العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 26-10-2009, 06:05 PM   #431
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وعلى المقعد الخشبي
أنحتُ قلبي


ربما الأصح أنحت صورة قلبي لأن كلمة أنحت قلبي تعني أن القلب لم يكن موجودًا أساسًا ولا تدل على معنى مفهوم .
رمادالوقت



يسري في عروقي


تعبير جميل للوقت في ضياعه بلا فائدة لكنه تعبير مكرر .
تعبير أشعر فيه بصور ابتكارية جميلة مردها إلى التناقض بين الصورة المادية للرماد واستحالة دخوله العروق وبين حلوله محل الدماء.
أضم تعبي



جميل هذا التعبير والذي أكسب النص قوة من خلال التجسيد أي تصوير


التعب بإنسان حقيقي له تصرفات البشر بكل مستوياتها.واللفظ يعطي الانطباع بأن التعب


صار قطعًا متناثرة في النفس حتى صار المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه يضمه ويلملمه .



هكذا هوا الحب
يأتينا
حاملا بينيديه
العذاب
وقبلاته المسروقة



اللفظة قبلات مسروقة كان معطوفًا على العذاب فكأنه حصر العذاب في القبلات المسروقة أي التي أنهى الزمن وجودها فكأنه سارقها ، وهذا يحمل رؤية مفادها أنه لا راحة إلا في هذه القُبَل . هي رؤية شخصية لك لا يحق لأحد مصادرتك عليها على الأقل داخل النص .وإن كنت أرى أن العذاب في الحب يزداد بؤسًا بالفراق بغض النظر عن جنس المفارَق.
لانعرف من الحب
غير الألم
لانعرف منالرغبات
غير العطش



كان التقسيم للجمل في شكل تلغرافي في صالح النص لأنه كالعادة حصر كل الأشياء في المعاني الحزينة وهذه تسمى الرؤية أي الزاوية التي يفلسف المبدع من خلالها ما حوله.
ننام على وسادة
حبلى بالأحلام
يجهضها الصباح



كان التجسيد-إعطاء غير البشر سمة البشر-وتكامل البيئة أو مراعاة النظير عنصرًا هامًا في قوة التعبير إذ أن كل شيء يتصرف كالإنسان والمراعاة للنظير بين النوم والوسادة والحبلى والإجهاض ، وهذا يعطي للنص تركيزًا ومعايشة للمجاز كأنه واقع.
أبداحواري
بالسؤال عن الحب
ثم انتقل إلىالحنين
وأنتهي
بالعذاب
أرجوكِ
دعيني أدونالجواب



كانت النهاية أضعف مما تصورت والتي فيها التفات وانتقال الحديث فيكون موجهًا للمحبوبة بعد أن كان موجهًا للمتلقي ولكن كانت التدرجات الحب الحنين العذاب كأنها آخر مراحل عملية الهبوط التي لن تأتي حياة بعدها لأن الجواب لن يكون متحققًا وتنتهي الخاطرة نهاية مفتوحة .


عمل جيد أحييك عليه وأرجو لك المزيد وفقك الله.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-10-2009, 09:50 PM   #432
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :سنوات
اسم الكاتب : هشام يحي
(خارج منتدى الخيمة)
(13)
سنوات

مابين الحياة والموت دفقة هواء
تاخذنا_.حره_الى اعلى سموات
او الى باطن الارض .......

....................................

مابين السكينة والثورة لحظة غضب
تأخذنا الى قلب الشمس او الى
باطن القطب الشمالى ...
......................................
أمس هو اليوم هو الغد هو كل يوم
لا بروميثيوس عاد بشعلة نار
ولا زرقاء اليمامة عادت ترى
ولا وادى عبقر عاد فيه احد من الجن
.............................................
أنتحرت الحمائم فى اعشاشها
وهجرت الصقور والنسور
الوديان المقفره ...هجره جماعية الى المدن
حتى لم نعد نرى_ منها_ عيون البشر .
..........................................
حياة الانسان مجموعة من الاحداث
ولكن الحدث الاهم الذى يتذكره به الجميع
هو وفاته
.........................................
اوقات كثيرة يفعل بنا الحب ماقد تفعله الكراهية
.........................................
الحب شكل أخر من أشكال استبداد
الانسان لأخيه الانسان.
......................................
الموت هو الحقيقة الوحيدة التى لايمكن تزييفها
***


http://www.anteka.net/ipb/index.php?...t=0#entry13020
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 24-07-2012 الساعة 01:43 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-10-2009, 10:00 PM   #433
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

تتسم النصوص الفلسفية بأنها ذات طابع متقلب في طريقة توصيله الفكرة ، فتارة تتخذ النصيحة شكل الكلمات العادية البسيطة والتي هي قفز إلى ما وراء الحدود اللفظية المباشرة ، وتارة تتخذ الشكل المركب وذلك وفقًا لطبيعة المخاطب ومستواه الثقافي والمعرفي .
والكتابات التي بين يدينا هي واحدة من كتابات ذات طابع مباشر ، فيه بعض السخرية والقفز بالفكرة إلى ما وراء الدلالة الحرفية للفظ خاصة في عنوان سنوات ذلك العنوان الذي يختصر معنى الحياة في السنوات تلك التي ستمضي يومًا ما وتظل شاهدة على هذا الإنسان الذي يتفنن في إهدار فرصها وإمكانيات النهوض بها ، كما أن العنوان ينتظم كل خاطرة على حدة ليكون شاملاً جميع جوانب النص وعناوينه.
سنوات

مابين الحياة والموت دفقة هواء
تاخذنا_.حره_الى اعلى سموات
او الى باطن الارض .......


الخاطرة تعبر عن الفواصل الدقيقة والتي تنقل الفرد من حالة لأخرى ، وهي معبرة عن ضآلة هذه الحياة


وهنا من المؤكد أن الكاتب يدرك أن هذه حقائق لكنه يتسع باستخدام الألفاظ ذات الطابع التقريري ليوصِل المتلقي


إلى انطباع مرده أننا نكاد ننسى الحقائق العادية في هذا العالم المجنون .كما أن الملاحظ لما كتب قد يرى أن المقصود


في شكل أقرب إلى السخرية أن هذه الحياة هي أشد ما يبرهن على ضآلتنا ، فنحن محمولون بين ذرات الهواء غير أننا مع بساطة هذه الحياة وضآلتنا نمضي عمرنا حزنًا وقلقًا وهمًا، مع أن الحياة أهون من كل هذه المصائب التي نواجهها.
....................................

مابين السكينة والثورة لحظة غضب
تأخذنا الى قلب الشمس او الى
باطن القطب الشمالى ...



والفكرة نفسها تتكرر عن الانفعالات لكن تأتي الجوانب الحسية الملموسة لتؤكد على


حالة التغير الداخلي للنفس وما يعتمل فيها من اضطرابات مختلفة واستخدام الجوانب الحسية


كالشمس والثلج جاء ليؤكد على فظاعة الصورة في جانبها التخيلي .
......................................
أمس هو اليوم هو الغد هو كل يوم
لا بروميثيوس عاد بشعلة نار
ولا زرقاء اليمامة عادت ترى
ولا وادى عبقر عاد فيه احد من الجن


استمداد الأسماء والأساطير جاء ليعبر عن فكرة محو التاريخ ، فالإبداع قد تلاشى والأمل قد ضاع ،وهذه الشخصيات


معروف ما لها من سحر تاريخي يعتمد على المنقول عنهم من أحاديث وحكم ، وأحداث ولكن الأهم في هذه الأسطر هو أنها عبرت عن فكرة محو الماضي ، ليأتي الغد معبرًا عن استلابه للماضي ، لتكون المعادلة الغد ليس الأمس بل أسوأ.

..........................................
حياة الانسان مجموعة من الاحداث
ولكن الحدث الاهم الذى يتذكره به الجميع
هو وفاته


رغم بساطة الفكرة إلا أنها تعبر عن هذا الكائن الحي البشري الإنسان


والذي لا يتذكر إلا وفاته ينسحب هذا الجزء على معان أخرى جوهرها أن


الفرص لا ينتبه إليها إلا بعد نفادها .
.........................................
اوقات كثيرة يفعل بنا الحب ماقد تفعله الكراهية


رؤية ثاقبة تجعل من الكراهية والحب مرادفًا واحدًا ، وتلقي باللائمة على هذا التهور والذي


يصبح الإنسان فيه كائنًا مندفعًا لمشاعره وعواطفه ، وبئس الحياة تلك التي تصبح الأضداد كلها


معنى واحدًا .وهنا اللفظ أوقات كثيرة وليس دائمًا حتى يتجنب الكاتب تبعات التعميم وليكون النص في دائرةالإمكانية الحقيقية وليس الاستحالة ولا المثالية الفارغة.


.........................................
الحب شكل أخر من أشكال استبداد
الانسان لأخيه الانسان.



عبارة فلسفية مميزة إذ أنها تعبر عن هذا الزخم الذي يحدثه الحب ليكون الحب هو ذلك المعذب


الذي لا يطيقه الإنسان ، والكلمة لخصت العديد من أسرار هذا الاستبداد الذي يعصف بالإنسان فهو تارة يفعل ما تفعله الكراهية وهو تارة هم جاثم فوق صدره

......................................
الموت هو الحقيقة الوحيدة التى لايمكن تزييفها



الفكرة تنسحب على النهايات التي تكشف الإنسان على طبيعته موت تاريخه ، موت أمجاده موت أفكاره.

إن النص يتحدث عن حقائق لكناه ليست المقصودة وإنما ما وراء هذه الدلالات إذ ليس غبي يحسب أن الموت يمكن تزييفه ولكن ينسحب النص على جوانب حياتية أخرى غرضها الضمني النصيحة ليتمحور الإنسان على نفسه ويعرف ما ينبغي عليه أن يفعله في هذا الركب المسمى بالحياة قبل أن يفوته .

العنوان سنوات تعبير يراد به التساؤل والتحذير من هذه الحياة التي تمضي وهي على هذه الوتيرة ويضرب العنوان بجذور عميقة في التساؤلات الفلسفية عن الإنسان وماهية وجوده في الحياة وأنه آخر الكائنات الحية تيقظًا وهذا يجعل العنوان صالحًا لكل خاطرة على حدة وإن كان العنوان بسيطًا مختصرًا إلا أن اختصاره يحمل فلسفة وفكرة الوعظ التي لا تحتاج إلى إطالة في العنوان .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-10-2009, 09:21 PM   #434
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : إلى نجمة فرت من قسورة
اسم الكاتب: خالد السالم
(14)
(خارج منتدى الخيمة)
أَدْبَرَ الْمَسَاءُ .. وَ انْتَصَفَ اللَّيْلُ
أَشْعَلْتُ الشُّمُوعَ ، فَأطْفَأتْهَا رِيحٌ كَانَتْ تَحْرِسُ ذَاكِرَةَ الْهَوَى
وَ مَابَيْنَ دُخَانٍ وَ غُيُومٍ هَمَسْتُ لذَاتِ الرِّيحِ :
أنْ سَلاَم اللهِ عَلَى حُبٍّ غُلَّ فِي أَفْوَاهِ العَاشِقِينْ .. !



نَجْمَةُ لَيْلٍ ، وَ قَمَرٌ بِلاَ ..
بَيْنَهُمَا مَسَافَةٌ تَصْطَكُّ الْجَنَادِلُ فِي قَلْبِهَا
وَحْيُ سَمَاءٍ ، عُنْفُوَانُ يَاسَمِينٍ وَ مَهَارِقُ الْمَطَرْ
عُلَّقَتْ عَلَى أهْدَابِ عَيْنَيْهَا .. !


قَمَرٌ بَكَى ، لَمْلَمَ الْهَوَى
جَفَى ، وَ انْتَفَى ثُمَّ بَكَى
ثُمَّ فِي لُجِّ الغُرْبَةِ هَوَى ...
هَوَى إلَى جَحِيمِ الأرْضِ وَ سَاكِنيهَا ..
وَ أبْعَدُ مِمّا تَظَنُّ نَجْمَةُ الوَخَى
.. أَرَاهُ يَغْتَسِلُ دَوْمًا بدُمُوعِ اللَّوْعَةِ وَ الرَّجَاء
حِينَ سَأَلْتُهُ نَفَى ، انْتَفَى ثُمَّ بَكَى ..

تَرَكْتُهُ يَحْتَضِنُ لَوْعَةَ الأسَى / الْهَوَى ، وَ هُوَ يَتْلُو عَلَى نَفْسِهِ ..
دَامَهَا الأنْفَاسُ ..
سَيبْقَى الدُّعَاءُ وَ دَيْمُومَةُ الوَفَاءِ عَبْرَ دُرُوبِ الرَّاحِلينَ
دُسْتُورَ حَيَاةٍ ، عَنْهُ القَلْبَ لَنْ يَحِيدْ ..
وَ لَنْ يَتعَرّى قَلْبِيَ مِنَ العَافِيَة وَ أنَا المُكْنَتِزُ بأنْفَاسِ طُهْرِهَا
رُغْمَ الهَجْرِ وَ الهَجِيرْ

***

www.sh7sh7.com/vb/showthread.php?t=349
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 25-11-2009 الساعة 10:01 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-10-2009, 10:02 PM   #435
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أَدْبَرَ الْمَسَاءُ .. وَ انْتَصَفَ اللَّيْلُ
أَشْعَلْتُ الشُّمُوعَ ، فَأطْفَأتْهَا رِيحٌ كَانَتْ تَحْرِسُ ذَاكِرَةَ الْهَوَى
وَ مَابَيْنَ دُخَانٍ وَ غُيُومٍ هَمَسْتُ لذَاتِ الرِّيحِ :
أنْ سَلاَم اللهِ عَلَى حُبٍّ غُلَّ فِي أَفْوَاهِ العَاشِقِينْ .. !
تبدو البداية غامضة نوعًا ما ، وكأنما تصاحبها موسيقى رعب هادئة اعتمادًا على كلمات ذات دلالات وإيحاءاة مشعّة وتداخلات لونية مختلفة كالشمعة والريح والليل والدخان والغيوم وتأتي الجملة في المقطع السطر الأخير ذات وهج إيماني صوفي اعتمادًا على كلمة العاشقين وتأتي هذه الكلمة كأنها الطمأنة لشخص مختبئ في كنف ذاته لتخرجه من أسر ما هو فيه وتأتي هذه الكلمة كحلم يقظة يراوح المرء في قيلولته وهذا يجعل الصورة الحلمية بارزة بشكل جيد.ومن هنا يتوقع القارئ أن يكون الهوى من ذلك النوع الذي يتخذ قدسية خاصة تماشيًا مع العاشقين تلك الثيمة التي لعب عليها الصوفيون وكادوا يتفردون بها في فهم العديد من الخصائص الإنسانية الراقية.



نَجْمَةُ لَيْلٍ ، وَ قَمَرٌ بِلاَ ..
بَيْنَهُمَا مَسَافَةٌ تَصْطَكُّ الْجَنَادِلُ فِي قَلْبِهَا
وَحْيُ سَمَاءٍ ، عُنْفُوَانُ يَاسَمِينٍ وَ مَهَارِقُ الْمَطَرْ
عُلَّقَتْ عَلَى أهْدَابِ عَيْنَيْهَا
.. !
يستمر السرد لتقلبات الحالة وتغيرات النفس وفقًا لهذه الطبيعة مختلفة الأطوار والأشياء
والمعنية بكلمة عينيها سحابة تلك التي تشبه شكل العين لتكون المطر دموعها وكانت لفظة مهارق المطر آتية لتدل على أن هذا الإمطار كان بفعل فاعل .التفسير الحرفي يجعل القارئ يقف أمام مشهد إنزال الله المطر َ أما التفسير الماورائي للنص يجعل من المطر المهرق والأهداب للعين معنى هو البكاء في هذه اللحظة التي نزل فيها سلام الله على الحب الذي غل في أفواه العاشقين ، حيث إنهم محبون من نوع آخر لا يحبون شيئًا من متاع الدنيا والغرور الزائل وإنما حب لمُوجد هذه الحياة ومالكها .غير أن كلمة العاشقين لا تناسب مقام الوقار والتأدب في حب الله تعالى ، لذا على المتعاطين لهذه الأساليب الراقية الرجوع إلى دلالات الألفاظ ومذهب أهل السنة والجماعة في صفات الله سبحانه وتعالى .

قَمَرٌ بَكَى ، لَمْلَمَ الْهَوَى
جَفَى ، وَ انْتَفَى ثُمَّ بَكَى
ثُمَّ فِي لُجِّ الغُرْبَةِ هَوَى ...
حينما يكون القمر والنجمة بلا .. والغالب على الظن أنهما بلا عشاق ولا سمار حيث تكون النجمة هي السمو عن حاجات الدنيا وسفسافها والقمر هو ذلك المصدر الذي يمد النجم بالضياء والسمو . في هذه الجفوة عن أهل الأرض وجانبها المادي الموحِل والبكاء نجد لفظة لج الغربة تأتي لعتبر عن نتيجة السقوط كأنه انتقال إنسان من حالة خشوع واستغراق في الروحانية إلى الأرض والموقف ينسحب في الوصف عن الصلاة أو التسبيح أو شيء من ذلك.
هَوَى إلَى جَحِيمِ الأرْضِ وَ سَاكِنيهَا ..
وَ أبْعَدُ مِمّا تَظَنُّ نَجْمَةُ الوَخَى

.. أَرَاهُ يَغْتَسِلُ دَوْمًا بدُمُوعِ اللَّوْعَةِ وَ الرَّجَاء
حِينَ سَأَلْتُهُ نَفَى ، انْتَفَى ثُمَّ بَكَى ..
وتأتي الجملة انتفى ثم بكى لتعبر عن هذا الحوار الشجي بين الإنسان وذاته في لحظة طهر وصفاء. غير أن تعبير نجمة الوخى ليس مفهومًا بما فيه الكفاية وهذا يؤخذ على العمل إذ يغير من دلالة النجم بغير ما قرينة .
تَرَكْتُهُ يَحْتَضِنُ لَوْعَةَ الأسَى / الْهَوَى ، وَ هُوَ يَتْلُو عَلَى نَفْسِهِ ..
دَامَهَا الأنْفَاسُ
..
سَيبْقَى الدُّعَاءُ وَ دَيْمُومَةُ الوَفَاءِ عَبْرَ دُرُوبِ الرَّاحِلينَ

دُسْتُورَ حَيَاةٍ ، عَنْهُ القَلْبَ لَنْ يَحِيدْ ..
وَ لَنْ يَتعَرّى قَلْبِيَ مِنَ العَافِيَة وَ أنَا المُكْنَتِزُ بأنْفَاسِ طُهْرِهَا
رُغْمَ الهَجْرِ وَ الهَجِيرْ
تبدو الجزئية الأخيرة أكثر الأجزاء دفئًا وذلك من خلال التعبير عن الدعاء ، وقد يكون الدعاء دعاء في هذه الساعات من جوف الليل والتي يصل الطهر والصفاء والقرب من الله تعالى أعظم صوره وشكله حينما تفر النجمة (والتي هي تعبير عن سمو الإنسان والنفس الطيبة) من القسورة تلك الدنيا وضروبها ومتعها الزائلة ليبقى الدعاء وديمومة الوفاء ذلك الميراث الذي تركه الراحلون ممن اتخذوا الطاعات سلالم إلى نعيم أبدي ، وتظل النفس في رحلة رحلة الطهر تقاوم الهجر والهجير تلك الضروب من اللذات التي تحاول تعكير صفو الرحلة ، تلك النفس التي تبحث دومًا عن مستقر يدخلها عند لحظة الانطفاء إلى أول عتبات (النفس المطمئنة ).
للنص رؤية أخرى تختلف عن هذه الرؤية ، وأعاود النظر إليها لاحقًا بإذن الله .
النص حينما ينحو المنحى الصوفي فإنه يتخذ من الأشياء والرموز دلالات تتجاوز المعاني التقليدية وتفرض على القارئ أن يكون على علم غير قليل بتراث هذه الفئة ، مما يجعل التفسير ينحو مناحي ظنية أو استبطانية أكثر مما هي ذات طابع يمكن قياسه وملاحظته . والتعبير عن الجوانب الروحانية
في النصوص النثرية والأدبية عمومًا يعاني من وقعه بين طرفي النقيض إما المباشرة والتقريرية المفضية إلى فنون المقال أو الإغراق في الرمز بما يتنافى مع عمومية الأدب وخلوده وتجرده.
والنص الذي بين يدينا هو نص متقن يلعب على وتر الصورة الحلمية أي التي يلغب على الظن أنها سرد للحظات حلم أو حلم يقظة في حالات الغفوة الاستثنائية وقد استطاع المبدع بشكل كبير أن يحيط النص ببعض الذهنية ليعمِل القارئ ذهنه ويذهب به إلى ما وراء الدلالات اللفظية الاستثنائية متخطيًا بذلك اللغة التقليدية والمنطقية . وهذا التداخل في الأصوات والمشاهد والانتقال من حالة لحالة تتخلله بعض المفاتيح المعبرةعن الموقف والتي تقترب من الكشف المباشر للموقف حتى لا تتعقد الصورة في ذهن المتلقي ، لكن بالمقابل تأتي بعض الاختلافات في المعنى غير منطقية حتى باستخدام لغة الرمز مثل :
عَلْتُ الشُّمُوعَ ، فَأطْفَأتْهَا رِيحٌ كَانَتْ تَحْرِسُ ذَاكِرَةَ الْهَوَى
وَ مَابَيْنَ دُخَانٍ وَ غُيُومٍ هَمَسْتُ لذَاتِ الرِّيحِ :
أنْ سَلاَم اللهِ عَلَى حُبٍّ غُلَّ فِي أَفْوَاهِ العَاشِقِينْ
فالشموع قد تكون دلالة للضياء والطهر ، مما يستوجب أن يكون انطفاؤها انطفاء لهذه الحالة الوجدانية الروحانية العظيمة لكن الريح التي تطفئها هي حارسة لذاكرة الهوى أي أنها ريح طيبة ، فما معنى ذلك إلا أن يكون المراد أن أعاصير الهوى تهدأ بذكر الله ؟ تلك الأفواه العاشقة التي يشع ضوء الحب من صدق حروفها .هل يمكن القول بأن الشموع كانت استعارة عن الضوء الأرضي الاصطناعي الوهمي بينما النجمة هي تعبير عن هذه الحقيقة الإنسانية في السمو والرقي ؟
النص كان على درجة عالية من التكثيف ويحتاج إلى نظرات ورؤى متعددة للولوج إلى مبتغاه وإن كان وهو على هذه الدرجة من الرقي بحاجة إلى الاتزان في زوايا الارتفاع بالرمز والحالمية في الصورة . إلا أن رؤية العديد من الأنماط التعبيرية والرمزية والفلسفية من شأنه أن يعمق صلة القارئ بأدوات النقد بما يجعل النصوص على اختلاف مشاربها مادة لثقافة فكرية معرفية نقدية هائلة.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-10-2009, 05:39 PM   #436
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :حلم ينوي الرحيل
اسم الكاتبة:سلمى الغانمي
(خارج منتدى الخيمة)
(15)


آن لي أن أنحني لرغبة حلم
كثيراً ما عززت بقائه داخلي
أنجبت له أحلامًا صغارًا
جعلته نجوم ليل تسامرني
تنفسته إشراقة صباح

حملته على أكتافي سنينًا بكل



مقام .. بكل زمان


كلما التفتُّ يمين رأيت المستقبل
يُمجد
كلما ألتفت يسار رأيت ابتسامة
أحباب
كلهما يريد احتضاني
كلهما يروا السعادة قد أكتمل
نسيجها داخلي ..
خاب الحلم ونوى الرحيل
أين ملجأ الأحلام الصغار ؟
وإلى أين تخطو أمهم الثكلى ؟

النوافذ ستغلق والعتبات



لا تقبل شتات !! ..




هم من استفزز رغبته


هم من يريدونقتلي مرة أخرى
هم من يقولون للعصافير لا تغريد




لا وقوف ببراءة على نوافذ مشرعة


لا تغازلي الصباح
عودي بالمساء ..
أذكياء !! العصافير تخشى الظلام
ليس أمامها إلا الصباح




كما الأحلام تطمح لاستقرار أصحابها



والأزهار تبتهج بتفرع بتلاتها ..

لقد آن لي وآن لك يا حلم
سنعبر سويا خارج المُدن
لوطن يقدس الصباح
يصافح الأحلام
ويبكي على كل من ينوي
الرحيل مُجتث كل أسى!






__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 01-11-2009 الساعة 06:26 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-10-2009, 06:05 PM   #437
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

آن لي أن أنحني لرغبة حلم
كثيراً ما عززت بقائه داخلي
التجسيد في تشبيه الحلم بإنسان كان بداية قوية للعملوهذه التشبيهات عمومًا
تزيد من حيوية النص وعمقه .
أنجبت له أحلامًا صغارًا
نفس الفكرة ، وهي التجسيد حينما يكون للحلم أبناء صغار ، إن التأكيد على هذا المعنى من خلال التجسيد وتشبيه الأفكار والأحلام بالأطفال الصغار يجعل القارئ يسبح في هذا العالم ويتعامل معه كأنه عالم حقيقي وهذا التعامل مع النص كأنه حقيقة يجعل من المصطلحات المستخدمة أداة لتشكيل عالم خاص بالمبدع يمكن من خلالها أن يثري النص .
جعلته نجوم ليل تسامرني
تنفسته إشراقة صباح
نلاحظ هنا أن الحلم امتدت دلالته ليكون مرة صديقًا أو محبوبًا عزيزًا ثم تارة يكون كأنه الزوج ثم يصبح نسيمًا يُتنفس ، هذا التكرار من خلال التدرجية في التناول يجعل من ارتباط الحياة بالحلم قضية محورية فكرية ، إذ لا يعدو الحلم –في رأي كاتبة النص- مجرد زائر ليلي وإنما هو محرك للحياة لا سيما وأنه له حضوره في إشراقة الصبح . فإذا كانت الأحلام تُبصَر ليلاً إلا أن تنفسها كإشراقة صباح يفيد مدى استغراقها الزمني.
حملته على أكتافي سنينًا بكل
مقام .. بكل زمان
إذا كان الحلم قد أنجِبَ له أبناء صغار فمن المنطقي أنه سيحمل على الكتف ،لهذا لم يكن لهذا السطر إضافة جديدة
كلما التفتُّ يمين رأيت المستقبل
يُمجد
كلما ألتفت يسار رأيت ابتسامة
أحباب
كلهما يريد احتضاني
كلهما يروا السعادة قد أكتمل
نسيجها داخلي ..
خاب الحلم ونوى الرحيل
أين ملجأ الأحلام الصغار ؟
وإلى أين تخطو أمهم الثكلى ؟
هذا الجزء اتسم بالسردية الزائدة والتي كان قد دل عليها ما قبلها وغلبت عليها التصورات الذهنية المغرقة في الذات .
النوافذ ستغلق والعتبات
لا تقبل شتات !! ..
جميل ها هنا تكامل بيئة التشبيه ومراعاة النظير حينما تغدو الأحلام منازل بل قلاعًا قد استعصت على الأحلام ،وحين تشبه الأحلام بالمشردين اللاجئين الباحثين عن مكان للعمل فإن هذا التعبير يضفي عليها مسحة إنسانية أكثر قوة وعمقًا ، وتظل فكرة الحلم متعددة الأشكال فمن شكل الإنسان إلى شكل المنازل إلى الإشراق وكأنه نقل لعالم الحقيقة إلى عالم تبحث الأحلام فيه عن مستقرها نحو النفس علها تغدو أشباه حقيقة يومًا ما .
هم من استفزز رغبته
هم من يريدونقتلي مرة أخرى
هم من يقولون للعصافير لا تغريد
الضمير هم للجماعة وهو يعبر عن آخرين كتعبير عن نظام استبدادي أو مجتمع
لا يؤمن بالحرية طريقًا له.وإخفاء المعنيّ بالخطاب جاء تعبيرًا عن خوف يكتنف المبدع نفسه ويعبر عن آهاته من واقع لا يستطيع فيه البوح كأنما هؤلاء ال(هُم) قد فتشوا عما في كتاباته فعرض بهم ولم يسمّ صراحة.
لاوقوف ببراءة على نوافذ مشرعة
لا تغازلي الصباح
عودي بالمساء ..
في هذا الجزء ينفصل صوت المبدعة عن المستمع ويحل محله صوت آخر وهو صوت الذين تدينهم المبدعة والذين يعززون وجود هذا الاستبداد بالنهي من خلال الأداة (لا) والتي تكررت على مرات متقاربة ، التعبير (لا وقوف ببراءة...) فيه إشارة كبيرة إلى هذا التجريم للوقوف على هذه النوافذ ودلالتها لا تخفى على القارئ تنسحب على الوطن\الحلم\المستقبل . وقد يظن المتلقي أن ذكر جملة عودي" بالمساء" زائدة على النص لأن المبدعة ذكرت قبلها تعبيرًا يوحي بالمعنى ذاته "لا تغازلي الصباح" إلا أن النهي جاء مرتين وفي المرة الثالثة جاء الأمر -في رأيي الشخصي-حاملاً معنى النهي كما أنه جاء لنفي أي احتمالية لوجود الصباح ، فلولا جملة(عودي بالمساء) ربما ظن القارئ أن المتحدَّّث عنهم منعوها من مغازلة الصباح لكنهم تركوا لها احتمالية العودة صفر اليدين فلا صباح ولا مساء وحينئذ تكون المبدعة في حالة تعادل بين الأمل والخوف . لكن تعبير"عودي بالمساء" فيه توكيد على هذه الاستبدادية التي تضيق بها المبدعة في ثنايا الأسطر .
أذكياء !! العصافير تخشى الظلام
ليس أمامها إلا الصباح
كما الأحلام تطمح لاستقرار أصحابها
والأزهار تبتهج بتفرع بتلاتها
يعاود صوت المبدعة الظهور مرة أخرى وكأنه إشارة إلى أن هذا الصوت الآخر كان مقتحمًا إياها حتى إنه لم يأت بين قوسين أو بلون مخالف كتشويش على صوتها الحقيقي والذي استعادته مرة أخرى ساخرة وهي تقرر حقيقة رغم تقريريتها واعتياديتها إلا أنها مؤثرة ،العصافير ليس أمامها إلا الصباح . وهي بذلك تعكس القاعدة التي وضعوها هم وتعود بالنفي إلى معنى الإيجاب وكأنها استردت منهم حقيقة طالما حاولوا إخفاءها ،وكان لتعبير الأحلام تطمح لاسقرار أصحابها أثر كبير في توهج النص ؛لأن الأحلام هي رؤية منام والمنام يكون في الليل ، ولكن عندما يكون الأمل منبثقًا من كلمة تحمل معنى الليل فإن ذلك يعني أن المبدعة تفلسف الحياة بطريقة يكون الليل -الذي يظهر فيه المنام- رديفًا للصباح لأنه يحمل الجانب المشرق من هذا المعنى .وحينئذ تنزاح دلالة الليل وتنعكس وهذا تعبير عن قوة الصباح الذي غيّر كل معاني الحياة بما فيها بعض المسلّمات مثل(الليل).


__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-05-2011 الساعة 03:26 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-10-2009, 07:26 PM   #438
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

استكمال التعليق على العمل السابق

قد آن لي وآن لك يا حلم
سنعبر سويا خارج المُدن
لوطن يقدس الصباح
يصافح الأحلام
ويبكي على كل من ينوي
الرحيل مُجتثًا كل أسى..!

جميل للغاية الإضمار أو الحذف بعد جملة "لقد آن لي و آن لك يا حلم" والتعبير المحذوف تقديره أن نظهر أو ما يناسب الموقف ولكن في رأيي أن الفصل بين الذات والحلم من خلال التعبير وآن يعطي الانطباع بأن حالة التوحد بين الحلم والذات غير موجودة كذلك كان تقديم الذات على الحلم -في رأيي- مضعفًا من قيمة العمل الذي ينبغي على المبدع فيه أن ينحي نفسه جانبًا ويعطي الأسبقية للحلم لأنه ليس خاصًا به وإنما هو ملك للجميع . وإذا كان المبدع يتحدث باسم الجماعة ، فالوفاء والإخلاص لها يقتضيان التقديم للجماعة والإيثار لها على ذات المبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانه .
النهاية كذلك شابها -في رأيي الشخصي- بعض الضعف ،فالوطن أكبر من مغادريه ولعل تعبير " يبكي على كل من ينوي" به جانب إيجابي وهو أن الوطن يقرأ أفكار الآخرين ويعرف نواياهم .ومبالغة في إظهار الحب الذي يكنه الوطن لأبنائه فقد جاء التعبير" يبكي" وفيه تشخيص (إعطاء غير الإنسان سمة من سمات الإنسان) ليعزف على وتر المشاعر للمتلقي كما أن التعبير"كل" ربما جاء ليدل على سعة الوطن لدرجة أن الوطن يتسامح مع من ينوي الرحيل والذين هم بعض الكل . وهذا يجعلني أقف عند (كل) ،لأنه ليس من الصحيح التعميم حتى وإن كانت الغاية إظهار هذا النبل من جانب الوطن ؛لأن كثيرًا ممن يرحلون أو ينوون الرحيل هم "أصحاب مصالح" على الوطن أن يزغرد لرحيلهم !
كما أن تبعير"مجتثًا كل أسى " جاء في حالة تقديم وتأخير لابد من إعادة النظر فيها مرة أخرى ،لأن الذي يبكي (والبكاء حالة ضعف) لا يمكن أن يكون قويًا عنيفًا لدرجة الاجتثاث حتى وإن كان المجتث هو الأسى .
العمل رائع للغاية اتسم بوجود العديد من الكلمات القوية المؤثرة الانفجارية(إن صح التعبير) وإ كان الختام به بعض المآخذ .
دمت مبدعة وفقك الله
.




***


بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل :رسالة من حبيبتي
اسم الكاتب : أبو نواف البكاري
(خارج منتدى الخيمة)
(16)

هجوع الليل زرع في سماواتي قلق الإنتظار
أفتح شباك نافذتي
أتصورك غيما
رعدا
أتخيلك أنشودة
تراقص ظلمتي
تمسح دمعة طالما ألهبتني في غيابك
يأخذني وجع الإنتظار
تعصف بي رائحة ثوبك
تخنقني ربطة عنقك النائمة في وسادتي منذ رحلت
( )
أيها الغائب عني
هواجيسي ذبحت هجوع الليل
البارد
صوتك وحده لايكفي
قمرنا الفضي حزين
ليلنا أدمن على الإنتحار
وجع الحروف يئن في نبضاتي
أيها الحاضر
في أدمغة الوقت
ورودك لم تزل كماعهدتها
دموعي تسقيها كل صباح
وقصائدك ألتحف بها كل مساء
( )
متى تعود؟
عصافير صباحاتك تحن إليك
تنتظرك كل يوم
تشاور ني عن الرحيل إليك
لكنها لدمعي
فتأبى الرحيل



http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=431495
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-05-2011 الساعة 03:28 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-10-2009, 05:29 PM   #439
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

هجوع الليل زرع في سماواتي قلق الإنتظار
كان تعبيرًا كثيفًا من حيث وجود الليل وقلق الانتظار ،والسماوات هي النفس
تعبيرًا عن رقي مشاعرها وأحاسيسها .

أفتح شباك نافذتي
أتصوركغيما
رعدا
أتخيلك أنشودة
تراقص ظلمتي
لا أعرف هل هو عيبي أم لا ، هذا المشهد مع كلمة أنشودة أحالني مباشرة إلى قصيدة
الراحل بدر شاكر السياب رحمه الله أنشودة المطر .لا علينا ..كان النص يعكس حالة من
الإعتام متمثلة في الغيم والظلمة والرعد ، وتعد صورة الرعد هي التي أعطت المشهد حالة
من الحيوية وجعلت الصورة قريبة من الصور المرسومة بالظلال .الخلفية الغامقة والتي
تأتي الرعود لتفتّحها كانت حاضرة في تصوري من خلال هذه الكلمات والتي تؤكد على
دور الكلمات في رسم الصورة فكأن المبدع يرسم بأحرفه صورًا متعددة تتعانق
مع الحالات النفسية للمتلقي ، وكانت لفظة تراقص ظلمتي معطية للظلمة معنى
بهيجًا وهذا يعكس تأثير المحبوبة في استحضار صورة مظلمة لكنها تصبح مضيئة
بواسطتها.وكان العنوان رسالة من حبيبتي فكأن كل ما قيل منها لذلك تبرز كلمة
تراقص ظلمتي معبرة عن هذا الحس الأنثوي الأنيق والذي يعكس رقة
الحركة وتأثيرها عليها خاصة في تصورها لبعد محبوبها.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 30-10-2009 الساعة 06:03 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-10-2009, 05:29 PM   #440
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

تمسح دمعة طالما ألهبتني فيغيابك
يأخذني وجع الإنتظار
تعصف بي رائحة ثوبك
تخنقني ربطة عنقك النائمةفي وسادتي منذ رحلت


الله الله ! ما أجمل ما تكتب ! ثمة أشياء تكتسب قيمة عظيمة من خلال مجيئها


كأنها كاميرا ترصد شكلاً سينيمائيًا متمثلاً في توجع المبدع وتذكرها لهذه الرائحة


وكذلك ربطة العنق والتي تشعر القارئ بأن المحبوب مرهق أو ممدد على الفراش


مرهق بينما هي تحرس هذه الأشياء الدالة على وجوده


( )

أيها الغائب عني

هواجسي ذبحت هجوع الليل البارد






تعبير جيد ،والتجسيد كان مقترنًا بفلسفة خاصة في التعبير عن الأشياء


إذ تأتي لفظة ذبحت لتعبر عن مدى عنف الأرق . ولاحظ أن النص في أول سطرين يتسم


بدرجة كيرة من التميع والتحويم في الفضاء النفسي إذ أن الهوجس والجوع شيئان


غير ملموسين وإعطاؤهما سمة المادة من خلال تعبير الذبح كان مجسمًا


حالة من الأرق قلما يعبر عنها بهذه الطريقة.

وكل مقطع قائم بذاته هو لحظة معينه تحيله إلى حالتها التي أوجدتها أي أن كل مقطع يحمل ذكرى مختلفة عن السابقة عليها وإن كانت كلها تشترك في حزن الفراق لكن كلمة هواجسي ذبحت ...كانت عنيفة من الأنثى لذلك يبدو للقارئ أن الحزن قد جعلها في هذا السطر تصرخ ويرتفع إيقاعها من خلال السياق الذي يدل




أو يشعر القارئ بتغير في نبرة الصوت وسرعة الإيقاع .


صوتك وحده لايكفي

قمرنا الفضي حزين




رغم ان اللون الفضي زاه ٍ وجميل إلا أن المفارقة في بهجة الصورة المظلمة أعلاه


وحزن القمر الفضي تجعل للألوان والمشهد دلالات مختلفة لاسيما في صورة القمر ،فكأنما
الضوء شيء كالدمع


ليلنا أدمن علىالإنتحار
الأصح ليلنا أدمن الانتحار أو أوشك على الانتحار


وكان تعبيرًا يتسم بالقوة وتكرارية ودائرية الحزن ويكون من الضروري الإشارة إلى


أن الرومانسيين يرون الليل أحيانًا عدوًا وأحيانًا صديقًا لذلك يكون الليل في هذا النص


منتحرًا بخبو الضوء وليس بطلوع الصبح والانتحار تعبير عن نفاد رصيد الأمسيات


الجميلة والذكريات الطيبة بينهما .

وجع الحروف يئن في نبضاتي

أيها الحاضر
في أدمغة الوقت






الدماغ به المخ وبه الحواس وهو المركز الاستراتيجي للحركة والحياة ، وتعبير


أدمغة الوقت أتى معبرًا عن مركزية الوقت وأهميته تلك التي يهتمها الحبيب


الذي يحضر في أهم لحظات العمر وأوقاتها ، وكان تعبيرًا ابتكاريًا جميلاً


يكمن جماله في تطويع الجوانب المادية والجسدية للحالة المعنوية والنفسية.


هذا التركيب من حيث الشكل ذكرني بتركيب لغوي جميل وإن كان من حيث المضمون مختلفًا


لخالد الشرعبي أيها القادم من انفعالات الوقت .


نداء+حرف جر +مضاف ومضاف إليه

ورودكلم تزل كماعهدتها

دموعي تسقيها كل صباح
وقصائدك ألتحف بها كل مساء





التعبير قصائدك ألتحف بها كل مساء كان جماله في

هذه التشبيه الذي عبر عن استغراق الحالة بما

يجعل القصائد هي اللحاف وكان مجيئها في آخر المقطع

ذكاء كبيرًا لكي تكون موازية لكلمة تصبح على خير


لذلك أتت ختامًا جيدًا لخاطرة هذا المتحدث\هذه المتحدثة.


وهذا الصباح الدامع والمساء الملتَحَف بالقصائد عبر


عن رومانسية لا يستطيع المبدع فيها أن يقول إني


أعاتبك وهذا يناسب ضعف الأنثى .

( )

متى تعود؟
عصافير صباحاتك تحن إليك
تنتظرك كل يوم
تشاور ني عن الرحيلإليك
لكنها لدمعي
فتأبى الرحيل







المقطع الأخير كان عاديًا للغاية وكانت نهاية المقطع السابق دالة عليه بشدة ولم تكن تحتاج –إذا احتاجت- سوى لسطر أو كلمتين كأنهما التوقيع لذلك أرى هذا المقطع الأخير بحاجة إلى تعديل أو حذف .

هذا المزيج الجميل . دمت مبدعًا وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 01-11-2009 الساعة 06:29 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 3 (0 عضو و 3 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .