ظـُـــــــلمٌ يُشبــــــهُ المـــــــوتَ

[ادهم الشرقاوى]

--------------------------------------------------------------------------------

ظـُـــــــلمٌ يُشبــــــهُ المـــــــوتَ



تذوبُ الأبتسامات على كلِ مُفتَرق

وتقطعُ أطرافَ الأمل وقتَ الغسق

وتجفُ الذاكرة وتُسافر الروحُ إلى الأفق

ويرتجفُ الخوفُ من بردِ الفِراق

ونباحُ أمعائى يقضُ مضجَع العُشاق

تائهةٌ حائرةٌ فى حظيرةِ النِفاق

بينَ فكىِ زوجٍ سليخٍ مليخٍ نَعاق

حتى تفتحَ نافذةُ الصباح فى ليلِ الأرق

زوجةٌ تمضغُ الأيام وتحتسى العرق

تزرعُ له بذورَ الشهوةِ والشبق

مستأرضةٌ قلبها والعشقُ له قد سبق

منفيةٌ فى حبهِ الطلسمُ داخلَ الإختناق

وصورتهِ النجميةُ منقوشةٌ فى الأعماق

كـــــــــــم
كم من صديقٍ يعشقُها خلسةً

وهى لهم ناكرةٌ مستنكرةَ

كطفلةٌ بالعشقِ متمشقه

أضـــــــــاع

أضاعَ المقتفى فوقَ رمالِ العاشقينَ خُطَاهاَ


تركبُ الصمتَ وتترك لهم صَحراءَ هَواهاَ

وتَمشى بأقدامِ الجوعَ فى سنواتِ العجافِ مَداها

أيُهـــــــــــَـا الســــــــائرُ

أيُها السائرُ بينَ غَياهب الزَمان

حسَرتَ الدمعَ فى مقلتى وأحكمتَ العنان

ونبتَ المِلحُ على وجنَتى وأنعقدَ اللسان

لقد أغلقتَ الأبوابَ بينى وبينك وقتلتَ الأمان

وأشعلتَ نارَ الوحشهِ كألسنةِ السِنان

وكسرتَ ظلَ ظَفيرتى بِلَفظِكَ المُهان

كلمـــــــــــاتٌ

كلماتٌ لها أنيابٌ حيوانيةٌ

تمتَطى صََهوَ الأيام الورديهَ

تُمزقنى بِبردِ أنيابِها كَكِلاب وحشيهَ

وتقذِفُنى هنُا وهُناك فى حقولِ منسيه

تَحرِقُنى وهجَ الغُربه وشمسٍِ سرمديه

ويصبحُ عقلى تائهٌ فى بحورٍ عبثيه

زمخٌ وشمخٌ بأنفهِ مُمُسِكاً بخيوطِ رجولتهِ العتيه

زهوٍ وتكبر بوجههِ غارقاً فى أحلامهِ الوهميه

نظـــــــــراتٌ

نظراتٌ تمتد من رئةِ المِزمَارُ أمامى

تهزُ أركانَ قلبى وتمزقُ شِراعى

وتنهمرُ دُموعى كسيلِ المطر الجارى

شـــــــــاخَ الحــــــــبُ

لقد شاخَ الحبُ بينى وبينه وإنكًسر

وأصبحَ قلبهُ صلداً كالحجرِ

يلوحُ لى بغيبياتٍ وإنتظارٍ فى زمانٍ قد عَبر

ويداعبُ أنُوثَتى بهَمَساتِ عشقٍ عسليه

وفى قلبى غمامةٌ مضيئةٌ بوشاحِ ظلمٍ نَرجِسيه

وفى جسدى ليلٌ مُتَكىٌء على كتفِ أقمارٍ أرضيه

أنيابهُ تُمزقنى لذئابٍ ضائعةٍ بربريه

وتقتلعُ جِذعَ أحلامى لتُبعثرهُ فى خرائبِ الأيامِ الباليه

حتى أفرطُ فى شربِ إيحاءاتهِ السلبيهِ

وأصبحَ التأويلُ منى قد سكن و إنفتَر

ونالَ منى فى ليلتهِ الوتَر وأندحَر

وشعرتُ بأوتارٍفى أحشائى تنفطرُ

زغردت لىَ الكائناتُ و ضوءِ القمر

ولَعِقتُ نسيمَ الصِبا وشَرِبتُ ماءَ المطر

وتَراقصتُ طرباً مع أوراقَ الشجر

وعزفتُ أهَاتى على قيثارةِ مرحٍ وسمر

لِتَسكُت تَغريد الأحزانِ وقتَ السحر

سكونٌ فى عيني يترنحُ فى دجى الليلِ المُندحر

وصمتٌ يلوحُ كَطَحَارِيرِ السماءُ المنهمر

فى زمانٍ مهترىء به رائحةُ الموتُ المنتشر

عجباً لذلكَ الرجلُ عندما سَمِعَ الخَبر
ظلمٌ

وعذابٌ

وضربٌ

فى دجُى الليلِ المُستتر

دماءٌ تتَخَضَبُنى وتَنهَمِر

أمتَطىِ الحُزنُ وأتوسدُ القهِر

نحتتت صَرخاتى وتَبعَثرت كالدُررِ

وأشعَلت فى صَدرى أشواكُ الغَدرِ

ونَزفت الألأمُ روثَ الظلمِ والكَدرِ

فلو أسَرنَا الشمسَ وحرثنا القمرَ

لن يَُنبتُ إلا ملحٌ فى قاعِ البحرَ

أيامُ الجــــــــوع

أيام الجوع والذل والحرمان كبلتنى ولا أعرفُ السببَ

فرميتُها فوقَ جمرِ الخوفِ المُلتهب

سمعتُ رفرفةَ عصافيرٍ تُراقصُ الغضب

طارت صَرخاتى كسربِ حمام فوقَ القُبَب

وفنجانُ القهوةِ كان دمُ الأمِ قد إنسكب

أأأأه0000أأأأه
لم أعد أخافُ غولَ الحقولِ البريه

ولم تُزعجنى فزاعةُ الحِقد الأبديه

ولم تُرهُقنى ظِلال الأشباحُ الرَعديه

ولم تُضنينى أنيابٌ تدقُ أجراسَ ذَاكرتى المنسيه


لا يَهُمُنى سِوى منظرُطفلٍ

يمضغُ كِسرة َخبزٍ مبللةٍ بدمِ أمهِ المجديه

ناقــــــــوسُ العـــــــدالة

ستُفتحُ يوماً محكمةُ السماءَ

ويدقُ لنا ناقوسَ العدالة أجراسُ البراءَ

وتُشرقُ الشمسُ وتملىءُ الكونُ ضياءَ

ويزولُ الظلمُ ويعانقُ القمرَ رمالَ الصحراءَ

وتُرسمُ الأبتسامةُ فى حارةِ الفقراءَ

وتُفتحُ لنا طريقُ الحرية ونكونُ نحنُ الطُلقاءَ

ويُسجنُ الظالمُ فى نفسهِ من كثرة الإبتلاءَ


000000
مع خالص حبى واحترامى

أدهــــــــم الشـــــــرقاوى

[خاتون]

مرحبا بهذه الأنفاس الهادئة
نصاك يستحقان الوقوف عندهما

احترامي ودعواتي