العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-09-2007, 03:15 PM   #11
السمو
" الأصالة هي عنواننا "
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 10,672
إرسال رسالة عبر MSN إلى السمو
إفتراضي

شرف وأي شرف أن تطأ أقدام أحد الصحابة أو التابعين
أومن سار على نهجهم إلى يوم الدين أن تطأ أقدامهم الشريفة
أي بقعة من هذا الكون ..

شكراً لك أخي الكريم النسري .. ويستحق المتابعة ..
__________________
الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والأكدار
الشيخ /ابن سعدي
السمو غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-10-2007, 12:38 PM   #12
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة دايم العلو
شرف وأي شرف أن تطأ أقدام أحد الصحابة أو التابعين
أومن سار على نهجهم إلى يوم الدين أن تطأ أقدامهم الشريفة
أي بقعة من هذا الكون ..

شكراً لك أخي الكريم النسري .. ويستحق المتابعة ..
شكراً أخي دايم العلو على متابعاتك وتعديلاتك البناءة والتي لا تكون إلا في موضعها ...
نعم سيدي ما كتبت ذلك إلا لأنه شرف كبير واي شرف أن يطأ ثرى بلدنا صحابي جليل، فالمعروف ان بلادنا بلاد الأنبياء وفي مدينتي لوحدها مقامات الأنبياء أيوب ويوشع وشعيب وجاد (جادور) وغيرهم ...

بارك الله فيكم وبإنتظار ملاحظاتكم الطيبة ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-10-2007, 12:54 PM   #13
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه

أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه



نُطلُ اليوَم على غور الاردن لنقف على مقام الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح، وهو: عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أُهٌيب القرشيّ الفهريّ المكّيُ: يلتقي نسباّ بالرسول صلى الله عليه وسلم في فهر، وقد أنقرض نسله رضي الله عنه

أسلم قبيل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم دار الارقم مع عبد الرحمن أبن مضعون، وعبيدة بن الحارث، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الآسد في ساعة واحدة، وذلك بعد ان عرض عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم الاسلام، وشرح لهم شرائعه وهو أحد السابقين الآولين بالاسلام، بشّره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وسماه أمينَ الآمة، رُويَ عن أنس رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أّنّ لكل أمة أمينا وأمينُ هذه الآمة أبا عبيدة بن الجراح.

وكان أبو عبيدة رجلآ طويلا نحيفا، معروق الوجه بمعنى قليل لحم الوجه، خفيف اللحية، له عقيصتان، وكان يُخّضبُ بالحناء، وفيه انعطاف الكاحل نحو الصدر مع انحناء من الكبر، أثرم لانخلاع ثنيتيه، وهما السنان الأماميان في مقدم الفم وقد كان لذلك قصة:-
إذ أن أبا عبيدة رضي الله عنه لما شارك في معركة أُحد، وأبلى يومها بلاءا حسنا كان أن أصُيب الرسول صلى الله عليه وسلم بحلقتين دخلتا وجنته الشريفه من ضربة اصابته، فجاء أبو عبيدة ليعالجهما، واستطاع أن يخلعها بثنيتية فانخلعتا فحسن ثغره حتى قيل ما رؤي هَتٌم قط أحسنُ من هتم ابو عبيدة .

وعُرف عن ابي عبيدة أنه كان رجلا حسن الخلق، لين المعشر، مع حلم زائد، وتواضع جم، وروي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لصحابته رضوان الله عليهم أجمعين ما منكم من احد الا لو شئت لآخذت عليه بعض خلقه الا أبا عبيدة . وكان أبو عبيدة متبعا لآمر الرسول عليه السلام، وله مناقب جمة، مع ذلك عرف عنه بأنه داهية قريش.

روى أبو عبيدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم مجموعة من الاحاديث . وكان معدودا فيمن جمع القران الكريم، وشهد بدرا، ثم شهد احدا حسبما اسلفنا، وارسله الرسول صلى الله عليه وسلم في سرية إمداد لعمرُو بن العاص رضي الله عنهما في غزوة ذات السلاسل وأمّره الرسول عليه السلام على سراة المهاجرين المعروفين ومنهم ابا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما . فلما أنتهى الى عمرو بن العاص تخلىّ عن القيادة لعمرو رغم الحاح الصحابة عليه، مذكرين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمّره، فقال عمرو: إنما أنتم مددٌ أمددتُ بكم، فلما رأى ذلك أبو عبيدة، وكان حسن الخلق، لين الشكيمة، سلّم الإمارة لعمرو.

وكان اسقفا نجران العاقب والسيد قد قدما الى الرسول صلى الله عليه وسلم طالبين ان يرسل معهما الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا امينا حق أمين فقال عليه السلام: لآبعثن معكم رجلا أمينا حقّ امين . فاستشرف لها الناس فقال صلى الله عليه وسلم: قم يا أبا عبيدة. وقد تمنىّ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيتا ممتلئا رجالا مثل ابي عبيدة .

ارسلة الخليفةُ ابو بكر الصديق اميرا على جيش لفتح الشام في السنة الثالثة عشرة للهجرة ومرّ بمآب ويأتي لفظها (مؤاب) فقاتلوه وقاتلهم ثم طلبوا الصلح فصالحهم وكان هذا الصلح لآهل مؤاب هو أول صلح بأرض الشام ومؤاب حاليا بلدة في محافظة الكرك.

ثم كانت وقعه اجنادين قرب الرمله ونصر الله المسلمين (ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أن أجنادين من كوره بيت جبرين موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، وكانت الوقعه قبل نحو شهر من وفاة ابي بكر الصديق رضي الله عنه) ثم معركة اليرموك وكان قائد الجيش خالد بن الوليد رضي الله عنه، ثم توفي ابو بكر الصديق وتولى الخلافة عمر بن الخطاب فكتب لأبي عبيدة يوليه قيادة الجيش وكانت موقعة مرج الصفّر وهو مرج جنوبي دمشق بين الكسوة وغباغب، ثم حصار دمشق وفتح ابو عبيدة دمشق صلحا من باب الجابية ثم جرت وقعة فحل (بكسر اوله وسكون ثانية واخره لام) ذكر ياقوت الحموي انه اسم لموضع بالشام وكان ذلك بعد فتح دمشق بعام واحد، وقال القعقاع بن عمرو التميمي فيها : -
وغُداةُ فحل قد رأوني معلمــــــا *** والخيـل تَنحَطُ والبلا أطـــوارُ
ما زالت الخيل العرابُ تدوسهم *** فـي حوم فحل والهبا مـــــوّارُ
حتى رمين سراتهم عن أسرهم *** في روعة ما بَعدُها استمرارُ

وسُمي يوم فحل يوم الرذّغـة ويــَـومَ بُيســان، ويروى انه لما اشتد الطاعون في بلاد الشام كتب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى أبي عبيدة كتابا جاء فيه ما نصه: ((انه قد عَرُضَت لي حاجة ولا غنى لي عنك فيها، فعجّل الي)) . فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال: عَرَفتُ حاجة أمير المؤمنين، انه يريد ان يستبقى من ليس بباق وكتب ابو عبيدة للخليفة عمر كتابا جاء فيه اني قد عَرَفتُ حاجتك، فحلّلني من عزيمتك، فاني في جند من اجناد المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم . فلما قرأ عمر رضي الله عنه الكتاب بكى فقيل له: مات ابو عبيدة؟ قال: لا، وكأن قد أي نعم وكأنه قد مات . وكان الخليفةُ عمُر رضي الله عنه عندما زار الشام سأل عن ابي عبيدة وزاره في منزله فلم يرَ فيه غير سيفه وترسه ورحله، فبكى عمر، فقال له أبو عبيدة: قد قلت لك ستعصر عينيك عليَّ يا أمير المؤمنين، يكفيك ما يبلغك المقيل . قال عمر: غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة.

وأصيب أبو عبيدة بالطاعون، وانطلق من الجابية الى بيت المقدس للصلاة في المسجد الاقصى، واستخلف على الناس من بعده معاذ بن جبل رضي الله عنه وروي إنه لما مرض ابا عبيدة وكانت إمرته تحيفه جالسةً عند رأسه، وهو مقبل بوجهه على الجدار سئلت عنه فقالت: بات بأجر، فقال: إني والله ما بتُّ بأجر! ثم أردف قائلاً: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله، فبسبعماية، ومن أنفق على عياله، أو عاد مريضاً أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثاله، والصوم جُنَّةٌ، ما لم يخرقها، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده، فهو له حطة. فادرك ابا عبيدةَ أجَلَةُ قبل ان يصلي في المسجد الاقصى في فحل قرب بيسان فتوفي فيها في السنة الثامنه عشرة للهجرة عن ثمانية وخمسين سنة .
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-10-2007, 09:46 AM   #14
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile زيد بن حارثة رضي الله عنه

زيد بن حارثة رضي الله عنه



هو زيد بن حارثة بن شرحبيل أو (شرحيل) بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر ابن النعمان، أُمه سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر الملقب بزيد الحب، الامير الشهيد الذي ورد ذكره في سورة الأحزاب الآية (37): قال تعالى: ''وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس واللهُ أحقُّ أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً'' صدق الله العظيم، ولم يُسمِّ تعالى في كتابه صحابياً باسمه إلا زيد بن حارثة، سيد الموالي واسبقهم الى الاسلام، وهو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو حبه (اسامة بن زيد)، وما احب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا طيبا
اول من اسلم من الرجال، وهو صحابي جليل روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديثان، وروى عنه ابنه اسامة، وروى اسامة كذلك عن يوم استشهاد والده ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال يوم استشهاد زيد في معركة مؤتة في جمادى الاولى من السنة الثامنة للهجرة ان زيدا ''يبعث امة وحده'' وكان عمره نحوا من خمس وخمسين سنة.

وكان رضي الله عنه قصير القامة، ابيض البشرة، وقد اسرته خيل من تهامه وجاءت به لبيعه رقيقا في مكة وشاهده الرسول صلى الله عليه وسلم وعرض على ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها ان تشتريه فاشترته بسبعماية فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لو كان لي لاعتقته فردت رضي الله عنها: فهو لك فاعتقه الرسول عليه السلام وذكر لاهل مكة ان زيدا يرثه فردد كفار مكة ان زيدا ابن محمد صلى الله عليه وسلم الى ان نزلت الاية الكريمة من سورة الاحزاب ''ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله'' الاية (5) الاحزاب
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكبر زيدا بعشر سنين.

زوّجه الرسول صلى الله عليه وسلم من حاضنته عليه السلام ام ايمن الحبشية، التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ''أم ايمن امي بعد امي'' فولدت لزيد (أسامة بن زيد) وكان يكنى به.
واَخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين زيد وحمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة الى المدينة وكان زيد من الرماة المذكورين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما جاء ابوه حارثة وعمه كعب يسألان الرسول صلى الله عليه وسلم لفداء زيد ورد عليهما الرسول عليه السلام: ''ادعوه فخيروه، فان اختاركم فهو لكم بغير فداء، وان اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني فداءا'' ولما دعياه امام الرسول صلى الله عليه وسلم قال زيد للرسول عليه السلام: ''ما انا بالذي اختار عليك احدا، انت مني بمكان الاب والعم'' فقالا له: ويحك يا زيد اتختار العبودية على الحرية وعلى ابيك وعمك واهل بيتك قال: رأيت من هذا الرجل شيئا ما انا بالذي اختار - عليه احدا''.
اخرج الترمذي ومسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا واّمر عليهم اسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في امارته فقال صلى الله عليه وسلم: ''ان تطعنوا في امارته فقد كنتم تطعنون في امارة ابيه من قبل، وايم الله ان كان لخليقا للامارة وان كان لمن احب الناس الي وان هذا (اسامة) لمن احب الناس اليّ من بعده.
واخرج الحاكم عن جبير بن مطعم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ''خير امراء السرايا زيد بن حارثة، اقسمهم بالسوية، واعدلهم بالرعية''. ولذلك فان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبعثه في سرية الا امّره عليها، وغزا سبع غزوات اميرا، وكانت هذه الامارة تثير غيرة الصحابة رضي الله عنهم الحريصين على كل تكليف من الرسول عليه السلام باعتبارة تشريفا لهم.
وقد قدمّه الرسول صلى الله عليه وسلم على الامراء في غزوة مؤته: ومؤَتةُ، بالضم ثم واو مهموزة ساكنة، وتأء مثناه من فوقها كانت قرية من قرى البلقاء في حدود الشام، تصنع فيها السيوف وإليها تنسب المشرفية من السيوف، قال ابن كثير:
إذا الناس ساموكم من الأمر خطـــةً *** لها خطمة فيها السمام المثَّمـــلُ
أبى الله للشُّم الأنوف كأنهــــــــــــــم *** صوارمُ يجلوها بمُؤتَة صقـــــــلُ
ومؤتة حالياً مدينة عامرة تتبع محافظة الكرك بالأردن إدارياً وتضم جامعة مؤتة التي زاد عدد طلبتها على اثنين وعشرين ألفاً.
وقد عقد الرسول (صلى الله عليه وسلم) لزيد الراية، فلما التقى المسلمون المشركين من الروم والمستعربه من اتبّاعهم في جيش ضخم قيل انه بلغ مائتي الف مال الروم الى المشرفيه ومال المسلمون الى مؤته وكان الامراء يقاتلون على ارجلهم فاخذ زيد بن حارثة اللواء فقاتل قتالا ضاريا واستشهد طعنا بالرماح ولما بلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ''استغفروا له وقد دخل الجنه وهو يسعى''. وعندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم استشهاد زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبد الله بن رواحة في مؤتة قام صلى الله عليه وسلم وذكر استشهاهم وبدأ بزيد فقال: اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد (ثلاثا) ثم قال: اللهم اغفر لجعفر وعبد الله ابن رواحه ''.
وقد فضّل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه اسامه بن زيد في العطاء على ابنه عبد الله ابن عمر فاعطى اسامة ثلاثة الاف وخمسماية، وفرض لابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب ثلاثة الاف فاعترض عبد الله بن عمر لوالده الخليفه على هذا التمييز مُذّكرا والده ان اسامة بن زيد لم يسبقه -في الجهاد - الى مشهد، ولكن الخليفه عمر رضي الله عنه يرد على ابنه بهدوء ''يابُني كان زيد أحب الى الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان اسامة أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فاَثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي''.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بلغه استشهاد زيد بن حارثة قد اتى منزله بعد ذلك ولقيته ابنة زيد فأُجهشت بالبكاء في وجهه، فلما راَها الرسول صلى الله عليه وسلم بكى حتى انتحب فقال له سعد بن عبادة: ما هذا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ''شوق الحبيب الى حبيبه''.
وكان السبب المباشر لغزوة مؤتة ان الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل الحارث بن عمير الازدي الصحابي الجليل الذي استشهد وبنت وزارة الأوقاف الأردنية مقامه في الطفيلة قرب بصيرة، ثم احد بني لهب الى ملك بصرى بكتاب، فلما نزل عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني وعلم انه من رسل الرسول صلى الله عليه وسلم، امر به فاوثق رباطه ثم قدمة فضرب عنقه صبرا ولما بلغ الخبر رسول الله اشتد عليه، وندب الناس واخبرهم بمقتل الحارث وقاتله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: زيد بن حارثه امير الناس فان قتل زيد بن حارثه فجعفر بن ابي طالب، فان اصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فان اصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فيجعلوه عليهم .
وكان لواء زيد ابيض وعدد جيشه ثلاثة الاف، وتعتبر غزوة مؤتة من الغزوات التي قصد بها الرسول صلى الله عليه وسلم إعزاز الاسلام ودولته والانتقام من الاعداء الذين انتهكوا حرمة دولة الاسلام فاعتدوا - دون وجه حق - على رجالها وهم رسل السلام، وهو ما يعزز حرمة دم المسلم وكرامته في الاسلام.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-10-2007, 09:53 AM   #15
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile خالد بن الوليد رضي الله عنه

خالد بن الوليد رضي الله عنه


هو خالد بن الوليد بن المغيره بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظه بن كعب، الملقب بأبي سليمان القرشي المخزومي المكي، صحابي جليل، كان في الجاهلية من سادة قريش وقائدا لفرسانهم في الحرب تأخر رضي الله عنه في تلبية دعوة الاسلام، وشهد مع المشركين وفي مواجهة المسلمين مواقع بدر وأحُد والخندق، والحديبية .
والده الوليد بن المغيرة (أبو عبد شمس) من قضاة العرب في الجاهلية، ومن زعماء قريش، وكان يقال له العدل لآنه كان عدل قريش كلها حيث كانت قريش تكسو الكعبة (البيت) مرة والوليد يكسوه وحده مرة اخرى، وكان ممن حّرم الخمر في الجاهلية، وادرك الاسلام وهو شيخ هرم فعاداه وقاوم دعوته، وتوفي بعد الهجرة بثلاثة أشهر .

هاجر خالد رضي الله عنه مسلماً إلى المدينة المنورة في صفر من السنة الثامنة للهجرة، وهو ابن أخت أم المومنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، شارك في فتح مكة وغزوة حنين، ثم معركة مؤته، حيث تولى قيادة جيش المسلمين في مؤتة بعد ان استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهم (زيد بن حارثة، جعفر بن ابي طالب، وعبد الله بن رواحة) .
فاختاره المسلمون قائدا لمتابعة القتال، ثم انه استطاع ببراعته الحربية ان ينسحب بالجيش ويعود به الى المدينة بخسائر قليلة، وقد أبلى بلاءا حسنا في مؤته، عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نعى امراء مؤته ثم قال: (أصيبوا جميعا ثم اخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد) وكان صلى الله عليه وسلم يحدث الناس وعيناه تذرفان .
ولمّا تولى الخلافة ابو بكر الصديق رضي الله عنه وجّه خالدا رضي الله عنه لقتال المرتدين، وانتصر عليهم، وقتل مسيلمه الكذاب، وقضى على الردة التي كانت محاولة من القبائل العربية في الجزيره العربية لمقاومة سيطرة قريش على الخلافة الاسلامية في المدينة وضد السيطره السياسية للمدينة المنوره ومكه .
ثم ارسلة ابو بكر لفتح العراق في السنة الثانية عشرة للهجرة ففتح الحيرة، وأماكن مختلفة من العراق ثم طلب اليه ابو بكر ان يتحّول الى بلاد الشام لنجدة جيوش المسلمين فيها وفتح دمشق، فاخترق بادية السماوة، وقطع المفازة من العراق إلى أول بلاد الشام في خمس ليالٍ كان قائداً للجيش، وشهد حروب الشام، وفتح دمشق مع أبي عبيدة، ثم انعزل إلى حمص ومنها اعتمر ثم عاد إليها وتوفي فيها.
وكانت معركة اليرموك معركة فاصلة بين الروم والمسلمين، نصر الله فيها المسلمين، وسار خالد مع ابي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه لفتح دمشق، وكان ان تولى الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرسل كتابا بتولية القيادة العامة لجيش المسلمين الى أبي عبيدة، وتنحى خالد رضي الله عنه عن قيادة الجيش كجندي مثالي، وفارس مغوار طائعا ملتزما كجندي تحت قيادة ابي عبيدة، رغم كل الانتصارات التي حققها، مؤكدا من جديد وبصورة عملية انه كان ولا يزال سيف من سيوف الله .
رويَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال في حادثة عزل خالد عن قيادة الجيش : لانزّعن خالدا حتى يعلم ان الله انما ينصر دينه يعني بغير خالد قال القعقاع بن عمرو في معركة اليرموك: وجئنا الى بصرى وبصرى مقيمة فألقت الينا بالحشا والمعاذر فضضنا بها ابوابها ثم قابلت بنا العيُس في اليرموك جمع العشائر
ثم ولي خالد بن الوليد دمشق لآبي عبيدة ومن بعده في عهد عياض بن غنم حتى مات ثم انعزل خالد الى حمص، واستقربه المقام في مدينة حمص الى ان وافته المنية سنة احدى وعشرين هجرية، رويَ عنه انه لما دنا اجله قال: (لقيت كذا وكذا زحفا وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف او رمية بسهم، وها أنا اموت على فراشي حتف انفي كما يموت البعير، فلا نامت اعيُن الجبناء) وتوفي رضي الله عنه عن ستين سنة .
قال عنه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد وفاته: كان والله سّدادا لنحر العدو، ميمون النقيبة وعندما رأى عمر النسوة يبكين خالدا في المدينة المنوره قال: ما على آل الوليد ان يسَفحن على خالد من دموعهن، ما لم يكن نقعا او لقلقة .
والنقع: حث التراب على الرؤوس، واللقلقه: الصراخ .
فيما قال خالد رضي الله عنه عن نفسه ما من ليلة يهدي الّي فيها عروس أنا لها محّب أحب الي من ليلة شديدة البرد، كثيرة الجليد في سرية أصّبحُ فيها العدو .
روى خالد رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث قليلة، وله في كتب الحديث أحاديث كثيرة منها حديثين في (الصحيحين)، ومها ما أخرجه أحمد في مسنده عن خالد بن الوليد أنه سأل الرسول (صلى الله عليه وسلم) قائلاً: يا رسول إن كائداً من الجن يكيدوني فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برٌ ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض، وما يخرج منها، ومن شر ما يعرجُ في السماء وما ينزل منها، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمان، قال ففعلت فأذهبه الله عني. ومنها أيضاً ما رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب من أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث خالداً إلى بني جذيمة فقتل وأسر (منهم الكثير)، فرفع النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: اللهم إني أبرأُ إليك مما صنع خالد، وكررها مرتين، كناية عن عدم رضا الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن هذه الأفعال .
وذكر خالد ان انشغالة الدائم في الجهاد منعة من الاكثار من قراءة القران الكريم ولم يترك من ميراثه سوى سيفه ودرعة وفرسة وقد احتسبها في سبيل الله تعالى، وله مقام على باب حمص ويجري دراسة وتدريس اساليبة وخططه العسكرية في كل المعاهد العسكرية والاستراتيجية حتى يومنا هذا .
رحم الله خالد بن الوليد رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-10-2007, 02:29 PM   #16
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عبد الله بن رواحه رضي الله عنه

عبد الله بن رواحه رضي الله عنه



هو عبد الله بن رواحه بن ثعلبه بن امرئ القيس بن ثعلبه، أبو عمرو الانصاري الخزرجي الشاعر المكنُىّ بأبي محمد، وأبي رواحه وليس له عقب، وهو وأبو الدرداء أخوان لأُمه كبشة بنت واقد بن عمرو وهي خزرجية أيضاً، وهو خال النعمان بن بشير وروى عنه الكثير
وقد شهد بدرا وما بعدها إلى أن استشهد، وكان أحد النقباء في العقبة، وكان من كتاّب العرب في الجاهلية ومن كتاب الانصار، بعد الهجرة في المدينة، ومن الشعراء القلة المخضرمين.
كان عبد الله بن رواحة من شعراء الجاهلية، كان يناقض شاعر الاوس القبيلة المنافسة لقبيلته وهو قيس بن الخطيم، وأصبح لاحقاً من شعراء الإسلام وشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم وهو القائل:-
يا هاشم الخير أن الله فضلكــم *** على البريــة فضلا ما له غيرُ
أني تَفرستُ فيك الخير أعرفـهُ *** فراسـة خالفتهم في الذي نظرواُ
ولو سألت أن استنصرت بعضُهُم *** في حلّ أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت الله ما اتاك من حَسَـــن تثبيت *** موسى ونَصرا كالذي نصروا
أنت الرسولُ فمن يُحْرَمْ نوافلـهُ *** والوجه منه فقد أزرى به القدر
ولما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك أقبل بوجهه مستبشرا وقال :- (( وأياكَ فثبّت الله)).
روُي أن ابن رواحة اذا لقي الرجل من أصحابه كان يقول له: تعال نؤمن ساعة فقالها يوما لرجل فغضب الرجل وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألا ترى أبن رواحة يَرغبُ عن ايمانك الى ايمان ساعة . فقال صلى الله عليه وسلم: رحم الله ابن رواحة أنه يُحبّ المجالس التي تتباهى بها الملائكه .
وقد رُوي أيضا أن ابن رواحة قدم الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فسمعه يقول (أجلسوا). فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من خُطبته. ولما بلغ ذلك الرسول عليه السلام قال: ((زادك الله حرصا على طواعية الله ورسوله)).
وهو ثالث أمير أمّره الرسول صلى الله عليه وسلم على جيش المسلمين في معركة مؤته: ولمّا وصل الجيش الاسلامي ناحيُة معُان علموا بأن الروم قد جمعوا لمواجهتهم جيشاً عظيماً من الروم والمستعربه، وجرت مشاورات بين قادة الجيش حول السير الى مؤته أو العودة، وابن رواحة صامت، ولمّا استشير قال: أنا لم نسر لغنائم، ولكننا خرجنا للّقاء، ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عدة، والرأي المسير اليهم وهكذا كان .
وعندما بدأت معركة مؤته واستُشهد زيد بن حارثه ثم جعفر بن ابي طالب، واستلم ابن رواحة الراية أحّس بنفسه ترددا عن الاقدام للقتال فأنشد:-
أقسمت يا نفسُ لتَنَزّلنه *** طَائعة او لتكَرهّنـــه
فطالما قَد كُنت مُطمئنّه *** مالي أراك تكرهين الجنّه
ثم اقدم على جيش الروم أقدام قائد شجاع فذّ فقاتل رضي الله عنه وأرضاه حتى استشهد على ثرى مؤته.
روى ابو الدرداء رضي الله عنه قال: أن كُنّا لنكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر في اليوم الحار، ما في القوم أحد صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحه .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد استخلفه على المدينة المنورة عندما سار المسملون الى غزوة بدر الموعد، وهي الغزوة التي تحدئّ بها أبو سفيان وهو على الشرك المسلمين بعد معركة أُحد قائلا للمسلمين: أن موعدكم بدر العام المُقبل غير أن أبا سفيان خرج في جيش المشركين في الموعد لملاقاة المسلمين ولم يبلغوا بدر وعادوا الى مكة دون قتال المسلمين فسمّى أهل مكة جيش ابي سفيان بجيش السويق . قائلين لهم: ((خرجتم تشربون السويق)).
عن أنس رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في عُمرة القضاء وابن رواحة بين يديه يُنشد:
خّلوا بني الكفار عن سبيله *** اليوم نَضربكُم على تنزيله
ضربا يُزيلُ الَهَام عن مقَيله *** ويُذهلُ الخَليَل عن خليلـه
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا بن رواحة في حرم الله وبين يدي رسول الله تقول الشعر؟!! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خَّل يا عُمرُ، فهو أسرعُ فيهم من نضح النّبل .
ولما نزلت الآية الكريمة عن نار جهنم وأن منكم الا واردها بكى ابن رواحه وبكت أمراته، فقال لها: مالك؟ قالت بكيت لبكائك . فقال: أني قد علمت أني وارد النار، وما أدري أناج منها ام لا؛ ولم ينبئني اني صادر عنها، فذاك الذي أبكاني .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث ابن رواحة رضي الله عنه الى خيبر وجرت بينه وبين اليهود مماحكات فجمع اليهود حُليا من نسائهم فقالوا: هذا لك وخففّ عنا . قال: يا معشر يهود! والله أنكم لمن أبغض خلق الله الّي . وما ذاك بحاملي على أن احيف عليكم والرشوه سحت .
وقد تزوج رجل بإمرأة ابن رواحة فقال لها أتدرين لم تزوجتك؟ لتخبريني عن صنيع عبد الله في بيته، فذكرت له شيئاً، غير أنها قالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته، صلى ركعتين، وإذا دخل صلى ركعتين. لا يدع ذلك أبدا.
وتذكر كتب السيرة والتاريخ أن عبد الله برواحة قد قال قصيدة طويلة في طريقه إلى موقع معركة مؤتة مخاطباً ناقته جاء فيها:
إذا أديتني وَحَملتِ رحلــي مسيرة أربع بَعْدَ الحســـاء
فشأنك أنعمٌ وخـــلاكِ ذَمٌّ ولا أرجع إلى أهلي ورائــي
وجاء المسلمون وغادروني بأرض الشام مشتهي الثـواء

ولما ودّع المسلمون جيش مؤتة قالوا لهم: صحبكم الله ودفع عنكم وردكم صالحين؛ فأنشد ابن رواحه شعراً منه:
لكنني أسألُ الرحمن مغفــــرة وضربةٌ ذات فرغٍ تقذف الزبــدا
حتى يقال إذا مروا على جدثــي أرشده الله من غازٍ وقد رشــدا

وقبرُ عبد الله بن رواحـة موجودٌ في مؤتة بالأردن وهو اليوم مزارٌ وفيه مسجد.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-10-2007, 02:02 PM   #17
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عمرو بن العاص رضي الله عنه

عمرو بن العاص رضي الله عنه



هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي، ابو عبد الله، داهية قريش الموصوف بأنه داهية في حلّ المعضلات، ومن يُضَربُ به المثل في الفطنة والدهاء والحزم، كان من فرسان قريش في الجاهليه وشاعرا حسن الشعر وهو القائل:
اذا المرُء لم يترك طعاما يُحُّبهُ *** ولم يَنه قلبا غاويا حيث يَمّما قضى
وطرا منه وغادَرَ سّبـــــــــــــةً *** إذا ذُكرت أمثالها تملآ الفمــــــــــــا

تأخرت أستجابته لدعوة الاسلام، وشارك مع المشركين في قتال المسلمين في وقعة بدر وأحُد ولم يحضر صلح الحديبية، وذهب للوهط وهي قرية بالطائف على ثلاثة ايام من وجّ قيل انه عرش فيها ''الف الف عود كرم على الف الف خشبة أبتاع كل خشبة بدرهم''. وُذكرَ انه لما حجَّ سليمان بن عبد الملك مّر بها فقال: هذا اكرم مال وأحسنه لولا أن هذه الحرة في وسطة فقيل له: ليست بحّرة ولكنها مسطاح زبيب''. الحرة الأرض المنبسطة ذات الحجارة السوداء الملساء .
بعد غزوة الخندق التي نصر الله فيها المسلمين، وهزم الاحزاب وحدة، واعتبرت نقطة تحول في مستقبل الدعوة الاسلامية، ذهب عمرو وهو على الشرك الى صديقة النجاشي في الحبشه، واشترى له هدايا من الأدم(الجلد) ليعيد المسلمين المهاجرين للحبشه ويَثنيهم عن دينهم، وجد في الحبشه جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وجرى بينهما وبين النجاشي نقاش حول نبوة الرسول عليه السلام نصحه النجاشي اثرها أن يُسلم، حيث قدم الى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ومعه خالد بن الوليد في السنة الثامنة للهجرة فقال عمرو: يا رسول الله، ابايعك على أن يغفر لي الله ما تقدم من ذنبي؟ ولم يذكر ما تأخر. فقال صلى الله عليه وسلم: (يا عمرو بايع فان الاسلام يُجّبُ ما كان قبله). وأضاف عمرو قائلاً: فوالله إني لأشد الناس حياء من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . فما ملأت عيني منه ولا راجعته .
روي ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله عمرا ثلاث مرات وهو في البحرين ولما سئل عليه السلام ما شأنه؟ قال: كنت اذا ندبت الناس الى الصدقه، جاء فأجزل منها فأقول: يا عمرو انى لك هذا؟ فقال: من عند الله وقال صلى الله عليه وسلم: وصدق عمرو، ان له عند الله خيرا كثيرا).
روى عدة أحاديث وروى أيضاً أحاديث عن أم المؤمنين رضي الله عنهما.
وكان قصير القامة، يخُضبُ بالسواد، معروف بفصاحته وبيانه وسداد رأيه وانه نقي السريرة: سره كعلانيته، يكرم جليسه، روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه قال: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد . وروي أن عَمْراً كان يسرد الصوم، وقلما يصيب من العشاء أول الليل . وقال إنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ''ان فصلا بين صيامنا وصيام اهل الكتاب أكلَةُ السّحر''. وروي أن عمراً قال: ''لا أملُّ ثوبي ما وسعني، ولا أملُّ زوجتي ما أحسنت عشرتي، ولا أملُّ دابتي ما حملتني، إن الملال من سيء الأخلاق'' .
أمره الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل لعلمه بمقدرته الحربية، فاصاب الصحابة برد ونهاهم عمرو عن اشعال النار، فلما عادوا شكوه للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال عمرو: ''يا نبي الله، كان فيهم قلة، فخشيت أن يرى العدّو قلتّهم، ونهيتهم أن يتبعوا العدّو مخافة أن يكون لهم كمين'' فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسله في السنة التاسعة للهجرة الى عُمان حيث فاوض حاكميها جَيفر وعباد أبني الجلندي فدخلا الاسلام وكان في عُمان عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم للرفيق الاعلى . شهد عمرو يوم اليرموك، وابلى بلاءا حسنا، وكان قائدا على جيش تحت أمرة خالد بن الوليد - رضي الله عنهما - وشارك في أجنادين وفتح دمشق ثم ارسله ابو عبيدة بن الجراح الى أهل حلب وانطاكية فصالح اهلها ثم افتتح قنسرين عنوة، ثم ولاه الخليفه عمر بن الخطاب الاردن وفلسطين نظرا لدوره في فتح هذه المناطق، ثم كتب اليه ليسير الى مصر وأفتتحها بدءا من حصن بابليون سنة عشرين للهجرة وأسس الفسطاط بمصر ثم سار الى الاسكندرية وفتحها سنة احدى وعشرين هجرية ثم فتح طرابلس بعدها بسنة وولاه الخليفة عمر بن الخطاب إمرة مصر وبقي والياً عليها زمن معاوية بن أبي سفيان.
ولم يشارك في الفتنة بداية وبقي معتصما في مكة حينا ثم لجأ الى معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وشارك ممثلا له في التحكيم الذي جرى في شعبان سنة ثمان وثلاثين للهجرة، والذي جرى في أذرُح بالفتح ثم السكون وضم الراء والحاء المهملة ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أنها بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة، ولا تبعد كثيراً عن الجرباء، فتحت صلحاً في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصولح على مائة دينار جزية، وهي اليوم بلدة عامرة تتبع إدارياً لمحافظة معان وفيها جبل سمي باسم جبل أبو موسى الأشعري أو جبل التحكيم، حيث جرى التحكيم بين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ومعاويه ابن أبي سفيان، وفي التحكيم قّدم عمرو برهانا جديدا على عبقريته السياسيه حيث نجح في اقناع ابي موسى الاشعري ممثل الخليفة علي بن ابي طالب بخلع علي ومعاوية وثبّت معاوية وقال فيه كعب بن جعيل شعراً يصف عبقريته بعبقرية لقمان الحكيم في أذرح قائلاً:
كأن أبا موسى، عشية أذرحٍ يطيف بلقمان الحكيم يواربه
فلما تلاقوا في تراث محمد سمت بابن هندٍ، في قريش مضاربه
الذي كافأه معاوية بن أبي سفيان بتولية مصر . الى ان توفي فيها سنة اثنين واربعين للهجرة سنة (663) ميلادية . رحمـــه الله تعالــــى
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-10-2007, 12:17 PM   #18
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile فروة بن عمرو الجذامي النفاثي رضي الله عنه

فروة بن عمرو الجذامي النفاثي رضي الله عنه



نستذكر يوم 20 رمضان شهيدا من شهداء الاسلام على ثرى الاردن، استشهد زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقع مقام هذا الشهيد الى الشمال من مدينة الطفيلة قرب حمامات عفرا، وهو اول شهيد خارج جزيرة العرب، واول شهيد في ارض الأردن وبلاد الشام استشهد مصلوبا لانه اعتنق الاسلام .
ويعتبر فروة بن عمرو بن الناقدة الجذامي النفاثي الذي كان رحمه الله -واليا للروم على من يليهم من العرب بالبلقاء وما حولها، وكان يقيم في معان، ذكر ياقوت الحموي: أن عفرا وتكتب بالالف الممدوده او المقصوره: ماء بناحية فلسطين: وكان المؤرخون المسلمون يؤكدون خلال كتاباتهم التي تتبعت حركة الفتح الاسلامي على ان مناطق جنوب الاردن ومنها معان، وعفرى جزء من فلسطين التاريخية انذاك، وتعاملوا مع جغرافية فلسطين بمقاطع عرضية وليس طوليه كما هي معروفه الان وبحسب الخرائط التي رسمها الاستعمار الأوروبي الحديث والمعاصر. ولا يعُرف حتى الان كيف بلغ الاسلام فروه ولكن المؤرخين المسلمين يذكرون وفادة رسول فروة الى الرسول صلى الله عليه وسلم في السنه التاسعة للهجرة التي عُرفت بعام الوفود، وقد ارسل فروة للرسول عليه السلام رجلا من قومة هو مسعود بن سعد ومعه رسالة يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم اسلامه مهديا للرسول غلام هو مدعم مولى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو من مواليد حسمى ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أن حسمى بالكسر ثم السكون أرض تنزلها قبيلة جذام العربية والتي ينتمي إلهيا فروة وهي بين العقبة وسيناء ومن جبالها جبل يعرف بإرم (لعله جبل رم قرب العقبة اليوم) وكان مدعم يكنى بأبي إسلام وبغلة بيضاء هي دُلدلُ وفرسا هو الظرب واثواب لين وقباء سندس مخرص بالذهب، وقد ارسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة جوابية لفروه جاء فيها (من محمد رسول الله الى فروه بن عمرو: اما بعد: فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما ارسلت به، وخبر عما قبلكم، واتانا باسلامك، وان الله هداك بهداه ان اصلحت واطعت الله ورسولة، واقمت الصلاة واتيت الزكاه) ثم امر الرسول صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح مؤذن الرسول رضي الله عنه، فاعطى مسعود بن سعد اثنى عشر اوقيه ونصف الاوقيـه.
وبلغ ملك الروم اسلام فروة، فطلبه ودعاه الى العودة عن دين الاسلام، وعرض عليه مغريات منها ان يُصبح ملكا، فكان رده -رحمه الله- على ملك الروم: لا أفارق دين محمد، وانك تعلم ان عيسى عليه السلام قد بشر به، ونتيجة لموقفه هذا حُبس فروة عند الروم فترة لترهيبة ولارغامه على الرده عن دينه، ولكنه ابى باصرار وقد ارسل لزوجته سلمى قصيدة معبرة عما يلاقيه في السجن، واصفا فيها ضيق سجنة وسط حراس الروم .
وما يتخذونه من الحيلة في التضييق عليه او ترغيبة في الملك لثنيه عن دينه والرجوع عن اسلامه، فأخرجه الروم من سجنه لديهم واقتادوه الى عفرى على مقربة من اهله، وعلى مرأى منهم، وهددوه بالصلب امامهم لعله يفكر في نفسه واهله وما قد يقال بعد صلبة وهو الوالي والرجل والشاعر، ولكنه اصر ثانية وبقي متمسكا بدينه حتى اذا اقتادوه الى ماء عفرى ليصلب وشاهد مكان صلبه تذكر زوجته سلمى ثانية وانشدها واصفا ارتفاع مكان صلبه وكانه على راحلة . ناقة ليس لها مثيل قوائمها مشذبة مرتفعه كانما جرى تشذيبها بالمناجل فقال:-
الا هل اتى سلمى بان حليلها
على ماء عفرى فوق احدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل امها
مشذبــة اطرافهــا بالمناجــل
ومع ذلك فقد بقي فروة متمسكا بدينة وعقيدته، ولم يثنه الترغيب او الترهيب بالردة عن دين الاسلام الذي ارتضى واقتنع واطمئن اليه، وقدم للصلب، وادرك انه مقتول لا محاله فطلب ان يبلغ سادة المسلمين رسالة هي ليست رسالة استعطاف واسترحام او رسالة وصية من مال او عقار او مصلحة او ولد بل هي رسالة تؤكد انه يتحمل الصلب في سبيل الله، وانه قضى شهيدا في سبيل الله مسلما اعظمه وبنانه ونفسه لله تعالى فانشد:
بلغ سراة المسلمين بأنني
سلم لربي اعظمي وبناني
وكان فروة اميرا في قومه الذين كانوا يقيمون في المنطقة الواقعه بين خليج العقبة وينبع، ويقال ان قيصر الروم كلف الحارث بن ابي شمر الغساني ملك غسان باعتقاله وصلبه.
فضربت عنقه ثم صلب على ماء عفرى وغدا شهيدا في سبيل الله تعالى، رضي الله عنه وارضاه . ورحمه سبحانه رحمه واسعه بفضله ورضوانه.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-10-2007, 10:12 AM   #19
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عبُادة بن الصامت الانصاري رضي الله عنه

عبُادة بن الصامت الانصاري رضي الله عنه



وهو عُبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة عوف ابن عمرو بن عوف ابن الحارث من الخزرج الأنصاري المكنُيّ بأبي الوليد، صحابي جليل، موصوف بالورع والتقُوى، شهد العقبة وكان أحد النقباء الاثني عشر الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة الى المدينة المنورة وكان يومها نقيبا لبني عوف بن الحارث، وقد ذكر فيما بعد عن هذه البيعة أنهم بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة على: ((السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العُسر واليُسر، وعلى الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن نقول في الله لا تأخُذنا في الله لومة لائم، وعلى أن ننُصَرهُ اذا قدم علينا يثرب، فنمنُعهُ مما نمنعُ منه أنفسنا وأزواجنا وأهلنا، ولنا الجنة، ومن وَفىّ وَفىّ الله له الجنة بما بايع عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومَن نكثَ فانما ينكث على نفسه!)).

كان عبُادة بن الصامت رضي الله عنه طويلا، ممتلئ الجسم، جميلا، وكان ممن جمع القران الكريم في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه من الانصار، رضوان الله عليهم معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وابو الدرداء، وأبو أيوب الانصاري وكان عبادة يُعلّمُ القران الكريم لآهل الصُفّة المنُقطعون للعبادة في المسجد، وروى رضي الله عنه الكثير من الاحاديث النبوية الشريفه .

شهد عبادة رضي الله عنه بدرا، وأحُدا والخندق، وغزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ست غزوات، وشارك في فتوح الشام، وفتح دمشق، وفتح مصر، وكان يقيم في المدينة المنورة ثم أرسله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى الشام ليُعلمّ الناس أمور دينهم ويقرؤهم القران الكريم، وكان معه معاذ بن جبل، وابو الدرداء رضي الله عنهما، فأقام عبادة في حمص، وأقام معاذ في فلسطين، فيما أقام أبو الدرداء بدمشق، وبعد وفاة معاذ رضي الله عنه بطاعون عمواس أنتقل عبادة بن الصامت الى فلسطين.
وكان رضي الله عنه خلال اقامة في الشام يخالف معاوية بن أبي سفيان الذي كان والياً انذاك في الشام في كثير من القضايا، ولما أوُتي من سعة معرفة بتفسير القران الكريم وبالحديث النبوي الشريف، والسيرة النبوية المطهّره فكان معاوية يحاورة مّره، ويجادلة مرّه، يؤيده مّره، وينكر عليه بعض الآمور مرة اخرى، ويصمت عن أخرى ويعود اليه في بعض القضايا وروي أن معاوية قال يوما عن عبُادة: ((اقتبسوا منه فأنه أفقه مني)) . ولهذه القصص دلالة واضحة على تمكنه من الفقه ومعرفة عبادة في أحكام دين الله، وقيامه بالآمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد قال لمعاوية يوما: أنت يا معاوية أصغر في عيني من أن أخافك في الله عز وجّل . فقال معاوية: صدقت! قد كان هذا شأن البيعتين، ولمّا انكر يوما على معاوية قضية اخرى قال عبادة لمعاوية: لا أُساكنك بأرض، فرحل عبادة الى المدينة المنورة فلما بلغها قال له الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أقدمك؟ فاخبرة، فقال: ارحَل ألى مكانكَ، فقبحَ الله أرضا لستَ فيها وأمثالك فلا إمرة له (أي لمعاوية) عليك!! .
بعد حضوره فتح مصر تولىّ عبادة بن الصامت رضي الله عنه ولاية (إيلياء: بيت المقدس) ثم تولىّ القضاء في فلسطين ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان (فلسطين: قصبتها بيت المقدس ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمّان ويافا وجبال الشراه الى آيلة (العقبة) كله مضموم الى جند فلسطين) وهي في التقسيمات الحدودية الحالية أجزاء من فلسطين وأجزاء أخرى من الأردن، وكان أوّل من ولي القضاء في فلسطين لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. وبقي في بيت المقدس قاضيا لفلسطين حتى وفاته فيها سنة أربع وثلاثين للهجرة وكان عمره عند وفاته اثنتين وسبعين سنة ودفن في بيت المقدس.
روي أنه لما حضرت الوفاة عبادة بن الصامت قال: أخرجوا فراشي الى الصحن -يعني صحن الدار- ثم قال: اجمعوا اليَّ أمواليَّ وخدمي وجيراني، ومن كان يدخل عليّ، فجُمعوا له، فقال: أن يومي هذا لا أراه ألاّ اخر يوم يأتي عليّ من الدنيا، وأول ليلة من الاخرة، واني لا أدري لعلّه قد فرط مني اليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو -والذي نفسي بيدي- القصاص يوم القيامة، وأُحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك ألا أقتصّ مني قبل ان تخرج نفسي، قال: فقالوا: بل كنت مؤدبا . قال : اللهمّ أشهد!! ثم قال: أما لا فاحفظوا وصيتي: احّرج على انسان منكم يبكي عليّ، فاذا خرجت نفسي فتوضؤوا واحسنوا الوضوء ثم ليدخل كلُّ انسان منكم المسجد فيصلي، ثم يستغفر لعباده ولنفسه، فان الله تبارك وتعالي قال: ((واستعينوا بالصبر والصلاة) الاية (45) من سورة البقرة، ثم أسرعوا بي الى حفرتي، ولاُ تتبُعني نارا، ولا تضعوا تحتي أرجوانا)) رضي الله عنه .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل عبادة بن الصامت على بعض الصدقات وقال له: ((أتقّ الله يا ابو الوليد!! اتقّ! لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة لها ثؤاج!!؟ فقال: يا رسول الله: ان ذلك كذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم: أي والذي نفسي بيده أنّ ذلك لكذلك الآ من رحمَ الله عز وجل!؟ قال: فوالذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين ابدا)) وأخرج الحاكم في المستدرك عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شُغلَ فاذا قدم الرجل وقد أسلم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه الى رجل مناّ يعلّمه القران، فدفع اليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا كان معي في البيت، وكنُت أقرأته القران، فرأى أن لي عليه حقا، فأهدى اليّ قوسا ما رايت أجود منها ولا أحسن منها عطافا، فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما ترى يا رسول الله فيها؟ قال: (جمرة بين كتفيك تقلدّها أو تعلقّها) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله عبادة بن الصامت .
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-10-2007, 02:52 PM   #20
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile معاذ بن جبل رضي الله عنه

معاذ بن جبل رضي الله عنه



هو معاذ بن جبل بن عمرو بن اوس بن عائذ بن عديّ بن كعب بن عمرو بن أُدَيّ بن سعد بن علي بن أسد بن سارده بن يزيد بن جُشم بن الخزرج، الملقب بأبي عبد الرحمن الانصاري
أمه: هند بنت سهل من بني رفاعة ثم من جهينة، ولآمه ولد من الجد بن قيس.
كان طويلا حسن الوجه والثغر والخُلق، جميلا سمحا، عذب الحديث واسع العينين واكحلهما، أبيض البشرة، براق الثنايا، جعد الشعر قطط.

أسلم وكان عمره ثمانية عشر عاما، وشهد بيعة العقبة مع سبعين من بني جشم من الخزرج وكان شابا امرد، فيما شهد معركة بدر وكان عمره نحوا من عشرين سنة، وكان أحد الانصار الاربعة من جامعي القرآن الكريم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، اخرج البخاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ''خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأُبي، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة''، وعن أنس رضي الله عنه مرفوعا الى الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: أرحم أمتي بأمتي ابو بكر، وأشدها في دين الله عُمرُ، واصدقها حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام مُعــاذ'' وافرضهم زيدٌ، وأقرأهم أبي ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة''.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ''يأتي مُعاذ ابن جبل بين يدي العُلماء، بَرتوه'' (والرتوة: رمية السهــم)، أي بمسافة قصيرة.

بعث الرسول صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن ليبيّن لهم امور دينهم، وروى أن معـاذاً قال: لما بعثني النبي صلى الله عليه وسلم الى أهل اليمن قال لي: كيف تقضي إن عَرَض قضاء؟ قلت: أقضي بما في كتاب الله، فان لم يكن، فبما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فان لم يكن فيما قضى به الرسول؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلؤ، قال فضرب صدري وقال: الحمد الله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما يُرضي رسول الله''.

روى معاذ بن جبل رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا معُاذ أني لأحبك في الله. فقال معاذ: وأنا والله يا رسول الله احبك في الله قال: أفلا اعلمك كلمات تقولهّن دُبُرَ كلّ صلاة: ربّ أعنيّ على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك''.
وروي ان معاذا رضي الله عنه كان أحد الذين كانوا يفتون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من الانصار وهم: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد، وروي عنه رضي الله عنه أنه قال: ما عمل ادمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: يا أبا عبد الرحمن ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع، لان الله تعالى يقول في كتابه (ولذكر الله اكبر) الآية (145) من سورة العنكبوت. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد استخلف معاذا على مكة بعد فتحها وخروجة صلى الله عليه وسلم الى حنين وأمره ان يعلم أهلها القرآن الكريم ويقرؤه لهم، ويفقههم في دينهم.

شارك معاذ رضي الله عنه في جيوش الفتح الاسلامي المتجهة الى الشام وخاصة اليرموك، وفتح دمشق وفتح حمص وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد قال عند خروج معاذ بجيش الشام: لقد اخّل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه، وفيما كان يفتيهم به، ولقد كنت كلمتُ ابا بكر ان يحبسه، يعني يمنعه، من مغادرة المدينة الى الشام لحاجة الناس اليه فأبى عليّ وقال: رجُل أراد وجها، يعني الشهادة، فلا احبسه.

وفي وقت لاحق وعند زيارة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى الشام خطب الناس في الجابيه فقال رضي الله عنه: من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل.

روي أن معاذ بن جبل رضي الله عنه خلال اقامته في حمص كان يُفتي في مسجد حمص وهو شاب في الثلاثين وكان بهذا المسجد نحوا من ثلاثين كهلا من الصحابة رضوان الله عليهم وكان يفتي بحضورهم.

وروي أن أم سلمة رضي الله عنها قالت إنه لما أصيب أبوعبيدة عامر بن الجراح بطاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الطاعون على الناس، فاستصرخوا معاذ أن: ''أدُع الله أن يرفع هذا الرجّز، قال: انه ليس برجز ولكن دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يخص الله بها من يشاء منكم''.
وروي عن معاذ رضي الله عنه انه لما اشتد الطاعون قال: اللهم أجعل نصيب ال معاذ الاوفر. فماتت ابنتاه فدفنهما في قبر واحد. واصاب ابنه عبد الرحمن الطاعون فقال له: كيف تجدك؟ قال: (الحق من ربك فلا تكن من الممترين) الآية (60) من آل عمران قال: (ستجدني ان شاء الله من الصابرين) الآية (102) من سورة الصافات واصاب الطاعون معاذ في كفه فجعل يقَّلبها ويقول: (هي احب اليّ من حمرُ النعمّ).

وتوفي معاذ رضي الله عنه بالطاعون وهو ابن اربعة وثلاثين عاما في السنة السابعة او الثامنه عشرة للهجرة في قصير خالد في غور الاردن.
رحمـــه الله تعالـــــى
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .