العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 20-09-2007, 11:14 AM   #1
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile مِنْ صحابـة رسول الله الذين وطأوا ثـرى الأردن

صحابة ... وطأوا ثرى الأردن


عكرمة بن أبي جهل (رضي الله عنه)


وهو عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي؛ صحابي جليل، كُنّي بأبي عثمان، وليس له عقب، وكان قد تزوّج من أمُ حكيم بنت الحارث بن هشام، وهو أبن أبي جهل الذي كان من أشد اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة الاسلامية منذ بدايتها وحتى مقتله في معركة أحُد، وقد تولّى عكرمة رئاسة بني مخزوم بعد مقتل والده .
وقد تأخر إسلام عكرمة وشهد مع المشركين وضد المسلمين معارك منها بدر وأحُد، وكان يوم فتح مكة على الشرك وهرب من مكه بعد فتحها الى اليمن، وأهدر الرسول صلى الله عليه وسلم دمه حتى لو تعلقّ بأستار الكعبة مع أربعة رجال هم: (عبد الله بن خطل، ومقيسَ بن صُبابه، وعبد الله بن سعد بن أبي السرح) وقد ركب عكرمة البحر مهاجرا الى اليمن وخلال رحلته البحريه قرب ساحل من سواحل تهامه أصاب سفينتهم عاصف، فقال الملاح لركاب السفينة: أخلصوا؛ فان آلهتكم لا تغنُي عنكم شيئا هاهنا . واضاف موجها حديثة الى عكرمة: أخلص! قال: أي شيء أقول؟ قال: قُل: لا إله الا الله!!؟ فقال عكرمة: ما هربتُ الا من هذا . ولمّا أصّر الملاح على طلبه للركاب بالاخلاص فكّر عكرمة قليلا ثم قال لنفسه: لئن لم يُنجنّي في البحر الا الاخلاص ما يُنجنّي في البر غيره!!! اللهم إن عليّ عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه، أني آتي محمدا حتى أضع يدي في يده، فلآجدنّه عفوا كريما.
أسلمت أمُّ حكيم زوجة عكرمة بن ابي جهل يوم فتح مكة ثم قال للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! قد هرب عكرمة منك الى اليمن، وخاف أن تقتلهُ فآمنهُ، فقال صلى الله عليه وسلم: (هو آمن) فخرجت زوجته وهي على الاسلام ومتنقبة في طلب زوجها وكان معها غلام لها رومي يخدمها .
وخلال الطريق الى اليمن راودها الغلام عن نفسها، ولم تدر ما تفعل فأخذت تمَّنيه حتى وصلت الى حّي من عُكَل، واستعانت بهم عليه فأوثقوا رباطه وحبسوه عندهم . وتابعت هي طريقها وحيدة اليمن حيث أدركت عكرمة على ساحل من سواحل تهامه؛ وبدأت بحديث لين تمهّد له بقولها: يا ابن عم جئتُك من عند أوصل الناس وأبّر الناس وخير الناس!! لا تُهلك نفسك . ثم أضافت إني قد أستأمنتُ لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أنت فعلت؟! قالت: نعم!! أنا كلمتهُ فأمنّكَ . عندها وافق عكرمة على العودة معها الى مكة؛ وفي الطريق اخبرته خبر الغلام الرومي، فلمّا وصله عكرمه قتله
وقال صلى الله عليه وسلم لاصحابه رضوان الله عليهم في مكة: (يأتيكم عكرمة بن ابي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبّو أباه، فان سبّ الميت لا يؤذي الحيّ، ولا يبلغُ الميت) . فيما كان عكرمة خلال الطريق الى مكه وإلى أن بلغها يطلب زوجته للجماع فتأبى عليه وتقول: إنّك كافر، وأنا مسلمة، فيقول (إن أمرا منعك عني لآمر كبير).
روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى في منامه أنه دخل الجنّة، فرأى فيها عذقا مُذلّلا فأعجبه . فقيل: لمن هذا؟ قيل: لآبي جهل، فشقّ ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: (ما لآبي جهل والجنّة؟ والله لا يدخلها أبدا) . فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم عكرمة قادما اليه أوّل رؤياه بأن ذلك العذق هو عكرمة بن ابي جهل ففرح الرسول صلى الله عليه وسلم بقدوم عكرمة، ووثب وما عليه رداء قائلا له مرحبا بالراكب المهاجر)، ولما وقف عكرمة ومعه زوجه متنقبة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم قال عكرمة: يا محمد وان هذه أخبرتني أنك أمنتني؟! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (صدقت، فأنت آمنٌ عكرمة: فإلآم تدعو يا محمد؟ قال صلى الله عليه وسلم: (ادعو الى ان تشهد أن لا اله الا الله، وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاه .... وعدد اركان الاسلام . فقال عكرمة: والله ما دعوت الا الى الحّق، وأمر حسن جميل!! قد كنت والله فينا قبل أن تدعو الى ما دعوت اليه، وأنت أصدقنا حديثا، وأبرنا أمانة!! ثم قال عكرمة: فأني أشهد أن الا اله لا الله وأشهد ان محمدا عبده ورسوله . فسُّر الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا بذلك. وبعدها قال عكرمة للرسول صلى الله عليه وسلم: ((إني لا أسالك مالا، وإني لاكثر قريش مالا، ولكن أَسالك ان تستغفر لي كل عداوة عادُيتكها، أو مسير اوضعت منه (أي: بالافساد) أو مقام سبُبتكّ فيه أو كلام قُلتُه في وجهك، أو أنت غائب عنه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه الى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، وأغفر له ما نال مني ومن عرض في وجهي، أو أنا غائب عنه) فقال عكرمة: رضيت يا رسول الله . وقد حسُن إسلام عكرمة وإنفاقه وبذله في سبيل الله بعد ذلك.
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما قدم عكرمة المدينة، وجعل يمر بالانصار فيقولون هذا إبن عدو الله، ابن ابي جهل، شكا عكرمة ذلك لها وقال: ما أظنني الا راجعا الى مكة، فأخبرت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فخطب الناس فقال: (انما الناسُ معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا، لايؤذينّ مسلم بكافر).
ولمّا دعا الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه لغزو الروم، وعسكر الجيش في الجرف قرب المدينة المنوره تفقدهم أبو بكر فشاهد خباءا عظيما حوله مرابط ثمانية أفراس، ورماح وعّدة ظاهرة؛ فلما بلغه وجده خباء عكرمة فسلّم عليه وعرض عليه المعونة، فّرد عكرمة؛ أنا غنٌي عنها، معي ألفي دينار، فأصرف معونتك إلى غيري، فدعا له أبو بكر بخير . وقد شارك عكرمة في معركة اليرموك راجلا كما يفعل الآمراء، وقاتل في فحل قتالا ضاريا بعد أن نادى: من يبايع على الموت فبايعه بعض الصحابة ونحوا من اربع مائة من فرسان الجيش؛ فقيل لعكرمة: إتق الله وارفق بنفسك . فقال: (كنت أُجاهد بنفسي عن اللات والعُزّى وأبذلها فأستبقيها الان عن الله ورسوله؟ لا والله أبدا!! فلم يزدد الا اقداما، واستشهد رضي الله عنه في فحل فوُجد في جسده بضعة وسبعين بين ضربة وطعنة ورمية وكان ذلك في السنة الخامسة عشرة للهجرة.
رحمه الله رحمة واسعة بفضله .
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-09-2007, 02:32 PM   #2
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile الزبير بن العوام رضي الله عنه

الزبير بن العوام رضي الله عنه





وهو الزبير بن العوام بن خُويلد بن أسد بن عبد العزىّ بن قصَي بن كلاب بن مُرةَّ بن كعب بن لؤي ابن غالب، صحابي جليل، ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب، أسلم وهو حدث لم يتجاوز عمرة ستة عشرة سنة .
حواريّ رسول صلى الله عليه وسلم؛ قال عليه السلام لـُكلّ نبي حواريٌّ وحواريَّ الزبير والحواري الخليل الخالص من كل شيء؛ وكان مندوبا من رجال النجدة، طويلا خفيف اللحية والعارضين، عذبه عمه ليرجع إلى الكفر بتعليقه والتدخين عليه وهو معّلق، وأصر على إسلامه قائلا: لا أرجع إلى الكفر أبدا بشّره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة؛ وهاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وقاتل على فرس له يوم بدر على ميمنة الرسول صلى الله عليه وسلم معتمرا عمامة صفراء.
قال فيه عامر بن الزبير شعرا منه :
جَدي أبنُ عمَة احمد ووزيرُه *** عند البلاَء وفارس الشَّقـــــــراء
وغداة بَدر كان أوّل فــــارس *** شهَدَ الوغى في اللامة الصفراء
نَزَلت بسمياهُ الملائكُ نُصـرةَ *** بالحوض يومَ تألبّ الأعـــــــــداء

كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أنتدب أبو بكر الصديق، والزبير بن العوام رضي الله عنهما يوم أحد في سبعين من الصحابة رضوان الله عليهم ليتبعوا أثار المشركين خشية أن يرجعوا فخرجوا فسمع بهم المشركون فانصرفوا ولم يلقوهـم. وهو الذي أتى المسلمين بخبر بني قريضة يوم الخندق. وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم لابن الزبير أبويه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول للزبير أرم فداكّ أبي وأُمي. وروي أن الزبير ضرب يوم الخندق عثمان بن عبد الله بن المغيرة بالسيف على مغفرة فقطعه إلى القربوس. فقالوا: ما أجود سيفك! فغضب الزبير؛ يريد أن العمل ليده لا للسيف. والقربوس : مقدم السرج ومؤخره .
وقد شارك الزبير في فتح مكة وأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم يومها لواءين؛ لواءه ولواء سعد بن عباده فدخل مكة بلواءين .
وروى هشام بن عروه أنه كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف: إحداهن في عاتقه قال: إن كنُت لأدخل أصابعي فيها، ضُرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك في الأردن . وكان بسيفه فّله فلها يوم بدر .
وقال النابغة بسيف الزبير :-
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهَّن فُلولٌ من قراع الكتائب

وقد روي أن الزبير بن العوام رضي الله عنه خرج غازيا إلى مصر فكتب إليه أمير مصر أن الأرض قد وقع بها الطاعون فلا تدخلها، فقال: (إنما خرجت للطعن والطاعون، فدخلها فلقي طعنة في جبهته فأفرق). أفرق : يعني برأ من الطاعون .
امتدح حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام فقال :-
أقام على عهد النبّــي وهديــــــــــــه *** حواريّه والقـــول بالفعل يُعـــــدُ
لأقام على منهاجــه وطريقـــــــــــــه *** يُوالي وليَّ الحـقّ والحـقُّ أعدلُ
هو الفارس المشهور والبطل الـذي *** يصولُ إذا ما كـان يـومٌ محجّــل
إذا كشفت عن ساقها العربُ حشّها *** بأبيض سباق إلى المـوت يُرقـلُ
وإنَّ إمرىءً كانت صفيـــةُ أمّـــــــهُ *** ومن أســد فــي بيتها لمؤثَّــــــل
ُ فكم كربة ذب الزبيـــرُ بسيفــــــــه *** عن المصطفى والله يُعطيفيجزلُ
ثناؤك خيرٌ من فعال معاشــــــــــــر *** وفعــلُكَ يا ابن الهاشميةّ أفضـلُ

تزوج الزبير بن العوام رضي الله عنه من أسماء بنت أبي بكر، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل وأم خالد بنت خالد بن سعيد، وأم مصعب الكلبية .
ولم يقبل أن يّولى إمارة، ولا جباية ولا خراجا، وإنما كان دائما مجاهدا في سبيل الله، وكان أول من سلّ سيفا في سبيل الله، دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا له الرسول عليه السلام ولسيفه، كما أنه جاهد مع خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين.
وقد أستشهد رضي الله عنه في رجب سنة ست وثلاثين للهجرة في وادي السباع قرب البصرة، وكان عمره آنذاك نحوا من أربع وستين سنة، وقالت زوجته عاتكه في رثائه :
غـَدَر ابنُ جرموز بفارس بُهم *** يوم اللقاء وكان غَيرَ مُعـــــــردَّ
يا عَمرو لو نّبهتهُ لَـوَ جدتــهُ *** لا طائشا رعش البنات ولا اليد
ثكلتَك أمّك إن ظفرت بمثلـــه *** فيما قضَى ممّا تروُحُ وتغتـــدي
والله ربّك إن قَتَلت لمُسلمــــا *** حّلت عليك عُقوبة المتعمــــــــدّ

قيل للزبير بن العوام مالك لا تُحّدثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يحدث عنه فلان وفلان؟ قال: ما فارقته منذ أسلمتُ، ولكن سمعتُ منه كلمة، سمعته يقول: (من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
ولذلك كان رضي الله عنه مقلا في رواية الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وله في مسند بقيَّ ثمانية وثلاثين حديثا، منها في الصحيحيين حديثان، وانفرد البخاري بسبعة أحاديث .
رحم الله الزبير بن العوام رحمة واسعة بفضله.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-09-2007, 12:08 AM   #3
يتيم الشعر
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 6,363
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أخي الكريم
جزاك الله خيراً .. لاأعرف دقة المعلومة التي في عنوان موضوعك لكن يبدو أن هناك عدداً لا بأس به من الأخطاء في طباعة الموضوع ومنها ما نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم (يأتيكم عكرمة بن ابي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبّو أباه، فان سبّ الميت لا يؤذي الحيّ، ولا يبلغُ الميت) والصواب هو ( (يأتيكم عكرمة بن ابي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبّو أباه، فان سبّ الميت يؤذي الحيّ، ولا يبلغُ الميت)
__________________
يتيم الشعر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-09-2007, 11:12 AM   #4
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة يتيم الشعر
أخي الكريم
جزاك الله خيراً .. لاأعرف دقة المعلومة التي في عنوان موضوعك لكن يبدو أن هناك عدداً لا بأس به من الأخطاء في طباعة الموضوع ومنها ما نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم (يأتيكم عكرمة بن ابي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبّو أباه، فان سبّ الميت لا يؤذي الحيّ، ولا يبلغُ الميت) والصواب هو ( (يأتيكم عكرمة بن ابي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبّو أباه، فان سبّ الميت يؤذي الحيّ، ولا يبلغُ الميت)

شكراً لك أخي معين على التوضيح وبارك الله تعالى فيك ...
وجود خطأ غير مقصود لا يعني أن الموضوع خطأ أو العنوان خطأ ...

وشكراً مرة ثانية وكل عام وأنتم بخير
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-09-2007, 11:38 AM   #5
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه



وهو سعد بن مالك بن أُهيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب بن مُـّرة ابن كعب بن لؤي، صحابي جليل، كنُىّ بأبي إسحاق القُرشي الزّهريُّ المكيُّ، أمه حَمنه بنت سفيان بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، قال عليه السلام: ''هذا خالي، فلُيرنّي أمرؤ خالهُ''، أسلم وهو ابن سبع عشرة سنة، وهو أحد العشرة الذين بشّرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، روى مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة هي في الصحيحيين خمسة عشر حديثا، وانفرد البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بثمانية عشر حديثا.

شهد بدرا، وكان يقاتل قتال الفارس في الرجال، وشارك في فتح العراق وكان النصر على يديه في القادسية والمدائن ويوم جلوُلاء.

روي أن سعدا قال: مررت بعثمان (يعني ابن عفان) في المسجد، فسلمتُ عليه، فملا عينية مني، ثم لم يرد عليَّ السلام. فأتيت عمر (يعني ابن الخطاب وكان حينها خليفة المسلمين)، فقلت: يا أمير المؤمنين! هل حدث في الإسلام شيء؟ قال: وما ذاك؟ قلت: إنيّ مررت بعثمان آنفا فسلمتُ فلم يردَّ عليَّ فأرسل عمر إلى عثمان، فأتاه، فقال: ما يمنعك أن تكون رددت على أخيك السلام؟ قال: ما فعلتُ . قلتُ: بلى حتى حلفَ وحلفتُ، ثم إنه ذكر فقال: بلى، فأستغفرُ الله وأتوُب إليه، إنك مررت بي آنفا، وأنا أُحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا والله ما ذكرُتها قط إلاّ يغشى بصري وقلبي غشاوة فقال سعد: فأنا أنبئك بها . إن رسول الله، ذكر لنا أول دعوة، ثم جاءه أعرابيٌ فشغله، ثم قام رسول الله، فاتبعتُه، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله، ضربت بقدمي الأرض، فالتفت إليَّ، فالتفتَ فقال: أبو إسحاق؟ قلت: نعم يا رسول الله ثم قال: فَمَه؟ قلت لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فقال: نعم، دعوة ذي النون، فقرأ ((لا إله إلا أنت سُبحانَك إني كنُت من الظالمين)) الآية (87) من سورة الأنبياء . فإنها لم يدعُ بها مسلمٌ ربـّه في شيء قطُّ إلا استجاب له . أخرجه الترمذي .
وقد قدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى سرغ حيث أقام فيها خمسين ليلة، ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان: (سَرغ جمعه سُرُوغ الكرم: قضبانه الرطبة، وهو أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك من منازل حاج الشام وهناك لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمراء الأجناد بعد توليه الخلافة .
كما زار سعد أذرح بجنوب الأردن والتي فتحُت في السنة التاسعة للهجرة وصولح أهلها على مائة دينار جزية، وجاء بمعاهدة الصُلح ما يلي:-
(بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتابٌ من محمد النبي لأهل أذرُح ، إنهم آمنون بأمان الله ومحمد ، وإن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة، والله كفيل عليهم بالنصُح والإحسان للمسلمين ، ومن لجَأ إليهم من المسلمين من المخافة والتعزير إذا خشوا على المسلمين وهم آمنون حتى يُحدث إليهم محمد قبل خروجـه).
كما أقام سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن المسَور في قرية كانت من قرى الشام يقال لها عمّان. ذكر ياقوت أن عمان (كانت قصبة البلقاء، وبالقرب منها الكهف والرقيم، وهي على سيف البادية وذات قرى ومزارع ورستاقها البلقاء وهي معــدن الحبـوب والأنعام وبها عدة أنهار وأرحية يديرها الماء، ولها جامع ظريف في طرف السوق مُفَسفَس الصحن شبة مكة (يقصد الجامع الحسيني في وسط عمّان عاصمة الأردن العزيز)، قال: وهي رخيصة الأسعار كثيرة الفواكه).
روي عن سعد أنه قال: نزلت هذه الآية فيّ (وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما) الآية (8) من سورة العنكبوت . قال: كنت بّرا بأمي، فلما أسلمتُ قال: يا سعدُ! ما هذا الدين الذي قد أحدثتَ؟ لتدعنّ دينك هذا، أولا آكلُ، ولا أشربُ، حتى أموتَ، فُتعير بي، فيقال: يا قاتل أمه، قلت: لا تفعلي يا أمهّ، إني لا أدع ديني هذا لشيء، فمكثت يوما لا تأكل ولا تشربُ وليله، وأصبحت وقد جُهدت، فلما رأيت ذلك قلت: يا أمّه! تعلمين والله لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفساً ما تركتُ ديني، إن شئت فكلي أو لا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت.
وقد روى في مسند بقيّ مائتان وسبعون حديثا، وفي الصحيحيين ثمانية وثلاثون حديثا، أخرج الطبراني عن سعيد بن المسيب قال: خرجت جاريةٌ لسعد عليها قميص جديد، فكشفها الريح، فشدَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه عليها بالدّرةّ، وجاء سعيد ليمنعه، فتناوله بالدّرة، فذهب سعد يدعو على عمر . فناوله الدّرّه وقال: اقتص، فعفا سعد عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وكان سعد قد اجتنب الفتنه، ونهى عن سب المسلمين من الخلفاء والولاة أو العامة، أو أحدا من المسلمين، واعتزل الخوض في الفتنه حتى أنه روي أن ابنه عمر جاءه يوما فقال: يا أبت أرضيت أن تكون إعرابيا في غنمك . والناس يتنازعون الملك بالمدينة، فضرب صدر عمر، وقال: اسكت، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله عزّ وجل يحبُ العبد التقّي الغنّي الخفيّ)
وروي عنه أنه قال خلال الفتنه (لا أقاتل ''أحدا من المسلمين'' حتى يأتوني بسيف له عينان ولسان فيقول: هذا مؤمن وهذا كافر). وكان سعد رضي الله عنه قصيرا دحداحاً، غليظا ذا هامة، أشعر الجسد، يَخضبُ بالسواد، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله، وجعل يرمي السهام التي كان يعطيها له الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحُد، روي عنه أنه قال: نَثَل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانته يوم أحـُد وقال: (ارم فداك أبي وأمُي).
روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث سعدا في سرية إلى جانب من الحجاز جهة رابغ من جانب الحُجفهَ، فانكفأ المشركون على المسلمين فدافع سعد عنهم يومئذ بسهامه وأنشد:
ألا هل أتى رَسولَ الله أني *** حَميتُ صحابتي بصدور نبلي
فمــا يعتـدّ رام في عــــدو *** بسهم يا رسول الله قبلـــــــي

وكان رضي الله عنه آخر المهاجرين وفاة، توفي سنة ست وخمسين للهجرة في قصر بناه في حمراء الأسد قرب المدينة المنورة وكان عمره اثنتين وثمانين عـاما. رحمه الله رحمة واسعة بفضله.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-09-2007, 11:33 AM   #6
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile سعيد بن زيد بن عمرو رضي الله عنه

سعيد بن زيد بن عمرو رضي الله عنه



وهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيلَ بن عبد الُعزىّ بن رباح بن قُرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، الملقب بأبي الأعور القرشي العدويُّ. صحابي جليل، وأحد المبشرين بالجنة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ومن السابقين الأولين البدرين.

شهد المشاهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، بدرا واحدا والخندق والحديبية، وسار مع الجيش الإسلامي لفتح بلاد الشام عبر الأردن فشهد حصار دمشق وفتحها حيث ولاّه أبو عبيدة عامر بن الجراح اثر ذلك ولاية دمشق، وهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الامة.

روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديثان في الصحيحين الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (الكلمأة من المنّ الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاءٌ للعين) والثاني: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مَن ظلَمَ من الأرض شبرا طوقّةُ من سبع أرضين ومن قتُل دون ماله فهو شهيد).

كان والد سعيد زيد بن عمرو ممن فـَّر من عبادة الأصنام في مكة وساح في أرض الشام يطلب الدين القيّم، فرأى النصارى واليهود فكرة دينهم وقال: اللهـّم إني على دين إبراهيم . ولكنه لم يظفر بشريعة إبراهيم عليه السلام كما ينبغي، ولا رأى من يوقفه عليها . وكان لا يأكل من ذبائح قومه التي تذبحُ على النصُب . وذكر أنه من أهل النجاة فقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (يبعثُ أمةَ وحده) وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يُبعث، وتوفي والرسول صلى الله عليه وسلم لم يُبعث كذلك .

وهو ابن عم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في الجاهلية يسند ظهره للكعبة ويقول لقريش: يا معشر قريش والله ما فيكم أحـدٌ على دين إبراهيم غيري، وكان يعارض وأد البنات وهن حيّات، ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: مه، لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤنتها . وعندما آذاه عمه الخطاب خرج إلى غار حراء ثم إلى الشام والجزيرة والموصل يبحث عن الدين القيمّ .

وروي أن زيد بن عمرو كان بالشام فلما بلغه خبر دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة أقبل يريده فقتله في الطريق إلى مكة أهل مَيفعَه بالشام، ( مَيفعة: من أرض البلقاء ).

وقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن عمرو: ''مالي أرى قومك قد شنَفوُا لك، أي أبغضوك؟ قال: أما والله إن ذلك مني لغير ثائرة كانت مني إليهم، ولكني أراهم على ضلالة، فخرجت أبتغي الدّين، حتى قدمتُ أحبار أيلة (هي مدينة العقبة بالأردن حاليا) فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به، فذُللتُ على شيخ بالجزيرة، فقدمت عليه، فأخبرته، فقال: إن كل من رأيت في ضلالة، إنك لتسأل عن دين ''هو دينُ الله وملائكته، وقد خرج في أرضك نبي، أو هو خارج، ارجع إليه واتبعّه فرجعت'' .

اسلم سعيد بن عمرو قبل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم في مكة، وكانت قد سبقته للإسلام زوجه وابنة عمه فاطمة بنت الخطاب أُخت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين، ولم يكن سعيد متأخرا عن مرتبة أهل الشورى الستة الذين عينّهم عمر بن الخطاب، وإنما تركه عمر لأنه ختنه وابن عمه، ولو ذكره في أهل الشورى لقيل حابى عمر ابن عمه: فأخرج عمر رضي الله عنه من أهل الشورى ولده وعصبته .

روى هشام بن عروة عن أبيه أن اروى بنت أويس ادعتّ أن سعيدا بن زيد أخذ شيئا من أرضها فخاصمته إلى مروان بن عبد الملك والي المدينة المنورة آنذاك، فقال سعيد: أنا كنتُ آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . سمعته يقول: (من أخذ شيئا من الأرض طُوّقه إلى سبع أرضين) . قال مروان: لا أسألك بينّة بعد هذا، فقال سعيد: اللهّمّ إن كانت كاذبة فأعم بصرها، واقتلها في أرضها . فما ماتت حتى عميت، وبينما هي تمشي في أرضها، إذ وقعت في حفرة، وفي رواية بئرا فماتت فيها .

روي عن سعيد بن زيد قال: فقلت يا رسول الله إن أبي كان كما قد رأيت وأبلغتك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فاستغفر له قال: ( نعم، فاستغفر له، فانه يُبعّثُ أمة وحده ).

وكان سعيد بن زيد قد قدم من الشام بعد بدر فكلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب له بسهمه وأجره .

وكان سعيد بن زيد رضي الله عنه طويلا، أشعر الجسد، روى ثمانية وأربعون حديثا، اتفق البخاري ومسلم على حديثين، وانفرد البخاري بثالث .

وتوفي رضي الله عنه بالعقيق، ودفن بالمدينة المنورة سنة إحدى وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة .

رحمه الله رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-09-2007, 05:29 PM   #7
يتيم الشعر
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 6,363
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

وكل عام وأنت بخير
أخي الغالي ليتك تدقق وتراجع في طباعة الأحاديث ، مثل هذا الحديث : (الكلمأة من المنّ الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاءٌ للعين)
__________________
يتيم الشعر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-09-2007, 10:57 AM   #8
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة يتيم الشعر
وكل عام وأنت بخير
أخي الغالي ليتك تدقق وتراجع في طباعة الأحاديث ، مثل هذا الحديث : (الكلمأة من المنّ الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاءٌ للعين)

أخي العزيز معين ...
أشكرك على حرصك على أن لا ينقل إلا ما هو صحيح ...
لكن إذا كان لديك تعقيب بخصوص الحديث أرجو أن تصحح لي وجزاك الله خيراً ...
وكل عام وأنتم بألف خير ...
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-09-2007, 12:45 PM   #9
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها

أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها



وهي أسماء بنت عبد الله بن أبي قحافة القرشية التّيميّه، والدها هو أبو بكر الصديق: صّديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول الخلفاء الراشدين، وأمُها قتيلة بنت عبد العزى العامرية . وأُخت عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين رضي الله عنها، وهي اصغر منها بعشر سنين، تزوجت الزبير بن العوام وكنيت بأم عبد الله، ورزقت بعبد الله، وعروة بن الزبير، وهي وأبوها وجدّها، وابنها عبد الله ابن الزبير أربعتهم صحابيون .

وقد لقبها الرسول صلى الله عليه وسلم بذات النطاقين لأنها لم تجد ذات يوم ما تربط به سفرة الرسول صلى الله عليه وسلم عند الهجرة إلى المدينة فاستأذنت أباها أن تقسم من نطاقها ما تشّد به سفرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأذن لها . فلقبها عليه السلام بذات النطاقين .

هاجرت إلى المدينة المنورة وكانت حاملا بابنها عبد الله، وقد شهدت معركة اليرموك على ثرى الأردن مع زوجها الزبير بن العوام، وروي عنها أنها كانت موصوفة بسخاء النفس حتى كانت لا تدخّر شيئا لغدها وكانت في مرضها تعتق مملوكها .

روت عن جدّها لما توجه النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة مهاجرا. قالت: حمل والدها أبو بكر معه جميع ماله - نحو خمسة أو ستة آلاف فأتاها جدها أبو قحافة وكان على الشرك وقد عُمي فقال: إن هذا قد فجعكم بماله ونفسه . فقالت: كلا، قد ترك لنا خيرا كثيرا فعمدت إلى أحجار فجعلتهن في كوة البيت، وغطت عليها بثوب ثم أخذت بيده ووضعتها على الثوب . فقالت: هذا تركه لنا، فقال: أما إذ ترك لكم هذا فنعم .
وعن ابن الزبير قال: نزلت هذه الآية الكريمة في أسماء وكانت أُمها يقال لها قُتيله جاءَتها بهدايا، فلم تَقَبلها، حتى إذا سألت النبي صلى الله عليه وسلم نزلت الآية (لاَ ينهاكُم اللهُ عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) الآية (8) من سورة الممتحنه. وفي صحيح البخاري قالت أسماء: يا رسولَ الله! إن أُمي قدمت وهي راغبةٌ، أفأصُلها؟ قال: (نعم صلي أُمكَّ).

روي أن أسماء بنت أبي بكر قالت لابنها: (يا بُنيّ عش كريما، وُمت كريما، لا يأخذك القوم أسيرا)، وذُكر أنه لما كثر اللصوص في المدينة المنورة زمن ولاية سعيد بن العاص اتخذت أسماء خنجرا كانت تجعله تحت رأسها.

قال عروة بن الزبير: دخلت أنا وأخي (يقصد عبد الله بن الزبير الذي ثار في مكة مطالبا بالخلافة زمن الأمويين)، قبل أن يُقتل على أُمنا بعشر ليال، وهي وجعهٌ فقال عبد الله: كيف تجدينكَ؟ قالت: وجَعَةٌ . قال: إن في الموت لعافية . قالت لعلَك تشتهي موتي، فلا تفعل، وضحكت، وقالت: والله، ما أشتهي أن أموت، حتى تأتي على أحد طرفيك: أما أن تُقتَل فأحتسبكَ، وإما أن تظَفَر فتقّر عيني . إياك أن تعرض على خطُه فلا توافق، فتقبلها كراهية الموت). قال: إنما عنى أخي أن يقُتل، فيحزنها ذلك، وكان عمرها مائة سنة .

ولما قَتَلَ الحجاج عبد الله ابن الزبير في مكة دخل الحجاج على أسماء أُمه فقال لها: يا أُمه! إن أمير المؤمنين وصاني بك، فهل لك من حاجة؟ قالت: لستُ لك بأُم، ولكني أُم المصلوب على رأس التـّنيَة، ومالي من حاجة، ولكن أُحدثك! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرُجُ في ثقيف كذاب ومبُير) فأما الكذّاب فقد رأيناه - تعني المختار بن عبيد الثقفي الذي قام بثورة في الكوفـــة مطالباُ بالخلافة لشيعة علي كرم الله وجهه وأُما المبيرُ فأنت. فقال لها : مبيُرُ المنافقين .

وقد قتل ابنها عبد الله بن الزبير في جمادي الأول سنة ثلاث وسبعين للهجرة وماتت هي بعده بليال فقط.
وفي رواية أخرى أنه لما دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر بعد قتله ابنها عبد الله فقال: إنهّ ابنك ألحدَ في هذا البيت، وإن الله أذاقه من عذاب اليم . قالت: كَذبتَ! كان بّرا بوالدته، صواماً، قواماً . ولكن اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم '' أنه سيخرج من ثقيف كذابان: الآخر منهما شّـٌر من الأول وهو مُبيرُ) تعني الحجاج بن يوسف الثقفي والأول منهما هو نفسه المختار بن عبيد الثقفي الذي أشرنا اليه.

رحم الله أسماء بنت أبى بكر رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-09-2007, 12:10 PM   #10
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه



وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزُى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، ابن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنهما من زوجته زينب بنت مضعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمُح وكانت من المهاجرات أيضا.

كُنيّ بأبي عبد الرحمن القُرشي العدويُ المكي ثم المدني: اسلم صغيرا قبل البلوغ مع أبيه وأُمه، وهاجر مع أبيه صغيرا وكان عمره نحو عشر سنوات، وكان صغيرا يوم أُحد فكانت أول غزواته غزوة الخندق وكان عمره خمسة عشر عاما، وهو من المبشرين بالجنة.

وكان عالما فقيها، أفتى في الناس لأكثر من ستين سنة، وروى علما نافعا غزيرا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه عمر بن الخطاب، وعن أبي بكر الصديق وبلال بن رباح، وأُخته أم المؤمنين حفصة بنت عمر، وأُم المؤمنين عائشة وكبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

له في مسند بقيّ ألفين وستمائة وثلاثين حديثا، واتفق له في الصحيحين على مائة وثمانية وستين حديثا وانفرد البخاري بأحد وثمانين، ومُسلم بأحد وثلاثين حديثا.

وقد شهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم المشاهد كلهّا، وخرج مجاهدا إلى العراق فشهد القادسية، وجلولاء والمدائن، كما شهد في الشام معركة مؤتة بالأردن مع زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، وشهد معركة اليرموك على ثرى الأردن، وشهد فتح مصر وروى عنه نحوا من أربعين من أهلها الحديث النبوي الشريف.

وكان رجلا آدما، جسميا ضخما في إزار إلى نصف الساقين، قال رضي الله عنه: إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي، والخال انزعُ شيء، وجاءني البضُع من أخوالي فهاتان الخصلتان لم تكونا في أبي رحمه الله، كان أبي ابيض، لا يتزوّج النساء شهوة إلا لطلب الولد). وكان يُصَّفر لحيته بالخُلوق والزعّفران، ويعفيها إلا في حج أو عمره، وشعر رأسه طويل حتى ليبلغ منكبيه، وصُف بأنه من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا، وموصوف بالورع.

كتب رجل لابن عمر: اكتب إليَّ بالعلم كُلَّه، فكتب إليه ابن عمر: ((إن العلم كثيرُ، ولكن إن استطعتَ أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كافا لسانك عن أعراضهم لازما لأمر الجماعة، فأفعل، والسلام)).

وعندما مرض مرضه الأخير الذي قُبضَ فيه ذُكرت الوصية لابن عمر في مرضه فقال: أما مالي فالله أعلم ما كنت أفعل فيه، وأما رباعي وأرضي فإني لا أُحبّ أن يشارك ولدي فيها أحد .

وقد بقي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة تفد إليه الوفود من الناس للعلم والإستزاده، وكان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بمكة حيث مات سنة أربع وسبعين وكان عمرة سبعا وثمانين سنة.

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لُكّل أمة عالمٌ وعالم هذه الأمة عبد الله بن عمر، ولكل نبيّ خليلٌ وخليلي سعد بن معاذ).

ذكر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوما رؤيا رآها في منامه قال: رأيت كأن بيدي قطعةٌ من إستبرق وليس مكان في الجنّة أريُدهُ إلا طارت بي إليه فقصصُتها على حفصة أم المؤمنين أخته فقصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن أخاك رجلٌ صالحٌ، لو كان يقوم الليل). قال: فما تركتُ قيام الليل بعد ذلك.

وقد روي أن ابن عمر يتّبع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآثاره، وحاله ويهّتم به، حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك وكان يسأل باستمرار عما ذكره أو أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في غيابه، ولذلك فقد قال ابن المسيب لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدتُ لابن عمر .

وكان ابن عمر إذا قرأ ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلُوبهم لذكر الله الآية (16) من سورة الحديد بكى حتى يغلبه البكاء.

كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يتوضأ لكل صلاة ويقرأ القرآن الكريم بين كل صلاتين مكتوبتين، وإذا فاتته العشاءُ في جماعة أحيى بقية ليلته، ولم يكن ليصوم في سفر ولا يكاد يفطر في الحضر.

وعن رأي ابن عمر في الفتنه سأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن! ما يحملك على أن تحج عاما، وتعتمر عاما، وتترك الجهاد؟ فقال: بُني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، وصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت. فقال يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع قوله تعالي: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) الآية (8) من سورة الحجرات. فقال: لان اعتبر بهذه الآية، فلا أُقاتل أحبُّ إليَّ من أن اعتبر بالآية التي يقول فيها ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها)) الآية (92) من سورة النساء فقال: ألا ترى أن الله يقول: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة)) الآية (193) من سورة البقرة. قال: قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلا، وكان الرجلُ يفتن في دينه، إما أن يقتلوه، وإما أن يسترقّوه، حتى كثُر الإسلام فلم تكن فتنه.

قال رجل لابن عمر : يا خير النّاس، أو ابن خير الناس، فقال: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكنيّ عبد من عباد لله، أرجو الله، وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه (يعني بهذا المديح).

وتوفي رحمه الله في مكة ودفن في فخَّ. وقد أوصى أن يدفن خارج الحرم فلم يستطع ورثته ذلك فدفن بمقبرة المهاجرين بفخَّ.

رحمه الله رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .