العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة صـيــد الشبـكـــة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 20-04-2009, 07:28 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي مقتطفات نقدية-

الحضور و الغياب في أنشودة المطر

لـ بدر شاكر السياب

تجليات أسلوبية






أنشودة المطر






عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،

أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .

عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ

وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ

يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر

كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...

وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ

كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،

دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،

والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛

فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء

ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء

كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !

كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ

وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...

وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،

ودغدغت صمت العصافير على الشجر

أنشودةُ المطر ...

مطر ...

مطر ...

مطر ...

تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ

تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .

كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :

بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ

فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال

قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "

لا بدَّ أن تعودْ

وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ

في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ

تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛

كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك

ويلعن المياه والقَدَر

وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .

مطر ..

مطر ..

أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟

وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟

وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟

بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،

كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !

ومقلتاك بي تطيفان مع المطر

وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ

سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،

كأنها تهمّ بالشروق

فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .

أَصيح بالخليج : " يا خليجْ

يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "

فيرجعُ الصّدى

كأنّه النشيجْ :

" يا خليج

يا واهب المحار والردى .. "

أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،

حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ

لم تترك الرياح من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ .

أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين

يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،

عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :

" مطر ...

مطر ...

مطر ...

وفي العراق جوعْ

وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ

لتشبع الغربان والجراد

وتطحن الشّوان والحجر

رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ

مطر ...

مطر ...

مطر ...

وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ

ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...

مطر ...

مطر ...

ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء

تغيمُ في الشتاء

ويهطل المطر ،

وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ

ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .

مطر ...

مطر ...

مطر ...

في كل قطرة من المطر

حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .

وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد

أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !

مطر ...

مطر ...

مطر ...

سيُعشبُ العراق بالمطر ... "

أصيح بالخليج : " يا خليج ..

يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجع الصدى

كأنَّه النشيج :

" يا خليج

يا واهب المحار والردى . "

وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،

على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار

وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لجَّة الخليج والقرار ،

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ

من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .

وأسمع الصدى

يرنّ في الخليج

" مطر ..

مطر ..

مطر ..

في كلّ قطرة من المطرْ

حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد

أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "

ويهطل المطرْ .









على الرغم من كثرة القراءات التي تناولتها بالتحليل و معالجتها بمختلف المستويات النقدية القديمة و الجديدة ، لا تزال مادة خصبة لاستنطاق مستويات أخرى في تجاور مكوناتها الذاتية و الموضوعية ، كالرمز الأسطوري و الإيحاء التاريخي و التوصيف النفسي… تحمل دلالات مختلفة في استحضار مدلولات حقيقية و خيالية ، بالإضافة إلى ذلك تتزاحم في بناء القصيدة العام جملة من العلاقات و القرائن التي يمكن أن نقف عندها في ضوء مقاربة أسلوبية التي تعتمد مستوى الاختيار الذي يقصد به لمسات لغوية معينة بغرض التعبير عن موقف معيّن كعملية انتقائية واعية في توظيف اللفظ أو التراكيب دون غيرها باعتبار هذا المستوى أقرب في التعامل مع الفكرة و نسج خيوطها بدلالات مقنعة و محدِّدة للغرض ، وأما المستوى الثاني فهو التركيب الذي يقوم بنظم الكلمات المختارة في النّص الأدبي معتمدا عمليتي الحضور للكلمات المختارة و الغياب للكلمات الأخرى المصفوفة في جدول الاختيار واختلاق علاقات موازية تنشئها ظاهرة التجاور و مراتب الانزياح أو الانحراف و العدول و الإبداع و هو ما يُستدل به على أدبيّة النّص كركن أو مبدأ الشعرية(1) الذي أشارإليه جون كوهن في كتابه”بنية اللغةالشعرية “
أنشودة المطر ، بحث تتوارى فيه قدرات كامنة تفجرها محددات لغوية و تراكيب غائرة في مستويات متعددة يربطها اختيارات متقاطعة في دلالاتها البعيدة و انتقاء الكلمات ، عند النظر إلى كلمتي “أنشودة”و”المطر” نكون أمام بوابة من الكلمات الخامدة تنتظر التفجير و التنقيب ، إذ كان بإمكان الشاعر أن يختار بدلا من أنشودة قصيدة أو شعر أو أي دال أو قرينة ، فهذا الاختيار مقصود في ذاته من حيث علاقته التعبيرية القابلة للاستثمار و التوظيف الحالي التام أو الإنّي(2) ، و لأنّ النشيد صوت قبل أن يكون كلاما توحيه دلالته على صورة النّداء و الاستنفار ، كما لها دلالة مغازلة الذات و الآخر و صورة التجاوب فيها تستند إلى صورة الانتقال ، و الانتظار ، و هناك توافق بين اختيار للأنشودة واختيار المطر من حيث اشتراكهما في اعتماد الصوت كنقطة تلاق ، و بذلك يكون الشاعر قد استحدث اشتقاقا خاصا في تقارب اللفظتين ،و تداعيات المعاني المختلفة من بداية القصيدة إلى نهايتها اقتضتها حالات مختلفة ، منها ما يتعلق بالشاعر و الأزمة التي مرّ بها في وطنه و منها ما تعلق ببلده العراق الذي شهد أزمات داخلية حادة ، و لعلّ مستوى الاختيار ينبني أساسا على هذه الفكرة و بذلك شكّل الشاعر قاموسا مميّزا لأنشودته الصارخة في عمقه ، تداولت على تجاذب تمفصلاتها أفعال و أسماء و روابط كثيرة ، ضمن جمل مختلفة من حيث صياغتها و سياقها الذي تتخلّله لازمة “مطر مطر مطر”، و يظل هذا الاسم الصوت يلاحق التراكيب كخواتم لها لتنبثق اشتقاقات أخرى محدثة إيقاعا مقصودا ، و بعملية بسيطة نحصي كلمة “مطر” أكثر من خمس و ثلاثين مرة و في كل موقع ترد بدلالة غير تلك التي صاغها القاموس ، في المقطع الأول مثلا :
أكاد اسمع النخيل يشرب المطر
و اسمع القرى تئن ، و المهاجرين
يصارعون بالمجاذيف و بالقلوع
عواصف الخليج و الرعود ، منشدين
مطر”
مطر
مطر
تتضح صورة الشرب / بعد عطش مصحوبة بالألم و الأنين و العواصف و الرعود و المنشدين ، و في المقطع الثاني:
وفي العراق جوع
وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربان و الجراد
و تطحن الشوان و الحجر
رحى تدور في الحقول … حولها بشر
مطر
مطر
مطر
و هنا صورة المطر و صوته على غير عادته ، ارتبط بالجوع و الحرمان و صوت الرحى و ألم الانتظار و بعد المسافة النفسي بينها و بين اليقين الذي لم يتحقق ، و في المقطع الثالث :
انتقال مجال الصوت إلى حيز مختلف اختلقه الشاعر و أضافه و أضافه إلى حدود جديدة ، فالمطر هذه المرة يأخذ صورة الانتشار و صوت الطبيعة و صوت الأطفال :
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر
وكركر الأطفال في عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر
مطر
مطر
مطر

و في جدول القصيدة ماعن أخرى للصيغ التي تضمنت لفظة “مطر” ، قد لا يكون الشراب لمعنى الماء و العطش أو الإرواء و غيرها من المشتقات ، لأنّ في الخلف ، وراء هذا الظاهر أفواه و ما شابهها تنتظر الماء ، تنتظر المطر:
و في العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يربها الرفات بالندى
و اسمع الصدى
يرن في الخليج
مطر”
مطر
مطر
و على مستوى التركيب تتشكل القصيدة في جملة من الكلمات المختارة لخطاب القصيدة كنصّ أدبي تتوزّع فيه بين الحضور و الغياب ، إذ تشكل الأفعال معان متوازية في استحضار الأفكار و استحداث قرائن تثير فضول المتلقي و تفجر فيه طاقة التشاكل و التماثل في فعل الذات التي بُثها الشاعر في جملة من المفردات منتقاة بجمالية و فنيّة تنم عن مهارة في اختيارها لاستثارة المتلقي و تفعيل نشاطه الموازي و الفاعل ، يتضح ذلك في تنوّع الأساليب الموزعة بين مقاطع القصيدة ، بين خبرية تهدف إلى الإخبار و التوصيف و إعمال أسلوب الإعلام بشكل غير مباشر ، و ضمن السياق اللغوي فالعملية في مثل هذه المستويات تقتضي الوقوف على حدود بنية الجملة كتأليف أو تركيب له مقوماته الجمالية و الفنية(3) ، تتحقق به علاقات ضمنية :
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
تتركب هاتان الجملتان من فاصلتين زمنيتين إعلاميتين استبداليتين بين حضور صورة الرؤية و هي تتشكل في حاضرها المتخيل و غياب صورة موازية موزعة بين أجزاء المكان البعيد المحذوف من جدول المقاربة و المتروك للمتلقي لاستحضاره بقرائن ذاتية :

يتبع ..
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 26-07-2009 الساعة 07:49 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-04-2009, 08:25 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

تتركب هاتان الجملتان من فاصلتين زمنيتين إعلاميتين استبداليتين بين حضور صورة الرؤية و هي تتشكل في حاضرها المتخيل و غياب صورة موازية موزعة بين أجزاء المكان البعيد المحذوف من جدول المقاربة و المتروك للمتلقي لاستحضاره بقرائن ذاتية :
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟
و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟

يسأل الشاعر الحبيبة الغائبة عن طبيعة الحزن و يستثير علاقة وجوده بها ، كعلاقة الحزن بالمطر ، و في الحقيقة هذا النوع من الأساليب لا ينتظر الإجابة بقدر ما يشرك المتلقي تكرار السؤال و إعادة صياغته بدلالات مختلفة و مقنعة غير تلك التي طرحها الباث أو المؤلف ، و يصبح بذلك المتلقي طرفا أساسيا في عملية التصور و لو في صورة نكرة في سياقها اللغوي ، و يترك المجال للذوات الأخرى تلعب دور العنصر الفاعل في تحديد الصورة في تركيب جديد ، إذن حضور الصورة الرئيسة في معادلة الباث و المتلقي تتحول إلى باث جديد يجدد الطرح من منطلق تجربة مشتركة :
و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
انتقال من حالة الإدراك (أتعلمين) إلى الكيف (كيف تنشج / كيف يشعر)
و يتخلل التراكيب النداء / يا واهب الخليج / يا واهب اللؤلؤ / يا واهب المحار ، ثلاث مقاطع متجاورة ، تشكل متتالية صوتية و إن لم يكن نداء حقيقا و في سياقه التعالق بين الذات و الغيب و المكان و الفضاء ، تربطها مستويات داخلية ، مصدرها الشاعر نفسه ، يوجد تراتب في هذا النداء
الخليج = اللؤلؤ = المحار ، الخليج يابسة و ماء و اللؤلؤ وسطه الماء فلا معنى لليابسة ، و موطن اللؤلؤ المحار فلا معنى للأشياء غير المحار و إن كان وسطها الماء ، عملية انتقائية في إظهار أهمية الحقيقة التي يبحث عنها و فضح فساد المحيط الذي يشكل عالما و لكنه عالم ضحل
اصيح بالخيلج : ” يا خليج
“يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى
فيرجع الصدى
كأنه النشيج
يا خليج”
” يا واهب المحار و الردى

و على مستوى انزياحات النّص فالشاعر تعمّد الخروج عن سياق الطبيعة و توظيف انحرافات أخرى لمركبات غير طبيعية لأشياء و كائنات و مخلوقات ذات طبيعة حقيقية و أخرى خيالية نلمسها في تشكيل بنية القصيدة منذ البداية ، و التخلي عن النسيج اللغوي المعهود و العدول عن مكونات الألفاظ كما وردت في سياقها القاموسي أو السطحي ، و الالتفات إلى المستوى الصوتي لهذا البناء المتراكم و الخيارات الإيقاعية التي يهدف إليها الشاعر في تحديد مؤشرات ثنائية خاصة بالرسالة التي يشتغل عليها في مجمل الإسنادات التي وظفها و المفردات التي اختارها في تشكيل الصور و التوفيق بين عناصر و مكونات غير حقيقية ، معظم الأفعال التي حددها الشاعر أسندها إلى أسماء و صفات مثيرة :
عيناك غابتا نخيل
أو شرفتان…
التوصيف تحول إلى خيال ماثل يعتمد المفاضلة قد يكون اختياره للنخيل مقصودا بما أنّ بلاد الرافدين تعج بها و لها مكانة خاصة في حياة النّاس و تحتل جزءا كبيرا من ذاكرتهم ماضيا و حاضرا ، و تعد رمزا للحياة و الخصب و البقاء و التحدي و العلو و السمو ، كان بإمكانه أن يختار غيرها و لكنها قريبة من نفسه أكثر من اعتبارها كثيرة أو متوفرة و لدى النّاس ما لديه عنها ، فمن خلالها تتشكل صورة الوطن أو العراق :
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
و أسمع القرى تئن …..
إنّ الجدول الذي رسمه الشاعر لاستحضار علاقته بهذه الأرض غارق في في تربة العراق و غاباته و أزقته و مائه ، و كل الأرض تئن و تحنّ كمثل حاله ، فليس هناك أبلغ من أن يتحول النبات إلى كائن يتمتع بما يتمتع به متألم ، أو فرح أو حزين يبحث عن الحرية و البقاء ، كبحث عطشان عن الماء أو أرض عطشى حرمها الجفاف من البقاء و الحياة و خضرتها النضرة ، و من الصور المجازية أن تتحول القرية إلى ذلك المخلوق الذي يعاني خلف هذا المكان الموحش بعد ألفة و تصبح الأرض قفارا و لم يعد ينتظر فيها موسم الحصاد لأنّ الحرث و الزرع انتفيا من قاموس الحياة في هذا المكان فـ :
في كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
وكل دمعة من الجياع و العراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي ، واهب الحياة “
ويهطل المطر
و لأنّ تحولا منتظر حتى و إن كان بعيدا فإنّه سيتحقق (مبسم جديد ) يصنعه زهر أو طفل …
إنّ التكثيف في هذه الصورة يحقق تجاوبا قويا مع المتلقي لأنّ المطر سوف يهطل و يغمر المكان الحياة .
فمجمل ما ورد من صور قد شكّل المظهر الحقيقي لمعاناة الشاعر و الوطن حققتها دلالات موزعة بين
اختيار النسق المناسب للفكرة و شبكة التراكيب من جمل فعلية و اسمية و تكرار و ترادف ، و بين انزياحات متنوعة ، كل ذلك ضمن إيقاع منسجم في اختيار حركات الكلمات و مصوتاتها المتبادلة و اعتماد اللازمة (مطر مطر مطر) كمقطع متناغم منسجم مع طبيعة الأشياء و تداخلها و تشاكلها و تنازع الأ لوان فيها .


الهوامش :

1- ديوان بدر شاكر السياب

2- الأسلوب ، أحمد الشايب ، مكتبة النهضة المصرية ،

القاهرة - ط 6 - 1966

3- الأسلوبية و الأسلوب ، عبد السلام المسدي ، دار

الكتاب الجديد المتحدة ، – ط الخامسة /1993- ط4- الانزياح في التراث النقد ي و البلاغي ، د. أحمد محمد ويس ،

منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق 2002

http://www.arabicstory.net/forum/lof...hp/t13617.html
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-05-2009, 12:37 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

قصيدة غريب على الخليج



الشاعر هو بدر شاكر السياب ،أعظم الرواد واشهرهم لحركة التجديد التي أصابت القصيدة العربية ، ولد الشاعر ، عام 1926 في إحدى قرى مدينة البصرة( جيكور) ، ماتت أمه / وهو في السنة السادسة من عمره ، أنهى دراسته الابتدائية والثانوية ، في أبي الخصيب ، والبصرة ، ثم التحق بقسم اللغة العربية ، أولا ، وغير بعد ذلك نوع الاختصاص الى اللغة الإنجليزية ، في دار المعلمين العالية ( كلية التربية حاليا) ، وحين تخرج من الجامعة ، عين مدرسا في الرمادي ، ثم فصل من عمله لأسباب سياسية ، مما اضطره أن يشتغل في عدة أعمال بعيدة عن مجال اختصاصه ، وأصيب بمرض عضال عز شفاؤه ، توفاه الله وحيدا في مستشفى الكويت عام 1964 ، بعيدا عن العراق ، الذي عشقه ، شيعه قليل من أصدقائه ، ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير
أصدر عدة دواوين : منها ( أزهار ذابلة ) و ( أنشودة المطر) و ( المعبد الغريق ) جمعت دواوينه كلها في مجلدين بعنوان ( ديوان بدر شاكر السياب)
تعد قصيدته ( غريب على الخليج ) من أهم القصائد التي قالها ،، ومن أكثرها جمالا وروعة ، يتغنى فيها بالبلد الجميل ،، الذي عرف أقدم الحضارات( العراق الحبيب)
يقول فيها (اقتطعت جزءا من القصيدة الطويلة )

أحببت فيك عراق روحي او حببتك أنت فيه
يا أنتما مصباح روحي أنتما
وأتى المساء
لو جئت في البلد الغريب إلي ما كمل اللقاء
الملتقى بك والعراق على يدي هو اللقاء
شوق يخض دمي إليه
كأن كل دمي اشتهاء
جوع إليه كجوع كل دم الغريق إلى الهواء
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولادة
الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام
- حتى الظلام – هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
واحسر تاه متى أنام
فأحس ان على الوسادة
من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق ؟
بين القرى المتهيبات خطاي والمدن الغريبة
غنيت تربتك الحبيبة
وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه
إن مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة
أقصى مناي
يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع : متى أعود
إلى العراق ؟ متى أعود ؟
×××××××××××××××××××××
في هذه القصيدة الطويلة المشهورة ، التي ظلت نشيدا عذبا يردده العراقيون
في جلساتهم ، كلما طال بهم الحنين الى البلاد الساحرة ، وأهلها الطيبين ، الذين امتازوا بالدفء والحنان وطيب الكلام ، والمواقف الجميلة التي تربطهم بالأصدقاء والمحبين ، نلاحظ في القصيدة الوحدة الموضوعية المتمثلة في وحدة الإحساس ، يظل الشعور المسيطر ، نحو الوطن الحبيب ، يتكلم عبر هذه القصيدة التي هي ،، من مطولات الشاعر ، والقصيدة من شعر التفعيلة الحديث الذي يتميز بتنوع القوافي ، والموسيقى الجميلة التي منحها استعمال إيقاع البحر الكامل
( متفاعلن ) أضاف لها جمالا باهرا وانفعالا يتناسب والجو النفسي العاطفي الذي أحاط بالقصيدة
يستهل الشاعر قصيدته بمخاطبة امرأة مجهولة ، لا ندري من هي ؟ قد تكون الزوجة ام الحبيبة ام الاخت ام الصديقة ، وكانت علاقة الشاعر بالمراة وطيدة ، فقد حرم من الأم وهو صغير ، لكنه أحب العديد من النساء ، وقد يكون وجد في حبه لهن ،، تعويضا عن حب الأم المفقود ، وقد تكون المراة المخاطبة هي الأهل الذين أرغم الشاعر على الابتعاد عنهم ، وقد تكون الوطن ، ذلك الساحر العجيب والأليف الذي يضطر شاعرنا الى هجره الى ضفاف أخرى قد تقيه حينا من حرارة الشوق المستعر ، ويربط الشاعر بين المراة والوطن بعلاقة قوية ،،لا انفصام بها ، فالحب بلا وطن ، لا يمنح الوصال ،، والدفء المنشود ، والوطن الذي يخلو من الحب ، هو مكان ظالم لأهله ، فالمراة والوطن كلاهما ، مصباحان ينيران طريق الشاعر ، الوعر المظلم والذي تحيطه المحبطات ، فقر طويل مهلك ، يتم وحرمان من حب الأم ، نشاط سياسي غير متواصل ، وشكل غير جذاب ، مرض عضال أقعده عن العمل ، وتذبذب بين اليمين واليسار في مسالك السياسة ، كل هذه الأمور جعلت منه شاعرا عاطفيا رقيقا رومانسيا ، والقصيدة الجميلة هذه ،، قد أبدع الشاعر في ان ينقل لنا بأسلوبه الرائع ،، معاناته الطويلة وهو متغرب في بلاد أخرى ، حتى وان كانت شقيقة ، لهذا يخبرنا ان الوطن وحده ،، يحلو به اللقاء بالحبيبة ، وان أي لقاء آخر بحسناء ،، بعيدا عن تربة العراق المعطاء ،، سيكون مبتورا ناقصا عديم الجدوى ، لا يمنح الدفء الذي ننتظر من الحب ان يمنحه
يزدحم الشوق الى الحبيبين معا ،، في نفس الشاعر ، المرهف الحس ، فيخض دمه خضا ، ويظل يحلم بان يرى العراق ، حيث يعيش هذا الحلم الجميل في دمه ، وتتحول الدماء فيه إلى اشتهاء ، لكل ما في الوطن من جمال وقبح ، ويأتي بطرق أسلوبية كثيرة ،، لتبيان ذلك الشوق ( حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق) ، وتظهر الروح الوطنية لدى السياب في هذه القصيدة بأحلى صورها ، فكل شيء رائع الفتنة والجمال ، ويتحسر الشاعر وهو غريب مريض على أمنيات ،، ميسورة سهلة متواضعة ، ولكنها بعين الغريب عن وطنه ،، مستحيلة وبعيدة التحقيق ، وهي رغبته في النوم في العراق ،، ليالي الصيف ،، حيث تتساقط قطرات الندى المنعشة ، معطرة العراق دون غيره ، وهو لم يجد أجمل من العراق ،، بعد أن جرب كل بلدان الدنيا ، ويختتم قصيدته ،بان يأتي ،، بحلم مؤثر وهو ان يجد قبرا صغيرا في العراق ، يضم رفاته ، بعد ان شعر انه سيموت بعيدا ،، عن الوطن الحبيب ، وتلك الأمنية رغم بساطتها ،، تظل حلما يراود قلوب المبعدين عن الأوطان ، والذين يعيشون بحبهم لأوطانهم رغم اضطرار الابتعاد وتوالي سنين المعاناة



صبيحة شبر



http://shrooq1.com/vb/showthread.php?t=7809
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 13-05-2009 الساعة 05:55 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-05-2009, 08:47 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





لا تصالح - أمل دنقل

أ.د/ جابر قميحة

komeha@menanet.net

ينقل لنا التاريخ - أو التاريخ سطوري أي التاريخ المتلبس بالأساطير - أن من أشهر الحروب التي قامت في الجاهلية «حرب البسوس» التي تواصلت لأربعين عام 494 - 534م) بين قبيلتيٍ بكر وتغلب ابني وائل.)

وترجع أسباب الحرب إلي أن كليبًا الزعيم التغلبي قتل ناقة للبسوس خالة جساس بن مرة الزعيم البكري, فقتل كليبًا, فاشتعلت نيران الحرب بين القبيلتين, ونهض الزير سالم (المههل بن ربيعة) لقيادة الحرب ضد قبيلة بكر للأخذ بثأر أخيه كليب من جساس بن مرة.

وتحولت هذه الحرب إلي «ملحمة شعبية» بأسلوب مزيج من الفصيحة والعامية, وفيها أن «جساس» قتل «كليب» غيلة وغدرًا خارج العمار بطعنه برمح في ظهره, فغمس كليب إصبعه في دمه, وكتب علي صخرة كبيرة «لا تصالح...» موجهًا الوصية إلي أخيه وولي دمه " الزير سالم".

* * *

استغل الشاعر أمل دنقل (1940 - 1983) هذه الواقعة الجاهلية التاريخٍسطورية - وقد بدأت إرهاصات كامب ديفيد, والصلح مع الكيان الصهيوني في الظهور - فنظم قصيدته الملحمية (الوصايا العشر) منطلقًا من الوصية أو العبارة المحورية المكررة (لا تصالح), التي سجلها كليب علي الصخرة مرات متعددة مقدمًا - في كل مرة - حيثية للنهي عن الصلح تختلف عن الأخري. فهو يستهل القصيدة بقوله:
لا تصالح
ولو منحوك الذهبْ
أتري حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل تري?
هي أشياء لا تُـشترَى.
نعم فمال الدنيا لا يعوض عن الكرامة المهدرة, والشرف المنتهك, ولا يحول الغدر أمانة, ولا الخيانة وفاء.
ثم يذكّر كليب أخاه بسنوات الطفولة البريئة, ويسأل:
هل يصير دمي بين عينيك ماء?
إنها الحربُ
قد تثقل القلبَ
لكن خلفك عارَ العربْ
لا تصالـح
ولا تتوخَّ الهرب.
ويخشي كليب أن يتأثر أخوه بدعاة السلام أو الاستسلام الذين يدعون إلي حقن الدماء, وحصر الثأر في القاتل, وخصوصًا أن "بكر" و«تغلب» أبناء عمومة, وهي صلة يجب أن يكون لها اعتبار, فتأتي وصية كليب لتدمر هذا الادعاء:
لا تصالح علي الدم حتي بدم
لا تصالح, ولو قيل: رأس برأسْ.
أكل الرءوس سواء?
.........
سيقولون
ها نحن أبناء عمْ
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلكْ
واغرس السيف في جبهة الصحراء
إلي أن يجيب العدم.
ثم يذكّره بأحزان صغيرته «اليمامة» التي حرمها جساس أباها بالغدر والخداع:
لا تصالح
فما ذنب تلك اليمامةْ
لتري العشّ محترقًا فجأة
وهي تجلس فوق الرماد??
ويحذر أخاه من الاستسلام لدعاة الاستسلام, ولو توجوه بتاج الإمارة:
كيف تخطو علي جثة ابن أبيك?
وكيف تصير المليك
علي أوجه البهجة المستعارة?
وقد يسلك دعاة الصلح الاستسلامي مسلكًا آخر يعتمد علي ركيزتين: الأولي: تذكيرك بأحزان جليلة بنت مرة - زوجة كليب, ولو قتلتَ شقيقها جساس بن مرة لتضاعف حزنها. أما الركيزة الثانية فهي ضرورة استعمال الدهاء لأخذ ما يمكن أخذه في نطاق المستطاع, وخصوصًا أن الثأر ليس ملكك وحدك, ولكنه ملك لجيل ممتد مع الزمن:
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاء
وتبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك
لكنه ثأر جيل فجيل.
وبعد أن يفصَّل جناية ابن عمه الغادر جساس, وكيف قتله - لا وجها لوجه - ولكن غيلة وخداعًا وغدرًا, يحدثه في كليمات مقطرة عن مفهوم الصلح الكريم الشريف:
فما الصلح إلا معاهدة بين ندين
في شرف القلب لا تُـنتقَص.
ويختم وصيته بقوله:
لا تصالح
ولو وقفتٍ ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين تدلت عمائهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيتْ سنواتِ الشموخْ
لاتصالح
فليس سوي أن تريدْ
أنت فارس هذا الزمان الوحيد
وسواك المسوخْ
لا تصالح.. لا تصالح.

* * *

لقد نظم أمل دنقل هذه القصيدة في نوفمبر - تشرين الثاني 1976 بعد توقيع اتفاقية فصل القوات الثانية بين إسرائيل ومصر سنة 1975, وبدأت تظهر في الأفق الإرهاصات الأولية لاتفاقيتيه كامب ديفيد, ومعاهدة الصلح مع الكيان الصهيوني.
ومن ثم جاءت هذه القصيدة ردًا, بل نقضًا سياسيًا وعقلانيًا علي منطق الصلح مع الكيان الصهيوني, بحيث جاء كل نهي (لا تصالح) في الوصايا العشر مصحوبًا, ومدعمًا بدليله وحيثيته, حتي إننا لو أعدنا صياغة الخطوط الرئيسية للقصيدة في صورة نثرية لجاءت «عريضة سياسية لرفض الصلح», وحيثيات هذا الرفض تتلخص فيما يأتي:
1 - الصلّح يتضمن تنازلاً عن قيم نفسية وقومية لا يمكن التعويض عنها, مهما كان المقابل.
2 - الصلح تفريط في حق الضحايا الذين سقطوا صرعي في حرب العدوان والبغي.
3 - الصلح لا قيمة له, ولا مكان, ولا احترام عند قوم لا يرعون الجوار والسلام.
4 - الصلح تفريط في حق الأحياء من الأرامل والثكالي واليتامي.
5 - لا يستقر حكم ولا ملك ولا شرف بالصلح مع أعداء جُبلوا علي الغدر.
6 - شعارات السلام والصلح والاستقرار التي يطلقها الأعداء وأذنابهم لا تمثل حقيقة نواياهم.
7 - الحلول الجزئية لا يمكن أن تكون طريقًا للحل الكلي الشامل, لأن القضية تخف الحماسة لها مع الأيام, " وتبْهت شعلتها في الضلوع إذا ما توالت عليها الفصول".
8 - نحن أمة الضحايا: الأرض والرجال والمال. واسترداد حقوقنا ممن غدروا أمر منطقي يتفق مع أصول الحق والعدالة.
9 - أعداؤنا ليسوا أقوي منا حتي نقبل الصلح معهم, وخصوصًا إذا لم يكن الصلح " معاهدة بين ندين في شرف القلب لا تنتقص".
10- دعاة الصلح لا يمثلون المصلحة الحقيقية للوطن, إنما هم دعاة استكانة, ليتفيئوا - في هدوء - ظلال الرفاهية والمتعة والهناءة.

* * *

إن المعٍطَي التراثي الجاهلي يفرز هذه المعطيات السياسية المعاصرة دون افتعال. والتاريخ يعيد نفسه, وما أشبه الليلة بالبارحة.

http://www.odabasham.net/show.php?sid=4978
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 14-05-2009 الساعة 10:25 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .