العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 16-02-2008, 11:34 PM   #1
عبدالحميد المبروك
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 200
إفتراضي صيحة

صــيـحـة
إلى وحوش الفزع الأكبر أينما حلو و ولوا بقضهم وقضيضهم من أعلى هرم في الأمم المتحدة و المنظمات الدولية و الإقليمية الرسمية و غير الرسمية من أدنى بشر على وجه هذه الأرض مقيد برقم أم لم يقيد برقم بعد ...من عواصم و مدن الرقي إلى قرى الإهمال و القهر .. من لاس فيقاس و طوكيو و نيويورك و باريس و لندن إلى طورا بورا و قندهار ودارفور و عفار و عيسى...إلخ من المدن و القرى المطحونة من الإنسان السادة و القادة ......
أنا الموقع أدناه المذكور أعلاه إنسان من غابة فُصّلت آياتها حسبَ مشيئة الرماد والسواد، ورتلت آياتها تبعا لذلك على مقامات الحجر والرصاص والفولاذ والسياط. غابة نمت كائناتها على أن تتلو عنها السلطات (من كل فج عميق) والأحزاب البشرية وأيديولوجيات الانقلابات و المكائد والدسائس، تتلو عنها دستورا وكان يحدث ذلك باسمي أنا الإنسان. والآن وفي غفلة من الموت استسلمت لغواية ثوراتي الداخلية المهدورة وطاقاتي المقموعة وانسقت وراء خطيئة الحرية المقدسة، وأريد أن أعلن بياناً باسمي الشخصي ولأول مرة وربما آخر مرة مع عدم الرغبة في أن يوقع عليه أحد غيري، ... ولينتقم الآن كل إنسان من التاريخ الأسود وليكتب بيانه وكفى الآخرين أن يصدروا بيانات باسمنا ونحن لا علم لنا بها ولا خبر.
أنا الإنسان الذي وجد نفسه فجأة (وربما بحتمية الزواج من خليتين معاصرتين) على قيد الحياة. وهكذا يقدر لي أن أتعامل من لحظات وجودي الأولى على (القيد) حتى الحياة يجب أن أكون كإنسان على قيدها. وسأبقى بعدها مطالبا حتى يوم الدينونة ذي الرياح الصفراء بأن أقدم لكل من يدهس رأسي وأصابعي وظلي قيدا بحسن سلوكي أو قيدا مدنيا، أو قيدا شعريا، أو قيدا عائليا مفصلا يتضمن أسماء آبائي وأجدادي وأعمامي و عماتي و أخوالي وخالاتي و إخوتي و أخواتي وجيراني وخلاني ما ظهر منهم وما بطن. وقيدا بقيمة ثرواتي المتكدسة في حاويات قمامة هذا الكون الذي أحتفل فيه كل عام بمناسبة حصولي على وطن مستقل دون أن أعرف ولو لمرة واحدة ما هو هذا الوطن، وربما كان مع الوطن حق لما تفجرت فيه ثورات العمال والفلاحين وصغار الكسبة والبسطاء... مما جعل من الصعوبة بمكان أن أتعرف على مضمونه ومقدار ما أنجز فيه من مدارس ومستشفيات ومعامل وشركات وتزفيت طرق ومد سكك حديدية وزراعة البقدونس والبطاطا والبصل الأخضر التي يحبها الكثيرون من فاقدي الكريات الحمراء، وهم لا يعرفون أن ما يأكلونه من قيمة غذائية لا تقدر بثمن إنما هو بفضل الثورة التي قام بها العمال والفلاحون وصغار الكسبة منذ الخليقة ... ولكن لا أدري لماذا صرت كإنسان ألاحَق وأحاكَم باسم معاداة الإنسانية ولا أدري لماذا فرض هذا الإنسان علي أمنه و أن يطرق باب بيتي وباب حلمي وباب مرحاضي على مدار 24 ساعة... ربما كان ذلك حفاظا عليّ من الأعداء أو الإمبرياليين الملعونين أو الشيوعيين الملاحدة أو الوثنيين الكفرة أو الإرهابيين المتطرفين ، أين ما حلوا وولوا ، عليهم لعنة الله و غضبه وملائكته أجمعين، ربما... لا أدري.
فجأة ودون تخطيط مني ولا علم لي بذلك، بدأت أنمو على عشب جدران منزل قديم من طوب بالتراب المخلوط بالقش أو من القش حاف، ولكن شاءت المشيئة العتيدة ألا أتذكر من بيتي الآن سوى بعض الأحجار السوداء التي كانت أمي تضع عليها قدر الطعام ، لأنها سوف تتحول إلى أساس لبنيان متكامل فيما بعد، بنيان داخل روحي طبعا وليس بنيانا من الإسمنت – لذا وجب التوضيح – هذا الأسود سيصبح فيما بعد فتنة العمر الناقص، عمري الذي - بدلا من أن يزداد باتجاه الأمام أو إلى الأعلى - يتناقص باتجاه الأسفل وإلى الوراء، سيصبح الأسود فيما بعد ظلا ملاحقا لي، سيصبح شبحاً، أو رجل مخابرات فيما بعد، بسبب نظاراته السوداء، لأن اللون غير الأسود يبطل مفعول السرية التي يتعمدها رجال المخابرات وهي سرية من الصعب إدراكها لأي إنسان، لأنها غير موجودة فرائحة رجل المخابرات تفوح قبل أن يصل من سفر سنة – على قولة أم كانت تشكل تهديدا خطيرا لرجال المخابرات وكانت هي بالمقابل تصر على ملاقاتهم والتحدث إليهم على أكبر مستوى ... أم كانت لا تتردد في حمل متاعها وتذهب إلى مقر إقامة الرئيس لتطلب منه أن يفرج عن أبنائها الذين في الحروب و الذين في المعتقلات..... و كثيرا ما يقال لها ، إن الرئيس عنده مشاغل كثيرة ولن يرد عليك، فعنده على الطاولة موضوع القوميات والأديان و الإرهاب و التطرف وحماية المنجزات الإنسانية و ثقب الأوزون وإنهيار جبال الجليد وتنسيق العلاقات مع دول العالم وتأمين التحالفات مع مختلف المنظومات في هذا الكون إلى آخره من الملفات التي لا تنتهي ......، ..والله الرئيس ليس عنده خبر بأبنائك الذين أضاعتهم الحروب و المعتقلات و الجوع و الأمراض .... لأن هذه الأمور صغيرة ومن المخجل أن يشغل وقت سيادته بها. دعيه يخطط للتحرير و التثوير و التنوير و القضاء على أوكار الإرهاب و التطرف و قطع دابرهم |أينما كانوا فوق الأرض أو تحتها في الحقيقة أم في الخيال، وزيادة الرواتب كل شهرين أو ثلاثة و تحسين المنتجات، فأبناؤك سيشكلون عائقا استراتيجيا أمام صفاء تفكيره ولن يتمكن من تحقيق مشاريع التنمية والتطوير و محو الأمية بعد خمسين سنة من الإستقلال و طرد الإستعمار الغاصب ، بسببهم... لكن الأم لا تستجيب لهذه النظريات بل تطلب كتابة رسالة إليه يشرح له فيها موقفها الصعب في هذه الظروف، ويقال له فيها إنها تبكي كثيرا وتراجع الأطباء كل يوم كما تراجع فروع الأمن في مختلف بقاع الكون، و تقترح على سيادته التفضل عليها بتأمين زيارة لهم في السجن أو منحهم إجازة من الحرب ... كم هو محرج هذا الطلب يا إلهي؟ أن تطلب أم من سيادته موعدا مع أولادها الذين عاشت معهم عشرين عاما تقريبا – هذا إذا تجاوزنا الشهور التسعة لكل منهم – فهل من المقبول شرح ذلك للسيادة؟ ماذا يقول عنا؟ أناس يبحثون عن أمور تافهة والعدو يترصدهم ؟ كنت أريد أن يقال له في إحدى الرسائل – حيث كانت الأم تطالب دائما بكتابة الرسائل إلى سيادته – أن يقال له يا سيدي الرئيس إذا كان العدو على الأبواب فيرجى التفضل وتبيان الأسباب التي تدفعكم لاعتقال آلاف الشباب و الشابات في السجون؟ من سجن الباستيل إلى قوانتانامو إلى السجون المعروفة و غير المعروفة و السجون السرية إلى السجون التي فوق الأرض أو تحتها أو تحت البحر فلربما كان في ذلك مقاومة للعدو ونحن لا ندري – ومن نحن أصلا حتى ندري؟- ربما كان الاعتقال لهؤلاء يشكل رصيدا يضاف إلى المخزون الاستراتيجي لهذه التي صارت قرية ، فو الله لو أقنعتني سيادته بذلك لكنت اقتنعت، خاصة وأنني من فصيلة الإنسان البشري التي يجب أن تندثر ، وهي فصيلة يجب أن تقتنع بسهولة حتى لا تفقد انتماءها إلى بني جنسها (الإنسان المفترس).
المعذرة إن استطردت في موضوع رخيص ولكن ماذا أصنع ؟ هكذا هو حال الإنسان ...و الصيحة مستمرة
عبدالحميد المبروك غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .