عيد بأية حـال عـدت يـا عيـد بما مضى أم لأمـر فيـك تجديـد
أمـا الأحبـة فالبيـداء دونـهـم فليـت دونـك بيـداً دونهـا بيـد
لولا العلى لم تجب بي ما أجوب بها وجناء حرف ولا جـرداء قيـدود
وكان أطيب مـن سيفـي معانقـة أشبـاه رونقـه الغيـد الأمالـيـد
لم يترك الدهر من قلبي ولا كبـدي شيئـاً تتيمـه عيـن ولا جـيـد
يا ساقيي أخمـر فـي كؤوسكمـا أم فـي كؤوسكمـا هـمّ وتسهيـد
أصخرة أنا مـا لـي لا تحركنـي هذي المـدام ولا هـذي الأغاريـد
في يوم من أيام العز الاسلامي والبشري كان يعيش هناك شاعر عربي ملهم حكيم يدعى المتنبي قد أتى عليه العيد وهو منبوذ من طرف كافور الاخشيدي وقد منع عنه الجائزة وابعده عن بلاطه وحاشيته فأحزنه الخطب وهو المفارق للأحبة والبعيد عنهم.. فلم يرق له العيد ولم ينهنأ به
مع أن مصابه كان في متاع من الدنيا قليل الا أن قريحته جادت بما في النفس وأعمق
فكيف بنا نستمتع بعيدنا ويطيب لنا مرقدنا ويهنأ عيشنا ونحن المستضعفون في الأرض
أما آن لنا أن نفعل ما يرضي ربنا فيمنّ علينا كما منّ على الذين من قبلنا ويجعلنا أئمة ويجعلنا الوارثين
لقد رد أحدهم على المتنبي فأجاد.. يقول:
يا شاعر السيف والقرطاس ان بنا ____ أضعاف مابــــك آلام وتنكيــــد
دعني أجيبك ما للعيد تسألـــــــــــه ____ بأي حال أتى هل فيه تجديــــد
بكل ما ألحقت أيدي الدمار بنـــــــا ____ بكل فاجـعة قــــتل وتشريــــــد
لم تبق مهلكة الا سقت وطنــــــــي ____ كأس الهوان وأغتيل الصناديد
شعب يباد وأرض تستباح ومـــــن ____ خلف الشتيتين أفّاق وعربيـــد
فهب قادتنا للـرد حينــــــئــــــــــــذ ____ لكن ردهم شجب وتنديــــــــــد
يا وصمة العار في عصر الفضاء قضت _ ذبح النساء ولم يستثن مولـود
اني ترفقت بل أشفقت مختـــــزلاً ____ فلا يعوز عذاب الكلم تأكيــــــد
عذراً أبا الطيب البيضاء صفحته ____ هل للجراح التي أسلفت تضميد
عيدنا وعيد المتنبي؟؟
بما مضى أم لأمـر فيـك تجديـد 
النمط الخطي
