العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 19-07-2009, 07:13 PM   #331
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أديبتنا العزيزة الأستاذة آمال :
هذه القصة نحتمل تأويلات عديدة وهذا كان في المقاطع الثلاثة الأٌول .
لكن بعدها انفصمت عرى التوازي وصار عملاً عاطفيًا محضًا بعد أن كان قابلاً التأويلات العديدة.


أقحمته فى لحظة أسماها ..متوحشة
داعبت خصلات شعره بيدها المرتعشة
فأنتفضت كل مشاعره لاهثة
توغلت .. فكانت كالعاصفة أقتلعت كل
مساوئه أغتالت حياته السابقة ...وأهدته
روحًا جديدة ...ومعنى آخر لحياة ظلت طويلا
كالمرأة العابثة ... فتلقفها وهدهدها
صغيرته .... التى كانت فى المهد نائمة

في هذا المقطع كان التشويق سيد الموقف وكان الذي يتبادر إلى المخيّلة أنه
الزوج أو الصديق . كان تعبير "حياته السابقة "شديد العمق وله دلالات معنوية
ومادية كثيرة كالحزن والتغير والموت المعنوي ...إلخ وهذا يعطي للعمل تأويلات
أكثر ويجعل العمل مرناً من الممكن استخدم المقطع ذاته في أعمال أخرى وأحداث
مختلفة تمامًا .

أستيقظت
نفضت عنها غطائها شعرت بقشعريرة
تزلزل أوصالها .. أرتدت ثانية داخل نفسها
أغمضت عينها ... قررت أن تعود
لتستأنف باقى حلمها

جميل جدًا سرد الخطوات والتفاصيل الدقيقة الاستيقاظ نفض لغبار العودة للنفس إغماض العين ...
هذا كله له أهمية لأنه يرصد الحالة النفسية للكاتب وهذا كان في مصلحتك لأن التفاصيل كانت
تعبر عن حب الكاتب\ الكاتبةلهذه الشخصية مما دفع إلى وصف كل جزئية يقوم بها .

وجود الأفعال الماضية أفاد حالة من السرعة ناهيك عن الدقة في بعض التفاصيل مثل ثانية داخل نفسها .. هنا كان لكلمة ثانية معان ٍ ثرية واختزلت الكلمة تعبيرات وصورًا كثيرة .هذا التعبير يدل على حالة من التردد أو حالة من الخوف أو حالة من تماهي الذات أو ذوبانها وتوحدها في شخص آخر . كل هذا في صالح العمل . باقي الحلم لم تذكريه هنا كان في صالح النص أنك جعلت القارئ يستنتج بحالة من الذهنية ما يحدث.

حاولت أن تخترق مجاله الجوى .. البرى ... البحرى
أن تتخطى أمسها إلى غده .. أن يضع أسمها
فى مفكرته ... أن تدلُف مشاعرها داخل حقيبته ... أعلن بكل وضوح
حقيبته ليست ملكه
هذه التعبيرات كلها تجعل العمل مزدوج الدلالة وإن كان الظرف التاريخي هو الذي جعلنا
نشعر بذلك ربما لم تقصدي إلا الدلالة العاطفية فقط .
يضع اسمها في مفكرته تعبير متميز احترافي وهنا يأتي عنصر الاستخدام المجازي للكلمة
في صالح الحالة والنص فالمفكرة هي القلب أو العقل .. وإدخال المشاعر داخل الحقيبة كان
تعبيرًا مميزًا من خلال المفارقة بين المجازي والحقيقي وهذا أدى إلى تجسيم حالة التضاؤل أو
قيمة التبلد .تتضاءل مشاعرها لتحتتويها حقيبة ويتبلد هوليرى مشاعرها في حجم الحقيبة.. توظيف
صائب للمجاز .
ثم العبارة الفلسفية حقيبته ليست ملكه وهي النفس أو الحب وهذا كان توصيفًا لحالته وربما يُفهم من
النص أننا بإزاء محبوبة ترجو أن تكون ولو زوجة ثانية ..احتمال .

لملمت كل اللحظات المسكوبة .. المنثورة
على أروقة العمر .. شغلت عقداً
أهدته قصيدة لم تولد بعد
لملم أوراقه غادرها ... شيطان الشعر
كان التعبير اللحظات المسكوبة ليعبر عن سرعة الإيقاع متميزًا .. كذلك أروقة العمر.
لكن السطرين الأخيرين شغلت عقدًا ....شيطان الشعر" لم أتبين دلالته

أراها من بعيد .... أكاد أجزم انى اعرفها
كل يوم تكتسب بُعدًا جديدا
شكلاً جديداً ... يؤكد يقينى .. انى أعرفها
قابلتها من قبل ... حاورتها .. عايشتها
أقتربتُ أكثر .... تبينتها ... أنها إبنتى
ترتدى كينونتى

الحديث الآن على لسان الطرف الآخر وهو يعود بذاكرته نحو الماضي وحالة الانفصال التي أكدت عليها من خلال المشاعر والحقيبة .. وهنا تكمن قوة عنصر المفاجأة والتي جعلت كل الماضي هذا وكل الكلام على لسانها هو استرجاع لهذا الأب واتكاء على عنصر الطفولة وكلمات أعرفها قابلتها حاورتها .. يفيد سخرية الحياة من الإنسان والذي صارت ابنته كأنها من شدة غيابها عنه شيئًا يحتاج إلى التذكر !
***
العمل تميز بالقوة والكلمات المختصرة وفكرة الومضة كانت حاضرة .
تتابع الأحداث رغم قصَر حجم العمل كان في صالح النص .
الاستخدام المجازي والفلسفي للعبارات كان متقنًا .فكرة الاسترجاع flashback كان حاضرًا ومساعدًا على تحقيق عنصر المفاجأة .
الفكرة رغم أنها عادية إلا أنك تناولتيها بشكل أكثر عمقًا .
العمل هو الأروع لك وأرجو أن يكون فاتحة الخير نحو أعمال يتبارى النقاد المحترفون ولست أنا
في تحليلها ..تحياتي
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 07:41 PM   #332
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : عندما
اسم العضوة :إيناس

(8)

عندما
أتوه في شوارع الأحزان
أبحث عن وجوه أعرفها
أو عرفتها ذات زمان
لتشاطرني الأنين
وتقاسمني بعض أشجان
لا أسمع إلا صدى رثاء أمل
كبر وشاخ في حضن الأحلام
كفنته أيادي السراب
عند غروب شمس المنى


فنعود من حيث أتينا
أنا
وخريطة
وبوصلة مكسورة

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-03-2010 الساعة 03:38 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 07:44 PM   #333
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

في حياتنا اليومية كثيرًا ما تتشابه المواقف التي نمر بها ،ولكثرة ما نمر بها يفوتنا تصيب بالركود والرتابة التي لا تحرك فينا الهمة نحو التعبير عنها . هنا الخاطرة عن حالة حزن عادية لكنها تتخذ من الصور التشكيلية أداة لتوصيل الفكرة بقوة وتتسم هذه القطعة بقدر كبير من التركيز خاصة في استخدام الصور الفنية الجميلة كالتكفين لصدى رثاء الأمل ،الخريطة والبوصلة المكسورتين .
لن أتحدث عن عبارة شوارع الحزن لأنها مكررة كل الناس يستخدمونها لكن استخدامك لها ومجيئ كلمة البوصلة والخريطة أضاف لها تفردًا في التناول .
كان تعبيرك صدى رثاء الأمل جميلاً لأنه جعل صوت الرثاء هو الأعلى لذلك هو مسموع لديك أما إذا كنت تتحدثين عنه فقط دون الحديث عن أنه تسمعينه فكان الأصح القول بأنه خافت .لذلك كان استخدامك للصدى في موضعه السليم لأنك تقولين إن الحزن هوأعلى الأصوات.
شيخوخة الأمل رغم أنه تعبير مكرر يستخدمه الكثيرون إلا أنه كان له قيمة خاصة عندما يأتي معانقًا الحزن ليكون الشعور به أعمق عندما يجتمعان معًا وإن كان بعض الخطأ متحققًا في جملة كبر وشاخ في حضن الأحلام ،فالأمل والحلم مترادفان لم يكن لوجودهما معًا فائدة كبيرة في العمل.
كانت التقفية في كلمة أتينا ،أنا ،المنى معطية شعورًا بحالة من الأنين تحيط بالنص .
أجمل ما في النص الختام المميز في رمزية الخريطة والبصلة المكسورة وما يتبعها من رجوع دائري إلى حيث البدء .فالبوصلة والخريطة عندما قادتاك أو من تتحدثين على لسانها إلى الشارع كانتا غير موفقتين لأن من في الشارع خذولك . لهذا تاتي جملة خريطة وبوصلة مكسورة لتدل على الخيبة وأن هذه النفس هي البوصلة التي تدفعنا إلى السير في طريق نحسبه صحيحًا ولكننا نفاجأ بأن النفس قد دخلت الطريق غير الصحيح وانكسرت . وما أصعب انكسار النفس بعد هكذا رحلة تبتدئ بشوارع الحزن وتمر بأحلام مكفنة وتنتهي ببوصلة مكسورة!!
عمل رائع أحييك عليه وأنتظر الأفضل والأفضل ويستحق بالفعل التواجد في هذه الساحة( صناعة مبدع)
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-03-2010 الساعة 03:40 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 09:32 PM   #334
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : (لك فقط.. العنوان من وضعي أنا لأنه من ضمن مجموعة وشوشات أديبة)
اسم العضوة : أوراق الثريا

(9)

كيف لي ان لا ارتبك في حضورك
كلما حاولت النهوض افشل
دعني ارتب وجهي من جديد
علني لا اشعر بالتعب مع غياب الشمس
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 10:47 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 09:45 PM   #335
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

عندما يأتي الحديث عن أعمال الأستاذة المبدعة أوراق الثريا فإن الوضع يختلف فيما لو تناولنا أعمال أشخاص آخرين لا لشيء سوى القدرة العالية على التكثيف وحيوية وتنوع واتساع دلالات النص وعموميته الإنسانية ، ولهذا فأنا أنتوي أن أفرِد لها دراسة أسلوبية بعد أن أتم المئة عمل في هذا الركن بإذن الله وأسأل الله لنا التوفيق ..


كيف لي ان لا ارتبك في حضورك
كلما حاولت النهوض افشل
دعني ارتب وجهي من جديد
علني لا اشعر بالتعب مع غياب الشمس


والطابع الفلسفي يسيطر على الخاطرة والتي تسمى بالومضة لسرعتها واختصارها ، فهي بإزاء محبوب من نوع خاص تختزل العلاقات والأفراح الخاصة به .

إنها رؤية إنسانية عالية إذ أن هذا المحبوب كأنه ماثل بين يديها ، وقد عوّدها الفراق التأقلم مع هذا الوضع لكن حضوره يمثل الفرحة (الصادمة) والنهوض هنا له معنى آخر وهو نهوض الحروف لاستقباله والاحتفاء به ، والسطر الثالث جاء ليجعل له خصوصية وهي أنها ترتب الوجه من جديد للقائه كناية عن الجراح التي أصيبت بها في غيابه فاضطرت لمحاولة مسحها عند مجيئه وهذا هو سبب الفشل عند محاولة النهوض ، وأخيرًا يتخذ المحبوب طابعًا خاصًا إذ أنه هو الشمس وهي تشير إليه بشكل غير مباشر أي أنني أحاول ألا أتعب عند فراقك .

إنها خاطرة تقف على أرضية يستطيع كل فرد وفق القرائن النصية والخبرات السابقة أن يقوم بتأويلها لأنها مستبطنة مما تساعد على تقليل السرد والشرح الذي كثيرًا ما لا يكون في صالح النص كما أنها تعطي لكل كلمة قوتها وتجعلها في المكان والموقف المناسبين سواء من خلال الاستخدام الاعتيادي للغة أو الاستخدام للغة بأسلوب المفارقة .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 25-11-2009 الساعة 09:15 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 03:03 PM   #336
ريّا
عضوة شرف
 
الصورة الرمزية لـ ريّا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: amman
المشاركات: 4,238
إفتراضي

باركك الله

دمت لنا ,,,,,,,أخا عزيزا
__________________
ريّا غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 07:16 PM   #337
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : كل عام وأنت هنا
(10)
اسم الكاتب : عبد الرقيب البكاري
(خارج منتدى الخيمة)

كل عام وأنتَ هنا ..
تقتاتُ نزيفَ الوهمِ
تمسحُ عنْْْْْْْْ نوافذكَ الصدئةِ بقايا ذكريات

كل عامٍ وأنت هنا
لا شيء يشبهك غير جثتِك
حين تتكومُ آخِرَ الرصيف
يرميك منفاك آخر الصفوف
آخر المهنئين
آخر كل شيء
لكنك أولَ المخدوعين بزخارف عيدك

كلُّ عام وأنتَ هناك
يتقيأك الناسُ بعدَ الصلاة
ويرفعون أثوابهم حين يمرون على جسدك
أنت وحدك هناك
برغم العيد ..ألا تزال حيا!!

كل عام ..كل عام
يضحي بك النائمون على سفح الأحلام
فهنيئا لك بؤسك
وحزْنك
وأعيا د ك

عبدالرقيب البكاري
جدة 10ذي الحجة 1430

http://www.ye1.org/vb/showthread.php...26#post6678626
تم وضع هذا العمل بدلاً من عمل آخر ينتمي لفن القصة
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-11-2009 الساعة 11:55 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 07:23 PM   #338
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أهلاً بك أخي المبدع العزيز والذي قد صاغ العيد ظاهرة إنسانية عكسية لديك تلك الظاهرة هي الحزن لفقدك عزيزًا كنت ترجوه جوارك في العيد وترجوك جواره في غير العيد ، وقبل الخوض في التعليق على النص أحب الإشارة إلى أن شعراء وأدباء المراثي اتخذوا من الحالة الإنسانية المسماة بالفقد \الموت أداة لإبراز فلسفياتهم في النظر إلى الوجود .
ونظرًا لأن أشكال الرثاء والعناصر المصاحبة لها اختلفت فقد برزت أسماء عدة تتعلق بجزء معين من الفقد فالخنساء رضي الله عنها كان فقدها أخويها لاسيما صخرًا عنصرًا مُدِرًّا للعديد من الأشعار والتي لا تقول عند قراءتها إلا أنني أقرأ دموعًا في شكل كلمات .
كذلك الشاعر الأندلسي العظيم ابن حمديس الصقلي رحمه الله لقب بشاعر الحنين وكذلك شاعر المراثي واللقب الثاني لست متأكدًا من صحة نسبته إليه ،فقد فقد أباه وعمته وحبيبته جوهرة وكان احتلال النورماند لمدينة أشبيلية ورحيله عنها معززًا ذلك الرثاء والحنين معًا .
وكذلك كانت قصيدة الراحل نزار قباني في رثاء زوجته العراقية بلقيس تحفة من تحف المراثي الحديثة قلما أبدع فرد في صياغتها على هذا النحو.
وها أنت ذا قد يأتي اليوم الذي يتحدث النقاد فيه عن ظاهرة عيد المراثي إن صح التعبير ، ذلك العيد الذي تستخدمة أداة لبث أشجانك والذي يختلف فيه معنى العيد لديك لتمكن مشاعر الفقد من الوصول إلى هذا الذهن المُرهق في كل عيد . لا أريد تشجعيك على هذه الظاهرة لأسباب عدة منها الديني ومنها الإبداعي لكني أقول إنها قد تكون علامة مميزة للرثاء لديك إذ أن الرثاء لديك ليس رثاء مكررًا في تفصيلاته بل هو رثاء متفرد بجانب معين وهو المحبوب\ العيد ، حيث أن منسوب الشجن والشعور بقسوة الفقد يرتفع بدرجة كبيرة اتكاء على هذه المناسبة . وفي هذا النص يأتي العيد ببعد ثان لمرثيّ ثان وهو الإنسان العربي غالبًا والمسلم اتكاء على ذكر الصلاة بشكل أعمّ . العيد وتوالدية الحزن أضعه عنوانًا لأعمالك الثلاثة أبتاه فرحتي بالعيد تموت في أكفان الغياب والقصيدة التي أتت على هذا النمط وهذه الخاطرة..
والآن لنجلس في حضرة نصك الرائع.


***
تتخذ العبارة كل عام وأنت هنا شكلاً دائريًا في حضورها أربع مرات في هذا النص القصير نسبيًا وقد يتساءل القارئ عن دلالة مجيئه بهذا العدد الكبير نسبيًا وبهذا التفاوت في المقاطع وأنا شخصيًا أميل إلى الاعتقاد بأنها جاءت كأداة استدرار العديد من المشاعر الشجية أكثر من كونها أداة للتعبير عن إضافة رؤيوية أو دلالية للنص . وأقصد برؤيوية ذات رؤية جديدة مغايرة لموروث أو فكر تقليدي.
كل عام وأنتَ هنا ..
تقتاتُ نزيفَ الوهمِ
تمسحُ عنْْْْْْْْ نوافذكَ الصدئةِ بقايا ذكريات
قد يتساءل الكاتب عن ماهية كلمة هنا فإن قصدت بها الوطن اليمن فذلك سيكون له دلالته الإنسانية الحزينة على مصير هذه الأرض التي كانت سعيدة أعادها الله إلى هذا العهد وإن كنت تقصد به مكان كتابة هذه القصيدة جدة فإن فكرة الاغتراب ستكون حاضرة وسيكون لعنصر الجغرافيا دوره في إثارة إشكالية تتعلق بالعروية والإنسان إذ يغدو ابن اليمن جار الجدار في هذه الأرض وهو في هذه الحالة الأسية من الإهمال والتجاهل .
إذًا لقد كانت العبارة كل عام وأنت هنا افتتاحية قوية للنص ولكن التكرار بهذه الدرجة هو الذي لم يكن إيجابيًا في وجهة نظري الشخصية .
كان التعبير تمسح عن نوافذك الصدئة بقايا الذكريات جميلاً من حيث أن تعبير عن الذكريات التي صارت كالغبار هذا التشبيه للذكريات بالغبار المتطاير كان مقويًا من الصورة واستدعاء صورة النافذة في مدلولها الرمزي يعطي انطباعات متباينة لكنها في هذا النص تأخذ شكلاً أسيًا بسبب هذا الصدأ كما أن تشبيه القلب بالنوافذ الصدئة زاد من قوة التعبير وولوجه إلى خلفية حزينة يتخيلها القارئ .
نزيف الوهم تعبير كان غير موفق لأن النزيف وهو الدماء يُسقى ولا يُقتات ولئن قصدت أو ظن القارئ اأن المراد من التعبير بأن الدماء تتكوم لتكون كتلاً متجمدة كأنها تؤك فإنني أظن هذا التأويل متكلفًا بشكل كبير .

كل عامٍ وأنت هنا
لا شيء يشبهك غير جثتِك
حين تتكومُ آخِرَ الرصيف
يرميك منفاك آخر الصفوف
آخر المهنئين
آخر كل شيء
لكنك أولَ المخدوعين بزخارف عيدك


لا يشبهك غير جثتك ميّز هذا التعبير القدرة من خلال التعبير عن تجريد الإنسان من كل شيء ليكون جثة فحسب كذلك التعبير يرميك منفاك .. ماذا تقصد مرة أخرى ؟ اليمن أم جدة ؟ البراهين على كلتا الكلمتين أوضح من أن يحاول القراء البحث عنها (الواقع!). وكان التعبير تتكوم مساعدًا على إظهار هذه الحالة من اللاشيئية إذ يغدو الإنسان كقطعة ورق يتكوم بجميع مكوناته الفكرية والإنسانية ...
ولاحظ معي انفتاح دلالة الرصيف ليكون الوطن \ القلب .
بعد ذلك يأتي تعبير يرميك منفاك آخر الصفوف ليضيف إضافة جيدة على صعيد الجانب الصوتي في الموسيقى بين كلمة الرصيف والصفوف في شِبه تقفية ، كان يميز النص أنسنة الرصيف وإعطاؤه سمة من أسوأ سمات الإنسان وهي الإلقاء والتجاهل .إن المنفى هو تلك الأرض لكنه يتسع ليكون هؤلاءالذين يعيش الإنسان حولهم ليكونوا طوقًا ثانيًا حوله وبؤسًا لها من حياة .
أتت كلمة آخر ثلاث مراة بينما آول جاءت مرة واحدة لتعبر عن هذا التغليب للتذييل ،وكان مجيء التعبيرات المباشرة آخر المهنئين آخر كل شيء وأول المخدوعين .. لينتقل الخطاب إلى حالة التأكيد على الضيق والحزن كأنما كان المخاطَب غير مصدق فاستدعى ذلك النزول باللغة إلى مستواه المباشر لتأتي الصفعة قوية مؤلمة في أول المخدوعين بزخارف عيدك حيث يضحي العيد مجرد رسوم زخرفية حول صورة متشحة بالسواد .

كلُّ عام وأنتَ هناك
يتقيؤك الناسُ بعدَ الصلاة
ويرفعون أثوابهم حين يمرون على جسدك
أنت وحدك هناك
برغم العيد ..ألا تزال حيا!!


ما أروع هذا التعبير الذي شبهت فيه الإنسان بالأكل الممضوغ غير المستساغ!!
إنه تشبيه يتسق بقوة مع الحالة وكان تدرج التعبيرات حتى الوصول إلى هذا التعبير الشديد عنصر قوة فاعل في النص .
ثم يتخذ الإنسان شكلاً آخر هو الوحل ، فبعد أن كان من (آكلي الدماء-الجِيَف ) صار هو نفسه جثة ثم مضغة غير مستساغة ثم وحلاً ..كلها تعبيرات تتدرج فيها قوة التعبيرات المعبرة عن الهوان والمذلة لتصبح على هذه الشاكلة .(قل لي ولن أخبر أحدًا لمن وجهت هذا الخطاب؟ )
برغم العيد ألا تزال حيًا!!
ميز هذا التعبير بشكل واضح انعكاس الدلالة والاستغراق بها إذ أن العيد يبدو لديك كأنه قاعدة أنه سبب حزن أو كأنه مذبح ما يستدعي حالة الاستغراب من الحياة بدلالتيها المجازية والحقيقية وتأتي كلمة العيد في هذا السطر موازية لكلمة الموت والحزن .

كل عام ..كل عام
يضحي بك النائمون على سفح الأحلام
فهنيئا لك بؤسك
وحزْنك
وأعيا د ك

كلمة كل عام .. كل عام أتت لتعبر عن شعور المبدع بعدم جدوى الكلام ، وانتفاء الدلالة المكانية هنا لتصبح هنا تعبيرًا عن كل مكان وعن كل عيد ولأنها أصبحت ثابتة لديه على هذا النسق كمسلّمة فليس من داع لذكرها .
وكانت النهاية عنيفة ممثلة في الموت ذبحًا إذ يذبح الإنسان ذبحًا معنويًا على سفح هذه الأحلام التي لم تتحقق (ولا أريد القول لن )سفح الأحلام هذه الجبال تغدو كلها من أحلام مما يستدعي صورة فانتازية في العلو خاصة بتداخلات لونية للزهور والخضرة والنضارة والفراشات ..
لكن هذه التعبيرات تكون ذات دلالة تقوي الحزن لما يكون هذا الجبل يضحَّى بالإنسان من فوقه ويكون للموت شكل أكثر حزنًا من كونه ميتًا دون أن يكون مضحّى به .
بؤسك حزنك أعيادك .. جمي أنك لم تجعل فواصل في النقاط بين كلمة حزنك وأعيادك لتكون الكلمة من حيث تخيل طريقة نطقها معبرة عن ترادف بين احزن والعيد وهنا اتكاء على الموقف والتشبيهات يكون المبدع قد أقنع المتلقي فعلاً -بناء على هذا الواقع المرير- بأن العيد لا يكون إلا حزنًا .
***
أخي العزيز :
هلا سامحت هذا العيد الذي فقدت فيه من تحب أو عاجلتك فيه ظروف غير سارة ؟!!
ربما تكون خواطر في غير صدق شعوري لأن المبدع هو أكذب الإنسان علاقة بين الحرف والشعور،لكن كفاك فخرًا بأنك أقنعت القارئ بمبررات هذا الحزن .
وبلسان حالك أقول : متى يضحّى بك أيها الحزن ؟
عملك رائع للغاية ينبغي أن يكون أداة للدراسة للناشئة في هذا المنتدى وفي العالم العربي أجمع .. فقط أعط هذه النصوص لنقاد أكثر منهجية في االدراسة والعلم وهم يكونون لك خير سند بإذن الله .
دمت مبدعًا وفقك الله .
وبمناسبة العيد أقول :
لوكان يُهدى للإنسان قيمته
لكانت هديتك الدنيا بما فيها
************************************************** *************************************
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-11-2009 الساعة 11:54 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 07:25 PM   #339
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : لن ..
(من خارج منتدى الخيمة)


(11)


عندها ...
تدرك انك لن تحتوي يديها ... لن تمسد شعرها ... لن يبتل قميصك بدموع السنين التي طالما تمنيت ان تذرفه هناك ... فوق كتفك .
لن تكون ابتسامتها لك و همسها لن يكون ...
و سيحرقك الحنين ...
لن تستطيع ان تصعد في السماء لتلتقط لها النجوم ... فهي ابعد عنك من السماء ...
لن تشاكسك في الصباح و هي توقظك ...
لن تكون انت من يدفيء قدميها في الشتاء البارد ولن تمتد اليك شفتيها تلتقم حبات الدواء الصغيرة من بين يديك .
لن تشعر بالخوف عليها مرة اخري بينما هي بجوارك هادئة مطمئنة ... نائمة كقطة صغيرة ...
لن يساورك القلق من اجلها ثانية وسط ضجة العمل ... و لن تستمع الي صوتها ثانية يوشوشك في الهاتف و انت في اجتماع مع مديرك ...
فلا تخشي منه ...
لن تتناول طعامك مرتبكا من عينيها ... تراقبك ...
لن تجد من تحمل همه راضيا في قلبك ...
لن تودعك نظراتها بالامل او تستقبلك باللهفة ...
و سيمزقك الحنين عندما تعلم انه شخص غيرك ... و قلب غيرك سينال من السعادة اكثر مما يحتمل ...
وستحاول ان تنسي ولن تستطع ... ويذكرك الحنين و نبضات قلب لا تستطيع ان تغض السمع عنها ... و ستقف ذاهلا مصدوما ... تتسائل كيف كنا والي ماذا انتهينا...

ولن تستطيع الاجابة

http://www.anteka.net/ipb/index.php?showtopic=284
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 10:49 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 07:43 PM   #340
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

العمل الذي بين أيدينا عمل إنساني من الدرجة الأولى ، تتضح فيه بساطة الفكرة وكيفية التعبير عنها دون استخدام مسرف للمجاز باستثناء هذه الصورة الوحيدة :
يبتل قميصك بدموع السنين التي طالما تمنيت ان تذرفه هناك

إن الفقد فقد المحبوب يعد من الأفكار التي تناولتها الكثير من الكتابات على مر الدهور وستظل ، ولكن يختلف التناول من عمل لعمل ، والملاحظ على هذا العلم الجميل أن الخطاب يتوجه من الكاتب للقارئ رغبة منه في استبطان المشاعر المكنونة داخله وكذلك توجيعًا له حتى يدرك القيمة الإنسانية للشيء المفقود ، وهذا إلإيلام ربما يكون له غرض اجتماعي يهدف الكاتب من ورائه إلى حث المتلقي على الاحتفاظ بما لديه من نفائس بشرية قبل أن تتسرب إليه وتفر من خزانة قلبه .. بل وبيته .

الذي كان بارزًا بشدة في هذا العمل هو المواقف المنتقاة بعناية والتي تؤدي إلى تقليب القارئ ذهنه فيما بين يديه من أفكار تتوارى خلف هموم الحياة المادية وسطوتها .
وهنا نجد المواقف كلها ليست إنسانية فحسب وإنما تتنوع بين طبائع المرح والحزن والعمل والراحة والمادي والمعنوي ...إلخ

وإلى ذلك فثمة أشياء منها كان يمكن إسقاطها على الأم أو الابنة مثل :

لن تودعك نظراتها بالامل او تستقبلك باللهفة

و لن تستمع الي صوتها ثانية يوشوشك في الهاتف و انت في اجتماع مع مديرك

للأم
بينما للابنة :

ولن تمتد اليك شفتاها تلتقم حبات الدواء الصغيرة من بين يديك


غير أن كل هذه الأحزان مقبولة ويمكن للإنسان تجاوزها على اعتبار أن سنة الحياة أن يكون الفقد والموت ملازمًا وجوده .
إلا أن المفاجأة الأعنف تكمن عند النهاية التي تؤكد معنى ليس الفقد بل السلب وهو :


سيمزقك الحنين عندما تعلم انه شخص غيرك ... و قلب غيرك سينال من السعادة اكثر مما يحتمل ...

وهنا تكون الضربة المؤلمة عندما يكون مصير هذه الأفراح كلها إلى دولاب الذكريات ، وهذا يطرح تساؤلات في ذهن القارئ عن الأسباب وكان من الأفضل أن يتركها المبدع ولا يذكرها وهذا لم يكن في صالح النص إلا من باب استبطان المشاعر لدى الآخرين :

كيف كنا والي ماذا انتهينا...

ولن تستطيع الاجابة


إلا أن العمل تميز بهذه النزعة التي تجعل ذهن القارئ ذاهبًا كيفما يشاء في تصور حالة الحزن المحيطة به ويجعل لمفهوم الزيادة في (سينال من السعادة أكثر مما يحتمل ) عبئًا إضافيًا إذ أنه اتكاء على مفهوم الذات والذي يعني أن الفرد ينظر إلى نفسه من خلال الآخرين وحالة كتلك تشعر بها المحبوبة بالسعادة تجعل الفرد آسفًا على نفسه إذ لو لم تنجح معه لكان ذلك دليلاً على خطأ منها ، ولكنها المصيبة الكبرى حينما يرتد الإحباط إلى الذات ويعيش الفرد في دوامة من جلدها والبكاء -دون طائل - على اللبن المسكوب .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .