العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-01-2008, 01:25 PM   #1
جمال الدين الجزائري
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 55
إفتراضي المدينة الفاضلة كما أراها/ محمد أبوعبيد

لا أتخيل مكاناً، ولو صغيراً، يتسم بالجمال إذا خلا من النساء، فكيف لي أن أتخيل مدينة يهدهد التعب عين ساكنها وهي تنقّب عن " أنثى" وسط جموع الذكور فبالكاد تلحظها. لأن المرأة مكمن الجمال، فلا جمال للمكان ولا الزمان من دونها. هكذا، إذنْ، تبدأ المدينة الفاضلة من النساء.

في أصقاع المعمورة تتنافس المدن في جمال عمرانها وزخرفة شوارعها بأنواع الزهور والأشجار، لكنه يبقى جمالاً جامداً لا تبث فيه الروح إلا امرأة حرة عصرية، ليست مجرد وارثة للعادات والتقاليد، وللأفكار التي ليس لها متسع بين الأحرار الشاخصة أعينُهم نحو مزيد من المدنيّة والحضارة. إن المدينة الحرة هي المرأة الحرة .

ليست في الأمر مبالغة. فالمرأة التي هي في العادة "نصف المجتمع عدداً وكله إعداداً"، إنْ غابت، أو غيبتها " شريعة ذكورابي " يصبح نصف المدينة غائبا ً، وهو النصف الأجمل ،وهيهات لهذه المدينة أن توصف بالفاضلة. إن المدينة َ العابسة هي المدينة الذكورية.

المدينة الفاضلة هي التي لا تكون فيها الأنثى مثل الإشارة الضوئية الحمراء ،تشل حركة السير إذا قطعت الشارع أو كانت تسير على الرصيف، ولا تكون مجرد متاع للرجل فعلا ً أو مخيلة .لكنها عنصر فعال ومنتِج في المجتمع، لها ما للرجل وعليها ما عليه. إن المدينة لن تعرف المدنيّة إن كانت قوانينها مقسومة إلى ما ينطبق على الرجال وإلى ما ينطبق على النساء، وإذا ظلت أماكنها المختلفة مجزأة على أساس الجنس.

المدينة الفاضلة هي التي لا توزن فضائل ساكنيها بميزان سلوكيات النساء وحرياتهن الفردية ومظاهرهن الخارجية. إن احترام هذه الحريات أساس لهذه المدينة إن قُيّض لها أن تظل مدينة. ولعل الفيروس الأشد خطراً على مدينة نريدها فاضلة هو التغاضي عن تصرفات وأفعال رجالها السلبية، فلا نجعلها في وارد موازين الحكم. كأن الفضيلة من صنع الرجال، وأما الرذيلة من فعل النساء!!.

إن كانت المرأة هي العنوان الأكبر للمدينة الفاضلة، فذلك لا ينفي العناوين الأخرى .ستفقد المدينة من فضيلتها إذا كانت مثل الكعكة يتقاسمها السياسيون والأحزاب والقبائل، أو كانت حاراتها وأحياؤها موزعة على العائلات أو العشائر مثل الغيتوهات، وأن هذا الحي لا يدخله إلا الأغنياء، وتلك الحارة لا يدخلها الأغنياء. ستتآكل فضيلة المدينة إن كان هواؤها مجرد "أيديولوجيات" فئوية أو طائفية يتنفسها الناس كرها ً أو طوعا ً، ويتحدثون عن الانتماء الديني والعرقي والحزبي والقبلي على حساب الانتماء الوطني، وتنشقِ الهواء النقي الذي لا تعبث به أيدي المُجزِئين ولم يختلط بزفيرهم .

المدينة الفاضلة هي التي تمنح فنانيها و أدباءها الحرية حتى يعطوها إبداعاً، تجعل منه المدينة مُكوّناً هاما من مكونات فضيلتها، فلا ترضخ لذوي العقول التي أتى عليها العفن، والتي لا تريد سوى أن تسُود الظلامية أرجاء المدينة وأدمغة ساكنيها. إنها المدينة التي تحطم القيود عن صنوف الفن والإبداع وتعبّد لهما الطريق مثلما تعبّد شوارعها للسيارات الفارهة.

**إعلامي
mrnews72@hotmail.com
http://forabuobeid.maktoobblog.com
جمال الدين الجزائري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .