العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 31-08-2012, 01:57 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي حقبقة القراصنة الصوماليين

مَن كان يتصوَّر أن حكومات العالَم، في العام 2009، ستعلِن حربًا جديدةً على القراصنة؟
كما قرأتُم، تبحرُ البحريةُ الملكيةُ، تساندها سفنٌ من حوالي عشرين دولة، من الولايات المتحدة إلى الصين، في المياه الصومالية، للقبض على أشرارٍ ما زالوا يُقَدَّمونَ والببغاواتُ على أكتافهم.
وسرعان ما سوف يقاتلون سفنًا صومالية، أو يطاردون القراصنة على اليابسة، في بلدٍ من أتعسِ بلدان الدنيا. لكن وراء الأكمة ما وراءها. ثمَّتَ فضيحةٌ لا يعرفها أحدٌ.
فالناسُ الموصوفون بأنهم أخطرُ مَن يتهددُنا، لديهم قصةٌ يروونها، وحقٌّ إلى جانبهم.
في 1991، انهارت الحكومة الصوماليةُ بالقَرن الإفريقي . ومُذاك ظلََّ السكانُ وهم تسعة ملايين جياعًا .
وقد رأت قوى شريرةٌ في الغرب في هذا فرصةً كبرى لسرقة موارد البلد الغذائية، ودفنِ المخلَّفاتِ النووية في مياه الصومال.
المخلَّفات النووية. نعم.
بعد رحيل الحكومة، شرعت سفنٌ أوربيةٌ غامضةٌ تظهر على شاطيء الصومال، لتتخلَّص من براميلَ ضخمةٍ في المحيط. بدأ سكانُ السواحلِ يمرضون . في أول الأمر عانَوا من طفَحٍ غريبٍ، وتقيُّؤٍ، ومواليد مشوَّهين .ثم، في 2005، بعد التسونامي، قذفَ البحرُ إلى الساحل بمئاتِ البراميلِ المنخوبةِ .شرع الناس يعانون من أمراض الإشعاع، ومات أكثرُ من ثلاثمائة
أخبرني أحمدو وِلد عبد الله - موفَد الأمم المتحدة إلى الصومال: "هناك مَن يدفن مواد نوويةً هنا. هناك رصاصٌ أيضًا، ومعادنُ ثقيلةٌ مثل الكادميوم والزئبق- أنت سَمِّها".
الكثير من هذا يعود إلى مستشفيات ومصانع أوربية، تَعهَد بالمواد إلى المافيا الإيطالية، لتتخلَّص منها، بأرخص الأثمان. وحين استفسرتُ من وِلد عبد الله عما تفعله الحكومات الأوربية بصدد هذا، قال متحسرًا: "لا شـيء. لا تنظيف. لا تعويض. لا وقاية".
وفي الوقت نفسه، كانت سفنٌ أوربيةٌ أخرى تنهب البحار الصومالية من موردها الرئيس: الغذاء البحري .
لقد دمَّرنا ثروتَنا السمكية بزيادة الاستغلال، والآنَ ذهبنا إليهم . أكثر مما قيمتُه 300 مليون دولار، من التونة والروبيان واللوبستر، وسواها، تُسرَق سنويًّا، بسفن صيدٍ عملاقةٍ تبحرُ بطريقةٍ غير مشروعةٍ في مياه الصومال غيرِ المحمية .لقد فقد الصيادون المحليون وسيلة عيشهم، وهم الآن جائعون .
قال محمد حسين وهو صيادٌ من ماركا التي تبعد 100 كيلومتر عن موقاديشو، متحدثًا إلى وكالة رويترز : إن استمرَّ الأمر هكذا، فلن يتبقَّى سمكٌ في سواحلنا. هاهو ذا السياقُ الذي برزَ فيه من نسمِّيهم "القراصنة".
يتفق الجميعُ على أنهم كانوا صيَّادي سمكٍ صوماليين عاديِّين، استخدموا زوارقَ سريعةً للمرة الأولى، بُغْـيةَ إبعادِ سفن النفايات وسفن الصيد، أو لفرض ضريبةٍ عليها في الأقل. كانوا يُطْلِقون على أنفسهم "حرس شواطيء الصومال المتطوعين".
ومن السهل معرفة السبب. في مقابلة هاتفية سريالية قال سيغول علي أحد زعماء القراصنة: إن دوافعهم كانت تتمثَّل "في منع الصيد وإلقاء النفايات في مياهنا، نحن لا نعتبر أنفسَنا لصوص بحرٍ".
"لصوصُ البحر هم أولئك الذين يصطادون أسماكنا ويلقون النفايات ويحملون الأسلحةَ في مياهنا". كان وليم سكوت سيفهم هذه الكلمات.
نعم. لكن هذا لا يبرر أخذ الرهائن.
بعضهم رجال عصابات حقًّا، وبخاصة أولئك الذين أوقفوا برنامج الغذاء العالمي. لكن "القراصنة" يحظون بتأييد السكان لسبب وجيهٍ. موقع الأخبار الصومالي المستقل، واردهَر نيوز، أجرى استبيانًا أظهرَ أن 70 بالمائة من السكان "يؤيدون تأييدًا شديدًا القرصنة، باعتبارها شكلاً من أشكال الدفاع الوطني عن مياه البلد الإقليمية".
في الحرب الثورية الأميركية، دفَعَ جورج واشنطن والآباءُ المؤسسون مبالغ للقراصنة، بُغْيةَ حمايةِ مياه أميركا الإقليمية، إذ لم تكن لديهم آنذاك بحريةٌ ولا حرس سواحل. غالبية الأميركيين أيَّدوا ذلك. ما الفرق؟
هل نتوقَّع من الجياع الصوماليين أن يقفوا على سواحلهم غير مبالين، يجذفون في نفاياتنا النووية، ويتفرجون علينا ونحن نسرق أسماكهم لنأكلها في مطاعم لندن وباريس وروما؟
نحن لم نعترض على هذه الجرائم - لكن لو اعترض بضعة صيادين بعرقلة ممرِّ العبور لعشرين بالمائة من بترول العالَم، فلسوف نصيح بأعلى أصواتنا: إنه الشــر .
لو أردنا، بالفعل، معالجة القرصنة، فعلينا أن نعالج أساسَها – جرائمَنا نحن – قبل أن نرسل سفننا الحربية للقضاء على المجرمين الصوماليين.
خيرُ مَن يلخِّص حكاية حرب 2009 على القراصنةِ، قرصانٌ آخر، عاش ومات في القرن الرابع قبل الميلاد .
لقد أُلقِيَ القبضُ عليه، وجيء به إلى الإسكندر المقدوني، الذي أراد أن يعرف منه "سبب استحواذه على البحر".
ابتسم القرصانُ وقال: "وأنت، ما سبب استحواذك على الأرض كلها؟ أنا أُدْعَى لصًّا لأنني أستخدمُ سفينتي الصغيرةَ، أما أنت الذي تستخدم أسطولاً ضخمًا فتُدْعَى إمبراطورًا".
ثانيةً تبحرُ أساطيلُنا الإمبراطوريةُ، اليومَ – لكن مَن هو اللص؟
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .