العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 03-10-2007, 10:35 PM   #1
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع




احبتى فى الله
بحبكم لازم لازم لازم تحبوني


اليوم حاسيب موقعه بدر لانى ارى انكم مليتم منها وسف استكمل معكم وبفضل من الله توضيح وتفسير بعض ايات الصيام فى سوره البقره

اخر مره تكلمت عن قول الحق::
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)

وسوف استكمل الايه ::: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)

قلنا فى اللقاء السابق ان النسق القرآني ليس نسقاً من صنع البشر، فنحن نجد أن نسق البشر يقسم الكتاب أبواباً وفصولاً ومواد كلها مع بعضها، ويفصل كل باب بفصوله ومواده، وبعد ذلك ينتقل لباب آخر، لكن الله لا يريد الدين أبواباً، وإنما يريد الدين وحدة متكاتفة في بناء ذلك الإنسان، فيأتي بعد قوله:
"ولتكبروا الله" بـ"ولعلكم تشكرون"
ومعنى ذلك أنكم سترون ما يجعلكم تنطقون بـ"الله اكبر"؛ لأن الله أسدى إليكم جميلاً، وساعة يوجد الصفاء بين "العابد" وهو الإنسان و"المعبود" وهو الرب، ويثق العابد بأن المعبود لم يكلفه إلا بما يعود عليه بالخير، هنا يحسن العبد ظنه بربه، فيلجأ إليه في كل شيء، ويسأله عن كل شيء.
ولذلك جاء هنا قول الحق:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)


ومادمت قد ذقت حلاوة ما أعطاك الحق من إشراقات صفائية في الصيام فأنت ستتجه إلى شكره سبحانه، وهذا يناسب أن يرد عليك الحق فيقول:
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"
ونلحظ أن "إذا" جاءت، ولم تأت "إن"
فالحق يؤكد لك أنك بعدما ترى هذه الحلاوة ستشكر الله؛ لأنه سبحانه يقول في الحديث القدسي: "ثلاثة لاترد دعوتهم، الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".

فمادام سبحانه سيجب الدعوة، وأنت قد تكون من العامة لا إمامة لك، وكذلك لست مظلوماً، إذن تبقى دعوة الصائم. وعندما تقرأ في كتاب الله كلمة "سأل" ستجد أن مادة السؤال بالنسبة للقرآن وردت في جوابها "قل".

{يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير}
(من الآية 219 سورة البقرة)
وقوله:

{يسألونك ماذا ينفقون قل العفو}
(من الآية 219 سورة البقرة)
وقوله:

{يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خيرٍ}
(من الآية 215 سورة البقرة
)

وكل" يسألونك" يأتي في جوابها "قل"
إلا آية واحدة جاءت فيها "فقل" بالفاء، وهي قول الحق:

{يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي}
(من الآية 105 سورة طه)

انظر إلى الدقة الأدائية: الأولى "قل"، وهذه "فقل"، فكأن "يسألونك عن الخمر والميسر" يؤكد أن السؤال قد وقع بالفعل، ولكن قوله: "يسألونك عن الجبال"، فالسؤال هذا ستتعرض له، فكأن الله أجاب عن أسئلة وقعت بالفعل فقال: "قل"، والسؤال الذي سيأتي من بعد ذلك جاء وجاءت إجابته بـ"فقل" أي أعطاه جواباً مسبقاً،
إذن ففيه فرق بين جواب عن سؤال حدث، وبين جواب عن سؤال سوف يحدث، ليدلك على أن أحداً لن يفاجئ الله بسؤال، "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً".

لكن نحن الآن أمام آية جاء فيها سؤال وكانت الإجابة مباشرة: "وإذا سألك عبادي عني". فلم يقل: فقل: إني قريب؛ لأن قوله: "قل" هو عملية تطيل القرب،
ويريد الله أن يجعل القرب في الجواب عن السؤال بدون وساطة "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب". لقد جعل الله الجواب منه لعباده مباشرة، وإن كان الذي سيبلغ الجواب هو رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه لها قصة:
لقد سألوا رسول الله: أقريب ربك فنناجيه أم بعيد فنناديه؟
لأن عادة البعيد أن ينادى، أما القريب فيناجى، ولكي يبين لهم القرب، حذف كلمة "قل"، فجاء قول الحق: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" وما فائدة ذلك القرب؟ إن الحق يقول: "أجيب دعوة الداع إذا دعان"
ولكن ما الشروط اللازمة لذلك؟
لقد قال الحق: "وإذا سألك عبادي" ونعرف أن فيه فرقا بين "عبيد" و"عباد"، صحيح أن مفرد كل منهما "عبد"، لكن هناك "عبيد" و"عباد"،
وكل من في الأرض عبيد الله، ولكن ليس كل من في الأرض عباداً لله، لماذا؟
لأن العبيد هم الذين يقهرون في الوجود كغيرهم بأشياء، وهناك من يختارون التمرد على الحق، لقد أخذوا اختيارهم تمرداً،
لكن العباد هم الذين اختاروا الانقياد لله في كل الأمور. إنهم منقادون مع الجميع في أن واحدا لا يتحكم متى يولد، ولا متى يموت، ولا كيف يوجد، لكن العباد يمتازون بأن الأمر الذي جعل الله لهم فيه اختياراً قالوا: صحيح يا رب أنت جعلت لنا الاختيار، وقد اخترنا منهجك، ولم نترك هوانا ليحكم فينا، أنت قلت سبحانك: "افعل كذا" و"لا تفعل كذا" ونحن قبلنا التكليف منك يا رب.
ولا يقول لك ربك: "افعل" إلا إذا كنت صالحاً للفعل ولعدم الفعل. ولا يقول لك: "لا تفعل" إلا إذا كنت صالحاً لهذه ولهذه.

إذن فكلمة "افعل" و"لا تفعل" تدخل في الأمور الاختيارية، والحق قد قال: "افعل" و"لا تفعل" تدخل في الأمور الاختيارية، والحق قد قال "أفعل" و"لا تفعل"، فتكون حراً في أن تفعلها أو لا تفعلها، اسمها "منطقة الاختيار المباح"،
فهناك اختيار قيد بالتكليف بافعل ولا تفعل، واختيار بقى لك أن تفعله أو لا تفعله ولا يترتب عليه ضرر؛ فالذي أخذ الاختيار وقال: يا رب أنت وهبتني الاختيار، ولكنني تركت لك يا واهب الاختيار أن توجه هذا الاختيار كما تحب، أنا سأتنازل عن اختياري، وما تقول لي: "افعل" سأفعله، والذي تقول لي: "لا تفعله" لن أفعله.

إذن فالعباد هم الذين أخذوا منطقة الاختيار، وسلموها لمن خلق فيهم الاختيار، وقالوا لله: وإن كنت مختاراً إلا أنني أمنتك على نفسي.
إن العباد هم الذين ردوا أمر الاختيار إلى من وهب الاختيار ويصفهم الحق بقوله:

{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "63" والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما "64" }
(سورة الفرقان)


هؤلاء هم عباد الرحمن، ولذلك يقول الحق للشيطان في شأنهم:

{إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}
(من الآية 42 سورة الحجر)

إذن فللشيطان سلطان على مطلق عبيدالله؛ لأنه يدخل عليهم من باب الاختيار ولم تأت كلمة "عبادي" لغير هؤلاء إلا حين تقوم الساعة، ويحاسب الحق الذين أضلوا العباد فيقول:

{أأنتم أضللتم عبادي}
(من الآية 17 سورة الفرقان)


ساعة تقوم الساعة لا يوجد الاختيار ويصير الكل عباداً؛ حتى الكفرة لم يعد لهم اختيار. وحين يقول الحق:
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"
فالعباد الذين التزموا لله بالمنهج الإيماني لن يسألوا الله إلا بشيء لا يتنافى مع الإيمان وتكاليفه. والحق يقول: "فليستجيبوا لي"؛ لأن الدعاء يطلب جواباً، ومادمت تطلب إجابة الدعاء فتأدب مع ربك؛ فهو سبحانه قد دعاك إلى منهجه فاستجب له إن كنت تحب أن يستجيب الله لك "فليستجيبوا لي"، وبعد ذلك يتكلم الحق سبحانه وتعالى في كلمة "الداع" ولا يتركها مطلقة، فيقول: "إذا دعان" فكأن كلمة "دعا" تأتي ويدعو بها الإنسان، وربما اتجه بالدعوة إلى غير القادر على الإجابة، ومثال ذلك قول الحق:

{إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم}
(من الآية 194 سورة الأعراف)
وقوله الحق:

{إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم}
(من الآية 14 سورة فاطر)

فكأن الداعي قد يأخذ صفة يدعو بها غير مؤهل للإجابة، والحق هنا قال:.......
ده اللى حاكمله معاكم باكر ان شاء الله ولو فى العمر بقيه ..
انتظرونى..



__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-10-2007, 11:21 PM   #2
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

ربنا يعطيك الصحة والعافية اخى فى الله الشيخ عادل

وجزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك ان شاء الله
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-10-2007, 09:25 PM   #3
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي

اشكرك سلسبيلا على مرورك
__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-10-2007, 11:09 AM   #4
أبو إيهاب
غيبك الموت عنا يا أبا إيهاب فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يسكنك فسيح جناته
 
الصورة الرمزية لـ أبو إيهاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,326
إفتراضي

معنى كلمة دعاء فى الكتاب والسنة


الإخوة الكرام

حينما تذكر كلمة دعاء أو دعوة يقصر معناها الكثيرون منا على السؤال من الله سبحانه وتعالى لجلب منفعة أو منع مضرة ! وهذا غير صحيح فهناك نوعان من الدعاء ... دعاء عبادة ودعاء مسألة ، ولما كان دعاء المسألة يدخل فى العبادة فلذلك كان الخلط !!!
فمثلا فى سور إبراهيم ورد على لسان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام هاتين الآيتين :

الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء {39} رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء {40}

فى الآية 39 دعاء يسمع ، وفى الآية 40 دعاء يتقبل ، الدعاء الأول هو للمسألة والدعاء الثانى هو للعبادة .

وإليك ما ورد لشيخنا الجليل رضوان الله عليه ابن تيمية فى كتاب الفتاوى الكبرى :

"" لفظ الدعاء والدعوة في القرآن يتناول معنيين : دعاء العبادة ودعاء المسألة . قال الله تعالى : { فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين } الشعراء : 213 ] وقال تعالى : { ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } المؤمنون : 117 ] وقال تعالى : { ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو } القصص : 88 ] وقال : { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً } الجن : 19 ] وقال : { إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً } النساء : 117 ] وقال تعالى : { له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه } الرعد : 14 ] وقال تعالى : { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون } الفرقان : 68 ] وقال في آخر السورة : { قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم } الفرقان : 77 ] . قيل : لولا دعاؤكم إياه وقيل : لولا دعاؤكم إياكم فإن المصدر يضاف إلى الفاعل تارة وإلى المفعول تارة ولكن إضافته إلى الفاعل أقوى لأنه لا بد له من فاعل فلهذا كان هذا أقوى القولين أي : ما يعبأ بكم لولا أنكم تدعونه فتعبدونه وتسألونه : { فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً } الفرقان : 77 ] أي عذاب لازم للمكذبين ولفظ الصلاة في اللغة أصله الدعاء وسميت الصلاة دعاء لتضمنها معنى الدعاء وهو العبادة والمسألة . وقد فسر قوله تعالى : { ادعوني أستجب لكم . بالوجهين قيل : اعبدوني وامتثلوا أمري استجب لكم . كما قال تعالى : { ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات } الشورى : 26 ] أي يستجيب لهم وهو معروف في اللغة يقال : إستجابه واستجاب له كما قال الشاعر الجواب وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب وقيل : سلوني أعطكم وفي ا > لصحيحيْن < عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : > ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : مَنْ يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له < فذكر أولاً لفظ الدعاء ثم ذكر السؤال والاستغفار والمستغفر سائل كما أن السائل داع لكن ذكر السائل لدفع الشر بعد السائل الطالب للخير وذكرهما جميعاً بعد ذكر الداعي الذي يتناولهما وغيرهما فهو من باب عطف الخاص على العام وقال تعالى : { إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } البقرة : 186 ] وكل سائل راغب راهب فهو عابد للمسؤول وكل عابد له فهو أيضاً راغب وراهب يرجو رحمته ويخاف عذابه فكل عابد سائل وكل سائل عابد فأحد الإسمين يتناول الآخر عند تجرده عنه ولكن إذا جمع بينهما : فإنه يراد بالسائل الذي يطلب جلب المنفعة ودفع المضرة بصيغ السؤال والطلب ويراد بالعابد مَنْ يطلب ذلك بامتثال الأمر وإن لم يكن في ذلك صيغ سؤال والعابد الذي يريد وجه الله والنظر إليه هو أيضاً راجٍ خائف راغب راهب : يرغب في حصول مراده ويرهب من فواته . قال تعالى : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً } الأنبياء : 89 ] وقال تعالى : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً } السجدة : 16 ] ولا يتصور أن يخلو داع - دعاء عبادة أو دعاء المسألة - من الرغب والرهب ومن الخوف والطمع ."" ... انتهى


ويؤيد هذا المعنى ما جاء فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دعاء عرفة ، فالذكر ليس مسألة ولكنه عبادة :

خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"

ولذلك ورد فى حديث آخر :

حديث ابن عمر رفعه " يقول الله تعالى من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين " أخرجه الطبراني بسند لين، وحديث أبي سعيد بلفظ " من شغله القرآن وذكرى عن مسألتي " الحديث أخرجه الترمذي وحسنه

أى أن الذكر والعبادة أفضل من المسألة كما ورد بالحديث الشريف .

أود هنا أن أذكر بعض آيات توضح هذا الفهم جيدا :

فمثلا فى سورة غافر :

{وقَالَ ربُّكمْ ادعُوني استجِبْ لكُم إنَّ الَّذِين يستكبرونَ عَن عبَادَتِي سَيَدْخُلونَ جهنَّمَ داخِرينَ} {60}

بنص الآية فالدعوة هنا هى العبادة وليست المسألة فقط . وترتبط هذه الآية بآية سورة البقرة :

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {186}

لتشمل الدعوة هنا ما هو أشمل من الدعاء فقط ويمتد معناها إلى العبادة التى يدخل فيها دعاء المسألة .

وفى الحديث الشريف :::

عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) } وقال : الدعاء هو العبادة وقرأ { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } إلى قوله { داخرين }
الراوي: النعمان بن بشير - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي


كنت أود أن استطرد فى ايراد أمثلة كثيرة جدا من القرآن الكريم ، ولكنى أترك ذلك لكم حتى لا أطيل الموضوع .
أبو إيهاب غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .