عباس وراء المتراس،
يقظ منتبه حساس،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه،
بلع السارق ضفة،
قلب عباس القرطاس،
ضرب الأخماس بأسداس،
بقيت ضفة
لملم عباس ذخيرته والمتراس،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته،
أصبح ضيفه
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ؛
صرخت زوجة عباس:
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني ياعباس،
أبناؤك قتلى، عباس،
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
زوجته تغتاب الناس
صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد،
فلمن تصقل سيفك ياعباس؟
وقت الشدة
إذا، اصقل سيفك ياعباس
ولا نامت أعين الجبناء
القدس
ياقدس ياسيدتي معذرة فليس لي يدان
وليس لي أسلحة وليس لي ميدان
كل الذي أملكه لسان
و النطق ياسيدتي أسعاره باهضة , و الموت بالمجان
سيدتي أحرجتني ,فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لى عمران
أقول نصف كلمة , ولعنة الله على الشيطان
جائت إليك لجنتة , تبيض لجنتين
تفقسان بعد جولتين عن ثمان
و بالرفاء و البنين تكثر اللجان
الأقزام الطوال
أيها الناس قفا نضحك من هذا المآل
رأسنا ضاع فلم نحزن
ولكنا غرقنا في الجدال
عند فقدان النعال
لا تلوموا
نصف شبر عن سراط الصف مال
فعلى آثاره يلهث أقزام طوال
كلهم في ساعة الشدة ( آباء رغال )
لا تلوموه
فكل الصف أمسى خارج الصف
وكل العنتريات قصور من رمال
لا تلوموه
فما كان فدائيا بأحراج الأذاعات
و ما باع الخيال في دكاكين النضال
هو منذ البدء ألقى نجمة فوق الهلال
ومن الخير إستقال
هو أبليس فلا تندهشوا
لو أن أبليس تمادى في الضلال
نحن بالدهشة أولى من سوانا
فدمانا
صبغت راية فرعون
وموسى فلق البحر باشلاء العيال
و لدى فرعون قد حط الرحال
ثم ألقى الآية الكبرى
يدا بيضاء من ذل السؤال
أفلح السحر
فها نحن بيافا نزرع القات
و من صنعاء نجني البرتقال
أيها الناس
لماذا نهدر الأنفاس في قيل وقال ؟
نحن في أوطاننا أسرى على أية حال
يستوي الكبش لدينا والغزال
فبلاد العرب قد كانت وحتى يومنا هذا لا تزال
تحت نير الأحتلال
من حدود المسجد الأقصى إلى البيت الحلال
لا تنادوا رجلا فالكل أشباه رجال
و حواة أتقنوا الرقص على كل الحبال
و يمينيون أصحاب شمال
يتبارون بفن الأحتيال
كلهم سوف يقولون له بعدا
و لكن ... بعد أن يبرد فينا الأنفعال
سيقولون : تعال
وكفى الله السلاطين شر القتال
إنني لا أعلم الغيب
و لكن صدقوني
ذلك الطربوش ... من هذا العقال