العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 22-02-2020, 11:26 PM   #1
محمد محمد البقاش
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2010
المشاركات: 202
إفتراضي المغالطة الكبرى في دين النصارى ــ الجزء الثالث والأخير ــ

وإذا قيل إن الله تعالى لم يكن متكلما قبل الخلق لأن الكلام مع الذات لَغْو وربما يكون جنونا، فالله تعالى لا يكلِّم نفسه، بل يكلِّم غيره، وغيره في الأزل لم يكن موجودا ولذلك حين تكلم بعد الخلق دل ذلك على تغيُّره لأنه قد طرأ عليه الكلام وهو لم يكن متكلما قبل الخلق، ثم تكلم بعد الخلق وعليه يكون الإله متغيرا متطورا وهذا محال والنتيجة وجود الأقانيم الثلاثة في الأزل حتى يتحقق الكلام لله عز وجل وبه يسقط التوحيد ويتحقق تنزيه الله تعالى بالتثليث، نجيب على ذلك بما يلي:
أولا: الكلام صفة ذاتية للذات العلية لله عزّ وجلّ، وكونها صفة ذاتية لذاته معنى ذلك أنها متعلقة بفعل الإله، بمشيئته، خلاف صفة العلم مثلا فالعلم ليس متعلقا بفعل الإله، بل هو صفة للذات فقط، أما الكلام فهو أيضا صفة للذات ولكنه صفة ذاتية فعلية كما مر معنا وعليه فالله تعالى من صفته الكلام ولكنه يتكلم إذا شاء ولا يضطره أحد للكلام حتى يتكلم، مثل صفة كلامه مثل صفة الخلق والرزق فلا أحد يفرض عليه أن يخلق ويرزق، فخلقه للمخلوقات ورزقه للمخلوقات صفتين له ولكنهما لن تظهرا إلا إذا شاء، وحين تظهران تظهران بمشيئة الله، وحين تغيبان تغيبان بمشيئة الله، فهل صفة الرزق والخلق عند غيابهما وعدم تعلقهما بالمشيئة الإلهية تدلان على تغير في الذات الإلهية؟ هل يكون كلامه سببا لمسبب وهو المتكلم مبدئا في الأزل؟ أليس المتكلم مبدئا متكلم بمشيئته هو وليس بمشيئة غيره؟ أليس من يفرض عليه الكلام يهذي لأنه يجعل إلهه تابعا لهواه وفكره وهذا محال؟ فلو نظرت إلى نفسك حين تنام ولا تتكلم لساعات، فهل يحق لأحد أن ينعتك بعدم التكلم وأنت صامت؟ لا، وعليه فأنت تتكلم في اليقظة حين تشاء، هذا في حق الإنسان، أما في حق الله تعالى فيجب عليه أن يتكلم قبل بدء الخلق، ولكي يتكلم قبل بدء الخلق يجب أن يكون إلى جانبه من يكلمه، أليس هذه الفرضية متهافتة لأنها تُخْضِع لإرادتها ذات الله تعالى وذات عيسى وذات روح القدس فتنتهي إلى مخالفة الواقع، إلى الشرك بالله الذي يراد له الثبوت فتُغَيِّب الحقيقة الناصعة التي هي الوحدانية في حق الله تعالى؟.
ثانيا: حاجة بروز صفة الكلام لله عز وجل متعلقة بالأقنومين عيسى وروح القدس، فهل ثبت بالعقل أن الله تعالى محتاج إلى من يكلمه؟ هل ثبت أن لصفة من صفاته كيفما كانت مسببا؟ هل إذا صمت الإنسان دل صمته على عدم التكلم؟ ما لكم كيف تحكمون؟
خلاصة القول أننا نبحث فيما يجب أن لا يُبْحث، لقد تناولنا الذات العلية لله تعالى لا من أجل بحثها، بل من أجل إثبات استحالة بحثها لأنها ليست واقعا، إنها غيْبٌ، والعملية العقلية للإنسان لن تكون إلا وفق شروط لا بد منها حتى يتم التفكير وينتهي إلى وجود الفكر والحكم، فأين ذات الله تعالى حتى نبحثها؟ والنتيجة أننا لم نبحث ذات الله وأنّى لنا ببحثها لأنها غيب وفوق العقل والتصور، ولكننا من خلال إعمال عقولنا فيما نشاهد ونلمس ونحس ونجد له أثرا توصلنا إلى أنه يستحيل أن يكون الخالق للكون والإنسان والحياة، أن يكون الخالق لكل شيء يشبه أيّ شيء من هذه المخلوقات، فكانت الخلاصة أن الإله غير مركب لأنه ليس أجزاء، وليس محدودا أو عاجزا أو ناقصا، بل هو مستغن بذاته العلية، والذين فرضوا على الله أن يتكلم بمشيئتهم بحثوا ذاتا لا واقع لها وانتهوا إلى هذه الهرطقات التي يمجُّها العقل السوي، إذ فرضوا على صفة الكلام في الله تعالى أن تتحقق بإرادتهم ومشيئتهم هم ولكنهم لم يتنبهوا إلى أن صفة الكلام في الأزل قبل خلق الخلق كانت صفة للذات العلية ولكنها مقيدة بمشيئته هو جلّ وعلا وليس بمشيئة غيره.
والنقطة الثانية هي أنهم ساقوا روح القدس؛ الملَك جبريل، وروح القدس مخلوق هو الآخر ولكنه غيْبٌ لا واقع له، إذ هو في نطاق الإيمان وليس في نطاق العيان والحس والأثر، فكيف يُبْحث غير الواقع والعقل من شروط إتمامه للعملية العقلية؛ وجود الواقع، فأين روح القدس حتى نبحثه؟ أين الواقع الذي هو شرط من شروط بناء العملية العقلية والفكرية؟ أين أثر واقع روح القدس حتى نبحثه؟ هل قبضوا قبضة من أثر الرسول كما زعم السامري؟ ونحن حين سايرناهم في بحثهم كنا على يقين بأننا نبحث غير الواقع وغير أثر الواقع، ولكننا عند بحثنا واقع روح القدس كنا مستندين إلى العقل، إلى الإيمان بملائكة الله عزّ وجلّ بما ثبت أنه مبني على العقل وهو القرآن الكريم، فكانت غَيْبِياتُه واقعا ولو لم ندرك حقيقتها، نُقِرّ بوجود الغيب الذي بُنِي على العقل ولا نكلِّف أنفسنا عناء بحثه لأننا بذلك لن نصل إلى الفكر بسبب غياب الواقع وأثر الواقع، فحين خضنا في بحث روح القدس خضناه من باب المسايرة التي انتهت بنا إلى ما توصلنا إليه عقلا، أما بالنسبة لإيماننا به فهو إيمان لا يدفعنا إلى البحث عن حقيقته وماهيته فذلك لن يكون لأنه كما قلنا مُخِلٌّ بإحدى شروط بناء العملية العقلية، والنتيجة أن النصارى بحثوا غير الواقع وغير أثر الواقع إلا عيسى لأنه بشر مثلنا، أما الذات العلية لله تعالى فقد جعلوها واقعا وهي ليست كذلك، وذات روح القدس جعلوها هي الأخرى واقعا وهي ليست كذلك.
ولمن أراد أن يبحث عن ذات الجن ويعرف ماهيتها يمكنه أن يفعل بناء على وجود أرضية للبحث وهي أن الجن مخلوق من مارج من نار، فإذا شرع يبحث في الطاقة فله ذلك، ليذهب إلى أنواع الطاقة كالأشعة السينية وأشعة كاما والأشعة فوق البنفسجية وأشعة إكس وغيرها لأنه يعتمد على ما يمكن أن نرى بواسطته أثرا من آثار خلق الجن بصرف النظر عن الوصول إلى المعرفة الحقيقية بماهية الجن أم لا علما بأن هذا النوع من البحث مضيعة للوقت، وإذا توصل الإنسان إلى أجهزة بواسطتها ينظر إلى الجن فهل سينظر إلى ماهيته؟ ربما، ولا يقال أن الله تعالى قد ذكر أن إبليس يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم نحن فيكون ذلك إقرارا باستحالة أن نرى الجن، لا يقال ذلك، فالخبر في القرآن الكريم يصف واقعا قائما، وإذا تغير الواقع، أي إذا تغيرت النظرة بأجهزة النظر المتطورة ورأينا الجن أو أثر الجن فإن ذلك لا يتنافى مع الخبر القرآني الذي يصف لنا واقعنا الذي نحن عليه وهو جهاز النظر هذا، لا يقال ذلك لأن تلك الرؤية من قبلهم لنا بجهاز إبصار لا نملكه، أما إذا ملكنا أجهزة خارقة للطاقة عندها يمكن أن نرى الجن، وعندها تُشرَّع قوانين تنظم تصرفاتنا تجاههم غير التصرفات المنظمة من طرف شرعنا، فتصرفاتنا تجاه عالمهم تصرفات شرعية وهي المعنية بالمعنوية، أما تصرفاتنا تجاههم عند إمكانية رؤيتهم وربما التسلط عليهم فستكون بقوانين رادعة، وإذا أراد الإنسان أن يخوض في بحث روح القدس على غرار ما فعل ببحث الجن فإنه مُخْفقٌ تماماً ومُهَرْطِقٌ ذلك أن روح القدس وإن كان مخلوقا هو الآخر إلا أن خَلْقه لا نص عليه من الثابت القطعي الذي يؤدي بنا إلى الاعتقاد مثل اعتقادنا بأن الجن مخلوق من مارج من نار، فإذا كانت هناك نصوص في الثابت الآحاد من النصوص الشرعية فإنها متعلقة بالغيب، والموقف من الغيب أن يصل إلى الاعتقاد أو غلبة الظن ولا علاقة له بالعمل، إذ ليس هو خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد، بل هو خبر مجرد خبر في الآحاد، أما إذا ثبت أنه في المتواتر من الحديث الشريف انتقل إلى العقيدة التي تنتهي إلى الاعتقاد بالوجود والماهية إن كان مخلوقا من نور، غير أن النور بالنسبة إلينا نور لا يخرج عن الجُزَيْئات والجُسَيْمات، لا يخرج عن الطاقة والشُّحَن، ولكن الطاقة وإن كانت جُزْءاً وكُلاًّ، جُزَيْئاً أو جُسَيْماً، فوتوناً أو شُحَيْناً، إلا أنها بقابلية أن تتعدّى ما نعرف إلى ما لا نعرف، فقد يكون الملَك مخلوق من غير الطاقة، من غير النور الذي نعرف، وقد يكون من الطاقة هذا استنادا إلى معرفتنا بالنور الذي لا ينفك عن الطاقة، ولكن الحكم النهائي ليس بأيدينا لأن واقع النور الذي منه الملَك لا أثر له في حياتنا ودنيانا إلا إذا سلمنا أن نوره هو نفس النور الذي نعرف والنتيجة أن بحثا كهذا لا فائدة منه.
انظر إلى نور السماوات والأرض أليس الله تعالى نورهم؟ قال تعالى: ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) النور، فهل نجعل للنور الإلهي شيئا من النسبة إلى الليبتونات أو الهادرونات؟ النور صفة حقيقية للإله ولكنها صفة لا تجعل نوره كالضوء الذي به تدرك المبصرات، فالنور دليل والدلائل تسمى نورا، فنور الله تعالى كتابه وهو نور وهو كتاب هداية، قال تعالى: ((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً)) النساء، ومحمد صلى الله عليه وسلم نور لأنه قد جاءنا من الله قال تعالى: ((قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ)) المائدة: 15، فهل نخوض في الطاقة استنادا إلى اعتبار أن النور من الطاقة؟ هذا لن يكون، فالله نور السماوات ليس بالنور الذي نعرف، إذ لو فرضنا لنوره ما نعرف من الطاقة لانتهينا إلى وضع إصبعنا على نوره من خلال الطاقة التي نعرف، وبذلك يتشيأ إلهنا (نسبة إلى الشيء)، أو يتطايق (نسبة إلى الطاقة)، وهذا في حق الذي لا يشبه الشيء، ولا يشبه اللاشيئ، ولا يشبه الطاقة سواء كانت لِيبْتونات أو هادْرونات أو ممّا لم يُكْتشف بعد ويُعْرَف؛ محال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش

طنجة في: 21 فبراير 2020م
www.tanjaljazira.com mohammed.bakkach@gmail.com GSM : 0671046100
+212671046100
محمد محمد البقاش غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .