أكثر الناس الذين نخالطهم مهما بلغ من السوء .. إلا أنه لا يخلو من خير وإن كان قليلاً ..
فلو استطعنا أن نعثر على مفتاح الخير لكان حسناً ..
اشتهر عن بعض المجرمين .. أنه كان يسطو على بيوت الناس ويسرق أموالهم .. لينفق بعضها على ضعفاء وأيتام !! أو يبني بها مساجد !!
أو كالتي ترى أيتاماً جوعى فتزني لتحصل مالاً تسد به جوعهم ..
بنى مسجداً لله من غير حله فكان بحمد الله غير موفق
كمطعمة الأيتام من كدِّ عرضها ! لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
وكم من حامل سكين ليطعن بها .. فاستعطفه طفل أو امرأة فرق قلبه .. وألقى سكينه عنه ..
إذن عامل الناس جميعاً بما تعلم فيهم من خير .. قبل أن تسيء الظن بهم ..
محمد عليه السلام .. بلغ من خلقه أنه كان يلتمس المعاذير للمخطئين .. ويحسن الظن بالمذنبين ..
وكان إذا قابل عاصياً ينظر فيه إلى جوانب الإيمان قبل جوانب الشهوة والعصيان ..
ما كان يسيء الظن بأحد .. يعاملهم كأنهم أولاده وإخوانه .. يحب لهم الخير كما يحبه لنفسه ..
*******
كان رجل في عهد النبي عليه السلام قد ابتلي بشرب الخمر ..
فأُتيَ به يوماً إلى رسول الله عليه السلام فأمر به فجُلد ..
ثم مرت أيام .. فشرب خمراً .. فجيء به أخرى فجلد ..
ومرت أيام .. ثم جيء به قد شرب خمراً .. فجلد ..
فلما ولى خارجاً .. قال رجل من الصحابة :
لعنه الله .. ما أكثر ما يؤتى به !!
فالتفت إليه عليه السلام .. وقد تغير وجهه فقال له : لا تلعنه .. فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله
*******
قبل أن تبدأ في نزع شجرة الشر في الآخرين .. ابحث عن شجرة الخير واسقها
__________________
من كتاب "استمتع بحياتك"
محمد العريفي
__________________
آخر تعديل بواسطة كونزيت ، 13-10-2008 الساعة 11:50 PM.
شكراً على النقل الجميل والاختيار الموفق يا كونزيت ..
وأضيف لمادة كونزيت " استمتع بحياتك "
ان الذين تعاملوا بالحب وحده في علاقاتهم عاشوا سعداء حتى مع فقرهم وعوزهم حتى مع إساءة الآخرين اليهم .. لأن ينبوع سعادتهم ينطلق من ذاتهم ويحلق مع تطلعاتهم دون اكتراث بما يعترض سبيل خطواتهم
أحياناً يتناول بعض الناس هاتفك الجوال - بدون استئذان - ويقرأ الرسائل التي فيه .. كان صاحبي في دعوة عامة .. وليمة عشاء عن أحد القضاة .. كل من في المجلس مشايخ فضلاء ..
جلس صاحبي بينهم .. يتجاذب أطراف الحديث معهم .. ضايقه وجود هاتف الجوال في جيبه فأخرجه ووضعـه على الطاولة التي بجانبه ..
كان الشيخ الذي بجانبه متفاعلاً في الحديث معه ..
من باب العادة أخذ الشيخ الهاتف الجوال .. رفعه إليه .. فلما نظر إلى الشاشة تغير وجهه .. وأرجعـه مكانه ..
كتم صاحبي ضحكة مدوية .. لما خرج ركبت معه في سيارته .. وقد وضع هاتفه الجوال بجانبه .. فرفعته إليّ - كما فعل الشيخ - فلما نظرت إلى الشاشة ضحكت .. بل غرقت في الضحـك ..
تدري لماذا ؟
جرت عادة بعضهم أن يكتب عبارات على شاشة الهاتف .. يكتب اسمه .. أو " اذكر الله " .. أو غيرها .. أما صاحب فقد كتب : " أرجع الجهاز يا ملقوف " ..
كثير من الناس من هذا النوع يتدخلون في أمور الآخرين الشخصية .. فمن الطبيعي أن يركب معـك في سيارتك ثم يفتح الدرج الذي أمامه .. وينظر ما بداخله ..!!
وامرأة تفتح حقيبة امرأة أخرى لتأخذ أحمر الشفاه أو ظل العينين .. وقد يتصل بك فيسألك أين أنت فتقول " طالع مشوار " فيقول : أين .. ؟ من معـك ؟ مجموعة من الناس نخالطهم يعاملوننا بمثل هذا الأسلوب .. فكيف نتعامل معهم ؟
أهم شي أن لا تفقده .. حاول أن تتجنب المصادمة معه .. حاول أن لا ( يزعل ) منك أحد .. كن ذكياً في الخروج من الموقف .. دون أن يحدث بينك وبينه مشكلة .. لا تتساهل بكسب الأعداء أو فقدان الأصدقاء .. مهما كانت الأسباب ..
ومن أحسن الأساليب للتعامل مع الطفيليين .. هو إجابة السؤال بسؤال .. أو الانتقال إلى موضوع آخر تماماً لينسى سؤاله الأول .. فلو سألك مثلاً : كم مرتبك الشهري ؟
قل له بلطف وتبسم : لماذا هل وجدت لي وظيفة مغرية ؟
سيقول : لا .. لكن أريد أن أعــرف ..
قل : المرتبات هذه الأيام مشاكل .. ويبدو أن ذلك بسبب ارتفاع أسعــار البترول !!
سيقول : ما دخل البترول ..
فقل : البترول هو الذي يتحكم في الأسـعــار .. ألا تلاحظ أن الحروب تقول لأجله .. سيقول : لا .. ليس صحيحاً ..
فالحروب لها أسباب أخرى .. والعالم مليء بالحروب .. و ... وينسى سؤاله وكذلك لو سألك عن وظيفتك .. أو أين ستسافر ..
اسأله : لماذا هل ستسافر معي ..
سيقول : لا أدري !! لكن أخبرني ..
قل : لكن إن سافرت معي .. فالتذاكر عليك ..
عندها سيدخل في موضوع التذاكر وينسى الموضوع الأصلي .. وهكذا .. نستطيع الخروج من مثل هذه المواقف من غير وقوع مشاكل بيننا وبين الآخرين ..
وقفة ..
إذا ابتليت بمتدخل فيما لا يعنيه .. فكن خيراً منه ..
أحسن الخروج من الموقف من غير أن تجرحه ..