر: الأول برهنت على القضية العاطفية ومكانها في الحياة رغم كل هذه الأحداث.
الثاني : إثبات أن الكاتبة لا تنفصل في واقعها الداخلي عن الواقع الخارجي ومأساة الإنسان الأزلية.وتأتي جملة الحزن بطاقة هوية والشوق جواز سفر لتؤكد على الموازاة بين كل من الإنسان ومأساة الوجود والخير والشر والسلام والحرب .
إذًا لقد كنا بحضرة حالة من التكثيف والذي اتسم بحضور الفكرة والبرهنة المتلاحقة ، فكان الإنسان من حيث هو فرد كائن حي له مطلق الحرية فيما يحب أو يكره محورًا للعمل (وهو المحبوب) ثم مأساة الإنسان (الواقع) والذي فرض الحصار والدمار محورًا ثانيًا وأخيرًا الهوية وهي محصلة التفاعل بين كل من الإنسان والحرب (الحزن بطاقة هوية والشوق جواز سفر ) ومن السطور الثلاثة الأولى تبدأ الخواطر في الانسياب .


قبلَكِ لم أملكْ شيئا إلا بعضاً من أحلامٍ مكسورةٍ , وبقايا فرحةٍ مهجورةٍ .. وبعدَكَ اختزلتُ الحياةَ في ملامحِ وجهِكَ , وصار خريفُ عمري على عتباتِ الموت .أرى حالة الاختصار والتصغير قوية فالأحلام ليست مكسورة فحسب ، بقايا أحلام +مكسورة. والفرحة ليست مهجورة بل بقايا فرحة للتقليل+مهجورة. هنا نجد المزاوجة الرائعةبين الملموس والمحسوس بين الحلم والانكسار والفرحة والهجر وهي أشياء كلها لا تجتمع ولا يتحقق جزء منها .. حالة التفتيت وتشبيه الحلم بخزف يُكسر والفرحة بقصر يُهجرَ كانت كلها ذات دلالة قوية للتأكيد على حالة الحزن السابقة والتقفية في مكسورة ومهجورة كانت متميزة من الناحية الموسيقية . رائع أنك قلت اختزلت ُ لأن اختزلت فعل ٌ يدل على القيام بالشيء بمحض الإرادة .. وهنا أرى الحب ممزوجًا بكبرياء وحنوٍّ متماشيين مع بعضهما البعض كأنك تقولين أنك رغم كل هذه الأحداث وكل العواطف المسيطرة عليك إلا أن الكلمة الأخيرة للحب هي كلمة العقل.قلت اختزلت ٌُ ولم تقولي اختُزِلَت. والمفارقة الثالثة الجميلة هي الخريف الذي على عتبات الموت .. كلمة الموت صارت ذات دلالة بهيجة وليس دلالة حزينة لأنه موت الخريف موت الخوف موت الحزن وهنا يكون للموت طعم أجمل طالما أن المتوفّى هو الشيء المزعج .
قرأتُ رسالتَكَ حتى حفظتُها عن ظهرِ قلب .. تحسَّستُ كلَّ همسةٍ فيها, انهلتُ عليها بقبلاتٍ دامعةٍ.. وبين لحظةِ حنينٍ وأخرى غضب .. ضعتُ أنا.
تعبير تحسست كل همسة كان معبرًا بشدة عن الإنصات وكأنك تتحسسن دقات قلبه .كان تعبير تحسست كل همسة خاصة في ظل حضور حرف السين مشعرًا بهذه الحالة من الصوت المسمى في العامية (نغْبشة )أو حالة من التسلل الصوتي .هذا التعبير ذكرني بجملة جميلة في قصيدة النثر للشاعر محمد الماغوط في قصيدته حزن في ضوء القمر حين قال إنني ألمح آثار أقدام على قلبي وجاء ت المفارقة في جملة قبلات دامعة لتشعِر بالشجن ويكون للأنا حضورها مرة أخرى ضعت أنا وكأنك تقولين وتختزلين في كلمة (أنا) معاني عدة الكبرياء الحب التنازل بمحض الإرادة فالشعور بعظمة الشيء المفقود كان منبثقًا من الكلمة أنا .
أتخذ قراري.. وألقي ذكرياتٍ جمعتْنا تحت قدميّ, وألعنُكَ حدَّ الملل.. أكرهُكَ حَدَّ الوجع وأثور حتى أُهَدِّئ من رَوْعي.
وبذهن شارد أعيدُ التفكيرَ..

جملة حد الوجع فيها حرَفية كبيرة وتتماشى مع الكراهية . أما اللعن فأنا لاأتفق معها دينيًا فالمؤمن ليس بلعّان .

أمسكُ بقلمي الباهتِ اللون , ألوِّثُ صفحاتٍ بيضاءَ متعبةً حَدَّ الخوفِ .. أحاولُ كتابةَ شئٍ ولكن عبثا .. أفشلُ ؛ فلأول مرة في تاريخ اللغة تغلقُ الحروفُ أبوابَها في وجهي.

اللغة الشاعرية قد امتلكت ِ ناصيتها حتى ألقت بنفسها في أحضانك أو أحضان حروفك .من أول "أمسك...أفشل" شعرت بها عادية ليست لك ولا عليكِ وجميل تعبير تغلق الحرف أبوابها في وجهي..تجسيد اللغةبهذه الطريق مع كلمة القلم والورقة فيه اتحاد في بيئة الوصف. اربطي بين ذلك وبين كلمة أنا في نهاية السطر السابق لتشعري بالوجع والنزف.

ألقي بكل شيء خلفي وأسدلُ شعري على ظهري وأرقصُ حول نفسي في دائرةٍ فارغة من كل فرحة عِشتُها معك , تأخذُني حالةُ هذيان واضحة أترك فيها لجام دمعي فينهمرُ ثقيلا كالحجر على وجنتيّ
أدور وأدور حتى أسقطَ على الأرض ..

عنصر الحركة عاود بروزه مرة أخرى أرقص أدور أسقط وكلمة من كل فرحة عشتها معك أراها زائدة وإن من الممكن لقارئ غيري أن يقول إنك عبرت عن حالة تشبه رقصةالتانجو الأرجنتينية والتي تتكون من راقصين في دائرة كل يمسك بيد الآخر ويدوران حول بعضهما داخل الدائرة.لجام الدمع أفاد حالة الانحباس والتحمل لكن كلمة "كالحجر ثقيلاً" لا أراها قوية بنفس الدرجة .لكن لاحظي التوازي مع حد السكر ترك اللجام دليل على فقدان التوازن وهنا الرؤية الأساسية ما زلت متمسكة بها في النص بل جزئيات النص الصغيرة.

يغلبني نعاسٌ لبضع ساعات قليلة جدا .. أفيق منه على بكاء رسالتك البائسة فأجدها ترقد بجانب عشوائيات ذاكرتي الحائرة ويحاصرها بحرٌ من تجاعيدَ باردةٍ .. تجاعيدَ شاحبةٍ تشتاقُك حَدَّ الألم
وتهمس شفتاي..

هنا عنصر اللغة المجازية كان زائدًا ومشتتًا بكاء رسالتك البائسة- عشوائيات ذاكرتي الحاشرة- بحر من تجاعيد بارة - تشتاقك حد الألم .. السكّر إن زاد أصاب بالدوار حتى( أسقط أنا القارئ على الأرض)يلزمك فقط الاختصار .لكن لاحظي الاختلاف بين عبارات كانت تقريرية بحتة إلى لغة مجازية مفرطة .هذا يدل على التغير الشديد والوعي بفلسفة التعبير.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-05-2009, 06:20 AM   #304
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

كنّا مساء أمس .. عاشقَيْن على جسر الهوى ، والحين صرنا غريبَيْن فرَّقهما ذاتُ الهوى
لماذا حبيبي.. لماذا طعنتني في وجودي..؟؟

طعنتني في وجودي عبارة لا أجمل منها ولا أروع استخدمت وجودي بدلاً من القلب كأنك تقولين الإنسان ليس إلا قلبًا .
ألا تدري أني أحتاج لوجودِكَ , ودائما ما يأخذني الشوقُ لدفء صوتِكَ
وبعد محاولات عديدة
وبكبرياء أنثى جرحتَهُ أنتَ ..
أكتب بقطرات دمي القاني , لا تحسبني واحدةً منهم فأنا غريبة بين جنودهم ,
لا مكان لي لا وطن إلا بين ذراعيك..


حينما يغدو الذراعان وطنًا .. يصبح الإنسان حقًا في وضعه الذي طالما
افتقد إليه تعبير جميل للغاية حالة الحجم كانت لديك مرصودة بشكل دقيق
والعبارات دمي القاني -غريبة بين جنودهم
بدأت أشعر فيها بأن الصوت الأنثوي الكبريائي الدلالة قد بدأ يرهق
حتى يصل إلى درجة الاستغاثة من خلال "ليتك"
ليتك تعود لي.. فكل شيء بطعم الغياب وبنكهة الفراق
كل شيء يحوم حوله طيرٌ مُغترب مكسور الجناح
صدقني حبيبي..

الله ! ما أجمل التعبيرات نكهة الفراق طعم الغياب .. حالة الاستغراق وكأن الشيء
أصبح عاديًا .تجسيد في غاية القوة لا سيما وأنه مسبوق بأداة تمني.واللفظ صدقني حبيبي
كان في غاية التأثير ليعبر عن أن الأنثى رغم ادعاءاتها المتتالية بأنها هي الطرف الأقوى
إلا أنها في النهاية لا تملك إلا أن تعترف بضعفها فتقول ليتك .. صدقني ..حبيبي
كلها عبارات استدعاء وشوق وتمني لم تكن بهذه الكثافة في الأسطر الأولى.
ذكرتني بأبيات كتبتها من قبل كمفتتح لقصيدة :
أقول له لست كل اشتياقي
وفي القلب قافلة من حنين
أنا نبرتي دائن كبرياءً
وفي طرف عيني ترجي المدين
كذا يفعل الحب بالعاشقين
جنون فرشد ولو بعد حين
بإمكان حبنا تخطِّي حدود الغربة.. حدود العروبة.. حدود الاحتلال
أرجوك من بين غيوم ذهولي وأنّات انكساري وعتمة نهاري..
لا تجعل عشقنا يموت بطريقة بدائية جدا ,

هنا ما زالت الذاكرة في غاية قوتها ، والتأكيد على مأزق الإنسان والحب والخير
والشر ما زال حاضرًا كأنك تقولين ما زلت لا أنسى كل ما حولي ولكن لي
أن أفكر في حبيبي كما أشاء. الاحتلال ..احتلال الحزن للفرحة احتلال
العقل للعاطفة.. (احتلال )لفظة جاءت مزدوجة المعاني قوية الدلالات.
غيوم ذهولي أفادت التكثيف والشدة والظلام المحدق وطالما هذه هي
الغيوم فلابد أن بعدها أمطارًا من الدمع بسبب الذهول وعدم تصديق
الواقع ..عتمة نهاري كان عنصر المخالفة فيه مقويًا للنص.لكن لفظ
أنات انكساري لم يكن لها داعٍ مطلقًا .كأن المقدمة التي كتبتيها
في غربتك الجامحة كنت تسخدمين فيها الاسترجاع flashback
وكل ما بعدها حتى هذه اللحظة هو تذكر للماضي أو استطراد.
فيوم مجيئك يوم ولادتي,وبرحيلك تكتب آخر ورقة في نهايتي ..
وآخر بوحي إليك .. من بين شفتَيْ امرأة عاشقة حَدَّ السُّكْرِ
أحبك.. فاسكنّي

أراكِ أحسنت التعبير عن المعنى الأنثوي فهي السكن
المأوى\ البيت وكما في القرآن (خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها)

أحبك.. فلا تمضِ
أحبك ..

في النهاية كأنك تقولين الأنثى هي الأنثى مهما ادعت في نفسها فهي أضعف
من أن تصمد بعقلها أمام العاطفة وأضعف من أن تصمد برقتها أمام احتلال
الحب وعاصفة المشاعر .. ولا يتحقق هذا إلا لأنها عاشقة حد السكر.
كأن الأنثى في تعبيرك حد السكر هي كل أنثى على الأرض. كأن العنوان
قد شرح طبيعة المرأة ولخصها في ثلاث كلمات . وحضور الأفعال المضارعة
أفاد حالة دائمة من الاستمرار والتداعي والترقب للنهاية.
***
وفي النهاية لو قمنا بهذه المزاوجة لاتضح لك أكثر ما أعنيه :
إليكَ في غربة حلمك الجامح .. عمري الضائع اليك حيثُ أنت
أخبرُكَ من بين الحصارِ وسفكِ الدماءِ وموتِ العصافيرِأنَّ الحزنَ بطاقةُ هويةٍ.. والشوقَ جوازُ سَفَرٍ

***
بإمكان حبنا تخطِّي حدود الغربة.. حدود العروبة.. حدود الاحتلال
أرجوك من بين غيوم ذهولي وأنّات انكساري وعتمة نهاري..
لا تجعل عشقنا يموت بطريقة بدائية جدا
,
في المقاطع الثلاثة الأٌول نفس المأزق وفي الثلاتة الأخر نفس
المأزق.
الغربة ذكرتيها بمعناها الصريح في السطر الأول من المقطع الأول
وفي السطر الأول من المقطع الثاني .
سفك الدماء وموت العصافير في السطر الثاني من المقطع
الأول يقابلها من حيث المعنى ما في السطر الثاني من
المقطع الثاني الانكسار وعتمة النهار والمعنى الذي يجمع
بينهما هو الحزن.
وفي النهاية يكون من جميل المعاني حد السكر أن
هذه الأنثى كأنها في حالة سكر قالت ألفاظـًا صريحة الكبرياء
لكنها في النهاية تخلت عنها بشكل ضمني من خلال الترجي
والاستغاثة والنداء .
وأخيرًا هذا العمل إنساني إلى أبعد حدوده فلا أكاد أرى فيه
وجودًا للزمان ولا المكان ولا العرق ولا الدين ولا الجنس،
لأنه يصلح لكل هذه المتغيرات
لا أملك إلا أن أقول : لك مني تحياتي بقدر ما ألهمتك
أريحية نفسك .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-05-2009, 10:54 AM   #305
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العضوة : آمال البرعي
اسم العمل :أروقة أيامي
(18)

يوم أن مُنحت تأشيرة المرور من بوابة عمرى لتسجل مرورك فى دفتر الزوار لم أكن أعبأ من تكون .. وكم ستبقى مدة زيارتك فى أروقة آيامى .. مجرد زائر عابر .. سيغادر بعد قليل ..
كنت أظن أنك ستوقع إمضاءاً مجاملاً تنهى به زيارتك .. لم أكن أعلم أن مرورك سيعيد صياغة صفحات العمر ثانية .. ويصيغ مفهوم الذات بمعنى آخر لم أدركه من قبل ... لم أكن أدرى أنك سَتُقلِب فى كل الصفحات وتلقى التافه منها فى سلة المهملات ... وتدون صفحات بإمضاءك لتحفرها فى ذاكرة العمر
نبضات .. همسات .. تخط شهادة ميلاد لكينونة إمرأة فشلت معها كل المحاولات لتحديد هويتها بالإثبات .. نعم الأن أُثبت بك هويتى ... إمرأة لايعنيها فى الحب إلاك ..
حبيبى .. لست أنت فى صفحات العمر زائر
فلاتخشى ماهو آت .. قَدر الله لنا اللقاء
وبيده فقط إعلان الموت
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 22-03-2010 الساعة 07:42 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-05-2009, 10:57 AM   #306
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

العمل الذي بين أيدينا به مزايا عدة كالتصويرات والتعبيرات المتكاملة ، والتكثيف والبساطة في التعبيرات دون تحذلق .

مُنحت تأشيرة المرور من بوابة عمرى
هذا عين ما أتمنى أن أجده تعبير متكامل بشكل كبير .تشبيه العمر بالبوابة ،والمحب بالمسافر إليه
كان رائعًاوفيه وحدة بيئة التشبيه .
أظن أنك ستوقع إمضاءاً مجاملاً تنهى به زيارتك .. لم أكن أعلم أن مرورك سيعيد صياغة صفحات العمر ثانية .. ويصيغ مفهوم الذات بمعنى آخر لم أدركه من قبل
هنا نجد أنفسنا بإزاء قلم رشيق يتنقل من معنى لمعنى دون أن يخاف السقوط أو الاصطدام بما حوله .. الإمضاء المجامل تعبير عن الشخصية العابرة ،ودخول كلمة مفهوم الذات ربما يراها البعض تقريرية خارج نطاق العمل الأدبي ولكني أراها عين ما في العمل من قوة لأنها بذلك تقول له إن المفاهيم من قبل مجيئك كالذات كانت تقريرية ولكنها بوجودك اكتسبت شاعرية كبيرة.


لتسجل مرورك فى دفتر الزوار
نفس الأمر والجميل أن الجملتين بينهما رابط وهو التنقل والذي استخدمت له كلمة الزوار ..
حينما يغدو العمر بوابة لا تدخل أي أحد ، والقلب دفتر زوار ، يكون الحبيب شخصية تحمل بطاقة vip
أروقة الأيام تعبير شاعري متميز والرواق هو شيء كالخيمة لاستقبال الزوار . وأرجو من المحبين لما تكتبينه أن
يحذوا حذوك في هذا الشكل الإبداعي الرائع الاحترافي بالفعل .
تخط شهادة ميلاد لكينونة إمرأة فشلت معها كل المحاولات لتحديد هويتها بالإثبات .. نعم الأن أُثبت بك هويتى
رائع للغاية هذا التعبير واستخدام الواقع لصياغة المعنى المطلوب ... نك الآن أثبت بك هويتي أراها زائدة لأن ما قبلها قد فسرها بشك واضح .كنت أتمنى أن تنتهي الخاطرة عند هذه الجملة ، لكن ما بعدها أراه في رأيي الشخصي زيادة كان ينبغي تركها .
العمل يقول بملء فمه : إن عين ما في الإبداع من جمال هو البساطة والصدق ... دمت مبدعة وأدام الله كل ما يلهمك إبداعًا تطلين به على سماء خيمتنا .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-06-2009, 05:19 AM   #307
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : في حضرة قلم
اسم العضوة:خاتون
(19)

دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة
ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب

قرأتُ:

قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة


ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية



أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك


فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 22-03-2010 الساعة 07:30 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-06-2009, 05:24 AM   #308
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي العزيزة خاتون :
من جماليات العمل الأدبي أيًا ما كان صنفه هو أن يتسم بقدر كبير من الديناميكية وأن يتبادل المبدع فيه الموقع مع الأشياء ويتحدث بلسانها ، ويستبطن أحاسيسها ومشاعرها. وبعد ذلك ، فإن الحديث عن بعض جوانب الحياة الخاصة بالشاعر كدخول صفحات المنتديات أوتناول قهوة الصباح أو غير ذلك من الجوانب الشخصية يعد ذا قيمة كبرى إذا كانت كيفية التناول تبعد به عن كونه شأنًا شخصيًا خالصًا لتحوله إلى شأن يتشارك الجميع فيه ، ويتحول إلى ظاهرة إنسانية رائعة ، وهذا ما لمحته في آخر الأسطر . والآن إلى الخاطرة الماتعة :
دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة

ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب
جميل للغاية أن تكون البداية بهذه الكيفية التي دخل فيها كل من الموروث الصوفي المتمثل في عبارة المكاشفة والتي تعبر عن شفافية نفسية وإنسانية ، والتناص مع الآية القرآنية في عبارة الأمارة بالسهر ،وكان الاستخدام لهذه الأفعال الرقص والغناء يميز الخاطرة ويجعل للحالة الحركية حركة القلم دلالة أكثر بعدًا وعمقًا وتغدو فلسفة الأشياء بهذه الكيفية لأنها تجعل للأشياء قيمة أكبر من القيم الاعتيادية التقليدية لها.

قرأتُ:
قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة

هنا يكون للفعل قرأت دلالة غير تقليدية فهي قراءة بالقلب وليس بالعين ،وهذا دليل المكاشفة ، والمقصود أن الإنسان الذي ارتبط بهذه القيمة يستطيع استبطان هذه المشاعر من خلال تصويره حالة الجفاء بينه وبين القلم أو خواء الذهن من الكتابة ليأتي بهذه القطعة الجميلة ، خاصة في السطر الأخير سلام على روحك الراقدة والذي يأتي موزونًا على بحر المتقارب ، ويسير معنا الاستخدام لهذا الموروث الصوفي في هذا السطر الأخير ليكون القلم هو ذلك الرفيق المجادِل للمرء في صمته وحديثه ، والسطران الأولان يعبران عن حالة الحيرة التي تعتري المبدع عندما لا يجد ما يكتبه أو يجده مجرد تصورات لا تطاوع المرء للخروج من ذاته إلى رحاب ا لورقة .والصوت المنبعث من القلم يجعلني أشعر أننا إزاء هذه الحالة الحالمة التي يكون القلم فيها كالذي يظهر في الحلم يقول كلمته ثم يختفي بعدها تدريجيًا . وهنا يكون جميلاً أن تكون العبارة مؤدية إلى تصورات ذهنية تتعلق باليقظةوالمنام ، وهي بذلك تؤكد بشدة على معنى المكاشفة التي ربما يمكن القول بأنها مفتاح العمل الأدبي.
ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية

في هذه الجزئية يكون من الجميل للغاية أن يتحول الحديث من القلم إلى الحديث للمبدعة ذاتها وهذا التنوع في الأصوات يُكسب الخاطرة حالة من الحيوية حتى كأنهما خصمان على المتلقي أن يحكم لصالح أحدهما!
كان السطر الأول جميلاً للغاية خاصة في هذه التشبيهات الرائعة الممثلة في التعبير الأول يحيا على نزيف عشقي ، إذ يغدو العشق ذلك الجرح الذي يلهم القلم الوجود ، من هنا تبرز علاقة بين الأشياء المختلفة كالجرح والإنسان ،والجرح والقلم.المبدعة ترينا نظرتها إلى ذاتها العزيزة التي يكون الجرح فيها أداة حياة للآخرين وهذا دليل التضحية تضحية بالوقت بالمجهود من أجل ذلك القلم ذلك القط الذي يظفر بالأفكار التي تتحرك بداخل الذهن كالفأر المتلصص الذي لا يكف عن المشاغبة.وكذلك الحكايات المتدفقة من شراييني ، كان هذا التعبير على درجة كبيرة من الإيحاء بالألم والصدق الممتزج به إذ أنها حكايات صادقة آتية من منبع الدماء ولا تكون تضحية الدماء كذبًا أبدًا.وأتى استخدام لفظة التجلي ليعبر مرة أخرى عن هذه الحالة التي تتولد من فعل المكاشفة وكأنه تنبيه إلى أهمية وجود هذه الدلالات المشوبة بالإنسانية المتوهجة والصفاء اللامتناهي.
كان جيدًا للغاية استخدام لفظة الألفاظ المحمومة لتعبر عن حالة تشبه الشغبطة ممثلة في تحريك القلم بشكل حائر وهذا دليل على حسن الاستمداد لأوجه التشابه والاختلاف.
والسطر الأخير لا دفء إلا تحت جناحيه كان مميزًا من حيث تعبيره عن هذه النشوة التي تتلبس الإنسان بخروج هذه الأفكار إلى الأسطر معلنة ميلاد فجر جديد يأذن بتجليات ما في الخبايا.غير أن تعبير تحت جناحيه لا أرى له مبررًا ، فالقلم ليس فيه ما يشبه الجناحين لهذا تنبتّ الصلة بين المشبه والمشبه به.
كان تشبيه العباءة البالية للأشواق رائعًا من حيث هو تعبير عن هذه الحالة من الجدب والتي لا تتمكن فيه الأشواق من تحقيق الدفء المطلوب المتمثل بخروج هذه الأفكار إلى الصفحة ،ذلك الموقد الذي يستعصي دفئه على أعتى الأعاصير المسماة أشواقًا.

أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك

هنا تأتي العبارة الرجيم معبرة عن حالة من التفاعل الذي يكون فيه أحد الطرفين معتادًا شغب الآخر ن بل ويتلذذ به ، كان فعل الركض وراء الأحاسيس متماشيًا مع حركة القلم كما أن تشبيه الأحاسيس وحركتها بهذه الطريقة يجعل النص أكثر ثراء لأنه يصنع تكاملاً في بيئة التشبيه عندما يشبه القلم بالراكض والأحاسيس بالهاربة ، وهذا ينطبق أيضًا على السطر الثاني وإن كان مختلفًا بعض الشيء عن السطر السابق عليه. ففي حالة هي تهرب منه وفي حالة منه هي تحاصره مما يجعل التجاذب بين الطرفين والإثارة الذهنية المتعلقة بهذا المولود المسمى بالخواطر دائمًا على طول الوقت ، ويكون القارئ هو ذلك المشاهد الأخير لهذا المسلسل وهو على أريكته يصفق لانتصار الإبداع .
فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني
هنا الخواطر قد تكون خواطر بالمعنى التقليدي وقد تكون تورية بعنوان(بوح الخاطر)وهي إحدى التكنيكات الناجحة للإيحاء بدلالات ثرية للعمل.


خاتون: على عتبة الخواطر

كلنا ننتظر خطوات حروفك!

أختي العزيزة خاتون:
أنت بذلك تضطرينني إلى الكشف عن شيء كنت أود إخفاءه وهو كتاب أقوم بنقله إلى القارئ عن القصيدة الحديثة ، فيه جزئية هامة تتعلق بمعاناة المبدع في عملية تأليف العمل ونقله إلى الذهن وكيفية الجهد المبذول من أجل صيد فكرة أو عبارة ، والذي يعنيني من هذا الكتاب مقطوعة شعرية رائعة لخليل حاوي وأخرى لصلاح عبد الصبور تتعلقان بنفس المضمون الذي وضعتيه ، فما أجمل تعانق الشعر والخاطرة!
لك من الشكر بمثل ما للشوق لك على رؤية التعليقات ومن التحية بمثل ما لك من رياضة الحرف ورشاقة التعبير . دمت مبدعة وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 22-03-2010 الساعة 07:33 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-06-2009, 11:18 PM   #309
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : تنهيدة الغروب
(خارج منتدى الخيمة)
(20)
تلتحفُ أريكتي هذا المساء
ما تبقى من زوايا النور
التي اختلست أنوثتها المكان .. بتقهقر ..

حملقتُ باتجاه النافذة
المكسور زجاجها ..
نحو خيوط الشمس ..
وهي شارعة في طريقها
الى عالم آخر ...
الخيوطٌ تحمل الطهر والفجيعة ..
تحملُ تضاريس اللقاء الاخير ..
الذي جمعنا عند باب حارتها
يوم أن أوصدته خيوط الشمس .. ذاتها
في ذلك المساء المشؤم ..
المكتظُ ايضاً .. بالحنين لذلك الباب !

دخول الانثى هذه المرة ..
كان شاحبا ...
على عكس دخوله .. في الماضي البعيد القريب
كنتُ في الماضي انتظر دخولها ..
لأغامر مره اخرى ...
مغامرة يحتضنها باب !

بابٌ ومارة تحملق أعينهم وهلة ..

ثم يمضون نحو المدينة .. المهجورة
التي تمنيت أن تسكنها اشباحي ..

دَخَل المساء ..
وذهبت بضعُ روحي الباقيه معه

http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=456102

آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 22-03-2010 الساعة 07:36 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-06-2009, 12:04 AM   #310
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

تعتمد العديد من الكتابات الإبداعية على عنصر اللقطة، ذلك العنصر الذي يرى المبدع أن الكثير من الرموز تصل من خلال عملية الوصف للموقف باستخدام الرمز مع إضافة بعض المفاتيح التي تهدي القارئ إلى الأبواب التي يدخل منها إلى النص ، وفي حالة تعذر وجود أو صدء هذه المفاتيح فلا تثريب على القارئ إذا تلثم وقفز من النافذة أو إن تسلل من البوابات الخلفية ولو حتى قام بكسرها !!
والعمل الذي بين يدينا هو عمل يتسم بطابع شديد من التركيز والاستخدام الدقيق للألفاظ والعبارات معتمدًا على عنصر الحركة التي تتعلق بالرمز . وكذلك كانت البداية من نقطة المنتصف أو النهاية flash back تلك البداية التي تُعمل ذهن القارئ للنظر من الزوايا المتعددة إلى العمل والذي أتى كأقرب ما يكون إليه مشهدًا تنقصه الموسيقى التصويرية اعتمادًا على إيحاءات الرموز وتأثيرات الصور ..
تلتحفُ أريكتي هذا المساء
ما تبقى من زوايا النور
التي اختلست أنوثتها المكان .. بتقهقر .

يبدو التركيب ذا طابع لغوي أصيل ، إذ يعتمد على التقديم والتأخير فتقدير القول تلتحف أريكتي هذا المساء بتقهقر ما تبقى من زوايا النور ، والملاحظ أن الذكاء في هذا التعبير ينبع من أن التقهقر عملية رجوع للخلف لذلك جعلها المبدع في نهاية الفقرة لتتواءم مع البداية من الرجوع إلى الخلف ،ولأن التقهقر أمر غير مرغوب فيه جعلها المبدع العزيز مطر في نهاية الفقرة ليكون التقهقر هو الباعث على الكتابة وهو محور الحالة الإنسانية .
والذي يبدو من النص أن المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه قد ظل على الأريكة يتذكر هذا الواقع الأليم في لحظة صفاء مسائية حزينة ، وجاء اللفظ تلتحف ليوهم القارئ بأن الأريكة قد امتلأت نورًا في واقع صاخب غير أن لفظة ما تبقى من زوايا النور جاءت لتشير إلى هذه الحالة من التلاشي فالملتحَف ليس زوايا بل بقايا+زوايا النور ولو أن المبدع الجميل قد استخدم كلمة نور نكرة دون تعريف لزاد ذلك من قيمة تأثير اللفظ . والحالة التي هي التحاف بقايا زوايا النور هي حالة تعرٍّ تتعرى فيها الظلمة كاشفة عن قبح مضمونها وتبدو المقارنة بين النور الباقي معبرًا عن الأمل محزنة حينما يكون الوجه الآخر منها هو هذه الظلمة وهي اليأس .وكان المزج بين النور والأنوثة مزجًا عبقريًا يؤكد هذه النظرة ذات الشفافية الوجدانية التي لا تغدو فيها المرأة إلا رمزًا للنور ذلك الحب الطهور .

حملقتُ باتجاه النافذة
المكسور زجاجها ..
نحو خيوط الشمس ..
وهي شارعة في طريقها
الى عالم آخر ...

من هنا غالبًا يبدأ الحدث أو يعود بنا المبدع العزيز إلى لحظة أخرى من لحظات التذكر قد تكون هي الحدث أو إحدى مفرزاته .
التعبير حملقت يؤكد وجود حالة من الخوف والترويع ولم يعطنا المبدع السبب للخوف بل بدأ بالصدمة والرعب والضربة الاستباقية وهي ذلك النافذة مكسورة الزجاج .
ورغم أن هذا الرمز مكرر ومعروف دلالته لكنه على صعيد التخيل ومع اقترانه بالمؤثرات الصوتية يبدو أكثر قوةو إيصالاً للشعور . هنا الزجاج المكسور يأتي رمزًا للقلب والشمس هي تلك الأنثى والعالم الآخر لا يستبعد أن يكون عالم ما بعد الحياة لكن الغالب أنه ذهاب إلى عالم بشري آخر ، وما أعظم أن يغدو الإنسان في ذاته عالمًا ولكن إنسان هذا العالم هو القارة المتجمدة.
الخيوطٌ تحمل الطهر والفجيعة ..
تحملُ تضاريس اللقاء الاخير ..
الذي جمعنا عند باب حارتها
يوم أن أوصدته خيوط الشمس .. ذاتها
في ذلك المساء المشؤم ..
المكتظُ ايضاً .. بالحنين لذلك الباب !


ميز هذا الجزء أن تتخذ الشمس دلالة مادية ملموسة وتجسيدها كإنسان يغلق الباب ،والتعبير
اعتمادًا على السياق يبدو رائعًا للغاية إذ تبدو الشمس في دلالتها الحقيقية مسئولة عن هذا الحزن مما يجعل الرؤية لدى الشاعر متعلقة بالشمس .إذًا الشمس كانت ذات سمة مجازية وأخرى حقيقية ولعل استخدام كلمة في ذلك المساء المشئوم جاء ليعبر عن اختراقها سحر الليل وجمال ضيائه وعذب حديثه ليأتي الباب في دلالة على إمكانية الدخول لهذا القفص الذهبي المنتظر أو ما شابهه وتعبير مساء مشئوم مكتظ .. هذان النعتان أضفيا على التعبير حالة من البؤس وكلمة الحنين زادتها اعتمادًا على السياق الذي وردت فيه وليس اعتمادًا على دلالة الكلمةمفردة .
دخول الانثى هذه المرة ..
كان شاحبا ...
على عكس دخوله .. في الماضي البعيد القريب
كنتُ في الماضي انتظر دخولها ..
لأغامر مره اخرى ...
مغامرة يحتضنها باب !

هذه المرة .. وكانت النقطتان .. مؤديتين دورًا كبيرًا في عنصر التنغيم أي تخيل طريقة الإلقاء كأن شخصًا يحرك شفتيه يمنة ويسرة إشارةإلى سوء منتظر .وهذا يعني أن ثمة خولاً كان خطبة أو عقد قِران أو حتى أيام أُنس طفولي ذوبتها حرارة الشمس .ويأتي هذا الباب مرة أخرى ليكون معبرًا عن انسداد الأمل بعد أن كان وجهة للحنين .كم أنت غدار أيها الباب ، ولماذا أوصدت أمام شجرة أحلام ذهبية ..
بابٌ ومارة تحملق أعينهم وهلة ..
ثم يمضون نحو المدينة .. المهجورة
التي تمنيت أن تسكنها اشباحي ..
دَخَل المساء ..
وذهبت بضعُ روحي الباقيه معه

كأن الحملة هي الحسد الذ قد أدى دوره في نقل هذه التضاريس لتصبح على هذه الشاكلة !
إنهم الغربان التي انتظرت سقوط الثمرة! تعبير المدينة المهجورة كان وجهًا ثالثًا من وجوه التعبير عن المحبوبة بعد الشمس وبعد النافذة الزجاجي وتأتي المراعاة للنظير بين المدينة والأشباح تلك المحبوبة التي تمنى المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه لتزيد الحالة بؤسًا إذ يغدو المحب متمنيًا -بعد فقدان كل الأمل -بعض الأشباح ليقنع بها في ذاكرة المدينة المهجورة.
ويأتي التعبير دخل المساء ...ليعود بنا إلى الحالة الأولى :
تلتحفُ أريكتي هذا المساء
ما تبقى من زوايا النور
التي اختلست أنوثتها المكان .. بتقهقر ..

وكان ما بينهما من الخواطر هو ما يتذكره المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه سببًا لهذه التنهيدة التي أتت لشمس ظاهره الشروق وباطنها الغروب . هذا المساء بدلالاته المتعددة يغدو الصورة النهائية للمشهد +رحيل بضع الروح وما أعظم هذا التعبير الذي يؤكد على طهر ووجدانية هذا الحب الإنساني السامي .
وأخيرًا كان عنصر الحركة في دخول المساء في مقابل ذهاب بضع الروح كان مؤثرًا على صعيد الصورة
والمعنى معًا. دمت مبدعًا وفقك الله

آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-11-2009 الساعة 06:38 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .