العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 18-03-2015, 02:49 PM   #1
صفاء العشري
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2010
المشاركات: 742
إفتراضي التطرف عدو الحضارة

التطرف لا ينشر الموت والدمار فقط ، ولكنه بأقل تقدير يسعى إلى نشر الجهل أيضا. وإلا ما هو الوصف الآخر الذي يمكن أن يطلق على التدمير المتعمد للمعالم الأثرية والآثارالقديمة ؟
في عام 2001، أصدر زعيم طالبان الملا محمد عمر مرسوما ضد الصور المحفورة غير الإسلامية ، وهو ما يعني كل الصور الوثنية عن البشر والحيوانات. ونتيجة لذلك، دمرت حركة طالبان كل المنحوتات القديمة. وكان أكبر استعراض للأسلحة والمتفجرات، والدبابات، ومضادات الطائرات التي دمرت تمثالين هائلين لبوذا في مقاطعة باميان. بعد 1700 سنة، سقطت تماثيل بوذا ضحية ديناميت طالبان.
داعش تفعل الشيء نفسه الآن: إنهم يقومون بتدمير الآثار والمدن القديمة في العراق وسوريا بذريعة محاربة الوثنية. لحسن الحظ، يقال الآن أن القطع الأثرية التي ظهرت في شريط الفيديو من الموصل ليست أصلية، وأن العديد منهم في الواقع آمن داخل متحف بغداد. ومع ذلك، فإنهم قاموا بتصوير المشهد في عرض تدميري كما لو كان نصرا عسكريا ! من ناحية أخرى، بينما يقوم داعش أمام الجمهور بتدمير التحف القديمة، يعتقد أنهم يكسبون الأرباح من بيع الكنوز المنهوبة في السوق السوداء.
وفي حين ليس لديهم الحق في إملاء ظلاميتهم على الآخرين، أشعر أن علي أن أسأل ما إذا كانت هذه الآثار هي فعلا أصناما، وهل أن الأفغان والآشوريين والعراقيين والسوريين بشكل عام يعبدونها؟
من المهم أن ندرك أن التدمير لاعلاقة له تذكر بالدين. بوذا ليس إلها أو حتى واحدا من بين العديد من الآلهة وهو لا يعبد. مريدوه يتطلعون إليه ويحترمونه باعتباره معلما عظيما. الأشوريون لا يعبدون الآثار ، لأن الآشوريين مسيحيون وليس وثنيين، وقد تخلوا عن تلك الآلهة القديمة منذ فترة طويلة. الإسلام لا يعتبر المسيحيين أو اليهود وثنيين أو مرتدين: إنهم "أهل الكتاب". والآثار هي شهود من ماض مجيد وليست رموزا دينية.
كانت باميان على مدى قرون تقع في قلب طريق الحرير الأسطوري، وتقدم الاستراحة لقوافل تحمل البضائع عبر الروافد الواسعة بين الصين والإمبراطورية الرومانية. كانت الكهوف العديدة المبعثرة في منحدرات باميان أيضا موطنا للآلاف من الرهبان البوذيين وكانت بمثابة نوع من الفنادق للتجار المسافرين، والرهبان، والحجاج.
وعلى مدى قرون طويلة أيضا وتحت سلطة الخلافات الإسلامية المختلفة المتعاقبة ، كانت هذه الآثار آمنة ومحترمة، كما كانت الأقليات المسيحية، والمسلمة و اليهودية. أما الآن يدعي هؤلاء المسلمين المزورين أنهم يطبقون الإسلام عن طريق تدمير التاريخ.
داعش أو طالبان ليسوا معنيين بالإيمان: مشكلتهم تكمن مع الحضارة نفسها. هم أعداء الإنسانية، لأن محو الرموز الحضارية يمكن أن يعني فقط التنكر للتقدم الذي أحرزته هذه الإنسانية تدريجيا. ويثبت المتطرفون مرة أخرى أنهم يريدون أن يطفئوا الأنوار وان يجروا العالم إلى الظلام والغموض.
صفاء العشري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .