الكويت المحافظة التاسعة عشر (19)
آعيد نشر الموضوع : آحتراما لكلمة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم
بقى حلم عودة محافظة الكويت بالنسبة للعراقيين كاليقظة ، يراود كل عراقي على مرالسنين. وبكل طوائفهم واطيافهم صغيرهم وكبيرهم قادتهم وجنودهم ، وحكايات محافظة الكويت لاتنتهى فى احيائهم الشعبية وقهاويهم ومجالسهم ومدارسهم ومتنزهاتهم وحتى على لسان حفيداتهم القصصية .
وقد زار تلك المدينه (الكويت) السليبة ملايين العراقيين فمنهم من ابكاها حنينه , ومنهم من ساقه آلآلم والشوق , ومنهم من سكنها حبا بها ولها ، ومنهم من تاءمل عودتها , ومنهم من قطنها والى الابد.
فآصبح كل عراقى وكانه معجون بتراب ثرى الكويت ورملها الذي كحل العين , اوكانها قطعة جسد بترت من ابدانهم متئملين لملمت جراحها يوما ما. فمره يحلموا بعودة العثمانين وريحان العقيده والتوحيد ورحابها الواسعه الفسيحه , ومره يحلموا بيقظة نوري السعيد و الملك غازي ودعواتهم , ومره يحلموا بشجاعة الشعب عبد الكريم قاسم.
لقد كانت الكويت في العهد العثماني قائمقامية تابعة لمحافظة البصرة . وفي عام 1932 فرض فصلها وفى عام اخر 1933 طالب الملك غازي بضم الكويت ، وأقام إذاعة خاصة في قصره لهذا الغرض ، وعندما اكتشفت بريطانيا الغازية انذاك . أن الملك غازى قد عهد إلى متصرف البصرة باجتياح محافظة الكويت دبرت عملية اغتياله.
فى عام 1938في كانون الأول بالتحديد قرر المجلس التشريعي الكويتي الانضمام إلي العراق وقد رفضت بريطانيا مرة اخرى القرار وطالبت ال صباح بحل المجلس التشريعي ورفض القرار.
فى عام 1939 في العاشر من آذار قمعت بريطانيا ثورة مسلحة في محافظة الكويت تطالب بالانضمام إلى العراق وأعدمت قائدها الشيخ محمد المنيس.
1958 أثناء الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن ، دعى رئيس وزراء العراق نوري السعيد محافظة الكويت إلى الانضمام للاتحاد الجديد.
1961 في 25/6 أعلن الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم بضم قضاء الكويت ، وارسل عدد من الالوية العسكرية لاعادتها مما دفع بريطانيا للتدخل عسكريا. وقد امر الزعيم بوقف زحف جحافل الجيش العراقى وعين قائمقاما اسميا وسمى الكويت ب "قضا ء السليم".
وفي لحظه شاء الزمان او ابى ، آنقض اسد العراق الضرغام صدام بن حسين , بزئيره الهادر بعد ان اثقلت جروحه خناجر الغدر والعملاء. انقض واسمع هديره قمم الجبال واهتزت له عروش العملاء ، بل وهرب هولاء العملاء من ال صباح (مخنثهم ولوطيهم) بعباءة الليل المظلمة امام هديره المدوي الجارف ولسان حالهم يقول - هنيئا لك لقد عادت مدينتكم لكم بعد عناء مر وطويل -.
فمدينة الكويت هى الجزء المشلول من بدن العراق العزيز ، قسم اهل العراق ان يعيده ولو دفعوا حياتهم ثمنا له ، وفعلا كان القول الفعل.
قسم اسد العراق ان يطبب هذا الشلل ويداويه وقد طبب وداوى عليل العراقيين ومن شاطرهم من العرب والمسلمين كافه.
فالعراقيون الذين ما ابرحت شمس الضحى بفيائها عليهم وهم يرون مدينتهم السليبة قد عادت بكل حلها وديباجها وحللها. كما عادت مدن عالمية الى حواضرها كهونكونك الى الصين و المانيا الشرقيه الى المانيا الغربيه.
لقد حمل هذا الحلم بين طياته ثقل السنيين ومرارها وعذابها الاليم وشوق العودة لسواحل الخليج العربى الذى دافع عنه العراقيين بكل مالديهم حتى باعوا مجوهرات نسائهم وخالاتهم وعماتهم وافقروا حالهم وجوعوا انفسهم. فكانوا
يصبحون على هجوم غادر ويمسون على اخر على حدود العراق الشرقيه دفعا عن ارض العرب والمسلمين من اجل ان يبقى الخليج العربى والجزيره العربيه هو الخليج. كما ترددها جدات وحفيدات العراقيين فى شوارع البصره وبغداد وفى الموصل والسليمانيه واربيل.
لقد كانت مدينة الكويت واصبحت جزء لا يتجزء من جسد وروح كل عراقى ولد او لم يلد حيا كان او ميتا ذكرا او انثى.
فقد دفع كل عراقى ثمن مدينة الكويت وراح القاصى والدانى يعرف هذا الثمن الباهض المكلف الثقيل.
و كيف ضحى اهل العراق من اجل عودة مدينة الكويت باولادهم وفلذات اكبادهم ويتموا اطفالهم ورملوا نسائهم واثكلوا امهاتهم وبذلوا الغالى والنفيس وعانوا الحصار الجائر سنينا والجوع المميت المنظم صفوفا حتى تسرطن مائهم وغذائهم . وقارعوا المعتدى الاجنبى القريب والبعيد وعملائه من اجل ان تبقى سلامة تربة الكويت واهلها فى خير ونعيم كباقى الجزيره والخليج وحلم عودتها لم يمت ابدا ولايفارقهم البته.
فعلى العرب والمسلمين جميعا ان ينصروا الحق ان طا ل الزمان او قصر ، وان ينصفوا فى عدلهم لما حصل لاهل العراق من اجل اعادة مدينتهم الكويت السليبة والتى تعد الان وبعد مدينة العراقيين السليبه
انها فعلا تجربة فريدة من نوعها وتضحية لم يسبق لها مثيل و سيخلدها التاريخ ويطرز ملاحمها على مر الازمنة والعصور بحروف من نور. ويالها من دروس وعبر ورابطة جئش نقشها العراقيين على صفحات التاريخ لحظة تلوا اخرى.
هذه التجربة الفذة التى نسجها آبناء العراق بك اطيافه ، وغزل نسيج خيوطها بكل عناد وجراءة اعجزت خيال الاقوياء ، واسحرت ميادين العقلاء ، وذلك لعنادها القوي الرزين واسلوبها المتعالى العنيد الى ان تكالبت الكلاب بكل انتمائتها واجناسها وكشرت انيابها وسنت مخالبها وتجمهرت من كل حدب وصوب بكل حقدها وديدنها ليس تدمير حاضر العراق وماضيه فحسب ، وانما القضا على حضارة العرب ووحدة المسلمين و تدنيس تاريخهم الشريف.
لقد قدم ابناء العراق صورا ناصعة البياض بالشجاعة والتضحية والصمود من اجل مدينتهم السليبة لم تات بها الامبراطوريات قديمها وحديثها وبقواتها وغطرستها من اجل مدينة صغيرة بصغر مدينة الكويت. لكونها جزءا لايتجزء وساحل سليب ، وقد اذرف اهل العراق دموعهم حزنا لسلبها عقودا وسنينا.
الكويت المحافظة التاسعة عشر (19)
النمط الخطي
