جاء المهدى المنتظر

[زهير الجزائري]

لحسن المهدى.. المنتظر

لما كانت السلطات الجزائرية تنقل المناصرين إلى أم درمان وبنغيلا وهم يهتفون معاك ياخضرة ديري حالة كان هنالك مجموعة من إطارات الدولة الشرفاء الذين يتفانون في خدمة الوطن والشعب يهتفون معاك ياخضرة ديري حالة في نيو جيرسي وواشنطن، لقد كانو يهربون الورقة الخضراء التى يشجعونها أكثر من المنتخب الوطنى إلى هناك وقد أظهر التحقيق الاولي أنهم هربوا ما يعادل بناء مليون مسكن.

الأطباء منذ أكثر من ثلاثة أشهر وهم في إضراب والتلاميذ نسوا الدراسة والسنة البيضاء تهددهم لأن إضراب المعلمين قد طال كثيرا.

زيدان اكتشف فجأة أنه يحب الجزائر، لقد لعب مباراة مقابل 2 مليون دولار للتعبير عن حبه الشديد للخضرة، وجاءت جريدة مارقة لتضع صورته وهو يقبل العلم وتكتب تحته "زيدان وطنى"، وليس مثل بعض أشباه الوطنيين، وأنا أقرأ هذا الخبر تملكني الضحك الشديد، ببساطة لأن أي شخص - وأنا منهم - تمنحه حتى إسرائل 2 مليون دولار فسوف يقبل علمها، وهذا لا يعنى أنني أحب إسرائيل ولكني كغيري من عشاق وأتباع الورقة الخضراء، ولهذا أرجو أن لا يزايدوا علينا لأن حبهم مغشوش ومشترى بالدولار وإذا غاب الدولار فليذهب الوطن إلى الجحيم. أليس هذا منطقهم !

وصلتنى معلومة خطيرة تقول أن رئيس الشرطة المغتال على تونسي كان مشرف منتدى والعقيد الذى اغتاله كان عضوا نشيطا وسبب اغتياله أنه حذف له موضوعا "متعوب عليه" وهو (أحسب إلى خمسة وضع عضوا في غسالة).

اليوم حكم على شخص سرق 3000 مليار سنتيم بعشر سنوات سجنا ولكن دفاعه طعن في هذا الحكم الجائر وستعاد محاكمته.

رغم كل هاته المشاكل المتراكمة وحديث الناس هنا عن "مهدى لحسن" هل يلعب، هل يحب الفريق الوطنى، هل سيرجع لنا هيبتنا ؟...

بل لقد مل الشعب رغد العيش والرفاهية حتى لم يبق له سوى هذا المهدي، ولأن حكومتنا تهتم لطموح الشعب فقد ضلت تترجى هذا المهدي شهورا وتنازلت له كثيرا وصار يتدلل ويقفل الهاتف في وجوههم، ورغم ذلك لم تيأس، وفي الأخير رضخ المهدي وحل يوم أمس بأرض الوطن، الوطن الذى سيحبه كثيرا وحبا أخضر بالتأكيد.