العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 09-03-2008, 02:26 AM   #51
sheetos_alex
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 43
إفتراضي

مشكورررررررررررر
__________________
كلمه الحق لم تترك لى صديق
sheetos_alex@yahoo.com
sheetos_alex غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-03-2008, 11:08 AM   #52
ناجي عبد النبي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 39
إفتراضي

في المولد النبوي الشريف





رقصت على نور ابتسـامتك " عبقر " وشـــــدا لمطلعك الحبيــــــب المزهر
فالكون في حُلل الضيــــــــاء به الرؤى أخذت على بســــــــط الجزيرة تخطر
والبدر إن طلعــــــــت مواكـــــب نوره وإنجاب عن وجــــــه الفلاة العشـــير
فلأنك الحــــــــقُ المبـــــــــــينُ تلألأت أفـــــــــــلاكه للعالمين فكبـــــــــــروا

نور به الأيام أقبـــــــــــــل ركبـــــــــها للناس فانقشَع الظـــــــلام فأبصـــروا
والنفس في ســــــــــبل الرغائب تلتقي بالخيـــــرِ ـ لا بالشــر ـ إن هي تنظرا

أســــفرت يا شـــــمس الهداية فالورى نور به شــــــــمس الهـــــــــداية تبهر
نشرت دعائمك الســـــــــــلام وأزمعت بالخيـــــر والخير العميــــــــم ، تبشرُ
وكتبـــــــــــت للأجيــــــــــال ابلغ آيــة للسعـــــــي حينَ به العزيــــمَة تصدر
والســـــــــــعي ما حملــــت يداك كتابة لما خرجـــــــــت لآي ربك تنــــــــثر
وحملــــــت من عبء المكاره ما وهت عنه الجبال وســـــيف عزمك مشــهر
حتــــــــى بنيت من المآثـــــــــر مؤثلاً للدين يا خيـــــر البــــــــرية يؤثــــــر
فجعـــــلت للإســـــــــلام منك مــــنارةً تهـــــــدي السبيل إلى الرشاد وتشهر
وتقيم صرح الحق فابتســـــــــمَ الوري لما لدعـــــوتك استجاب المنبــــــــــرُ

فالمسلمون ـ وقد تجمع أمـــــــــــــرهم للذود عن بيــــت الهــــــدى وتكاثروا
وأتوا يجلــــون : الأمين " وكلُهـــــــم قلــــب بآيات " الأميــــــــــن " يكبر
يهبــــــــون مدراس النفـــــــوس تحية كالزهر أو كالنــــد بل هي أعـــــــطر
ويبايعـــــــــون على المنابر كعبــــــــة باتــــــــت لهم شــــــم الجباه تعفـــــر
يا دوحة البيت الكريم ألا أســــــــــمعي صــــــــبأ بأعياد ازدهــــارك يفخـــر
سجعــــــت بسرحتك الحـــمائم فانبرى مثل الحـــــمائم بالنشــــــــــيد يعبـــر
فأتاك والوجدان يزخـــــــر بالجـــــوى والنفـــس بالشـــــــوق المبرح تزخر
يهفو بأجنحـــــــــة الولاء ، وعيــــــنه عين الوفـــــــاء إلى ســــــمائك تنظر
ورفاقه الشـــــــــــم الأباة ألـــــــم ترى كيف البشـــــــير بهم أهاب فـــبادروا
يتســـــــــابقون إلى حماك وهـــــم كما شـــــــاءَ الإلهُ من الأزاهر أنضــــــر
ســــلكوا إلى المجد السبيل بعـــــــزمه كالصخـــــــــرة الصماء لا تتكســـــر
ومشـــــــوا بأقــــــدام الآبه ومن مشى يومــــــاً إلى العلياء لا يتعـــــــــــــثر
قصــــــدوك يا ارض البـــــهاليل الآلي طابت منابتهم فـــــــــطاب العنبــــــر
واتوك بالعهــــــــد الجديد واقبلــــــــوا من " مورد " العيش الرغيد ليشــكروا
ودعوا لساحتك الصحـــــاب فعطـــروا بهدى النبي حديثــــــــــهم فتعطـــروا
وتذاكـــــروا عهد الجهاد وعـــــــهدهم عهـــــدً بأيام الجــــــــــهاد يذكــــــــر
ناجي عبد النبي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-03-2008, 08:14 PM   #53
gharib
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 18
إفتراضي

هذه اعترفات بعض المستشريقين

بين يديك جلة من أقوال بعض المستشرقين الذين أعجبوا بشخصية الرسول العظيم (صلى الله عليه وسلم)، ومع كونهم لم يرتدوا عباءة الإسلام فإنهم قالوا كلمة حق سطرها التاريخ على ألسنتهم وفي كتبهم وتراثهم، وما أحبوه كذلك إلا لأن أنصبته قد فاضت بكم من الرقي الشخصي والأخلاقي والحضاري إلى أبعد حد مما جعلهم معجبون به إلى حد جعلهم يسطرون فيه الكتب ويذكرون شخصه في كل وقت. وهذا جزء من كل ما قالوا في عظيم شخصه وصفاته الجليلة.

ماقاله برنادشو: في حق الرسول

إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).

إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.

إدوار مونته:

عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم.

___________________________________

الفيلسوف إدوار مونته الفرنسي مستشرق فرنسي ولد في بلدته لوكادا 1817 ـ 1894 قال في آخر كتابه (العرب).

وغيرهم ......
gharib غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-03-2008, 12:16 AM   #54
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

الإخوة والأخوات

magdiahmed
sheetos_alex
ناجي عبد النبي
gharib

شكرا لمروركم العاطر من هذا الموضوع
والشكر موصول لكل من أضاف فيه حرفا واحدا

تحياتي

__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-03-2008, 12:20 AM   #55
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي


{الرسول صلى الله عليه وسلم ممدوحا }

فذو العرش محمود وهذا محمد:
{عسى أن يبْعثك ربك مقاماً محْمُوداً (79) } الإسراء.

الشمس من حساده والنصر من ... قرنائه والحمد من أسمائه
أين الثلاثة من ثلاث خلاله ... من حسنه وإبائه ومضائه
مضت الدهور وما أتين بمثله ... ولقد أتى فعجزن عن نظرائه


محمد بن عبدالله.. هذا الاسم الأعلم، إذا ذكر ذكرت معه الفضيلة في أجمل صورها، وذكر معه الطهر في أرقى مشاهده، وذكر معه العدل في أسمى معانيه.

محمد بن عبدالله.. اسم كتب بحروف من نور في قلوب الموحدين، فلو شققت كل قلب لرأيته محفورا في النياط مكتوبا في السويداء، مرسوما في العروق.

والله لو شق قلبي في الهوى قطعا ... وأبصر اللحظ رسما في سويداه
لكنت أنت الذي في لوحه كتبت ... ذكراه أو رسمت بالحب سيماه


محمد صاحب الغرة والتبجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيد بجبريل.. حامل لواء العز في بني لؤين وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي.

بشرت به الرسل، وأخبرت به الكتب، وحفلت باسمه التواريخ، وتشرفت به النوادي، وتضوعت بذكره المجامع، وصدحت بذكراه المنائر، ولجلجت بحديثه المنابر.

عصم من الضلالة والغواية:{ ما ضل صاحِبُكُمْ وما غوى (2) } النجم، وحفظ من الهوى:{ وما ينطِقُ عنِ الْهوى (3)} النجم...
فكلامه شريعة، ولفظه دين، وسنته وحي{إِنْ هُو إِلا وحْيٌ يُوحى (4)}النجم..
سجاياه طاهرة، وطبيعته فاضلة، وخصاله نبيلة، ومواقفه جليلة{ إِنك على الْحق الْمُبِينِ (79) }النمل.

تواضعه جم، وجوده عم، ونوره تم، فهو مرضي الفعال، صادق الأقوال، شريف الخصال{وإِنك لعلى خُلُقٍ عظِيمٍ (4) } القلم.
لين الجانب، سهل الخليقة، يسير الطبع{فبِما رحْمةٍ من اللهِ لِنت لهُمْ ولوْ كُنت فظاً غلِيظ الْقلْبِ لانفضواْ مِنْ حوْلِك } آل عمران 159.
ظاهر العناية، ملحوظ بعين الرعاية، منصور الراية، موفق محظوظ، مظفر مفتوح عليه {إِنا فتحْنا لك فتْحاً مبِيناً (1) } الفتح.
أصلح الله قلبه، وأنار له دربه، وغفر له ذنبه {لِيغْفِر لك اللهُ ما تقدم مِن ذنبِك وما تأخر} الفتح 2.

فهو المصلح الذي عمر الله به القلوب، وأسعد به الشعوب، وأعتق به الرقاب من عبودية الطاغوت، وحرر به الإنسان من رق الوثنية { وإِنك لتهْدِي إِلى صِراطٍ مسْتقِيمٍ (52)} الشورى.
وهو الذي أعفى البشرية من التكاليف الشاقة، وأراحها من المصاعب، وأبعدها من المعاطب، وسهل لها بإذن الله أمر الحياة، وبصرها بسنن الفطرة {ويضعُ عنْهُمْ إِصْرهُمْ والأغْلال التِي كانتْ عليْهِمْ } الأعراف 157.

فهو رحمة للإنسان، إذا علمه الرحمن، وسكب في قلبه نور الإيمان، ودله على طريق الجنان..
وهو رحمة للشيخ الكبير، إذ سهل له العبادة، وأرشده لحسن الخاتمة، وأيقظه لتدارك العمر واغتنام بقية الأيام..
وهو رحمة للشاب إذ هداه إلى أجمل أعمال الفتوة وأكمل خصال الصبا، فوجه طاقته لأنبل السجايا وأجل الأخلاق..

وهو رحمة للطفل، إذ سقاه مع لبن أمه دين الفطرة، وأسمعه ساعة المولد أذان التوحيد، وألبسه في عهد الطفولة حلة الإيمان..

وهو رحمة للمرأة، إذ أنصفها في عالم الظلم، وحفظ حقها في دنيا الجور، وصان جانبها في مهرجان الحياة، وحفظ لها عفافها وشرفها ومستقبلها، فعاش أبا للمرأة وزوجا وأخا ومربيا..
وهو صلى الله عليه وسلم رحمة للولاة والحكام، إذ وضع لهم ميزان العدالة، وحذرهم من متالف الجور والتعسف، وحد لهم حدود التبجيل والاحترام والطاعة في طاعة الله ورسوله..
وهو رحمة للرعية، إذ وقف مدافعا عن حقوقها محرما الحيف ناهيا عن السلب والنهب والسفك والابتزاز والاضطهاد والاستبداد.

إذا فهو رحمة للجميع ونعمة على الكل:{ وما أرْسلْناك إِلا رحْمةً للْعالمِين (107)} الأنبياء.
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-03-2008, 12:23 AM   #56
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي


وكان إذا تكلم عبلا كلامه حدود النفس وتجاوز أقطار الروح، فغاص حديثه في أعماق الأفئدة، ونقش لفظه في صفحة الذاكرة، وخط على سويداء القلوب.

وكان إذا ضحك ملأ المكان أنسا، وأتحف الحضور بشرا، وعبأ جلاسه سعادة وحفاوة.
وكان إذا بكى خشع لبكائه الناس، وذرفت كل عين مخزونها، وأخرجت كل نفس مكنوناتها، فكأن نذر القيامة على الأبواب، وكأن رسل الموت وقوف على الرؤوس، فلا ترى إلا دموعا وخشوعا وخضوعا وإطراقا:{ أفمِنْ هذا الْحدِيثِ تعْجبُون (59) وتضْحكُون ولا تبْكُون (60)} النجم.

بادٍ هواك صبرت أن لم تصبر ... وبكاك إذا لم يجر دمعك أو جرى

وكان إذا خطب هز المنابر، وأيقظ الضمائر، وحرك السرائر، وألهب السامعين، وأذهل المخاطبين، فلو أن للصخر عينا لبكت، ولو أن للجدار نفسا لخشعت، ولو أن للأيام أذنا لأنصتت.

ليت للدهر مقلة فلعل الذكر ... يبكيه مثلما أبكاني
بحديث يغوص في القلب غوصا ... وعليه جلالة من معان


وكان إذا قاتل ثبت ثبوت الرجال، وتقدم تقدم السيل، وصمد صمود الحق {فقاتِلْ فِي سبِيلِ اللهِ لا تُكلفُ إِلا نفْسك} النساء 84.
فكان لا يعرف الفرار، ولا يسمع بالهزيمة ولا يستسلم للإحباط، محياه باسم والغبار يملأ المكان، وقلبه مطمئن والرؤوس تعاف الأبدا، ونفسه ساكنة والنفوس شذر مذر على رؤوس الرماح، وطلعته ضاحكة والسيوف تخط بالدماء حروف الموت{وما مُحمدٌ إِلا رسُولٌ قدْ خلتْ مِن قبْلِهِ الرسُلُ أفإِن مات أوْ قُتِل انقلبْتُمْ على أعْقابِكُمْ } آل عمران 144.

وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضاح وثغرك باسم


وكان إذا جاد بلغ المدى في السخاء، وفعل ما لم تفعله الأنواء، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويهب هبة من أرخص الدنيا وزهد في الحطام وعاف البقاء ورجا من الله الخلف.. يداه غمامة أينما هلت، وكفه مدرارا أينما وقع نفع، جاد بمهجته فعرضها للمنايا في سبيل الله، وقدمها لشفرات السيوف لرفع لا إله إلا الله، فما شجاعته إلا آية لجوده، وما إقدامه إلا برهان على سخائه:

أنت الشجاع إذا لقيت كتيبة ... أدبت في هول الردى أبطالها
وإذا وعدت وفيت فيما قلته ... لا من يكذب قوله أفعالها


يعطي ما يملك في ساعة، ويهدي ما عنده في لحظة، هانت عليه الدنيا فمنح أجلاف العرب مئات الإبل، ورخصت عنده الأموال فجاد بالغنائم على مسلمي الفتح:" والذي نفسي بيده، لو أن لي بعدد عضاة تهامة مالا لأنفقته ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا" مالك في الموطأ 977.

ما قال "لا" إلا في التشهد ... وما ترك "نعم" إلا عند المناهي

سئل قميصه فخلعه وأعطاه، وجاد بقوته فعصب بطنه على حر الجوع وبلواه.. جود حاتم للصيت والسمعة والرياء، وجود خاتم الأنبياء لمرضاة رب الأرض والسماء.
أنفق من فاقة، وأعطى من فقر، وآثر من حاجة، ووصل مع العوز.
وكان إذا عفا على الجاني أسره بإحسانه، فلا يعاتبه ولا يطالبه.. ينسى الإساءة ويدفن الزلة ويمحو بحلمه لذنب، ويغطي بصفحه الجرم {فاصْفحِ الصفْح الْجمِيل (85)} الحجر.
قاتله قومه ونازلوه، فآذوه وسبوه وشتموه، وطردوه وحاربوه وجرحوه، فلما انتصر عفا وصفح، وحلم وسمح، وصاح في الدهر صيحته المشهورة وكلمته العامرة:"اذهبوا فأنتم الطلقاء".
أنشودة أخلاقه:" إن الله أمرني أن أصل من قطعني، وأن أعفو عمن ظلمني، وأن أعطي من حرمني". أخرجه رزين أنظر المشكاة 5358 وتفسير القرطبي 7\346.
كل خلق كريم في القرآن فهو مترجم في سيرة هذا الإنسان، ولذلك قالت عائشة عنه صلى الله عليه وسلم: كان خلقه القرآن.
وكان إذا وعد وفى، فلم يحفظ عنه أعداؤه خلفا لوعد، ولا خيانة لعهد، مع حرصهم الشديد على الظفر بعثرة له أو زلة، ولكن هيهات، عاش عمره كله سلماً وحربا ورضىً وغضباً وحلاً وترحالاً، عاش حالة واحدة من الصدق والأمانة، فهل الصدق إلا ما كان عليه؟ وهل الأمانة إلا منه وإليه؟
لقد وعده رجل في مكان، فانتظر صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان ثلاثة أيام، ليفي بوعده. لقد عاهد المشركين واليهود وهم أشد الناس عداوة له، فما خان ولا خلف بالعهد، ولا نقض لميثاق. وحق له أن يكون أوفى الناس بوعده وأصدقهم في عهده، وهو الذي جاء بشريعة الصدق والوفاء، وحذر من الخيانة ونقض الميثاق، أليس هو القائل:" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" أخرجه البخاري [ 33، 2682] ومسلم 59 عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو الذي نزلت عليه:{ وأوْفُواْ بِالْعهْدِ إِن الْعهْد كان مسْؤُولاً (34) }، وقوله:{ الذِين يُوفُون بِعهْدِ اللهِ ولا يِنقُضُون الْمِيثاق (20)} الرعد.

وإذا أخذت العهد أو أعطيته ... فجميع عهدك ذمة ووفاء
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-03-2008, 12:25 AM   #57
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي


{الرسول صلى الله عليه وسلم خطيبا }


{وقُل لهُمْ فِي أنفُسِهِمْ قوْلاً بلِيغاً (63) } النساء.

ولسانٌ صيرفي صارم ... كذباب السيف ما مس قطع
منطق كالفجر أو كالغيث ما ... شانه عيب كنورٍ قد سطع


طالع دفتر بيانه عليه الصلاة والسلام، وتأمل ديوان فصاحته، كلام لعمري يأخذ بالقلوب، وحديث والله يأسر الأرواح، صحة مخارج وإشراق عبارة وحسن ديباجة، وانتقاء ألفاظ، ورصانة جمل، حتى كأن حديثه روض فواح، أو حديقة غناء باكرها الغيث وصحبتها الصبا، وداعبها النسيم، وقد آتاه الإعجاز في إيجاز، والبلاغة في اختصار، وقد أخبر بذلك فقال:" أوتيت جوامع الكلم" أخرجه البخاري 2977 ومسلم 523 واللفظ له عن أبي هريرة، وفي رواية:" واختصر لي الكلام اختصارا". أخرجه البيهقي في الشعب 1436 عن عمر رضي الله عنه وانظر كشف الخفاء 1\14-15.

ولكن إن تنظر فيما صح عنه من أحاديث قولية، وهي ما يقارب العشرة آلاف حديث، فإذا هي شملت كل فصول الحياة وأبواب الآخرة وأخبار الماضي ومعجزات المستقبل، وإن شئت أن تعرف سمو كلامه صلى الله عليه وسلم وجزالة لفظه وقوة عبارته ونصاعة بيانه، فقارنه بكلام غيره من البشر مهما عظمت فصاحته. ولو دخلت ناديا به لوحات من الكلمات الخالدة والعبارات المؤثرة لخطباء العالم وشعراء الدنيا ونوابغ الدهر، ثم نظرت الى كلامه صلى الله عليه وسلم لرأيت كلامه ناسخا لمحاسن كلام غيره، حتى كأنه ما أعجبك قبل كلامه كلام، ولا هزك قبل حديثه حديث، بل إنك لتجد الرجل العامي الذي ما تمرس على ضروب الكلام ولا ميز بين مختلف الكلام، يجد للفظ الرسول صلى الله عليه وسلم وقعا خاصا ومذاقا آخر.

يريد عليه الصلاة والسلام أن يوصي معاذ بن جبل وصية جامعة مانعة شافية كافية، فيأتي بعبارة موجزة مليئة بالفوائد، حافلة بالشوارد، بديعة المنزع، مشرقة الديباجة، فيقول:" اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" أخرجه أحمد [ 20847، 20894] والترمذي 1987 والدارمي 2791 والمشكاة 5083. ولو أن بليغا أراد أن يقول مثلها لأسهب في الوصية وأطال في النصح، فإما أن يجعل المعنى على حساب اللفظ فيبسط القول ويختزل المعنى، أو أن يجعل اللفظ على حساب المعنى فيوجز الحديث ويشير الى المعنى إشارة.

سأله صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر عن النجاة ما هي؟ فلا يتلعثم ولا يتعثر ولا يفكر، إنما ينطلق فمه الشريف بجملة راشدة واعية موحية فيقول:" كف عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك" أخرجه أحمد 21732 والترمذي 2406 وابن أبي عاصم في الزهد 1\15 وصححه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه. فانظر لحسن التقسيم الثلاثي البديع، مع استيفاء المعنى واختصار اللفظ دون تحضير سابق ولا إعداد متقدم؛ لأن السائل واقف يريد الجواب، مستعجل يبتغي النصح.
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-03-2008, 12:30 AM   #58
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي


ويركب صلى الله عليه وسلم راحلته ومعه ابن عباس رضي الله عنهما، فيوصيه صلى الله عليه وسلم بوصية حضرته في الحال، فيخرجها في حلة من البيان تأسر الألباب، ويضعها في طبق من الفصاحة يكاد يذهب ضوؤه بالأبصار، يقول:" يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا ان يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا". أخرجه أحمد [2664، 2758، 2800] والترمذي 2516، والحاكم 6304 عن ابن عباس رضي الله عنهما وانظر المشكاة 5302.

والآن أضعك أمام هذا النص الراقي من البيان، وأحاكمك الى عقلك: هل رأيت في كلام البشر كهذا الكلام؟ حسن فواصل وعذوبة لفظ، وقوة معان، وأسر خطاب! فقوله:" احفظ الله يحفظك" من الجمل المحفورة في ذاكرة البيان، والتي يسجد لها العقل السوي في محراب الفصاحة، فإنها جمعت الوصايا في وصية، واختصرت العظات في عظة، فلو كان غيره صلى الله عليه وسلم المتحدث لقال: احفظ الله بأداء أوامره يحفظك بنعمه، واحفظ الله بترك نواهيه يحفظك من عقابه، واحفظ الله في شبابك يحفظك في هرمك.. إلى آخر تلك المقابلات، وإلى قائمة طويلة من المقدمات والنتائج والبدايات والخواتم، ولكنه قال:"احفظ الله يحفظك" فلا أبدع ولا أروع ولا أوجز ولا أعجز من هذا الكلام الباهي الزاهي:

كأنه الروض حيته الصبا سحرا ...وزاره الغيث فازدانت خمائله

ثم اقرأ الحديث جملة جملة، وقف إن كنت ذا ذائقة للبيان وذا دربة على سحر الخطاب:

إذا تغلغل فكر المرء في طرف ... من حسنه غرقت فيه خمائله

وخذ أي حديث من أحاديثه العطرة الزكية، هل ترى فيها عوجا من الركاكة، أو أمتا من التكلف؟ بل رقة في فخامة، وسهولاة في إشراق، وأصالة في عمق، فسبحان من أجرى الحديث على لسانه سلسا متدفقا أخاذا.
ويقول صلى الله عليه وسلم:" إنما الأعمال بالنيات" أخرجه البخاري [1 ،54] ومسلم 1907 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فيكفي ويشفي ويفي المقصود، ويستولي على المعاني ويطوي مسافات من الأحكام والعقائد والآداب والأخلاق في جملتين زاهيتين جامعتين، فتصبح قاعدة للعلماء ومثلا للحكماء وكلمة شاردة للأدباء.
وخذ مثلا كلامه على البديهة والفجاءة: يدخل طفل من الأنصار له طائر يلعب به فمات فيقول:" يا أبا عمير ما فعل النغير؟" أخرجه البخاري [ 6129، 6203] ومسلم 2150 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. انظر الى تقابل العبارة وحسن السجعة وموازنة الجملتين، لا وكس ولا شطط.
ويقول في حنين على وجه العجلة:


" أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبدالمطلب"

أخرجه البخاري [2864، 2874]، ومسلم 1776 عن البراء بن عازب رضي الله عنه.
فلو أن علماء الكلام وأساطين البيان أرادوا هذا الكلام على عجلة من أمرهم لما تأتى لهم.
ولا غرابة ان يكون صلى الله عليه وسلم أفصح الناس فإن معجزته الكبرى وآيته العظمى هو القرآن الذي أدهش الفصحاء وأفحم الشعراء وأذهل العرب العرباء، فلا بد أن يكون هذا النبي الموحى إليه بدرجة سامية من البيان الخلاب الجذاب الذي يستولي على الألباب
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-03-2008, 06:00 AM   #59
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي


{الرسول صلى الله عليه وسلم مفتيا }


{ويسْتفْتُونك فِي النساء قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ }النساء 127.

يطاوعه اللفظ العصي إذا قضى = ويسعفه الرأي الأصيل إذا جرى
إذا ظن ظناً قلت صبحٌ مؤلقٌ= كأنه صريح البرق من ظنه سرى


كان عليه الصلاة والسلام مؤيدا من ربه في علم الفتيا، فقد فتح الله عليه أبواب المعرفة وكنوز الفهم، فكان عنده جواب لكل سائل على حسب حاله وما يصلح له وما ينفعه في دنياه وأخراه. كان الجواب ثوبا مفصلا على السائل يفصله تماما على الذي أحسن، مع جمال الأداء وبهاء الإلقاء ومتعة التلقي منه، فكأنه قرأ حياة السائل قبل أن ياتيه، وألم بدخائله ومذاهبه قبل أن يستفتيه، وما ذاك إلا لقوة أنوار النبوة وبركة الوحي وأثر التوفيق والفتح الرباني.
يسأله شيخ كبير أدركه الهرم وأضناه الكبر عن عمل يداوم عليه، فأفتاه بعمل يسير يناسب حاله على أفضل عمل وأسهل عبادة وأيسر طاعة، في لفظ وجيز، ول كان غيره لربما أوصى الرجل بالاجتهاد في الطاعة واغتنام آخر العمر بالجد في العبادة مع إغفال ضعفه وإهمال شيخوخته.

وانظر ما أجمل كلمة:" لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله" أخرجه أحمد [17227، 17245] والترمذي 3375 وابن ماجه 3793 وانظر المشكاة 2279. وما فيها من حسن تصوير وبراعة عرض وطلاوة عبارة تهيج السامع على هذا العمل الجليل.

وجاءه غيلان الثقفي، وكان قوي البنية ضخم الأعضاء صلب الجسم، فسأله عن عمل يتقرب به الى الله تعالى، فقال:" عليك بالجهاد في سبيل الله" (لم يجد تخريجه)، فانظر لحسن اختياره للعمل وملاحظته استعداد الرجل وما يصلح له ويناسب حاله، فيا لها من فطنة باهرة وحكمة عامرة.

وسأله أبو ذر ـ وكان غضوبا حاد الطباع ـ أن يوصيه فقال:" لا تغضب" ثلاثا، أخرجه البخاري 6116 عن أبي هريرة رضي الله عنه. فكان هذا دواءه وعلاج حالته وبلسم حاله الذي لا يصرف إلا من صيدلية النبوة المباركة. وصارت هذه الكلمة قاعدة من قواعد الدين وأصلا من أصول الشريعة.

ويرى أبا موسى الأشعري يصعد جبلا فيقول له:" عليك بلا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة" أخرجه البخاري [ 4205، 6610] ومسلم 2704. فهذه الكلمة تناسب صعود الجبال وحمل الأثقال، لأن فيها البراءة من قوة العبد وحوله وطلب المعونة من الله والمدد، فما أحسن الاختيار في هذا الإرشاد مع مراعاة مقتضى المقام.

ويرى صلى الله عليه وسلم ضعف أبي ذر وقلة تحمله فيأمره باجتناب الإمارة، لأنه ضعيف، وهي أمانة وخزي وندامة يوم القيامة، لن مثل أبي ذر له أبواب في الخير يجيدها غير باب الولاية، فانظر لفطنته صلى الله عليه وسلم ومعرفته بمواهب الناس{إِنْ هُو إِلا وحْيٌ يُوحى (4) } النجم.

__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-03-2008, 06:01 AM   #60
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي


ويقول صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعثه الى اليمن:" إنك تأتي أقواما أهل كتاب" أخرجه البخاري [ 1458، 1496] ومسلم 19 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذلك لينبه معاذا الى معرفة أقدار المخاطبين، والاطلاع على أحوالهم ليقول لهم ما يناسبهم.

ويوصي معاذا ـ وهو رديفه على حمار ـ بحق الله على العبيد وحق العبيد على الله؛ لأن معاذا عالم داعية تناسبه هذه الوصية الكبرى، وسوف يبلغها للأمة، لأنه في مكان التوجيه والإرشاد والنصح، وهذا الذي فعله معذا في حياته. ولو كان أعرابيا لما ناسبه هذا الكلام.

وجاءه حصين بن عبيد فسأله:"كم تعبد؟" قال: سبعة، واحدا في السماء وستة في الأرض، قال:" من لرغبك ورهبك؟" قال: الذي في السماء، قال:" فاترك التي في الأرض واعبد الذي في السماء" ثم قال له:" قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي" اخرجه الترمذي 3483 واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة 1184 عن عمران بن حصين رضي الله عنه وانظر المشكاة 2476. فهذا الدعاء يناسب حال حصين بن عبيد وما كان فيه من أمر مريج ومن اشتباه حال وشك مريب وفوات رشد وبعد صواب، فناسب أن يطلب الرشد من ربه وأن يستعيذ من شر نفسه كل بلاء منها.

وأرشد صلى الله عليه وسلم علي ابن أبي طالب الى أن يقول:"اللهم اهدني وسددني" اخرجه مسلم 2725 عن علي رضي الله عنه. وهذا يناسب حال علي، فإنه عاش حتى أدرك اختلاف الأمور وظهور الفتن والتباس الحال التي تتطلب الهداية من الله في هذا الجو المظلم، وطلب السداد من الحي القيوم عند هذه الواردات والآراء والأهواء.

فسبحان من ألهم رسوله وفتح على نبيه وأفاض عليه من مكنون الفهم ومخزون الفقه ما فاق الوصف وجل عن المدح:

قطف الرجال القول قبل نباته = وقطفت أنت القول لما نورا
فهو المشيع بالعيون = وهو المضاعف حسنه إن كررا


وليس كلامه صلى الله عليه وسلم بكلام شعر من الشعراء الذين يهرفون بما لا يعرفونن وفي كل واد يهيمون، وإنما زخرفهم من خيالاتهم الفاسدة ومن تصوراتهم الكاسدة، فأما هو فصانه الله من ذلك، بل كلامه وحي يوحى وشرع يتلى، وليس قوله بقول سياسي يسترضي به الملأ وينافق به الجمهور ويروج به بضاعته المزجاة، بل كان صلى الله عليه وسلم نبيا ربانيا ورسولا معصوما ينقل عن جبريل عن ربه حكمة راشدة وملة هاديةن ودينا قيما.
ولم يكن صلى الله عليه وسلم اديبا يغرف من مخزون ثقافته ومن فيض ذاكرته التي جمعها هذا الأديب من نتاج الناس وزبد ثقافات البشر أبناء الطين وسلالة التراب، بل كان صلى الله عليه وسلم معلما معصوما أن يزيغ، محفوظا أن يضل، مصانا أن يجازف.
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .