قف .. خط أحمر!

[ابن حوران]

قف .. خط أحمر

كانت العجائز يحذرن الأطفال من إدخال (الدحنون الأحمر) أو شقائق النعمان الى الدور، لأن ذلك يمنع الدجاجات من إعطاء البيض!

يحمل مصارع الثيران خرقة حمراء لتهييج الثور للهجوم عليه.

يوضع في الصالات العامة إشارة حمراء داخل دائرة ومرسوم عليها لفافة تبغ مشتعلة، تعني ممنوع التدخين.

تستخدم إدارات المرور، إشارات كهربائية (خضراء، برتقالية، حمراء) والأخيرة تطلب من السائقين التوقف.

تستخدم إدارات الدول (الخارجية والداخلية والدفاع والزراعة والمياه) مصطلح هذا خط أحمر لا يجوز تجاوزه!

حسنا، إذا كانت الحيوانات (أجَل الله قدركم) لا ترى من الألوان سوى الأحمر، وباقي الألوان تراها رمادية، فما سر موضوع اللون الأحمر وقف؟

كانت أزهار الدحنون وشقائق النعمان تظهر في أواخر شباط/فبراير وبداية آذار/مارس، وهو الوقت الذي تستعيد الدجاجات عادة وضع البيض فيها، وكون العجائز تستعجل موسم البيض، فكانت تتطير من ظهور الدحنون لأنه يؤخر وضع البيض عند الدجاج، وما أن تسيطر العجائز على الأطفال الذين يعاندونهن ويدخلون مثل تلك الأزهار، إلا وأن تكون الدجاجات قد اكتملت مرحلة (تقليشها) أو توقفها عن وضع البيض، لتستأنفه أوتوماتيكيا، فتترسخ في نفوس العجائز تلك العقيدة.

وعندما يستفز مصارع الثيران ثوره بإبراز الخرقة الحمراء، فإن الثور يتوقف لحظة لاستجماع قوته وتحديد إحداثيات من يستفزه ليهجم عليه!

وعندما يرى المدخن دائرة التحذير الحمراء في الصالات العامة، يتلمس جيوبه باحثا عن صندوق التبغ والولاعة، فينسل خارجا ليدخن سيجارته بشوق.

وعندما تضيء الإشارة الضوئية بمصباحها الأحمر، تعلن لكل الرياضيين الذين يقودون سياراتهم أن مرحلة الشهيق قد بدأت، فما أن تصبح خضراء حتى تبدأ عملية الزفير، ودائما تكون أكثر كثافة للسيارات هي بمحاذاة الإشارات الضوئية.

وعندما تضع القيادات السياسية ممثلة بالحكومات أو حتى من يعارضها خطوطا حمراء لكل شيء، فإن هناك من يتحين الفرص للتمرد على تلك الخطوط الحمراء. فكون المخدرات عليها خطوط حمراء فإن من يبحث عنها أكثر ممن يبحث عن الكُمثرى (مثلا) لأن أحدا لم يذكرها في قوائم الممنوعات(الحمراء). ولأن الطائفية تظهر في الأزمات، وهناك الكثير ممن يحذر من الوقوع في شركها، فإن الكثير من الناس ينتبه لهذا التحذير ويقع فيه، في حين لم يكن ينتبه أن هناك خطر من الطائفية بغياب الأزمات، وهكذا الأمثلة كثيرة مع (قف .. خط أحمر)