العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 12-02-2020, 02:25 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي قراءة فى كتاب ماهية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

قراءة فى كتاب ماهية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه
مؤلف الكتاب أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي(المتوفى: 243هـ) وسبب التأليف كما قال هو سؤال أحدهم إياه عن العقل كما قال :
"سألت عن العقل ما هو"
وقد بين المحاسبى أنه سوف يجيبه بالعودة إلى اللغة والمعقول من الكتاب والسنة فقال :
"وإني أرجع إليك في اللغة والمعقول من الكتاب والسنة "
وقد بين المحاسبى انقسام العلماء فى العقل فقال :
"وتراجع العلماء فيما بينهم بالتسمية ثلاثة معاني:
أحدها هو معناه لا معنى له غيره في الحقيقة
والآخران اسمان جوزتهما العرب إذ كانا عنه فعلا لا يكونان إلا به ومنه وقد سماها الله تعالى في كتابه وسمتها العلماء عقلا
-فأما ما هو في المعنى في الحقيقة لا غيره فهو غريزة وضعها فهو غريزة لا يعرف إلا بفعاله في القلب والجوارح لا يقدر أحد أن يصفه في نفسه ولا في غيره بغير أفعاله لا يقدر أن يصفه بجسمية ولا بطول ولا بعرض ولا طعم ولا شم ولا مجسة ولا لون ولا يعرف إلا بأفعاله
-وقال قوم من المتكلمين هو صفوة الروح أي خالص الروح واحتجوا باللغة فقالوا لب كل شيء خالصه فمن أجل ذلك سمي العقل لبا وقال الله عز وجل {إنما يتذكر أولوا الألباب} يعني أولي العقول ولا نقول ذلك إذا لم نجد فيه كتابا مسطورا ولا حديثا مأثورا
-وقال قوم هو نور وضعه الله طبعا وغريزة يبصر به ويعبر به نور في القلب كالنور في العين وهو البصر فالعقل نور في القلب والبصر نور في العين فالعقل غريزة يولد العبد بها ثم يزيد فيه معنى بعد معنى بالمعرفة بالأسباب الدالة على المعقول
-وقد زعم قوم أن العقل معرفة نظمها الله ووضعها في عباده يزيد ويتسع بالعلم المكتسب الدال على المنافع والمضار والذي هو عندنا أنه غريزة والمعرفة عنه تكون"
مما سبق نجد أن الرجل ذكر ثلاثة معانى ثم عدد أربعة هى غريزة وخالص الروح ونور ومعرفة
وقد انتقد المحاسبى تعريف العقل بكونه المعرفة فقال:
"وكذلك الجنون والحمق لا يسمى نكرة لأنه لو كان المعرفة هو العقل سمي الجنون نكرة والحمق نكرة لأن النكرة ضد المعرفة والجهل ضد العلم فلما امتنع أهل العلم أن يسموا المجنون منكرا جاهلا ولا يسمون المنكر مجنونا والجاهل مجنونا وقالوا بأنه مجنون صح ما قلناه"
وقد اعترف المحاسبى بكون العقل هو الغريزة فقال :
"ومما يدل على أن العقل هو الغريزة التي بها عرف فأقر وعرف فأنكر أو ظن فأنكر لأن الإنكار فعل فكذلك ضد المعرفة فعل فمنه فعل عن طبع يوجبه الطبع كالضرة كمعرفة
وفي الصمت ستر العي يوما وإنما صحيفة لب المرء أن يتكلما ..."
وكلمة الغريزة كلمة تعنى الطبيعة أو الفطرة ومن أطلقوها مخطئون فالعقل ليس غريزة فهو جزء من تكوين النفس وهى القلب يولد به الإنسان وهو يزيد تدريجيا بتقدم العمر عن طريق التجارب والمعارف وقد سماه الله البصيرة فقال "بل الإنسان على نفسه بصيرة "
ولو كان العقل يعرف شيئا عند تكونه فى النفس وخروجه للدنيا بالولادة ما قال تعالى "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا" ومن ثم فالنفس ككل بما فيها العقل جاهلة ليس فيها معرفة لأى شىء حتى يقر أو ينكر أو يظم أو ما شابه
وقد بين المحاسبى المعنى اللغوى وهو الفهم فقال:
"وأما الاثنتان اللتان جوزتهما اللغة في الكتاب والسنة وتراجع أهل المعرفة فيما بينهم بالتسمية فجوزتهما اللغة على حقيقة المعنى بأن سمتهما عقلا إذ كانا عن العقل لا عن غيره فإحداهما الفهم لإصابة المعنى وهو البيان لكل ما سمع من الدنيا والدين أو مس أو ذاق أو شم فسماه الخلق عقلا وسموا فاعله عاقلا
وقد روي في التفسير لما قال الله تعالى لموسى عليه السلام {فاستمع لما يوحى} قيل اعقل ما أقول لك
وهذه خصلة يشترك فيها أهل غريزة العقل التي خلقها الله فيهم من أهل الهدى وأهل الضلالة من بعض أهل الكتاب لما تقدم عندهم من أهل الدين
ويجتمع عليها أهل كل إيمان وضلال في أمور الدنيا خاصة والمطيع والعاصي وهو فهم البيان وقال الله عز وجل في ما يعيب به أهل الكتاب فقال
{يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}
وقال عز وجل {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}وقال " يعلمون أنه الحق من ربهم"وقال {يعلمون أنه منزل من ربك بالحق}
فالفهم والبيان يسمى عقلا لأنه عن العقل كان فيقول الرجل للرجل أعقلت ما رأيت أو سمعت فيقول نعم يعني أني قد فهمت وتبينت
والعرب إنما سمت الفهم عقلا لأن ما فهمته فقد قيدته بعقلك وضبطته كما البعير قد عقل أي أنك قد قيدت ساقه إلى فخذيه وقالوا اعتقل لسان فلان أي استمسك ويقال اعقل شاتك إذا حبستها وهو أن يضع رجله بين نوفها وفخذها ويقال اعتقل رجل فلان إذا صارعه "
وما سبق من كون العقل الفهم يناقض أن العقل يتكون من ثلاثة أمور التذكر للماضى والفهم للموجود والتخيل للمستقبل
ثم ذكر المحاسبى المعنى الثالث فقال:
"والمعنى الثالث هو البصيرة والمعرفة بتعظيم قدر الأشياء النافعة والضارة في الدنيا والآخرة ومنه العقل عن الله تعالى فمن ذلك أن تعظم معرفته وبصيرته بعظيم قدر الله تعالى وبقدر نعمه وإحسانه وبعظيم قدر ثوابه وعقابه لينال به النجاة من العقاب والظفر بالثواب فإذا كان لله معظما كان لله مجلا هايبا وإذا كان لله مجلا هايبا كان منه مستحيا وإلى الله طاعته مسارعا ولمساخطه مجانبا وإذا كان معظما لما ينال به النجاة من العقاب والظفر بالثواب عني بطلب العلم ورغب في الفهم والعقل عن الله عز وجل أكثر همته
وإذا عني بطلب العلم بذلك استدل به على عظم قدر المولى وقدر ثوابه وعقابه وإذا استدل على ذلك أبصر وفهم حقائق معاني البيان فإذا فهم عقل عظيم قدر الله تعالى وعرضه على الله سبحانه وعقابه وثوابه وإذا عظم قدر ذلك هاب الله وفرق ورجا ورغب واشتاق فكأنما يعاين ذلك كرأي العين فكان عن الله تعالى عاقلا وسمي ذلك منه عقلا إذ كان بالعقل طلب ذلك وبالعقل فهم ذلك وبالعقل لزم ذلك وبالعقل جانب ما يزيله عن ذلك
فهذا الذي عقل عن ربه ألم تسمعه عز وجل يقول وتعيها {أذن واعية}
قال أذن عقلت عن الله تعالى يعني عقل عن الله ما سمعت أذناه مما قال وأخبر فهذا هو العقل ومن زال عن ذلك ومعه غريزة العقل التي فرق الله تعالى بها بين العقلاء والمجانين فهو غير عاقل عن الله عز وجل وهو عاقل للبيان الذي لزمته من أجله الحجة"
والبصيرة تعنى المفرقة بين الحق والباطل فعندما تعرف الحق تتبعه وعندما تعرف الباطل تبعد عنه كما قال تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وأما قول المحاسبى:
"وقد وصف الله عز وجل هذا في كتابه عن رجال وسما لهم عقلا فقال تعالى {لهم قلوب لا يفقهون بها} يعني عنه وقال الله عز وجل {وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة} يعني عقولا {فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله} ثم سمى بعض الكفار من أهل الكتاب عاقلا للبيان الذي لزمتهم به الحجة {يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}فأخبر أنهم لا يعقلون يعني عنه وعن ما قال من عظيم قدره المبين عنه ثم قال {يحرفونه من بعد ما عقلوه} يعني عقل البيان وآخرون لهم عقول الغرايز لا يعقلون البيان ولا المبين عنه بالفهم له إلا أنهم يسمعون بلغة يعرفونها كلاما لا يعقلون معانيه بالفهم له كمشركي العرب فقال {إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا}فلم يعقلوا ما قال عز وجل لإعجابهم برأيهم ولتقليدهم آباءهم وكبراءهم وقد كانت لهم عقول غرايز يعقلون بها أمر دنياهم ولو تركوا الإعجاب بالرأي وتقليد الكبراء ثم تدبروا لعقلوا ما قال الله ولكن أعجبوا بآرائهم وقلدوا كبراءهم فقال عز وجل {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} وقال جل ثناؤه {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا}وقال {ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون} فلم يعقلوا ما قيل لهم كما عقله المحرفون للسان بعدما عقلوه فهم يعلمون أمر دنياهم ودقايق معايشهم أدق في الغموض من أعلام الدين فقال الله جل وعز {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}
قال حدثني عفان قال حدثنا صخر بن جويرية عن الحسن في قوله تعالى {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا} قال لا جرم والله لقد بلغ من علم أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره ويخبرك بوزنه وما يحسن يصلي
قال حدثني عفان قال حدثنا شعبة عن شرقي في قوله {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا} فذكر الخراز والخياط ونحوهما فأخبر الله تعالى أنهم يعقلون أمر دنياهم ولو تدبروا وتركوا التقليد والإعجاب بالآراء لعقلوا أمر آخرتهم كما عقلوا أمر دنياهم حين عنوا بطلب منافعها في العواقب ودفع مضارها في العواقب"
المحاسبى هنا أخطأ عندما سمى الكفار عقلاء فالعقلاء عند الله من اتبعوا دينه وكل من لم يتبع دينه مجنون فاقد للعقل وإن عرف كل شىء عن الخلق فالعقل ان تميز بين الحق والباطل فتتبع الحق وتترك الباطل ومن ثم فعلمهم بظاهر الدنيا ليس عقلا
البقية http://vb.7mry.com/t354886.html#post1820867
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .