بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
الأخ ضيغم...لنقل أنك لست رافضي..ولنتكلم بكل احترام إن شاء الله وصدق... طيب،هل تريد وجها آخرا للحقيقة من كل هذا؟؟
تأتي يا ضيغم وتضع سؤالا عن ما ورد في حديث صحيح...تنفي صحة الحديث دون أي دليل ولا حتى شيء مقنع يقبله العقل السليم...مع ذلك نقول لا بأس يمكن ما يعرف التفسير فنأتيك به....ترفضه وفوق ذلك تدعو للإكتفاء بالقرآن الكريم...شيء، طبعا لم يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ورد في القرآن نفسه ويدعو إلى الشك في معتقداتك...تضعف حديث صحيح لكنك تستدل بحديث لا صحة له...تحكم عقلك عن ما ورد في الحديث الصحيح في حين ترضى بضربة قوقل لتقتنع وتقنع غيرك...مرة تدعو إلى الإكتفاء بالقرآن ومرة تدعو إلى اتباع السنة...مرة تقول أنك تقبل الحديث الصحيح دون الضعيف ومرة تقول أن النور يظهر حتى وإن لم يكن واردا في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من صحيح كتب الحديث ناسيا أو متناسيا أن القدرة على معرفة الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الأحاديث الصحيحة ما هو إلا دليل على أن هذه السنة محفوظة بإذن الله..تستدل بما وافق نفسك من آيات القرآن الكريم وتترك أخرى،و لنأخذ كمثال:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا "
اقتبست شيئا يسيرا من تفسير ابن كثير:
إقتباس:
هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة أَصْل كَبِير فِي التَّأَسِّي بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَقْوَاله وَأَفْعَاله وَأَحْوَاله
|
في حين إذا اكتفينا بالقرآن الكريم فكيف لنا أن نتأسى بأقوال وأفعال وأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن كما هو معلوم معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس كتابا لسيرته الذاتية...
الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ..هذا لا ريب فيه..لكن العصمة تكون في تبليغ ما أنزل عليه ربنا جل جلاله..فهو بلغ الرسالة بأكمل وجه على الإطلاق...أما دون ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا وليس ملك...حاشى أن نكون مثله فهو الذي كان خلقه القرآن عليه الصلاة والسلام...لكن الذي أقصده هو أنه صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا كباقي الرسل عليهم الصلاة والسلام:
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)
و إذا ذهبنا بمبدأ انه معصوم من كل شيء ، لما اصابه هذا؟؟
عتاب من الله سبحانه وتعالى:
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)..إلى آخر السورة..
وهذا:
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا
عندما نذكر سيرة الصحابة الكرام...ردة فعلك أن تأتي بآية : تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
تتكلم عن شيء طبعا لا مكان له فيما نقصده...فمعلوم اأن أعمالنا هي أعمالنا وأعمال أجداد أجدادنا هي أعمالهم وليس فقط السلف الصالح...لن ينفعني إلا عملي ولن ينفعهم إلا عملهم...لكن ماذا يقول الله تعالى في حق هؤلاء الرجال الذين صدقوا الله ورسوله؟؟ هذا ما قال الله سبحانه وتعالى فيهم :
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
هذا اقتباس يسير لبعض ما جاء في تفسير هذه الآية:
إقتباس:
فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّه الْعَظِيم أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار وَاَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ فَيَا وَيْل مَنْ أَبْغَضَهُمْ أَوْ سَبَّهُمْ أَوْ أَبْغَضَ أَوْ سَبَّ بَعْضهمْ وَلَا سِيَّمَا سَيِّد الصَّحَابَة بَعْد الرَّسُول وَخَيْرهمْ وَأَفْضَلهمْ أَعْنِي الصِّدِّيق الْأَكْبَر وَالْخَلِيفَة الْأَعْظَم أَبَا بَكْر بْن أَبِي قُحَافَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَإِنَّ الطَّائِفَة الْمَخْذُولَة مِنْ الرَّافِضَة يُعَادُونَ أَفْضَل الصَّحَابَة وَيُبْغِضُونَهُمْ وَيَسُبُّونَهُمْ . عِيَاذًا بِاَللَّهِ مِنْ ذَلِكَ وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ عُقُولهمْ مَعْكُوسَة وَقُلُوبهمْ مَنْكُوسَة فَأَيْنَ هَؤُلَاءِ مِنْ الْإِيمَان بِالْقُرْآنِ إِذْ يَسُبُّونَ مَنْ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ؟ وَأَمَّا أَهْل السُّنَّة فَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ عَمَّنْ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَيَسُبُّونَ مَنْ سَبَّهُ اللَّه وَرَسُوله وَيُوَالُونَ مَنْ يُوَالِي اللَّه وَيُعَادُونَ مَنْ يُعَادِي اللَّه وَهُمْ مُتَّبِعُونَ لَا مُبْتَدِعُونَ وَيَقْتَدُونَ وَلَا يَبْتَدُونَ وَلِهَذَا هُمْ حِزْب اللَّه الْمُفْلِحُونَ وَعِبَاده الْمُؤْمِنُونَ .
|
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على الإقتداء بهديهم فيما ورد من الحديث :" فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضّوا عليها بالنواجذ "
هذا هو مقام أولائك الأخيار رضي الله عنهم ورضوا عنه عندنا حينما تذكر سيرتهم...وإلا فلاشك أنه حتى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وعليها السلام، لن ينفعها إلا عملها أيضا ( طبعا بعد رحمة الله)..
تصف من يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سحر، بخنازير دون أي دليل صحيح...كل ذلك تحت شعار: الغيرة...في حين تدعونا إلى ملاحظة الحق حينما يغار الأخ الكريم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم معتمدا على الحجج والبراهين...؟؟
بالجملة،تقف قفة اتهام أمامنا وتطلب منا أن نعتقد شيئا آخر؟؟
أخي ضيغم...حتى وإن كنت رافضيا ( افتراضا لا اتهاما)...هدفنا هو أن ترى الحق الذي يخفى عليك لا غيره...والغضب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأحوال لابد منه..أوا ليس هذا ما دفعك لكتابة هذا الموضوع أيضا؟؟ فإن شئت أن تبحث عن الحق فافعل وإلا فأنت ونفسك..
وأعتذر على الإطالة..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.