احيانا أحسد اؤلئك البسطاء الذين لم ينالوا قدرا من التعليم
و ايضا لم ينالوا قدرا من التثقيف
و احسد ايضا الجاهل احيانا
أحسدهم لخلو بالهم و راحة فكرهم
فهم ينامون حينما يأرق غيرهم
و يبتهجون باقل القليل فى حين يقنط غيرهم و عنده الكثير
و لا يهمهم اخبار السياسة و السياسين و لا اخبار البورصة و الماليين
و اتذكر بيت طالما كان مثار نقاشا مع اصحابى
و هو قول المتنبى :
و ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله..... و أخو الجهالة فى الشقاوة ينعم
فيا نعمة الجهالة احيانا
و يالشقاء صاحب الفكر احيانا
جربت مرة ان انقطع عن قراءة الصحف و مناقشات الاصحاب و الكتابات هنا وهناك
فوجدت فعلا راحة قد تكون راحة كاذبة و لكننى على الاقل ارحت عقلى و ضميرى و قلبى
من عناء اجهدهم كثيرا و فى النهاية فلا نهاية هذا للألم المعنوى لكل من يملك عقل يفكر و قلب ينبض
أنا سعيد جدا ..وحزين جدا ..في الوقت نفسه ..
لأنه كل يوم تتسع مداركي ..ويكبر وعيي ..وأتربى أكثر فأكثر وأحسن من كل وقت مضى ..
متفائل أنه يحدث كل ذلك ..ومفجوع أن الأمر خرج عن يدي ولا تحكم لي فيه ..
لقد صارالجرح عميقا فلا نفع لطبيب ولا لراق ..ولا لجراح ..
يتسع فهمي ومداركي ...ويكبر وعيي ...
لأكتشف حجم الكوارث التي نحن فيها ..
فيا رب إن كان للصبر على الهول للعظماء ..فلست عظيما ..وإن كان في حتفي خير
فعجل به
اعتقد والله اعلم ان هذا الخروج الا فطري يعكس عندي العجز الفكري الذي يقود صاحيه في بعض
الاحيان الى تجرية الا مالوف فاراك قد تلومني ان قلت اعوذ بالله من ذالك
فمالي اراكم نياما في بلهنية وقد ترون شهاب(الجهل) قد سطع
معذرة والف معذرة
الخروج والبعد عن الروتين اليومي حتى ولو كان هذا الروتين من الأساسيات
إلا أن النفس بحاجة إلى البعد عنه وتركه حتى تعود إليه بأكثر همة ونشاطاً ..
وما شعرت به أخي محيي الدين من راحة عندما ابتعدت قليلاً عن الكتابة و المناقشات مع الأصحاب
اعتبره راحة صادقة وليست كاذبة ..
أحانا أخي محي الدين في بعض أسفاري داخل تونس
أمر على بعض القرى النائية
يعيش أصحابها بلا كهرباء و لا شيء
بس قناديل الزيت و الفلاحة مورد رزقهم
و الله إني لأحسدهم على النعمة التي يعيشون فيها
يعيشون اليوم لليوم
و لا يفكرون فيما سيحصل غدا
و لا فيما حصل بالأمس
مبلغ تفكيره هو هل ستبيض الدجاجة غدا أو لا
أحيانا أخي محي الدين أقوم بذلك
و أحاول أن أستغني عن كل ماله علاقة بالعالم الخارجي
و لكن هذا لا يدوم إلا ليوم على الأقصى
و سرعان ما يأخذني الحنين للجرائد و الفضائيات و المنديات
لأجد نفسي أعود إليها لأشبع نهم القراءة و الفضول
الأمر حسب ما أظن، لو كان فطريا و متداولا من زماااان
لكان مقبولا و لكان نعم الطلب هو
أما في صورة محاولة التجرد من واقع نعيشه للخروج من مظاهره
فما أراه إلا هروبا منه و محاولة لنسيانه
تحياتي أخي محي الدين و آسف إن شطحت بعيدا عن موضوعك
أنا سعيد جدا ..وحزين جدا ..في الوقت نفسه ..
لأنه كل يوم تتسع مداركي ..ويكبر وعيي ..وأتربى أكثر فأكثر وأحسن من كل وقت مضى ..
متفائل أنه يحدث كل ذلك ..ومفجوع أن الأمر خرج عن يدي ولا تحكم لي فيه ..
لقد صارالجرح عميقا فلا نفع لطبيب ولا لراق ..ولا لجراح ..
يتسع فهمي ومداركي ...ويكبر وعيي ...
لأكتشف حجم الكوارث التي نحن فيها ..
فيا رب إن كان للصبر على الهول للعظماء ..فلست عظيما ..وإن كان في حتفي خير
فعجل به
أخى رضا :
هل جربت ان تتزاحم الافكار فى خاطرك.. فلا تعرف ايها تقدم و ايها تؤخر؟
هل جربت هذة الميوعة فى الذهن دون ان تعرف حدود فكرة من فكرة او الخيط الفاصل بينهما ؟
و هل جربت الجدب فى خواطرك و افكارك و معلوماتك و امانيك ؟
هل جربت ان ترى الآلآم مع غيرك وانت عاجز حتى ان تخفف عنه بعضها
هذة الحالة التى تكون فيها شبه يقظ و شبه نائم .. شبه انسان يفكر و انسان لا تفكير له؟
ان العقل كالجسد يرهق و يركد و يضعف و يضطرب عليه الأمر اذا اصررت ان تكده و تقسره على ان يعمل
خير وسيلة حينئذ ان تكف عن التفكير العقلى و تلجأ الى التسلية الرقيقة التى لا تفكير فيها و لا تعقل
الخروج والبعد عن الروتين اليومي حتى ولو كان هذا الروتين من الأساسيات
إلا أن النفس بحاجة إلى البعد عنه وتركه حتى تعود إليه بأكثر همة ونشاطاً ..
وما شعرت به أخي محيي الدين من راحة عندما ابتعدت قليلاً عن الكتابة و المناقشات مع الأصحاب
اعتبره راحة صادقة وليست كاذبة ..
وشكراً
هل تعلم أخى السمو :
ذكر لى أحدهم : انه يعرف صديقا اعتاد ان يريح ذهنه بعد السابعة مساء
فلا يتخذ اى قرارات ذات خطر و قد حاولت ان اصرفه عن هذة العادة فأبى لت يستمع الى
و كثيرا ما حاولت ان ادفعه الى التفكير العميق يعد هذا الموعد فلم افلح و غاية ما كان يقول حينئذ " دع الموضوع الى غد"
و سألته كيف يكف نفسه عن هذا التفكير العقلى بعد موعد معين فقال؟
انى لا اكف عن التفكير لحظة و لكننى متى اقبل المساء و فرغت من اعمالى - و هى مرهقة كما تعلم - دفعت عن خاطرى كل افكير أحس أنه يقتضى جهدا عقليا و اقتصرت على الافكارالسهلة المريحة التى لا تكلفنى عناء فاذا عرضت لى مشكلة و لم تكن عاجلة نحيتها عن تفكيرى الى ان يصلح الصباح و اكون قد استوفيت حظى من الراحة فاجد عقلى يجيبنى بسرعة
نحن نريح اجسادنا فلماذا لا نريح عقولنا ؟؟
كان يعمل معي ( ولا يزال ) أحد الخبراء الأجانب
وكنا أثناء الإجتماعات الخاصة بمناقشة سير العمل والإنتاجية فيه نواجه بعقبات كبيرة
حتى أنه يخيّل للحاضرين أنه لا حل لتلك العقبات أبدا
وقد تعلمت من ذلك الخبير درسا رائعا لازلت أتبعه في حياتي
وهو قوله ( لنتجاوز هذا الأمر إلى غيره )
وبالفعل إن تركنا تلك النقطة أو البند وتجاوزناه إلى غيره
نصل في نهاية الإجتماع عندما نعود إلى البنود التي لم نناقشها أن أغلبها أو كلها قد تم حلها من خلال مناقشة بنود أخرى
وهذا يسوقني إلى الإعتراف أن إجبار العقل على التفكير منهج غير صحيح
فالقفز فوق ما توقف العقل عن التفكير فيه وتركه إلى غيره يكون فيه حلا ناجعا بإذن الله
فقد يكون المفتاح للباب المغلق موجود خلف الباب وليس أمامه
ونكون نحن بذلك قد قفزنا على ذلك الباب المغلق ، والتقطنا مفتاحه من خلفه
فلما عدنا إليه إستطعنا أن نفتحه بسهولة إن لم يكن قد إنفتح تلقائيا
ولعل هنا أختم بأبيات جميلة قرأتها ذات يوم
يا روح كم من أخي مثوى نزلت به ... قد ظن ظنك من لخم وغسان
حتى إذا خفته زايلت منزله ... من بعد ما قيل عمران بن حطان
قد كنت ضيفك حولا لا يؤرقني ... فيه طوارق من إنس ومن جان
حتى أردت بي العظمى فأوحشني ... ما يوحش الناس من خوف بن مروان
فاعذر أخاك ابن زنباعٍ فإن له ... في الحادثات هنات ذات ألوان
يوما يماني إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لقيت معديا فعدناني
لو كنت مستغفرا يوما لطاغية ... كنت المقدم في سري وإعلاني
لكن أبت لي آيات مقطعة ... عند التلاوة في طه وعمران
أحانا أخي محي الدين في بعض أسفاري داخل تونس
أمر على بعض القرى النائية
يعيش أصحابها بلا كهرباء و لا شيء
بس قناديل الزيت و الفلاحة مورد رزقهم
و الله إني لأحسدهم على النعمة التي يعيشون فيها
يعيشون اليوم لليوم
و لا يفكرون فيما سيحصل غدا
و لا فيما حصل بالأمس
مبلغ تفكيره هو هل ستبيض الدجاجة غدا أو لا
أحيانا أخي محي الدين أقوم بذلك
و أحاول أن أستغني عن كل ماله علاقة بالعالم الخارجي
و لكن هذا لا يدوم إلا ليوم على الأقصى
و سرعان ما يأخذني الحنين للجرائد و الفضائيات و المنديات
لأجد نفسي أعود إليها لأشبع نهم القراءة و الفضول
الأمر حسب ما أظن، لو كان فطريا و متداولا من زماااان
لكان مقبولا و لكان نعم الطلب هو
أما في صورة محاولة التجرد من واقع نعيشه للخروج من مظاهره
فما أراه إلا هروبا منه و محاولة لنسيانه
تحياتي أخي محي الدين و آسف إن شطحت بعيدا عن موضوعك
بل كلامك هو فى صلب الموضوع يا عمى ماهر
و هو ما قصدته مما كتبت
و لا اجد ما ازيده على ما قلت
نورتنا يا باشا
كان يعمل معي ( ولا يزال ) أحد الخبراء الأجانب
وكنا أثناء الإجتماعات الخاصة بمناقشة سير العمل والإنتاجية فيه نواجه بعقبات كبيرة
حتى أنه يخيّل للحاضرين أنه لا حل لتلك العقبات أبدا
وقد تعلمت من ذلك الخبير درسا رائعا لازلت أتبعه في حياتي
وهو قوله ( لنتجاوز هذا الأمر إلى غيره )
وبالفعل إن تركنا تلك النقطة أو البند وتجاوزناه إلى غيره
نصل في نهاية الإجتماع عندما نعود إلى البنود التي لم نناقشها أن أغلبها أو كلها قد تم حلها من خلال مناقشة بنود أخرى
وهذا يسوقني إلى الإعتراف أن إجبار العقل على التفكير منهج غير صحيح
فالقفز فوق ما توقف العقل عن التفكير فيه وتركه إلى غيره يكون فيه حلا ناجعا بإذن الله
فقد يكون المفتاح للباب المغلق موجود خلف الباب وليس أمامه
ونكون نحن بذلك قد قفزنا على ذلك الباب المغلق ، والتقطنا مفتاحه من خلفه
فلما عدنا إليه إستطعنا أن نفتحه بسهولة إن لم يكن قد إنفتح تلقائيا
ولعل هنا أختم بأبيات جميلة قرأتها ذات يوم
يا روح كم من أخي مثوى نزلت به ... قد ظن ظنك من لخم وغسان
حتى إذا خفته زايلت منزله ... من بعد ما قيل عمران بن حطان
قد كنت ضيفك حولا لا يؤرقني ... فيه طوارق من إنس ومن جان
حتى أردت بي العظمى فأوحشني ... ما يوحش الناس من خوف بن مروان
فاعذر أخاك ابن زنباعٍ فإن له ... في الحادثات هنات ذات ألوان
يوما يماني إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لقيت معديا فعدناني
لو كنت مستغفرا يوما لطاغية ... كنت المقدم في سري وإعلاني
لكن أبت لي آيات مقطعة ... عند التلاوة في طه وعمران
ما اصدق قول الفيلسوف الكندى " روبرت بيرنز" ان اكثر تعاسات الناس لا يجيئ من روح الشر و الاذى او من الحكومات الرديئة بقدر ما يجيئ من حوادث المضايقات الصغيرة لسوء التفاهم البرئ الذى يقع بين البشر.
انظر الى نفسك تخرج من بيتك مبتهجا راضيا على وفاق مع الناس و رغبة فى مصاحبتهم و معاونتهم فاذا بحادث صغير يقلب تفكيرك و عقلك و يجعل منك انسانا كارها للناس شديد الضيق بهم.
و قد يكون الحادث الصغير هذا مجرد كلمة آذت شعورك من أحد ممن حولك فى العمل او فى أى مكان و قد يكون حركة تافهة فيها معنى الاحتقار او الاستهزاء او التحدى و قد لايكون فيها شئ من هذا و لكنك فسرتها به..
ان هذة المضايقات الصغيرة تقلب حياتنا و تؤخر نجاحنا و تجعلنا نستنفد اعصابنا فى جهد لا طائل من ورائه و قد نرد الحركة بمثلها و الايذاء بمثله فنخرج من الصداقة الطبيعية الى حيز جديد من الكراهة و البغضاء ثم الانتقام و الدس و الوقيعة
و ذلك كله لاننا اجبرنا عقولنا على التفكير فى مسار معين قد يكون خطأ ..
و ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله ...............
النمط الخطي
