خرجت من بيتي صبيحة هذا اليوم اطلب سوق المدينة .بيميني قفة، و أصابع شمالي قد اطبقت على ورقة نقدية، من فئة الف دينار جزائري .ما ان جاوزت حائط السوق حتى سمعت احد الباعة يصيح بكل ما اوتي من قوة .....هلموا ......هلموا......اقتربوا ...هاهو البطيخ بثلاثين دينارا للكيلوغرام الواحد
.تهافت الناس عليه، و كنت من بينهم و قد اسال ذاك البطيخ لعابي ،تناولت واحدة و قلت زنها و قل لي كم ثمنها ..قال الرجل ان ثمنها لا يقل عن المائة و خمسين دينارا .دفعت له الورقة النقدية فاخذ منها و أعاد لي الباقي ،و انصرفت .مررت برجل يبيع عنبا حباته كبيرة كأنها التين في عرا جين ،دنوت منه و تجرأت على المسألة فقال :خذ لك كيلوغراما بمائة و عشرين دينارا ،و إذا بيدى تلج في جيبي و تخرج بثمن العنب .اخذته و التفت الي اليسار قليلا، فإذا بي المح عرا جين من الرطب قد تدلت من سقف حانوت، و هي تتأرجح ،صار قلبي يتمايل معها، و اوشكت معدتي على الخروج من حلقي
.هرولت نحو البائع و طلبت منه ان يزن لي عرجونا صغيرا لا يزيد عن الثلاثة كيلوغرامات ففعل،وكان ثمنه ستمائة دينار.تذكرت انه لم يعد في جيبي ما يكفي لشراء اللحمة و شيئ من الحلوى الشامية ، غير بضعة قروش يتيمة ،اجرة النقل. قلت لعن الله الدينار الجزائري ...لم يعد ذا قيمة تذكر ....هاهي ألف دينار ،أجرة طبيب في يوم عمل ،اشتريت بها بطيخة و عنبا و عرجون تمر .يا الله ....كيف يحيا الفقير في بلد البترول و الغاز الطبيعي .
الدينار و لهيب الاسعار
النمط الخطي
