في دول كثيرة حول العالم يروّج البعض عن السعودية معلومات خاطئة بقصد أو من دون قصد، وكثيراً ما راجت معلومات عن أن أكبر دول شبه الجزيرة العربية بلاد مغلقة تغلفها السرية وتديرها الاستخبارات، بل ولا مكان فيها لحقوق الإنسان، وأن شعبها يُحكم بالحديد والنار، حتى إنك حين تستمع إلى ما يتداوله الإعلام الغربي يتبادر إلى ذهنك أنهم يقصدون بكلامهم كوريا الشمالية أو كوبا، وحقيقة أن بعض هؤلاء لا يلامون، لأنهم يرددون ما ينسجه أصحاب الأهواء في ذهن المتلقي البسيط في شتى أنحاء العالم، من دون أن تتاح لهم الفرصة لاختبار الأمر والتعرّف على الحقيقة، ولعل ما قاله لاعبو مانشستر يونايتد حين زاروا الرياض العام الماضي يبرهن أننا لم نفلح في نقل الصورة الحقيقية عن بلادنا، بل إننا نجهل الطريقة المناسبة لتعريف الآخرين ببلاد لا تختلف كثيراً عن أي مكان في العالم، ينعم بحياة مستقرة وطبيعية بعيداً عن الاحتقان والاضطرابات.
ومع الأسف كثيرون بفعل تقصيرهم يكرسون هذه الأفكار في أذهان الناس عن السعودية، لأنهم لا يدركون أن العالم بات قرية كونية، وأن مجرد تغييب المعلومة البسيطة عن طالبها يمثل مصدر تعجب ومثار تساؤلات تفتح باب الاجتهاد، وربما تقود إلى نتائج خاطئة... وتخيل مثلاً أن بلداً في أدغال أفريقيا تأهلت إلى المونديال، وكنت بحاجة إلى معلومات عنها لأنها ستلعب في مجموعة السعودية، غير أنك تفاجأت بأن هذه البلاد تمتلك موقعاً لوزارة الشباب والرياضة لا يمكن الدخول إليه إلا من خلال رقم سري وشفرة لا يملكها إلا المسؤولون، وأن هذه الدولة تمتلك موقعاً «غريباً» للجنة الأولمبية، لا يوجد فيه من المعلومات غير صورة للمسؤول عن اللجنة، فضلاً عن أن هذه الدولة الأفريقية البائسة لا تمتلك موقعاً إلكترونياً لاتحاد كرة القدم يمكن التزود بالمعلومات عن طريقه، بل إن المسؤولين في هذا الاتحاد لا يمكن الاتصال بهم لأنه ليس لديهم عناوين بريد إلكترونية، ولا أرقام هواتف معلنة، وحتى صغار الموظفين لا يمكن الاتصال بهم، لأنهم لا يتنازلون للرد على اتصالات راغبي الحصول على المعلومة... تخيل لو تعاملت مع منظومة رياضية بهذا السوء فما هو الانطباع الذي ستخرج به عن هذه البلاد؟
ما يحدث لدينا لا يختلف كثيراً عن تلك الدولة الافتراضية، لأننا مع الأسف لا نؤمن بأن حجب معلومات بلادنا عن العالم جريمة بحق الوطن، ومساهمة في تكريس ما يروجه المغرضون عن السعودية وأهلها، ولا أعتقد أننا كنا نطالب بمعجزة حين كتبنا وتحدثنا عن ضرورة أن يكون للاتحاد السعودي لكرة لقدم موقع إلكتروني بأكثر من لغة، وأن يقوم على إدارة الموقع أناس مؤهلون، بعيداً عن الذين يرون في تحويل مواقع الإنترنت إلى إدارات حكومية ورسمية مهمتها خدمة المسؤولين ونقل أخبارهم على حساب إهمال معلومات الأندية واللاعبين، وتوثيق الأرشيف خدمة لطالبي المعلومة من أنحاء العالم.
كنت أتمنى لو أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اشترط على الاتحادات في القارة أن يكون لها موقع على شبكة الإنترنت قبل السماح لأنديتها بالمشاركة في المنافسات القارية، لأنني أعتقد أنه السبيل الوحيد لأن يصبح للاتحاد السعودي موقع إلكتروني، ولأننا في حقيقة الأمر أصبحنا لا نفهم إلا هذه اللغة، التي باتت حافزنا الوحيد للإنجاز، بعدما أصبحت رغبتنا في خدمة بلادنا، وتقديم صورتها الحقيقية للعالم هدفاً يمكن تأجيله، لأننا مع الأسف أصبحنا لا نخجل من الناس ولا من أنفسنا!
آخر تعديل بواسطة ابن اليمامة ، 18-03-2009 الساعة 06:01 PM.
حجب إلكـــــــــــتروني
.
النمط الخطي
