العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 09-02-2009, 02:17 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي الحدائق المنزلية


الحدائق المنزلية

تختلف الحدائق المنزلية عن الحدائق العامة، في أن الحدائق العامة تكون على مساحات أوسع، ومهيأة لاستقبال أعداد كبيرة من رواد الحديقة، كما أنها تكون غير محددة بجدران البيوت كما هي الحديقة المنزلية.

الحديقة المنزلية تكون محكومة بالمساحة المتاحة لتخصيصها للزراعة بالنباتات، فالمنزل تعبير فضفاض قد يكون قصرا أو بيتا فخما يتوسط مساحة كبيرة، وقد يكون بيتا من بيوت الجمعيات التي تكون مساحتها محدودة جدا، ومحاطة بجدران البنايات من حولها، مما يحكم مصمم الحديقة على اعتبار ساعات الضوء المتاحة للنباتات، وبالتالي فإنه سيكون اختياره محصورا بأنواع دون غيرها من النباتات.

سنتناول في هذه الزاوية، عدة أنواع من الحدائق والأهداف التي تزرع فيها النباتات (من أجل الزينة، أو من أجل المطبخ).

نظم تخطيط الحدائق

هناك نظامان معروفان في العالم: النظام المتناظر(الهندسي) Architectural
ونظام غير متناظر أو النظام الطبيعي Naturalistic.

النظام المتناظر(الهندسي) Architectural

وأساس هذا النظام هو التماثل أو التناظر، وقد يكون التماثل ثنائي أو رباعي أو ثماني، أو يكون دائري، ويعتمد المصمم على تقسيم الحديقة لمستطيلين في حالة التناظر الثنائي ويجعل بينهما ممرا مستقيما، ويكرر النباتات المزروعة في كل مستطيل.

أما في حالة التناظر الرباعي، فإن الأرض تقسم الى أربعة أقسام، يشقها ممران متعامدان، وتكرر النباتات في كل مربع بشكل متناظر مع المربعات الثلاثة، وهكذا، وتكون المشايات (الممرات) مرصوفة بحجارة أو بلاط خاص، ومنهم من يترك مسافات ضيقة بين الحجارة، تُعد لزراعة النجيل، فيبدو الممر وكأنه لوحة مثبتة على أرضية خضراء، للتناسق.

يُعاب على هذا النمط من الحدائق، أنه وإن كان يعتمد التكرار في نباتات قليلة، أنه يحتاج لمنشآت هندسية كلفتها عالية، ولا يصلح هذا النظام إلا على أرضيات مستوية جدا، خالية من الارتفاعات والصخور.

النظام الطبيعي Naturalistic.

أساس هذا النظام الابتعاد عن التكلف ومحاكاة الطبيعة بسحرها وجمالها، والابتعاد فيه عن الخطوط المستقيمة، وعدم المبالغة في الإنشاءات الهندسية. لكن قد يقع من يعتمد على هذا الأسلوب في سوء فهم طبيعة النباتات، فقد تحجب بعض النباتات المرتفعة ما وراءها من نباتات، وقد تغيب الزهور لمدد طويلة في بعض الأحواض فتبدو الحديقة خالية من جمالها.

الأسس العامة في إنشاء الحدائق

أهم أساس في إنشاء الحديقة، هو ربط البناء بالحديقة من خلال فهم الألوان وإتاحة الحركة للمشاة، والسماح للضوء أن يدخل من نوافذ المنزل، والتدرج في التنسيق بين (الشرفات) وما هو خارجها، وبالتالي فإن المصمم سيكون مطالبا بمعرفة ما يلي:

المسطحات الخضراء، والأسيجة والمتسلقات، والشجيرات، والأشجار (فاكهة أو زينة) ونخيل الزينة والنباتات المائية ونصف المائية والنباتات الشوكية والعصارية، ورغبة المالك في تزويد مطبخه بالنباتات الطبية والعطرية ومنكهات الطعام الخ.

قواعد يجب مراعاتها في التنسيق

1ـ الاستفادة من الوجوه الطبيعية واتخاذها كعناصر للتنسيق.
هناك بعض المدن العربية تربض فيها المنازل على سفوح جبال، كمدينة عمان في الأردن أو مدينة (عقرة) شمال العراق، أو الكثير من مدن لبنان وجبال الأطلس. هذه المناطق عندما يتم تصميم الحدائق في بيوتها، يكون المصمم معتبرا الوحدة الجمالية العامة للسفح.

2ـ البساطة

يجب على المصمم الابتعاد عن التعرجات الكثيرة والتعقيد في التصميم، وأن لا يلجأ لاعتماد الدوائر في التصميم إلا إذا كانت المساحة واسعة والأرض منبسطة.
كما أن حشر عشرات من الأصناف في بقعة واحدة يعتبر مثيرا لإرهاق النظر.

3ـ التوازن والتناسب

في المساحات الضيقة والبيوت الصغيرة، ليس من المحبذ إيجاد بركة سباحة، أو زراعة أشجار باسقة كنخل الزينة، في حين يكون ذلك مناسبا للفلل والقصور، والعمارات العالية التي تكون لأسر متقاربة، وليس لمستأجرين.

4ـ التوزيع

قد يكون في ذهن المالك أن يضع مساحة للنباتات العصارية ومساحة لدوائر زهور موسمية وبركة سباحة، فعلى المصمم أن يفصل بين تلك الوحدات بممرات أو أحواض تزرع فيها المسطحات الخضراء بعرض لا يقل عن متر، حتى يكتسب المنظر رونقه واستقلاليته.

5ـ الوحدة والتآلف

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام (القرميد) والذي هو بالأصل من مستخدمات الأبنية الموجودة في أقاليم تتعرض للثلوج والأمطار، ومع ذلك فإن لون القرميد، سيدفع مصمم الحديقة لتلوين جوانب الممرات بلون يتناسق مع لون القرميد، وأن لا يغفل مصمم الحديقة على اعتماد السقوف المتماثلة في شكل القرميد الخارجي، فإن أراد أن يصمم ظلة خشبية عليه اعتبار تآلفها مع (جملونات) القرميد.

6ـ الموافقة والملائمة

لكل وحدة في البناء وظيفتها، فحمام الضيوف مثلا، يكون قريبا من غرفة الضيوف، (لا في جنب المطبخ). في الحدائق، إذا أراد المالك أن يطلع ضيفه على حديقته، فإن الممرات يجب أن تتحمل السير فوقها ولا تغوص في الطين، أو أن يعترض غصن شجرة عين المارة.

7ـ العزلة

في كثير من الأحيان تحس نساء البيت أو حتى أفراده، بالضيق، أو يريدون أن يجلسوا بصحبة زوارهم جلسة هادئة، فلا يحبذ أن تكون تلك الجلسات تحت أعين المارة، أو تحت أعين من يرتقي سطوح الجوار، فاعتماد بعض الحواجز الشجرية، أو الاستفادة من جدار البناء ما يحجب رؤية المتطفلين.

8ـ التباين والتضاد

في اختيار ربطة العنق أو القميص، يعتمد مصمم الأزياء أو المتذوقون ممن يتقنون فن الأناقة، أن يكون هناك تباين بين لونين، فلا يختار من يلبس لون ربطة عنق بنفسجية على قميص بني مثلا. وكذلك في الحدائق فإن وعي المصمم بلون أزهار النباتات المزروعة وما حولها من نباتات أو ممرات أو البناء نفسه، سيجعله يختار ما يناسب.

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-02-2009, 10:36 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أشكرك أخي العزيز على هذه الإطلالة الجميلة والتي تعكس ثقافتك الراقية القيمة ..
فقط أرجو منك إن أمكن أن تأتي بصور تعبر عن هذه العناصر النظرية التي تحدثت عنها في
قواعد التنسيق ولك مني خالص الشكر والتحية .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-02-2009, 12:06 AM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي



هذه الحديقة متناظرة التصميم أخي العزيز
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-02-2009, 12:07 AM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي



وهذه أخرى متناظرة أيضا
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-02-2009, 12:14 AM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي




وهذه حديقة غير متناظرة
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-02-2009, 12:55 AM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

شكرًا لك أخي العزيز على هذا التوضيح وأنا أصبحت الآن أكثر قدرة على استيعاب ما هو مكتوب .
حقيقة عنّ لي خاطر وهو أننا رغم ارتفاع نسبة الريفيين في دولنا لا نولي الحدائق والأشجار والجوانب
التجميلية اهتمامًا كافيًا ، رغم أنها لا كلفة فيها .
أقصد لسنا مطالبين بهذه الأشكال وإنما بأن تكون ثقافة حب التشجير حاضرة لدينا .. مسابقات غرس النباتات
في المدارس كانت ماضيًا جميلاً نتذكره ونقول لماذا لا يبقى إلا الأشياء غير الجميلة ؟
كذلك مادة الفلسفة التي ندرس فيها علم الجمال لم تكن تعدو كونها مادة جامدة بائسة انفصمت عراها كل
الانفصام عن تناول الجمال وصوره الجمال المنبعث من اللوحات الفنية .. جمال الطبيعة شعرًا وتصويرًا ...إلخ
إن تبنينا لقيم جمالية يعدها البعض جانبية يبين أساليب وطرق التفكير في المجتمع والتي لابد أن تتغير.
ليس صعبًا على الرجل العادي أن يحضر وعاء مليئا بالطمي وبه نوع من النبات الرخيص أو أكثر من وعاء ويرص به
شرفة المنزل ...ليت هذه القيمة تسيطر علينا بدلاً من التدخين وبدلاً مما ينفق احتفالاً بموالد الشيوخ أصحاب الطرق ،
وما ينفق من أجل مناصرة قائد الأمة في مسابقة أكاديمي ستار ...
ترى هل علمت أيتها الزرعة الجميلة من أين اجتثثت ؟!!
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-02-2009, 01:29 AM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكركم أخي الفاضل

وقد استدركت الوضع على ضوء ملاحظاتكم الكريمة وملاحظات بعض القراء في مواقع
أخرى وعليه سندرج ملاحظاتنا

ملاحظات

أحيانا، يحس من يتكلم بمسألة مهنية، أنه غير مقنع في كلامه، وأن هناك ممن يقرءون أو يستمعون لكلامه ينظرون له بغير ارتياح، وموقفه كموقف من يشرح نعمة البصر لعميان، أو فضل الوالدين لأيتام.

ما دفعني لإبداء تلك الملاحظات، هو ما شاهدته من تعليقات في أكثر من مكان، من أشخاص ينظرون للحديقة على أنها من الكماليات التي يحرص الأثرياء على الاهتمام بها، والتعليقات تلك لها وجاهتها خصوصا، إذا وضعنا باعتبارنا، ضيق مساحة المساكن لدى الكثير من الأسر، وشح مياه الشرب لدى الكثير من الأسر العربية، وكون تلك النواقص هي من الحقائق التي لا يمكن المرور عليها بعدم مبالاة، وكون الكتابة بموضوع يفترض أن تخدم أوسع شريحة من القراء، ليكون الإدعاء بخدمة تلك الشرائح إدعاءً حقيقياً، لذلك كله نثبت سلفا ما يلي:

1ـ الانحياز للحديقة المتواضعة والتي لا ترهق القارئين في تهيئة مستلزماتها.
2ـ الانحياز الى الحديقة التي يكون لها وظائف عملية في تأمين الراحة، وتقوم بتزويد المطبخ بما يسد بعض احتياجاته.
3ـ الأخذ بنظر الاعتبار قدرة القارئ على استيعاب ما سندونه، باعتباره (هاوٍ) لا محترفا يحتار في مواضعة ما سيقرأ مع إمكانياته المتواضعة.

اقتضى التنويه، حتى يكون مسار تلك الحلقات المتواضعة له هدف محدد.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-02-2009, 01:35 AM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

احتياجات النباتات الأساسية

يحتاج النبات عناصر لا يمكن إغفالها، في تأسيس الحديقة المنزلية (متواضعة كانت أو كاملة)، وتلك العناصر تتمثل: بالتربة والماء و الضوء والهواء.

التربة

من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المواطنون في إنشاء حدائقهم، أنهم وبعد أن يقوموا بحفر أسس البناء أن يستخدموا التراب الذي يخرج من باطن الأرض، بعد تمهيده وفرشه كتربة للحديقة المستقبلية، وهذا خطأ أساسي قد يربك المهندسين الذين يواجهون المواطنين في أسئلتهم واستشاراتهم ومعاناتهم من ضعف نباتات حدائقهم.

ولتوضيح ذلك، دعنا نمثل الكرة الأرضية بثمرة (البطاطس) فإنه إذا تم تقشير تلك الثمرة بعمق 50سم، ورمي تلك القشرة بالبحر، فإنه لن تنبت نبتة واحدة على الكرة الأرضية بشكل معافى. وبإمكان أي مواطن تجربة ذلك بأخذ قليل من التراب ووضعه في وعاء (سندانة، قوارة، أصيص، صفيحة معدنية) وزراعة بعض أعواد النعناع فيه، فإن نمو النعناع سيكون بطيئا أو معدوما، وإن نما فإنه سيكون كالخيوط الرفيعة الرهيفة وأوراقه فاتحة اللون رقيقة وعطره مفقود.

تفسير ذلك، أن ما يُسمى بخصوبة التربة، مفقود في التربة (التحتية)، والخصوبة تلك تتكون بشكل معقد من تفاعل الأحياء الدقيقة والشمس والهواء، وهي تكون على السطح العلوي لقشرة الأرض. وأفضلها ما هو موجود في 25 سم من السطح. عليه على صاحب البيت الذي ينوي تأسيس حديقة، أن يكشط تلك القشرة قبل البدء بالحفريات وتكويمها في ركن جانبي، وبعد الانتهاء من البناء، يقوم بفرش تلك التربة فوق أرضية الحديقة.

قوام التربة

تقسم التربة الى ثلاثة أنواع: تربة رملية يمكن تعرف المواطن عليها من خلال ترطيب عينة خفيفة من التراب بالماء، وفركها بواسطة الأصابع وتكوين خيوط منها فإن انقطع الخيط أقل من 1سم كانت التربة رملية، وإن انقطع بين 1 و2 سم كانت التربة مزيجية، وإن كانت أكثر من ذلك قد تصل الى 3أو4سم، فإنها طينية. يمكن معالجة ذلك النوع من الترب بخلطه بتربة طينية وبعض الأسمدة الحيوانية (1:1:1) أي جزء من التربة القديمة الرملية (لسكان المناطق الصحراوية أو الساحلية) وجزء من الطين وجزء من المخلفات الحيوانية.

التربة الطينية: يكون لونها قاتما (أحمر أو بني أو أسود)، وهذه التربة توجد في الأماكن كثيرة الأمطار، والتي تحت سفوح الروابي والجبال، ولا تصلح لزراعة النباتات التي تعطي محاصيل تحت الأرض (البطاطس، الجزر، الفول السوداني، الشوندر، اللفت، البصل الخ) كما لا تصلح للحمضيات، ولكنها تصلح للمحاصيل الحقلية كالقمح والرز والخضروات الورقية (سلق، خس، سبانخ، بقدونس، الخ)

التربة المزيجية: وهي أفضل الترب لمعظم المحاصيل والحدائق، وسهل على صاحب الحديقة أن يجعل تربة حديقته من هذا النوع، بالطريقة التي ذكرناها أعلاه.

التوصيل الكهربائي للتربة e.c.

حتى لا ندخل القارئ بمسألة (احترافية)، نبسط له الأمر كالتالي: يتم انتقال المواد الغذائية من التربة بواسطة التبادل الأيوني بين قمة الجذر ومحيطها، لكن هناك ما يعيق ذلك التبادل أحيانا، رغم وجود الغذاء حول الجذر، ولنضرب مثلا، لو قدم أحد لك ماعون من اللحم المشوي اللذيذ ووضع فوقه ما يساوي نصف وزنه من الملح، فإن تناول الطعام سيكون متعذرا.

يحدث ذلك بالنسبة للنبات، فهناك ترب تكثر فيها الملوحة كمناطق وسط وجنوب العراق وأغوار الأردن وبعض المناطق المحيطة بنهر النيل، فتتجمع الأملاح وتقل إمكانية التبادل الأيوني، وتصبح التربة لا تصلح إلا للقليل من أنواع النباتات (نخيل، برسيم، سبانخ الخ) وهي تتحمل الملوحة أو e.c لدرجة (4) في حين يتعذر على الكثير من النباتات تحملها لأكثر من (2). والفواكه ومعظم الخضراوات تتبع النوع الثاني. تحل الدول تلك المشاكل من خلال مبازل أو مصارف تغسل الملوحة.

على المواطن صاحب الحديقة، أخذ تلك النقطة بعين الاعتبار، فإن كان من سكان المناطق الذين تعاني الترب المحيطة بهم من الملوحة، أن لا يستخدم تلك التربة في حديقته، بل عليه إحضار جزء من الطين من مكان أبعد وخلطه بالوصفة السابقة.

أصحاب الشقق، والبيوت الضيقة، الذين يشترون من المشاتل نباتاتهم عليهم تهيئة تربة أحواضهم المعلقة باعتبار الملاحظات السابقة.

عمق التربة

كما أنه لا يجوز زراعة شتلة شجرة عملاقة، في صفيحة معدنية أو (قوارة، أصيص) لأن احتياجات النبات لا يكفيها ذلك الحيز، فإن الترب أحيانا يتحدد عمقها بوجود طبقة صخرية قوية أو يتحدد بأسطح كونكريتية (تحتها أو جنبها) وهناك كثير من الأشجار (الليمون مثلا) والذي يحرص الكثير من أصحاب الحدائق أن يزرعوه في حدائقهم، لا تستطيع جذوره اختراق أي طبقة صخرية، فيلتوي الجذر وتموت الشجرة بعد عدة سنوات من زراعتها.

فإن حرص المواطن صاحب الحديقة على زراعة مثل تلك الأشجار في حديقته، وهو يعرف أن تربته غير عميقة، من خلال حفريات البناء، عليه أن يعد حفرة بواسطة حفارات الصخور وعلى عمق لا يقل عن مترين ويملأها بخليط التربة المذكور أعلاه (رمل: طين: سماد حيواني) بجزء واحد لكل منها.

بالمقابل، فإن هناك أنواع من الأشجار، تستطيع أن تخترق أساسات البناء وإيذائها أو أن تعيب البناء أو تثقب خزانات المياه الأرضية، أو تقتل ما حولها من الأشجار بالتفاف جذورها على جذور غيرها وخنقها، من تلك الأشجار (الجوز، التين، التوت اليوكاليبتوس) فعلى صاحب الحديقة أن لا يدخل مثل تلك الأصناف إذا كانت تربته غير عميقة أو أن لا يزرعها بمحاذاة أسس البناء.

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-02-2009, 06:23 PM   #9
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أشكرك أخي العزيز على هذه الموضوعات القيمة ، خاصة وأن كثيرًا من الأشخاص المقتدرين ماديًا
يفضلون -رغم ثراهم المادي الشديد- تغليب الثقافة رأس المالية على الجمالية.. في نادي الجزيرة وهو
تقريبًا أغنى ناد في مصر من حيث المستوى الاجتماعي أثيرت مشكلة بسبب رغبة الإدارة في تحويل
الحديقة -يا للخيبة- إلى موقف للسيارات .
***

حقيقة أزداد تشوقًا مرة بعد مرة عند قراءة موضوعاتك الهامة هذه يا أخي العزيز .
الثقافة الزراعية عنصر أساسي في نجاح هذه الحدائق وغيرها من أشكال الحفاظ على البيئة.
هناك الكثيرون حتى من أهل الأرياف والخبرة فيها لا يمارسون عملية الزراعة ورعاية النباتات من
خلال أسس علمية سوية وإنما من خلال ما توارثوه ، ولا يعلمون أن كثيرًا مما يظنونه دواء ناجعًا هو
عين المشاكل التي تصيب نباتاتهم . الزراعة علم وفن ..التجميل طريقة وفلسفة .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-03-2009, 01:58 PM   #10
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


الماء (الري) للحدائق

تختلف مناطق العالم في نسبة هطول الأمطار، كما تختلف النباتات بالنسبة لاحتياجها للماء. فهناك مناطق بالعالم تكتفي بالأمطار الساقطة في موسم الأمطار، لإنتاج بعض المحاصيل الأساسية (الحبوب، أو الغابات) حيث لا تحتاج الى إرواء، ولكن هناك مناطق تتذبذب فيها الأمطار بين 200 و 500ملم، فترتبك الزراعة فيها، وهذه المناطق قد نجدها في بلاد الشام أو المغرب أو المنطقة المحصورة بين نهري دجلة والفرات.

مصادر المياه

بالإضافة للأمطار، فإن هناك مصادر مختلفة، منها: الأنهار والمياه الجوفية، ومياه إسالة المياه التي تقدمها إدارات المياه في المدن والقرى، تؤمنها من السدود أو الآبار الجوفية، أو تحلية مياه البحر، وبإمكاننا إضافة صنف نادر من المياه التي تتأتى من الفيضانات والتي يمكن زراعة (الشواريج) عليها، أي استغلال ما تدفعه أحواض الأنهر أو الأودية من ماء وطمي ليغمر ما حوله، فيستغله بعض المزارعين الذين يجاورون تلك الأنهر لزراعة بعض المحاصيل الصيفية (كالبطيخ) والقثاء وأصناف أخرى، كما يحصل على ضفاف دجلة مثلا.

اختيار أصناف المزروعات في الحديقة على ضوء توفر الماء.

تعاني كثير من بلداننا العربية الشح في المياه، وعدم قدرة إدارات المياه على تأمين حاجات المواطنين من الماء، في حين تعتمد بعض الدول العربية نظاما تزود فيه المنازل بنوعين من الماء: نوع للاستهلاك الآدمي، ونوع للحدائق وأغراض أخرى، وهو أقل جودة من النوع الأول.

وحتى نعرف الطريقة التي نعتمدها في اختيار الأصناف التي يمكن زراعتها على ضوء مصدر الماء وتوفره، علينا أن نعرف احتياج الأرض المثالي للمياه. يحتاج المتر المربع الواحد من الماء سنويا في أعلى حدوده الى 1.5م3 من الماء، ويمكن تقليل تلك الكمية الى 600 لتر من الماء سنويا، حسب ما يلي:

1ـ نوع التربة: التربة الرملية تحتاج من الماء أكثر من المزيجية وهذه تحتاج أكثر من الطينية.

2ـ حرارة الجو: في المناطق الباردة تحتاج المزروعات كميات أقل من الماء من تلك التي ترتفع درجات الحرارة فيها.

3ـ كثرة عمليات الحراثة يزيد من احتياج التربة والمزروعات للماء.

4ـ كثرة الأدغال (الحشائش والنباتات غير المرغوبة) تزيد من استهلاك الماء.

5ـ أصناف المزروعات: هناك نباتات لها طبيعة فسيولوجية تحتفظ فيها بأكبر قدر من الماء، فالزيتون مثلا، يمكن أن يكتفي المتر المربع الواحد من حدائقه ل 400 لتر ماء، وذلك لما لأوراق الزيتون من غطاء شمعي يقلل من (نتح: فقدان الماء عن طريق الثغور)، في حين يحتاج المتر المربع من (البرسيم) أو (نجيل المسطحات) الى 1500 لتر سنويا. كما أن أشجار ذات الأوراق العريضة كالتين مثلا، يحتاج ماء أكثر من تلك التي أوراقها دقيقة (كالصنوبر والسرو والكازورينا).

اختيار أوقات الزراعة

يحاول أصحاب الحدائق استغلال مواسم الأمطار لزراعة بعض المحاصيل في حدائقهم، لكي يقللوا من الحاجة لمياه (الري التكميلي) أي الاستعانة بمصادر مياه غير الأمطار، وفي هذه الحالة تهيئ المشاتل أو تشترى الشتلات الخاصة في أواخر (أكتوبر/ تشرين الأول) في البلدان التي تسقط أمطارها في الشتاء كبلدان المغرب وبلاد الشام، أما في البلدان التي تسقط أمطارهم في الصيف، كاليمن والصومال، فإنهم يهيئون شتلاتهم في أوائل الصيف أو أواخر الربيع.

وفي حالة الأمطار الشتوية، ممكن زراعة بعض أصناف البقوليات كالحمص والفول أو زراعة بعض المحاصيل كالبصل والثوم والبقدونس والخس والرشاد الخ.

هذا لمن يريد إدخال أصناف الخضراوات في حديقته، أما لنباتات الزينة، فسنفرد لها أبوابا خاصة.

زراعة الأشجار وريها

بعد استخدام هندسة الجينات، واعتماد المكافحة الكيمياوية للفاكهة المشتراة من الأسواق، ازدادت الرغبة عند المواطنين لزراعة بعض أشجار الفاكهة في حدائقهم، لضمان ابتعادهم عن أضرار المبيدات. وهنا يجب التنويه على أن رش أشجار الزيتون بالمبيدات بعد شهر يوليو/ تموز، لا يضمن بقاء المبيدات مع (الزيت) الذي يبدأ تكوينه في ذلك الشهر.

إذا كانت الغاية من زراعة الأشجار هي وضع ساتر بين المارة وأهل المنزل، فبالإمكان زراعة أشجار الزيتون بمحاذاة السور وبمسافة متر الى متر ونصف بين كل شجرتين (علما أن المسافة في البساتين 10م بين صفوف الأشجار). وهنا سنضمن وظيفة الساتر، إضافة الى الحصول على الثمار من سطح الإثمار الخارجي.

إذا شاء صاحب الحديقة أن يزرع أشجارا مزهرة (كالورد والنسرين والياسمين بأنواعه) ويجعلها بواجهة الزوار أو المارة، ضامنا الستر وبنفس الوقت الحصول على منظر جميل وروائح عطرة، فعليه أن يجعل السور مكونا من قسمين: سور أرضي من الحجر المشغول أو الكوكنكريت بارتفاع 80ـ 100سم، وفوقه سور من الحديد المشغول أو الخشب (البغدادي)، لتتسلق عليه نباتات الزينة المختلفة وتتدلى من جوانبه (نسرين، ورد الساعة، شوك القدس، ياسمين هولندي أو عراقي).
في كل الحالات، يترك حوض محاذي للسور بعرض حوالي متر، ويحدد بالطابوق الجيري الأحمر (المشوي) ليفصل حوض أشجار السياج عن باقي الحديقة. وتسقى تلك الأشجار بالري السطحي ترك الماء يجري بحريته بعد (عمل ميزان أثناء التأسيس). وإن كان هناك شح في الماء يمد له أنابيب الري بالتنقيط لتعطى كل شجرة (فتحة خاصة) ينقط منها الماء بمقدار 30ـ50 لتر لكل شجرة، كل 4ـ 7 أيام، حسب عمر الشجرة وحرارة الجو. [ في الزيتون لا تحتاج لمثل تلك الكمية بل يكتفى برية عميقة كل شهر].

زراعة أحواض الزينة وريها

نحن نتكلم عن حدائق بمساحة لا تزيد عن ألف متر مربع، ولكن يمكن أن تكون الحديقة بمساحة 50م2 في بعض الأحيان، وفي الشقق والعمارات الملتصقة، ممكن إلحاق أحواض خاصة بالشرفات، وزراعتها ببعض نباتات الزينة (كالزنبق والنرجس والأراولة [الداوودي] و حُسن يوسف، وحنك السبع الخ) أو زراعتها بالنباتات الطبية (كالميرمية والبابونج والشومر) أو زراعتها بنباتات تخص المطبخ (كالفراولة، والبقدونس و الكزبرة والرشاد والريحان).

في تلك الحالات، بالإمكان ري تلك الأحواض بواسطة رشاش يدوي، أو وصلها بأنبوب ري بالتنقيط مع الانتباه من عدم زيادة الري، بل تقليله وتقريب فتراته.

طريقة لزراعة الفراولة بالشقق

بالإمكان زراعة الفراولة (التوت الأرضي أو الشليك) في أنبابيب بلاستيك قطر 6 إنش (15سم) بإغلاق أحد طرفي الأنبوب، ووضع بطانة من الخيش في داخله، ثم ثني تلك البطانة لتغلفه من الخارج، وملئ الأنبوب بالخلطة التي ذكرناها (1 رمل: 1 طين : 1 سماد حيواني) أو بالاستعاضة عن تلك الخلطة ب (البيتموس الجاهز: الدمال) ثم تثبيتها بواسطة طوق على أحد الشرفات المطلة على الشمس، وزراعة شتلة واحدة من الفراولة أو اثنتين في أعلى الأنبوب، وريها أولا بأول، فستنمو (ريزوماتها: جذورها) وتمتد حتى تغطي الأنبوب من الخارج، وتمتلئ بالزهور والثمار الرائعة، فيكون منظرها جميلا، إضافة للاستفادة من ثمارها.

متى نسقي؟

إن أفضل أوقات الري في الحدائق، هي في المساء.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .