يوم المرأة العالمي

[صفاء العشري]

الثامن من مارس\ آذار هو يوم المرأة العالمي.
في سبتمبر عام 1995 حضر بصورة غير مسبوقة 17.000 مشارك و 30.000 من النشطاء في افتتاح المؤتمر العالمي الرابع عن المرأة في بكين بالصين.كان في أذهانهم هدف وحيد: هو تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء في كل مكان.
بعد أسبوعين من النقاش السياسي صاغ ممثلو 189 حكومة إلتزامات جاءت تاريخية من حيث مداها وأنتجوا إعلان ومنهاج عمل بكين , وهي خطة تقدمية لتعزيز حقوق المرأة.
حدد الإعلان 12 مجالا حيويا للإهتمام و حدد العمل الذي يتعين اتخاذه في كل من هذه المجالات من أجل التوصل لعالم أفضل للنساء. من بين هذه المجالات دور النساء في السلطة و في اتخاذ القرار . و بالدعوة إلى "التوازن بين الجنسين " في "الأجهزة الحكومية" وفي "هيئات الإدارة العامة" وفي "القضاء" حدد الاعلان هدفين عريضين:
وتحت كل من الهدفين تحدد عدد من الاعمال التي يلزم الحكومات والاحزاب السياسية القيام بها .
منذ ذلك الحين، والحكومات والمجتمع المدني والجمهور يترجمون وعود منهاج العمل إلى تغييرات ملموسة في البلدان المختلفة. وقد قادت هذه إلى تحسينات هائلة في حياة المرأة. إذ إن المزيد من النساء والفتيات تعملن أكثر من أي وقت مضى في المناصب السياسية، وحصلن على حماية بموجب قوانين ضد العنف القائم على نوع الجنس، ويعشن تحت سلطة دساتير تضمن المساواة بين الجنسين. كما أن المراجعات التي تجري كل خمس سنوات حول التقدم لتقدم المحرز في الوفاء بالتزامات بكين قد دفعت بالزخم قدما.
ومع ذلك، فإن منهاج عمل تصور المساواة بين الجنسين في جميع أبعاد الحياة وأي بلد لم تحقق هذه الأجندة بعد. فالمرأة تكسب أجورا أقل من الرجال وأكثر عرضة للعمل في وظائف ذات نوعية رديئة. ثلث النساء يعانين العنف الجسدي أو الجنسي في حياتهن. الفجوات في الحقوق الإنجابية والرعاية الصحية تؤدي إلى حوالى 800 حالة وفاة بين النساء أثناء الولادة كل يوم.
اليوم بعد مرور عشرين عاما على اعتماد هذا التأكيد الشامل على حقوق المرأة وتمكينها بقي تنفيذه جزئيا فقط.
سوف تعقد الدورة التاسعة والخمسين للجنة وضع المرأة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال الفترة من 09-20 مارس عام 2015. الموضوع الرئيسي هو مراجعة لما آلت إليه قراراف بكين ، التقدم الذي حقق والإخفاقات والخطوات القادمة والقرارات التي سوف تساعد المرأة على تحسين أوضاعها ليس في الدول المتطورة وحسب بل وفي كل أنحاء العالم.
وبالمناسبة أتقدم من النساء في جميع أنحاء العالم والمرأة العربية بوجه خاص بأطيب التمنيات ، مع الأمل أن تستمر المسيرة وأن نشهد يوما قريبا تكون المرأة قد حصلت على الحقوق والحماية الكاملة والانفتاح الذي يساعدها على التفتح والانطلاق لتكون ركنا أساسيا من أركان بناء المجتمعات.